LOGINعندما علمت أن خالد السلمي ذهب ليحضر دواء نزلة البرد لمساعدته الصغيرة بينما تركني عالقة في المصعد وأنا أعاني من رهاب الأماكن المغلقة، طلبت الطلاق. وقَّع خالد الأوراق بلا تردد، وقال مبتسما لأصدقائه: "إنها مجرد نوبة غضب عابرة، أهلها ماتوا ولن تجرؤ على طلاقي." "وعلى أي حال، ألا توجد فترة تهدئة مدتها ثلاثون يوما قبل الطلاق؟ إذا ندمت، سأتكرم عليها وأتغاضى عن الأمر، وستعود." في اليوم التالي، نشر صورا رومانسية مع مساعدته وكتب: "أوثق كل لحظاتك الخجولة." عددت الأيام. هدأت نفسي وجمعت أغراضي، ثم اتصلتُ برقم ما: "خالي، اشتر لي تذكرة طيران إلى دولة الزهرة."
View More"ماذا تفعلان! من هذا الرجل؟"لم أتخيل أن خالد السلمي سيظل يطاردني كالشبح.تبخر ما تبقى من تأثير المشروب في رأسي."ليس لدينا ما نقوله." سحبت أحمد لنغادر، لكن خالد توسل إليّ كمن لا يريد الاستسلام."لقد حللت مشكلة ريم، يا ليلى، أرجوك امنحيني فرصة أخيرة.""خلال هذه الفترة، وأنت بعيدة عني، شعرت كأن قلبي فارغ. لم أدرك كم أنت مهمة بالنسبة لي يا ليلى."كرر كلماته مرارا وتكرارا.قاطعته: "خالد، لا أشعر نحوك سوى بالاشمئزاز. لا تظهر في حياتي مرة أخرى.""هل تعتقدين أن مشاعره نحوك صادقة؟"صرخ خلفي: "أنت مطلقة، كيف يمكن أن لا يهتم بهذا الأمر؟"أمسك أحمد يدي بقوة، ونظر في عيني بجدية قائلا: "لا يهمني ذلك يا ليلى.""انتظرتك كل هذه السنوات، لكن عندما سمعت قبل سنوات أنك تزوجت، ظننت أنه لا نصيب لنا. عندما أخبرني خالك أنك جئت إلى دبي، هل تعلمين كم كنت سعيدا؟"كانت يده دافئة، تبث الدفء في قلبي.التفت إلى خالد وقلت: "حتى أنت كمطلق وجدت من يريدك، فلماذا لا يمكنني أنا؟"حاول خالد التقدم، لكنه تراجع عندما هددته بالاتصال بالشرطة.مشيت بضع خطوات مع أحمد، ثم تركت يده."شكرا لك على قول هذا لإنقاذ الموقف."في الواقع،
كانت تكرر مرارا وتكرارا كل ما فعله خالد من أجلها، كما لو كانت تحاول إثبات أن حبه كان حقيقيا.نفض خالد يد ريم التي حاولت إمساكه قائلا: "كفى يا ريم، توقفي عن ملاحقتي. كل ما فعلته لك وكل لطفي معك كان فقط لأنك تشبهين ليلى عندما تعرفت عليها لأول مرة."ثم التفت خالد نحوي قائلا: "ليلى، في البداية كنت بريئة وعفوية جدا، ثم اعتدت على وجودك تدريجيا، ولم نعد نشعر بتلك المشاعر المتجددة. في ذلك الوقت، دخلت ريم إلى حياتي، ولهذا لم أستطع السيطرة على مشاعري.""لكنني لا أستطيع التخلي عن علاقتنا التي استمرت سنوات. ما رأيك أن تعودي معي ونبدأ من جديد؟"لم أتخيل أن خالد يمكن أن يكون بهذه الوقاحة.يقول بكل صفاقة أنه رأى نفسي القديمة فيها.وقفت ريم مشدوهة في مكانها، تمسح دموعها وهي تستعيد وعيها ببطء."ماذا عن الطفل؟ إذا كنت لا تهتم حتى بطفلنا، فسأقفز من هنا."ركضت ريم نحو الجسر تنظر إلى المياه المتدفقة تحتها.لم أكن أتوقع أن لديهما طفلا.شعرت بالأسف الشديد لأنني أحببت شخصا حقيرا مثله.بدا أن خالد يمر بصراع داخلي، وأخيرا قال لي بإحباط: "آسف يا ليلى، ريم بريئة، يجب أن أهتم بها أولا."في الواقع، لم أتفاجأ باختيا
