LOGINابتسم خالد وقال: "ليلى، ما بك اليوم؟ هل تعمدت ما فعلت أمام كمال؟"رفعت ليلى رأسها الصغير من على صدر خالد ونظرت إليه قائلة: "يا أخي، لا أستطيع إخفاء أي شيء عنك.""ما الذي يجري بينك وبين سيد كمال؟""جميلة هي ابنة عائلة العزام، وهناك خطوبة بين عائلتي الرشيد والعزام، وكمال سيتزوج منها، وغدا ستصل السيدة الرشيد إلى مدينة البحر، وأظن أنها قادمة لتزويج كمال من جميلة.""إذا تعمدت التقرب مني لتجعلي كمال ييأس منك؟""يا أخي، لقد انتهى الأمر بيني وبين كمال، لا أريد أن أسبب له حرجا، ولا أرغب في التورط في مشكلتهم."أومأ خالد وقال: "ليلى، أتمنى أن يكون هذا ما تفكرين فيه فعلا.""بالطبع، هذا ما أفكر فيه."ثم وضعت ليلى يدها على بطنها برفق ولمستها بحنان.نظر خالد إلى بطنها وقال: "هل لا تنوين إخبار كمال بشأن الطفل؟ فما زال يظن أن الطفل ليس له، بل لي، عندما رآنا قبل قليل، قد يعتقد أننا عائلة واحدة."خفضت ليلى رموشها الطويلة وقالت: "لا داعي لإخباره، ليس عليه أن يعرف."ابتسم خالد قليلا وقال: "ليلى، كنت تنوين إخباره بنسل الطفل من قبل، فمن حقه أن يعرف، وللطفل حق في معرفة والده، لكني أرى أنك عقدت عزيمتك على عدم
عندما سمع كمال اسم "ليلى"، انقبض قلبه وقال: "أمي."قالت السيدة الرشيد: "كمال، لقد أخبرتك أني أتغاضى عن النساء اللواتي يحيطن بك، لكن بشرط ألا تتعلق بإحداهن. والآن اتصل عمك سامي بي بنفسه وقال إنك ترفض الزواج من ابنته بسبب امرأة تدعى ليلى، هل هذا صحيح؟"قال كمال بصدق: "نعم، هذا صحيح، ليلى هي من أحب، ولن أتزوج من غيرها."صرخت السيدة الرشيد بغضب: "يا لك من أحمق! يبدو أنك مسحور بتلك الفتاة. يجب أن يتم زواج عائلتنا بعائلة العزام، فقد عادت ابنتهم، وعليك الاستعداد للزواج منها في أقرب وقت ممكن!"عقد كمال حاجبيه وقال: "أمي...""كمال، لقد طلبت منهم تجهيز الطائرة الخاصة، سأصل إلى مدينة البحر غدا."ثم انقطع الخط بصوت "توت... توت..." بعد أن أغلقت السيدة الرشيد المكالمة مباشرة.السيدة الرشيد ستأتي.وقف كمال قليلا في الخارج ثم عاد إلى السيارة، شغل المحرك قائلا: "ليلى، سأوصلك إلى المنزل."أومأت ليلى وقالت: "حسنا."سألت روان: "السيد كمال، ماذا قالت لك السيدة الرشيد في الاتصال؟"رفع كمال نظره ونظر عبر المرآة الخلفية، فاصطدمت عيناه بعيني ليلى الصافيتين، وكانت هي تنظر إليه أيضا.تبادل الاثنان النظرات، فقال
نظر سامي إلى الإصرار في عيني جميلة، فلم يجد إلا أن يتنازل وقال: "حسنا، طالما هو من تحبه ابنتي، فسأحبه أيضا، لا تقلقي، كمال سيتزوج منك.""حقا؟ لكني أرى أن كمال لا يريد الزواج مني الآن."قال سامي: "خطبة عائلتينا ليست بيده وحده، عائلة الرشيد في العاصمة لن تسمح له بالزواج من غيرك، مكان زوجة كمال هو لك."أضاءت عينا جميلة وقالت: "هذا رائع! شكرا يا أبي."قالت نسرين مستغلة الفرصة: "السيد سامي، أرى أن كمال يحب ليلى فعلا، ومن الأفضل اتخاذ بعض الاحتياطات."فكر سامي قليلا وقال: "سأتصل بوالدة كمال، إن علمت السيدة الرشيد بوجود ليلى..."لم يكمل سامي كلامه، لكن جميلة ونسرين فهمتا ما يقصده.إن علمت السيدة الرشيد أن ليلى هي من تعيق زواج العائلتين، فستجعلها تختفي من هذا العالم.تبادلت جميلة ونسرين نظرة، ثم ابتسمتا.قالت جميلة بإلحاح: "أبي، اتصل بالسيدة الرشيد الآن."أخرج سامي هاتفه وقال: "حسنا، سأتصل بها الآن."…حمل كمال ليلى إلى سيارته الفاخرة رولز رويس فانتوم، وتبعته روان إلى الداخل.نظرت ليلى إلى كمال وقالت: "السيد كمال، لا يجب أن تخاصم السيد سامي بسببي."قال كمال: "ليلى، لن أتزوج من جميلة."لم تقل ل
