Share

الفصل 949

Penulis: سيد أحمد
كان جسد أحمد كله يرتجف، وقد عاد إلى ذهنه مشهد موت سالم، حين تدفق الدم القاني من صدره وغمر يديه وعينيه.

هز رأسه بعناد وقال في نفسه، مستحيل!

قال بصوت مضطرب: "لا، ليس هو سالم، لقد مات بين ذراعي، أنا متأكد من ذلك."

تلك الرصاصة اخترقت قلب سالم، ولم يكن هناك أي احتمال للنجاة.

حدّق أحمد بالرجل الملثم أمامه وقال: "إنه جلال، إن لم أكن مخطئًا، فلابد أن يكون لسالم أخ توأم، لا بد أنه هو!"

تعالت أصوات المذهولين: "يا إلهي، ما هذا القدر العجيب؟ كيف يكون لسالم أخ أكبر أو أصغر ونحن لم نعرف شيئًا قط؟"

قال آخر: "هذه مسألة تخص عائلة سالم، أرسلوا رجال الجزيرة ليوقفوهم فورًا!"

تمتم أحمد بكلمات خرجت من قلبه: "حبيبتي سارة، سامحيني."

هذه المرة كان قد عزم حقًا على تركها وشأنها، غير أن هوية ذلك الرجل غامضة للغاية، وإن كان حقًا شقيق سالم فلا يمكن لأحمد أن يتركه طليقًا.

في تلك اللحظة دوّت صفارات الإنذار فجأة في أرجاء الجزيرة.

ارتبكت ليلي وكادت تسقط من القارب إلى الماء، وقد بدا وجهها غارقًا في التوتر.

قالت بفزع: "كيف اكتشفوا أمرنا بهذه السرعة؟ يا صغيرتي، ما العمل؟ إن أمسكوا بنا وأعادونا، هل يزج بي أحمد في قفص أيضًا
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1066

    تجمّد وجه أحمد وتصلّب صوته البارد قائلًا: "ماذا قلت؟"لو أن هذا الكلام صدر من أي شخصٍ آخر لما صدّقه، فقد كانت سارة هذا الصباح بين ذراعيه، دافئةً وهادئة، وكأن شيئًا لم يتغير.لكن فؤاد ليس من النوع الذي يختلق الأكاذيب لمجرد اللهو، لا بدّ أنه رأى شيئًا بعينيه.قال فؤاد بنبرةٍ متلاعبة: "خمن ماذا رأيت اليوم؟"قال أحمد بصرامةٍ تنذر بالعاصفة: "قل ما عندك بسرعة."قال فؤاد: "لست في مزاجٍ يسمح لي بالكلام الآن، مزاجي سيّئ."ردّ أحمد ببرودٍ قاطع: "إذن لا تتوقع أن تعرف مكان ليلي أبدًا."دوّى صوت ارتطام الطاولة في الجهة الأخرى من الهاتف، ثم صاح فؤاد بغضب: "كنت أعلم أنك تخفيها عني أيها اللعين!"قال أحمد بحدةٍ ثابتة: "تكلم، ماذا رأيت؟"ردّ الآخر: "سأخبرك بشرطٍ واحد، أن تخبرني أين هي."قال أحمد ببرودٍ حاسم: "اتفقنا."أرسل فؤاد تسجيل المراقبة من المطعم الذي كان فيه.لم تُخفِ سارة عنه أنها ذاهبةٌ للقاء رجلٍ ما.لكن ما ظهر في التسجيل أدهش الجميع، فقد كان الرجل مجهول الملامح تمامًا، وبدت سارة أمامه غريبة الأطوار، تبتسم تارةً وتبكي تارةً أخرى.وحين وصلت اللقطة إلى المشهد الذي أطعمته فيه قطعة من الحلوى، اسود

