Share

الفصل 6

Penulis: سو شي
بعد خروجهما من مكتب الأحوال المدنية، ودَّعت سارة السيد برهان رستم: "سيد برهان، الطبيب يمنع الزيارة بعد الظهيرة، لذا لن تتسنى لي العودة معك، سوف آتي غدًا قبل الظهيرة مرة أخرى لزيارة الخالة سمية".

كانت سارة في عدم وجود الخالة سمية، تحافظ على مسافة بينها وبين السيد برهان.

أجابها السيد برهان بنبرة فاترة: "كما تشائين".

فانصرفت سارة لوحدها.

سأل حازم السيد برهان وهما داخل السيارة: "ألا تخشى هروبها يا سيدي؟".

ابتسم السيد برهان ابتسامة صفراء وهو يقول: "تهرب؟ إلى أين، أستعود للعمل نادلة في المطعم الذي اعتدت الذهاب إليه؟ كيف ستأتي حينئذ لاقتراض المال من أمي ثانية؟ لم تكن تبتغي من هروبها في المرتين السابقين سوى رفع سعرها".

حازم: "كلامك صحيح".

قال السيد برهان: "انطلق بالسيارة".

انطلقت السيارة مسرعة بجانب سارة دون أن يلتفت إليها السيد برهان مطلقًا.

جرَّت سارة جسدها المنهك وعادت إلى المنزل.

وما إن وصلت إلى بوابة المنزل، استوقفتها إحداهن: "سارة! هل كنتِ حقًا مختبئة في هذا الحي؟".

إنها لينا!

قبل عامين، كانت لينا تعيش حياة فوضوية، ومن جراء ذلك؛ تعرضت للاغتصاب من رجل منحط طاعن في السن وقبيح، وفي أثناء تلك الواقعة، استغلت لينا انشغال الرجل وضربته في رأسه بحذاء كعب عال فمات على الفور.

ولتخليص ابنتهم من التهمة، اقتادت عائلة لينا، سارة، بعدما جعلوها تسكر، إلى موقع الجزيمة الملفَّق بإحكام.

من ثم، حُكم على سارة بالسجن عشر سنوات بتهمة القتل غير المتعمد.

بذلك تجنبت لينا الوقوع في غيابات السجن.

فلما تذكرت سارة ذلك الأمر، ودَّت لو تخنق لينا حتى الموت.

نظرت سارة إلى لينا بعدم اكتراث وقالت: "كيف عثرتِ عليّْ؟".

قالت لينا بنبرة متعالية: "أتعرفين ماذا يطلق على هذا المكان يا سارة؟ المنطقة العشوائية، إنها المنطقة العشوائية الوحيدة في المدينة الجنوبية، ومعظم من يعشن هنا بائعات الهوى، إذ يمكن الحصول على إحداهن مقابل خمس دولارات فقط، وتكسب بائعة الهوى إن عملت ليلةً كاملةً مائة دولار، يا له من مبلغ طائل".

سألتها سارة بنبرة ساخرة: "هل أتيتِ خصيصًا لتتباهين أمامي بأنكِ تجنين في الليلة الواحدة مائة دولار".

"أنتِ!"، همَّت لينا برفع يدها كي تصفع سارة، وما إن رفعت نصف يدها توقفت.

ثم قالت وهي تضحك: "أوه، كدتِ تغضبينني، اسمعي، إنني على وشك الزواج، ونقوم ببعض التشطيبات في المنزل، وقد عثر العمال وهم يلملمون القمامة داخل المنزل، على عدة صور لكِ ولأمكِ….".

سألتها سارة متلهفة: "صورة أمي؟ لا تضيعيها، سآتي لأخذها".

لقد ماتت أمي، وأي صورة متبقية لها هي بالتأكيد كنز ثمين.

سألتها لينا بنبرة لا هي فاترة ولا متحمسة: "متى تأتين لأخذها؟".

"غدًا بعد الظهيرة".

"إذن غدًا بعد الظهيرة! وإلا ستلوث تلك القمامة بيتنا إن ظلت فيه يومًا آخر!"، قالت لينا هاتين الكلمتين ثم انصرفت تتبختر بحذائها ذي الكعب العالي.

وبعد انصراف لينا بقليل، خلدت سارة إلى النوم.