نظر كمال إلى سامي وقال: "العم سامي، سأقول لك مرة أخرى، لن أتزوج من ابنتك جميلة، فالتي أحبها هي ليلى!"نظرت جميلة إليه بوجه مليء بالجرح والظلم وقالت: "كمال!"شد كمال يد ليلى بقوة وسحبها من قبضة سامي.سقط جسد ليلى الرقيق بين ذراعي كمال، فضمها بذراعه القوية وقال بصوت منخفض: "ليلى، هل أنت بخير؟"هزت ليلى رأسها وقالت: "أنا بخير."قال كمال: "لنذهب."أومأت ليلى وقالت: "حسنا."أرادت ليلى أن تمشي بنفسها، لكن كمال حملها بين ذراعيه مباشرة.ارتجفت رموش ليلى، فقال كمال: "ضعي يديك حول عنقي."مدت ليلى يديها واحتضنت عنقه، فخرج كمال وهو يحملها.نظرت روان إلى جميلة، وأخرجت لسانها مازحة وقالت: "هاه، ما فائدة من كونك ابنة أغنى رجل، لم تستطيعي حتى الاحتفاظ بخطيبك."غضبت جميلة وقالت: "أنت!"قالت روان: "اهدئي يا جميلة، لا تغضبي، تذكري أنك تعانين من مرض القلب، وإن مت غيظا، فلن تعالجك ليلى."جميلة: "…"سخرت روان منها، ثم غادرت راكضة: "سيد كمال، انتظرني!"كانت جميلة في مزاج جيد اليوم، لكنها غاضبة جدا الآن، وأمسكت بذراع سامي قائلة: "أبي، انظر إلى ليلى، إنها ترفض علاج قلبي، ماذا أفعل؟"نظر سامي إلى جميلة وقال: "ج
نظر سامي إلى جميلة بحنان، ثم رفع نظره نحو ليلى.لقد رأى ليلى مرة أخرى.قد بكت ليلى لتوها، وبدت عيناها أكثر صفاء بسبب الدموع، وكانت تنظر إليه أيضا.قالت رنا: "السيد سامي، جئت في الوقت المناسب، ليلى كانت تسيء إلى جميلة قبل قليل مرة أخرى."قالت جميلة بلطف: "أبي، لا بأس، أنا ابنتك الآن، لا بد أن تشعر ليلى بالغيرة، دعها تفرغ ما في قلبها علي."نظر سامي إلى ليلى وقال: "لا أعرف سبب هذا الحقد بينك وبين ابنتي، ولا أريد أن أعرف، لكن هناك أمر واحد، أتمنى ألا تؤذي جميلة بعد الآن."كان هذا تحذيرا من سامي لليلى.نظرت ليلى إلى سامي وقالت: "السيد سامي، من الأفضل أن تهتم بمرض قلب جميلة، وإلا أخشى أن تفترقا بعد أن التقيتما للتو."ما إن سمعت جميلة ذلك حتى شعرت بأن قلبها يؤلمها: "أبي، قلبي يؤلمني، وليلى هي الشخص الوحيد الذي يستطيع إجراء العملية لي."نظر سامي إلى ليلى وقال: "اعرضي شرطك، ماذا تريدين لتوافقي على إجراء العملية لابنتي؟"تقدمت ليلى خطوة وقالت: "ألست قويا يا سيد سامي؟ تستطيع حماية جميلة وعائلة منصور كلها، فأوجد طريقة لعلاجها بنفسك إذا."قالت ذلك ثم استدارت وغادرت.ابتسم سامي غاضبا، فالناس من حوله
طقطق الصوت.قبضت ليلى قبضتها بقوة حتى انكسرت أظافرها في كفها.تحولت عيناها الصافيتان إلى الحمرة، وامتزج في قلبها الذهول والغضب والألم والصدمة، حتى شعرت بألم عميق في صدرها.قد خمنت أن والدها قتل على أيديهم، لكن عندما سمعت الحقيقة، صدمت ولم تستطع أن تصدق.أفراد عائلة منصور قتلوا والدها معا، وهم أقرب الناس إليه.كانت زوجته، وأخواه، وزوجة أخيه، والسيدة منصور الكبيرة، ورغم أن والدها كان ابنا متبنى، فإنه كان يعتبر السيدة منصور الكبيرة أمه الحقيقية.ولما رآها، توقف والدها عن المقاومة.وهي من سكبت السم في فمه بيديها.كم تألم وكم يئس حين مات.وكان ينادي اسمها في لحظاته الأخيرة.كان ينادي: ليلى... ليلى...غطت الدموع عيني ليلى المحمرتين، ولم تعرف ما الذي كان يفكر فيه والدها وهو يناديها، لأنها لم تره في لحظاته الأخيرة.ارتجفت رموش ليلى الطويلة، وتساقطت الدموع من عينيها قطرة بعد أخرى.شكل ليلى الحزين جعل نسرين تشعر بالسعادة والراحة، فهي ابنة تلك المرأة التي ظل حازم يحميها طوال حياته وظل يعتبرها مسؤوليته طول الحياة، ورؤيتها تتألم جعلت نسرين تشعر بنشوة ورضا.ضحكت نسرين وقالت: "ليلى، لم أعد أخاف من قو