كانت عيناه محمرتين، وقال بصوت مبحوح."ليلى، لماذا حظرتني؟"عادت ذكرياتي إلى ذلك اليوم عندما حذفت سجل محادثاتنا وقمت بحظره."خالد، قلت لك، نحن مطلقان، وقد استقلت من شركتك، ما معنى أن تأتي للبحث عني؟"بمجرد أن سمع هذه الكلمات، بدا خالد وكأنه يُكافح لكبح جماح انفعالاته، وقد تجلّى ذلك في حركه حلقه."طلاقنا كان خطأي، لقد أسأت فهمك، ووقعت على اتفاقية الطلاق بتهور.""بخصوص المشروع، لقد تحققت من الأمر، لقد ظلمتك في البداية، آسف، لم يكن يجب أن أحكم بتهور أنك فعلت ذلك، الآن أدركت خطأي، هل يمكنك منحي فرصة أخرى؟"نظرت إليه بسخرية.الطلاق يصبح نهائيا بعد 30 يوما من توقيع العقد، أي أن لديه فرصتين للاختيار.لا يعرف أن سبب طلاقنا لم يكن بسبب ظلمه لي، كان ذلك مجرد القشة الأخيرة التي قصمت ظهر 7 سنوات من الحب و5 سنوات من الزواج.الأهم من ذلك، أن قلبه كان قد ابتعد منذ وقت طويل."هل تعتقد أنني أردت الطلاق لأنك جعلتني أسلم المشروع لريم، وأسأت فهمي بأنني أظهر شيئا وأخفي شيئا آخر؟"بدا خالد وكأنه يتألم، وتجلى ذلك في تعابير وجهه.واصلت قائلة: "عندما اخترت تركي وحيدة في المصعد رغم رهاب الأماكن المغلقة لدي، لتذه
"خالد، يمكنك التحقق مما إذا كنت أنا من فعل ذلك أم لا، وبالمناسبة أخبر ريم 'بدلا من إضاعة وقتك في هذه الألاعيب الصغيرة، من الأفضل أن تحسني من قدراتك في العمل.'"أغلقت الهاتف.قمت بحظر وحذف رقم هاتف خالد نهائيا.ترددت للحظة، ثم فتحت نافذة المحادثة بيني وبين خالد، وحذفت جميع سجلات محادثاتنا.بسبب حجم الذاكرة الكبير، كان الهاتف يعمل ببطء، وأنا أشاهد بصمت كيف تُمحى ذكريات عشر سنوات من التعارف والحب.شعرت بمشاعر مختلطة.وضعت الهاتف في جيبي، ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة لأطمئن جدتي وخالي اللذين بدا القلق في عينيهما.عندما عدت، اكتشفت أن خالي قد جهز لي غرفة نظيفة ودافئة.قال خالي: "ليلى، لا أعرف ما تحبينه، خالك لا يعرف ما تحب الفتيات، لذا اشتريت كل شيء بشكل عشوائي."بدا خالي يتحسس رأسه محرجا بعض الشيء.لكنني رأيت أن الغرفة كلها مصممة حسب ذوقي باللون العاجي الأبيض، حتى مصباح الطاولة كان باللون الأزرق الذي أحبه."أحبها كثيرا، شكرا لك يا خالي."قال خالي: "حسنا، رتبي أغراضك، واستعدي بعد قليل ستناول الطعام!"شعرت بالدفء من جديد بفضل حب عائلتي.بعد عدة أيام من الراحة في المنزل، لم أستطع الصبر وأردت الخرو
reviews