إنها الآن في الأسابيع الأولى من الحمل، وقد أنهكها التعب مما بذلته طيلة اليوم، لذا فكرت في النوم باكرًا والاستيقاظ باكرًا للذهاب إلى المستشفى لإجراء اختبار الحمل.

في صباح اليوم التالي، انطلقت سارة إلى المستشفى باكرًا واصطفت في الطابور أمام غرفة التصوير بالسونار، ولما تبقت أمامها في الطابور امرأة واحدة، تلقت اتصالًا هاتفيًّا من السيد برهان، فأجابت سارة: "ما الأمر يا سيد برهان".

أجابها السيد برهان على الناحية الأخرى من المكالمة بنبرة غاية في البرود: "أمي تشتاق إليكِ".

نظرت سارة فلم تجد أمامها في الطابور سوى امرأة واحدة، فحسبت الوقت المتبقي تقريبا: "سأصل إلى المستشفى في غضون ساعة ونصف".

أجابها السيد برهان مقتضبًا: "حسنًا".

"بالمناسبة…"، تنحنحت سارة ثم قالت: "سأبذل وسعي لإسعاد الخالة، هل لي ببعض المال؟ يمكنك خصمه من تعويضات طلاقنا، حسنًا؟".

"سنتحدث في ذلك لاحقًا"، لم يكترث السيد برهان لما تقوله سارة وأغلق الخط.

كان أكثر ما يكرهه أن يساومه أحد في أمر المال!

تابعت سارة الاصطفاف في الطابور.

ولما حان دورها في الدخول، قدِمت فجأة من الخارج حالة طارئة تحتاج إلى إجراء تصوير بالسونار، وقد استغرق الأمر أكثر من نصف ساعة، ولما أتى الدور على سارة مرة أخرى، علمت أن الحمل الأول يتطلب فتح ملف جديد.

بذلك تعطلت أكثر من نصف ساعة أخرى!

ولما وصلت سارة إلى غرفة السيدة سمية، سمعتها تبكي: "أيها الابن العاق، هل تخدع أمك؟ أنا أسألك عن سارة!".

"لقد حصلنا على وثيقة الزواج بالأمس يا أمي"، ثم أعطى السيد برهان وثيقة الزواج لأمه.

راحت العجوز تدفع ابنها بعنف وتقول: "أحضر لي سارة الآن".

نهض السيد برهان مغادرًا وهو يقول: "سأبحث عنها حالًا".

قابلته سارة عند مدخل الغرفة فإذا عيناه تقدحان الشرر.

طأطأت سارة رأسها وانطلقت نحو مقدمة سرير السيدة سمية وهي تحمل في يدها شيئًا، ثم قالت لها بتلطف: "سامحيني، أتيت متأخرة يا خالة، لقد كنت أسمع منكِ دائمًا وأنا في السجن أنكِ تحبين كعكة التمر، فاشتريت لكِ علبة منها".

ابتسمت السيدة سمية ابتسامة مبللة بالدموع: "أما زلتِ تتذكرين أن الخالة تحب كعكة التمر يا صغيرتي؟".

"طبعا"، ناولت سارة الخالة سمية كعكة وقالت: "تفضلي يا خالة".

نظرت الخالة سمية إلى سارة بشوق وقالت: "ينبغي عليكِ مناداتي 'يا أمي'".

سارة: ".….يا أمي".

قالت الخالة سمية مغتبطة: "يا إلهي…..لو مت الآن سأكون مرتاحة البال لوجودكِ إلى جوار ولدي".

احمرت مقلتا عيني سارة وقالت: "لا تقولي هكذا يا أمي، طول العمر لكِ…..".

بعدما روَّحت سارة الحزن عن السيدة سمية وجعلتها تنام في سرور واطمئنان، توجهت نحو السيد برهان وقالت وهي تعض على شفتيها: "هل لي بمبلغ يسير من المال يا سيد برهان؟".

بدت ملامح السيد برهان جامدة، ثم قال بهدوء تام: "قلتِ إنكِ ستصلين بعد ساعة ونصف، ثم أتيتِ بعد ثلاث ساعات، إذا رأيتكِ تلعبين مع أمي لعبة القط والفأر وتثيرين استفزازها ثانية فلن أعطيكِ أي مال".

اقشعر جسد سارة فجأة؛ فقد كانت لهجته الهادئة هذه تفوح منها رائحة شريرة واضحة.

كانت تعرف أن هذا ليس مجرد كلام.