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1065

    انفجرت سارة بالبكاء حتى فقدت السيطرة على نفسها، تتقطع أنفاسها بين شهقةٍ وأخرى.كانت ملامحها الجميلة تزداد رقّةً وهي تبكي، فالدموع على وجه الجميلة تُثير في النفس شفقةً لا تُقاوم.أما كريم، فبدت على ملامحه علامات الارتباك، إذ إن مثل هذا الانفعال الصادق لا يمكن افتعاله مهما كان الممثل بارعًا، فقال بصوتٍ منخفضٍ مرتبك: "توقّفي عن البكاء رجاءًا، لا فائدة من الحزن، من مات لا يعود، خالص تعازي لكِ."مسحت سارة دموعها بمنديل، وهي تهمس بكلمات اعتذارٍ خافتة، تحاول التماسك قدر استطاعتها.قالت بصوتٍ متهدّج: "لم أقصد أن أفسد الأجواء، لكن حين أتذكر صديقتي تلك... لا أملك نفسي."ناولها كريم بضع مناديل أخرى محاولًا تهدئتها، وبعد قليلٍ بدأ نحيبها يهدأ تدريجيًّا، رفعت يدها تلامس رأس الفأر الصغير المعلّق في سوارها وقالت بهدوءٍ حزين: "المستقبل ما زال طويلًا، وسأواصل طريقي حاملةً هذا السوار، لأُكمل الوعد الذي قطعناه معًا."ثم قال لها كريم مترددًا: "قلتَ قبل قليل إنك رزقت بطفل، إذًا أنت متزوّج، أليس كذلك؟ أترى أنه من اللائق أن نلتقي وحدنا هكذا؟"أظلمت عينا سارة أكثر وقالت بمرارةٍ مكتومة: "لم يعد هناك طفل... ولا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1064

    طلبت سارة مائدةً مليئةً بالأطباق، وكان من بينها كثيرٌ مما يُفضِّله كريم.نظر إليها كريم بدهشةٍ خفيفة، وقال: "كيف عرفتِ أن هذه أطباقي المفضّلة؟"ابتسمت سارة بهدوءٍ وقالت: "ألستَ من أخبرني من قبل أن والدتك من نهر الجنوب؟ إذًا لا بد أنك تميل إلى الأطباق الجنوبية، أليس هذا استنتاجًا بسيطًا؟"كانت تعرف تمامًا كيف تضبط المسافة بين القرب والبعد، بين اللطف والاحترام.بدأت تحدّثه بأريحية عن رحلاتها في الخارج، عن الشفق القطبي، والجليد، والصحارى، وأعماق البحار.قالت وهي تلمع عيناها بالحماس: "يا نادر، هل رأيتَ من قبل الثلج في الصحراء؟ إنه مشهدٌ لا يُنسى، كأن الدنيا لا تعرف سوى لونين فقط."كانت تتحدث بفرح طفلةٍ ترى العالم للمرة الأولى، حتى جاء النادل ومعه شرائح اللحم، فسكتت مبتسمة.قالت بعد لحظة: "عذرًا، أنا في مدينة الشمال لا أملك الكثير من الأصدقاء، لذا ربما تحدثت أكثر من اللازم، أتمنى ألا أكون أزعجتك."هزّ كريم رأسه بهدوء، ورغم أنه شاهد تلك المناظر جميعها من قبل، إلا أن وصفها جعلها تنبض بالألوان في ذهنه بعدما كانت رمادية باهتة.قال بابتسامةٍ خفيفة: "أبدًا، كان حديثكِ ممتعًا."تناولت سارة ملعقةً

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1063

    قالت ليلي ذات مرة إن وجه سارة آيه من الجمال حتى وأن أرادت، لما استطاع أيّ رجلٍ في هذا العالم مقاومة سحرها.فالبشر كائنات بصرية، والمظهر دائمًا ما يحتلّ المرتبة الأولى في معايير الاختيار، والوقوع في حبّ شخصٍ جميل ليس إلا مسألة وقت.تجمّد كريم في مكانه، مذهولًا.كانت سارة تقف أمام الكاتدرائية الكبرى، والثلوج تتساقط خلفها كلوحةٍ سماوية، وجهها يشرق بنقاءٍ يشبه تفتّح أزهار الكمثرى، وحين ابتسمت له في تلك اللحظة، خفق قلبه دون إرادةٍ منه.وحين أدرك خطورة هذا الشعور، صرف بصره نحو الصندوق الذي في يدها قائلًا بفتور: "ما هذا؟"ابتسمت قائلة: "افتحه وانظر بنفسك."كان صندوقًا خشبيًّا بسيط الشكل لا يوحي بالكلفة، لكن ما إن فتحه حتى تغيّرت ملامحه تمامًا.في داخله كانت ترقد زهرةٌ بيضاء صغيرة من زهور الثلج النادرة.تلك الزهرة التي لا وجود لها سوى في الأساطير، إذ لا تنبت إلا على القمم الشاهقة التي يعجز البشر عن بلوغها، ولهذا كانت ثمينة إلى حدٍّ أسطوري.كان أحد المصوّرين قد التقط لها صورة قبل سنواتٍ أثارت ضجّةً كبرى في العالم، وتهافت الناس على البحث عنها، لكن قلّةً قليلة فقط استطاعت أن تراها بعينها.تذكّر ك