قالت سارة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة ساخرة: "فهمت، أموال الأغنياء ليست سهلة المنال! لن أتطرق إلى هذا الموضوع ثانية، لكن يجب أن أتأكد من أمر ما، أنت ستساعدني في إتمام إجراءات تسجيل الإقامة الدائمة، أليس كذلك؟".

السيد برهان: "سأنفذ لكِ كل البنود المنصوصة داخل العقد".

"شكرًا لك، أستأذنك في الانصراف فلدي ما أفعله بعد الظهيرة"، ثم غادرت سارة وحيدة.

صاحت السيدة سمية من داخل غرفتها في المستشفى: "برهان….".

دخل السيد برهان الغرفة على الفور: "أمي؟".

قالت السيدة سمية بنبرة حنونة وصادقة: "أعلم أنك لا تستلطف سارة، لكنها يا بني أسدت إلى أمك معروفًا حين تكبدت مشقات جمَّة داخل السجن لا طاقة لأمك بتحملها، أمك هي الوحيدة التي تدرك مدى ولائها وإخلاصها، هل ما قاسيناه أنا وأنت مع عائلة السيد رستم يعد أمرًا يسيرًا؟ أخشى أن.….فقط أريد أن أبحث لك عن شريكة وفيّة لا تتخلى عنك أبدًا، هل تتفهم قلق أمك؟".

أومأ السيد برهان برأسه: "أفهم يا أمي".

تابعت السيدة سمية كلامها وهي تتجهز للنزول من السرير: "أريد أن أكلم الخالة سعاد، يجب أن أعرف إن كانت سارة تعيش في بيتنا أم لا، لن يطمئن قلبي حتى يتحقق زواجكما".

السيد برهان: ".…..".

في تلك الأثناء، رن جرس هاتفه، فأجاب على الفور بنبرة كئيبة: "ما الأمر؟".

أجابته لينا على الناحية الأخرى بنبرة لا تخلو من الدلال المصطنع: "عزيزي برهان، أريدك أن تأتي بعد الظهيرة إلى بيتنا لنناقش تفاصيل الزفاف، ما رأيك؟".

أبدى السيد برهان رفضًا قاطعًا: "ليس لدي وقت فراغ اليوم!".
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi

Bab terbaru

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 30

    صرخت سارة بغضب وقالت: "لماذا جئتما إلى هنا؟ هيا اخرجا من هنا فورًا"، لم تكن سارة تكترث لكل الأذى الذي لاقته من لينا ووالدتها غادة، بل كان كل ما يشغل بالها في هذا الوقت، أنهما بالتأكيد جاءتا لمضايقة الخالة سمية وهذا سيفاقم مرضها.أمسكت سارة حقيبتها وضربت بها السيدة غادة.لكن الخالة سمية أوقفتها: "سارة.....".نظرت سارة إلى الخالة سمية وقالت: "لا تخافي يا أمي، سأطردهما فورًا".قالت الخالة سمية: "سارة، أنا من دعوتهما إلى هنا".سارة: ".......؟".نظرت سارة خلفها، فوجدت لينا ووالدتها غادة ينظران إلى الخالة سمية المستلقية على السرير والخوف يملأ أعينهما.ثم نظرت مرة أخرى إلى الخالة سمية وسألتها في حيرة: " أنتِ من دعوتهما للمجيء إلى هنا يا أمي؟".نظرت الخالة سمية إليهما بوجه شاحب ونظرات مفعمة بالتحدي وقالت: "لينا، غادة....".نظرة غادة إلى الخالة سمية نظرة عداء وقالت: "يا خالة سمية.....".قالت الخالة سمية: "هل تظنان أنني وابني برهان كنا سنظل على قيد الحياة حتى الآن لو لم نقاوم كل الظروف كي نحظى بمكانة واحترام بين أفراد عائلة رستم؟ خصوصًا أن زواجي من رستم لم يُعلن بشكل رسمي"."لقد عاشت سارة في منز

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 29

    قال السيد فؤاد: "على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول الغداء معكِ..." ثم نظر إلى المتجر الصغير من حوله فوجده مظلمًا مليئًا بالدخان ولا يوجد به سوى العمال المهاجرين".غطى السيد فؤاد أنفه بيده وتحمل كل شيء من حوله من أجل أن يحظى بفرصة للفوز بالفتاة التي تعجبه."على الأقل يمكنكِ دعوتي لتناول وجبة طعام لا تتجاوز دولارًا، أليس كذلك؟".أجابت سارة بسرور: "حسنًا".طلب الاثنان وجبتي طعام، عبارة عن طبقين من الخضار وطبق من اللحم.كانت سارة قد شبعت بالفعل بعدما تناولت وجبتها الأولى التي لم يكن بها سوى الفطر والبازلاء، ثم جلست أمام السيد فؤاد تشاهده وهو يتناول طعامه.كان شعورًا محرجًا حقًا.لكن الأكثر إحراجًا هو أن سارة ظلت جالسة أمام السيد فؤاد دون أن تتحدث بكلمة واحدة، بينما كان هو يتناول وجبته عديمة الطعم متمنيًا أن يستطيع إمساك خد سارة البارد ويهز رأسها بقوة.لكنه كان يفضل أن يضمها إلى صدره بقوة ولا يفلتها ثانية.لم يتخيل أنها ستظل طوال الوقت هادئة وانطوائية هكذا.لكن السيد فؤاد صياد ماهر، يعرف كيف يتحلى بالصبر حتى يصطاد فريسته.وبعدما انتهيا من تناول طعامهما، اكتشفت ساره أن السيد فؤاد قد دفع بالفعل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 28

    فجأة رفعت سارة عينيها لترى من الذي يتحدث، لكنها لم تتذكر من هو، وبعد بضع ثوانٍ قالت: "السيد فؤاد".حينها وقف مدير قسم التصميم بسرعة وباحترام ومشى نحو السيد فؤاد ثم انحنى قائلًا: "سيد فؤاد، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هل جئت لتتفقد أحوال العمل؟".نظر فؤاد له وقال: "ما مشكلة هذه الموظفة؟".قال المدير: "إنها موظفة جديدة متوسطة التعليم وليس لديها أي خبرة، تغيبت عن العمل لعدة أيامٍ دون إنذار، يستحيل أن يعمل أمثالها في شركتنا"."أقسم أنني لن أتغيب عن العمل مرة أخرى، سأعمل بكل قوتي في الموقع حتى لو اضطررت لنقل الطوب" قالت سارة هذا لتستجدي أي فرصة أخيرة تبقيها في هذه الوظيفة.قال فؤاد بلهجة حادة: "إنها مجرد مصممة مساعدة أليس كذلك؟ في شركةٍ كبيرةٍ كهذه علينا التعامل بتسامح مع الموظفين، يجب أن نعطيهم فرصةً أخرى، خاصةً إن كانوا جدد، ولطالما اعترف الموظف بخطئه، فإنه سيصححه بالتأكيد ولن يكرره".لم يعقِّب المدير على كلام السيد فؤاد.لكنه استنتج أن السيد فؤاد وهذه الفتاة الوضيعة يعرفان بعضهما البعض.لم يكن لدى مدير التصميم خيارًا آخر سوى إعادتها للعمل، خاصةً بعدما شفع لها السيد فؤاد.قال المدير: "بشرط أل

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 27

    لم يؤثر صراخها في تعابير وجه السيد برهان، بل أخذ ينظر إليها ويتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها. دفعت سارة السيد برهان بقوة لتبعده عن طريقها، ثم التقطت منشفتها ولفتها حول جسدها بسرعة وركضت نحو غرفة الضيوف.وما إن أغلقت الباب خلفها، سالت الدموع من عينيها.تملكها حينها شعور بالخجل والعار هي وحدها من أدركت كم كان شعورًا خانقًا.رفعت معصمها لتمسح دموعها التي لم تستطع كبحها، وقبل أن تنحني لتلتقط ملابسها، انفتح الباب فجأة، فارتعبت سارة وارتجف جسدها، وعندما التفت ورفعت عينها، رأت السيد برهان أمامها يحمل صندوق الإسعافات الأولية.غطت سارة جسدها بالمنشفة وقالت: "أنت.....ماذا تفعل هنا؟".لم يجبها السيد برهان؛ بل اقترب منها وأمسك ذراعها ووضعها على السرير على بطنها، وقبل أن تستوعب ما يجرى، كان السيد برهان قد بدأ يدهن لها مرهمًا باردًا على ظهرها.كان ظهرها مليئًا بالكدمات وآثار ربط الحبال، لم تستطع سارة رؤيتها لكنها شعرت بألمٍ شديدٍ في ظهرها أثناء الاستحمام، والآن بعدما دهن السيد برهان هذا المرهم البارد على ظهرها، هدأ شعورها بالألم على الفور.ثم انتقل بعد ذلك إلى ساقيها اللتين كانتا مليئتين بآثار ربط