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1062

    المرأة التي تقف أمامه كان قد رآها قبل ستّ سنوات، أو بالأحرى رأى لها صورًا كثيرة، وعرف كلّ شيءٍ عنها.كم كانت مميّزة، وكم من الجوائز حصدت في طفولتها، وكم من الرجال سعوا خلفها حين كبرت، لكنها في النهاية، من أجل رجلٍ واحد، تخلّت عن مستقبلها وتزوّجت باكرًا.ثمّ خذلها ذلك الرجل، فباتت تمضي أيامها غارقة في دموعها.في الحقيقة، كان قد التقاها مرتين من قبل، غير أنّ وجهه آنذاك كان مخفيًّا في الظلام.في المرة الأولى رآها ترتدي ثوب نومٍ بسيطًا، وبطنها المنتفخ أمامها، حين سقطت مرهقة على السجادة، وهو يوجّه سلاحه نحو قلبها.إنها سارة، المرأة التي كانت ذات يومٍ إحدى أهدافه للاغتيال.ذلك الاسم الذي دُفن منذ زمنٍ بعيد في غبار الأيام عاد فجأةً إلى الظهور أمامه، فشعر نادر بدهشةٍ خافتة.قال مترددًا: "أأنتِ أليس...؟"أزاحت سارة خصلات شعرها خلف أذنها، وابتسمت ابتسامة واثقة ومهذّبة: "لم أقدّم نفسي بعد، أنا سارة."كانت تتأمل كريم بهدوء، تتذكّر أنه فشل في تلك العملية، وتحمّل خسائر فادحة أدّت إلى طرده من المنظمة.ومنذ ذلك الحين عاش حياةً عادية، وترك عالم القتل خلفه.لكن فاتن التي قُتلت على يديه، دُفنت تحت التراب

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 1061

    ضغطت سارة على دواسة البنزين بقوة فانطلقت السيارة بسرعة، فيما ألقى أحمد نظرة على لوحة الأرقام.حينها كان قد منح سارة منازل كثيرة وسيارات عديدة.لكن هذه السيارة الرياضية لم تكن مسجلة باسمه.كانت سارة نادرًا ما تقود السيارة في الماضي، وحتى حين كانت تفعل، كانت تفضل السيارات الهادئة البسيطة.لقد تغيّرت سارة كثيرًا خلال هذه السنوات.تساءل في نفسه من الذي تنوي مقابلته اليوم؟تنهد أحمد بخفوت، وتمنى لو أنه لم يوافق بتلك السهولة.قال محمود من خلفه: "سيدي الرئيس أحمد، الجميع بانتظارك، عليك أن تنطلق الآن."كاد أحمد أن ينسى أنه لا يزال لديه كومة من الأمور المزعجة التي عليه التعامل معها.مرر إصبعه على شفتيه ليمسح بقايا أحمر الشفاه، ثم التفت مبتسمًا كعادته وقال بهدوء: "لنذهب."أما سارة فقد كانت قد أوقفت سيارتها مسبقًا، ثم أنزلت مرآة الشمس الصغيرة، وأخرجت من حقيبتها علبة المساحيق لتجدد زينتها.نظرت إلى وجهها المنعكس في المرآة، وجهٌ مثالي، وبزاوية شفتيها ارتسمت ابتسامة خفيفة.كانت مزيجًا من البراءة والجمال الفاتن.لمست السوار حول معصمها وهمست: "يا فاتن، آسفة على انتظاركِ الطويل، لكن سأنتقم لكِ قريبًا .

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status