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 26

    صاحت سارة مرة أخرى: "سيد برهان.......".التقط السيد برهان هاتفه وأجرى اتصالًا: "حازم، تعال إلى هنا فورًا لتصطحب الآنسة لينا إلى المنزل".لينا: ".....".أنهى السيد برهان المكالمة ثم قال بفتور: "انتظري هنا، سيأتي حازم في غضون ثلاث دقائق ليعيدكِ إلى المنزل".وما إن أنهى كلامه، دخل المصعد وضغط على زر الصعود وأغلق باب المصعد.بقيت لينا مذهولة وحدها تحت المطر.وبعد ثلاث دقائق، وصل حازم وأوقف سيارته أمام لينا، ثم فتح نافذة السيارة ونادى عليها: "آنسة لينا، اصعدي إلى السيارة بسرعة حتى لا يبللكِ المطر".تغيرت ملامح لينا وقالت: "هل أنت غبي؟".حازم: "....؟".أنا خطيبة السيد برهان رستم، ينبغي عليك بصفتك سائقه الشخصي، أن تنزل وتفتح لي باب السيارة، ثم تركع لتجعل قدمك مسندًا أصعد عليه إلى السيارة".حازم: "......".وبعد بضع ثوانٍ، نزل حازم من السيارة دون أن ينبس ببنت شفة، ثم فتح باب السيارة وثنى إحدى ساقيه باحترام وقال: "تفضلي بالصعود يا آنسة لينا".قالت لينا بنبرة متعالية: "هكذا أفضل!".أدركت لينا بعد هذه الليلة أنها مهما فعلت أو ارتكبت من أخطاء، فإن السيد برهان سيتزوجها في النهاية.ذلك لأنه قد اقتنع

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 25

    كان الاتصال من الجدكان جد برهان يتحدث بنبرة تجمع بين الأمر والتشاور: "برهان، بما أنك قلت إن تلك المرأة كانت فقط من أجل تهدئة والدتك، فقد قررنا، جدتك وأنا، أن نقيم مأدبة عشاء عائلي بسيطة. في نهاية هذا الأسبوع، ستحضر فتيات من العائلات الراقية من المدينة الجنوبية والعاصمة في هذه المأدبة..."لم يترك برهان فرصة لجده لإكمال كلامه، إذ قاطعه قائلًا: "لن أذهب!"أصبحت نبرة جده أكثر ليونة وقال: "برهان، انتظر قليلًا، اسمعني حتى النهاية، حسنًا؟"برهان: "...""برهان؟""أنا أسمع.""برهان، لن أتدخل في أمور شركة العائلة، ولكنني الآن بلغت السادسة والتسعين. ألا يمكنك أن تترك لي فرصة أن أراك تتزوج وتنجب قبل وفاتي؟ إذا وجدت فتاة تناسبك بين الضيوف، فهذا سيكون الأفضل. وإن لم تجد، فلن نضغط عليك." في النهاية، كان جده يكاد يتوسل لبرهان.ألقى برهان نظرة على لينا، التي كانت لا تزال تحت المطر، ,وأجاب: "حسنًا."بعد أن أنهى المكالمة، قال برهان للينا: "استعدي خلال الأيام المقبلة. سترافقيني هذا الأسبوع إلى منزل عائلة رستم لمقابلة جدي."لينا، التي بدت علامات الفرح تلمع في عينيها، سألت بفرح: "سيدي، ماذا تقول؟ هل تعني أ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 24

    "هل تمطر؟" قالها برهان وهو يتجه نحو الشرفة لينظر إلى الخارج، وبالفعل كانت الأمطار تتساقط. عندما نظر للأسفل، رأى امرأة جاثية على ركبتيها في الماء، ترفع رأسها وتنظر تجاهه.أخذ برهان مظلة ونزل إلى الأسفل."سيدي... سيدي... لا أصدق أنك ما زلت تود النزول لرؤيتي." كانت شفتا لينا قد تحولت إلى اللون الأرجواني من شدة البرد، وهي تزحف على ركبتيها باتجاهه، ثم عانقت ساقيه بشدة. "سيدي، اسمعني، دعني أكمل كلامي. حتى لو قتلتني بعدها، سأكون راضية، فقط أطلب منك فرصة واحدة للدفاع عن نفسي."نظر السيد برهان إلى هذه المرأة التي كانت تجثو أمامه بخضوع وتذلل، شعر باشمئزاز شديد يتملكه. فقد كان على وشك أن يركلها حتى الموت بالأمس.لكن في النهاية، تراجع في اللحظة الأخيرة فقط لأنها أنقذت حياته بجسدها ذات مرة، مما منحه الفرصة للسيطرة على مجموعة شركات رستم. توقفت قدمه في اللحظة التي كانت على وشك أن تصطدم بها.ومع ذلك، كانت مشاعر الكراهية تجاه لينا تتزايد في قلبه يومًا بعد يوم.هذه المرأة لم تعد تلك المطيعة والمستسلمة كما كانت في الليلة التي أنقذت حياته. على الرغم من أنه وعدها بالزواج بعد شهرين، إلا أنها ما زالت تثير غ

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 23

    "أمي، أنا آسفة." سقطت دموع سارة على طرف الغطاء الذي يلف الخالة سمية. كان صوتها مبحوحًا من كثرة البكاء: "لقد بدأت العمل للتو، وكان عليّ الامتثال لتعليمات المدير. قرر المدير فجأة إرسالي في رحلة عمل لبضعة أيام، فلم أتمكن من زيارتكِ في الوقت المناسب."أجابت الخالة سمية بابتسامة حزينة وهي تنظر إلى الأنابيب المتصلة بجسدها: "ليس ذنبكِ يا حبيبتي. جسدي يزداد ضعفًا يومًا بعد يوم... لا أعرف إن كنت سأتمكن من فتح عيني مرة أخرى بعد أن أغلقها.""أمي، لا تقولي ذلك، أرجوكِ، لا تتركيني. لو رحلتِ عني، سأصبح وحيدة تمامًا. لم يعد لدي أي أحد في هذا العالم..." صرخت سارة وهي تضع رأسها على صدر الخالة سمية، تبكي بحرقة ودموعها تنهمر دون توقف.في ذلك اليوم، بعد أن تم إنقاذ سارة، لم تعد إلى المنزل. بقيت في المستشفى تعتني بالخالة سمية. كانت تنظفها، تغسل شعرها، وتقص أظافرها. ومع رعايتها الحنونة، بدأت الخالة سمية تستعيد بعضًا من صحتها، وظهر لون الحياة مجددًا على وجهها الشاحب.بفضل رعاية سارة الدقيقة، بدا أن برهان، الابن البيولوجي للخالة سمية، لا دور له تقريبًا. ففي كثير من الأحيان، كان يقف بهدوء على الجانب، يراقب تلك

  • زواجُ بالإكراه   الفصل 22

    سارة كانت ترتجف خوفًا وهي تتكئ على عنق برهان، جسدها يرتعش بالكامل. كانت تعلم أن برهان رجل قاسٍ، لكنها لم تره يومًا بعينيها يتصرف بهذه القسوة. اليوم، أخيرًا شهدت كيف أنه رجل لا يتراجع عن كلمته، مهما كان الأمر.ومع ذلك، كانت تعلم أن هؤلاء الأشخاص يستحقون ما حصل لهم.لم يكن هناك ما يستدعي الشفقة عليهم.على العكس، كادت هي أن تكون الضحية، وكانت على وشك أن تُعذب وتُقتل على يد لينا.رفعت سارة رأسها ببطء، وهي مستندة على كتف برهان، ثم نظرت إلى لينا بعينين بريئتين للغاية.تم نقل سارة إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الفحص قال: "إنها مجرد كدمات في الأنسجة الرخوة، لا يوجد ما يدعو للقلق."تنفست سارة الصعداء، وبدأت مشاعر الخوف التي كانت تعتريها تتلاشى تدريجياً. بعد أن كانت مُختطفة لعدة أيام، ولم تكن تعرف كيف كانت حال الخالة سمية خلال هذه الفترة."سيد برهان، شكرًا لإنقاذكِ لي، هل الخالة سمية بخير؟" سألته سارة وهي تنظر له بامتنان."الوضع ليس جيدًا!"سارة: "......ماذا... ماذا حدث للخالة سمية؟""في وحدة العناية المركزة." قالها برهان بوجه خالٍ من التعبير. في الفترة الأخيرة، كانت سارة تذهب كل يوم إلى ال

Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status