Masukاندفع حازم إلى الأمام وأمسك عنق نسرين بيديه صارخا: "نسرين! أنت حقا امرأة خبيثة!"اختنقت أنفاس نسرين فورا، وبدأ وجهها يحمر من نقص الأكسجين، لكنها ضحكت بصوت مجنون وقالت: "حازم! تركت ليلى التي تعتبرها رسالتك في القرية وهي طفلة! عانت الجوع والمهانة لسنوات، لقد خنت رسالتك!""يجب أن تكون ابنتي جميلة ابنة أغنى رجل في العالم! ابنتي تستحق أن تكون ابنته!"نظر إليها حازم باشمئزاز، حتى أراد قتلها الآن: "يا امرأة ملعونة! أنت من دمرت حياتي... سأخنقك بيدي!"شد حازم قبضته أكثر، وشعرت نسرين بأن الموت يقترب منها.لكنها لا تريد أن تستسلم للموت.لن تخسر بهذه السهولة.مدت يدها لتتحسس الطاولة، حتى أمسكت بمنفضة سجائر، ورفعتها وضربت بها رأس حازم بكل قوتها.تناثر الدم في كل اتجاه.سال الدم على وجه حازم بغزارة، وفقد قوته وسقط أرضا بلا حراك.سقط حازم أرضا.وضعت نسرين يدها على عنقها وتلهث بأنفاس متقطعة، والإحساس بالنجاة جعل جسدها يرتجف.نظرت إلى حازم الملقى في بركة دمائه ونادت: "حازم؟ حازم؟!"لكن حازم قد فقد وعيه تماما." أحبك فعلا يا حازم، لكنك خذلتني! جميلة هي كل ما تبقى لي، ولن أسمح لأحد، حتى أنت، أن يقف في طر
تبا!لقد انكشف أمرها!حازم اكتشف الحقيقة!ماذا تفعل الآن؟ ماذا تفعل؟تقدمت نسرين بخوف وارتباك وقالت: "حازم، ليس الأمر كما تظن! لقد أخطأت! ليلى هي ابنتي الحقيقية، وجميلة هي ابنة السيد سامي!"اشتعلت عينا حازم غضبا ويشير إليها بإصبعه قائلا: "أتدرين ما هي رسالتي في هذه الحياة؟ كانت رسالتي أن أحمي ابنة أغنى رجل في العالم! لذلك لم أنجب حتى أولادي، تدركين كم كانت تلك الطفلة مهمة بالنسبة لي!"حاولت نسرين الإمساك بذراعه: "أعرف، أعرف يا حازم! لا تنفعل! جميلة هي تلك الطفلة!""لا تلمسيني!"ودفعها بقوة بعيدا عنه.ففقدت توازنها وتراجعت بخطوات حتى اصطدمت بالجدار.صرخ حازم بانفعال: "سأعرف من هي الابنة الحقيقية! سأجري فحص الحمض النووي! سأخبر السيد سامي وليلى بهذا الأمر، وسنعرف الحقيقة حالا بعد فحص الحمض النووي لسامي وجميلة وليلى!"كان عازما على إخبار سامي وليلى بكل شيء.وأصر على إجراء فحص الحمض النووي.تهز نسرين رأسها بخوف، وقد تجمد جسدها كأنها سقطت في هاوية مظلمة.كان كل شيء يسير بسلاسة اليوم، وقد بدلت الدم فعلا، وكادت تنجح تماما.لكن حازم ظهر فجأة.لم تكن تتوقع أن يكون هو أول من يكتشف السر."حازم، لا
في تلك اللحظة، ظهر كمال خلفها وقال: "ليلى."استدارت ليلى.قال كمال: "ليلى، حساء جاهز، وأنت حامل ولم تأكلي بعد، اذهبي لتتناوليه أولا."أرادت ليلى أن ترفض، لكن كمال أمسك بيدها وسحبها معه دون أن يتيح لها فرصة الاعتراض.تابعت الخادمة ظهر ليلى وهي تبتعد، ثم تنفست الصعداء، وحين استدارت، رأت نسرين."سيدتي، فعلت ما أمرتني به، الآنسة ليلى والسيد كمال نزلا إلى الطابق السفلي."أومأت نسرين برضا وقالت: "أحسنت. لا تذكري ما فعلت اليوم لأحد، وإلا فأنت تعرفين العواقب."قالت الخادمة بخوف حالا: "نعم سيدتي، فهمت."اطمأنت نسرين ودخلت الغرفة بسرعة.وعلى طاولة تحضير الترياق، وجدت حقنة مملوءة بالدم، كانت دم سامي الذي سحبته ليلى.لقد وجدته.أخرجت نسرين على الفور حقنة أخرى من جيبها، كانت تحتوي على دمها هي.واستبدلت الحقنتين دون تردد، وضعت دمها مكان دم سامي.بعد أن أنهت كل شيء، شعرت نسرين بالارتياح، فقد تأكدت أن نسب جميلة سيبقى سرا محفوظا.ابتسمت بخبث وهمت بالمغادرة.لكنها توقفت فجأة، لأنها رأت شخصا: حازم.دخل حازم الغرفة.لم تتوقع نسرين أن حازم سيأتي، فتغير لون وجهها: "حـ... حازم! لماذا أتيت إلى هنا؟"نظر حازم
لم يجد سامي ما يقوله، فاكتفى بالصمت: "…"حتى ليلى بدت عاجزة عن الكلام، لم تكن تدري من قبل أن كمال غيور إلى هذا الحد!نظرت ليلى إلى كمال وقالت: "سيد كمال، دعني أنبهك، السيد سامي هو والد خطيبتك المستقبلية، فإذا أغضبته قبل الزواج، هل تظن أنك ما زلت ستتزوج من ابنة أغنى رجل في العالم؟"هز كمال رأسه وقال: "لا أريد الزواج منها."ابتسمت ليلى بخفة وقالت: "أتمنى أن تظل قادرا على قول ذلك لاحقا."أراد كمال أن يرد، لكن ليلى نهضت من السرير وقالت: "سي سامي، سأبدأ بسحب دمك الآن."دخل سامي الغرفة وقال: "حسنا."أحضر الخادم صندوق الأدوات الطبية، فجلس سامي على الكرسي ورفع كمه استعدادا.أخرجت ليلى الإبرة وبدأت بسحب الدم.سأل كمال : "ليلى، لماذا تسحبين الدم؟"قالت ليلى بهدوء: "جميلة تسممت، وأحتاج إلى دم أقرب الناس إليها لصنع الترياق، والسيد سامي هو والدها، لذلك يجب استخدام دمه."قطب كمال حاجبيه وسأل: "وكيف تسممت فجأة؟"قالت ليلى: "لا أعرف."قال سامي: "سأجعلهم يحققون في الأمر جيدا."في الخارج، كانت نسرين تتنصت خلف الباب، وما إن رأت ليلى تسحب دم سامي حقا، حتى دب فيها الذعر والقلق.ماذا تفعل؟ ماذا تفعل الآن؟ل
"إذن، ألا ترى أن تمسكك بليلى بهذا الشكل... وقاحة؟"كانت تلك أول مرة في حياته أن يتهم فيها سامي بوقاحة، فصمت مذهولا.قال الخادم بصوت خافت: "سيد كمال، رجاء اختر كلماتك بعناية، فسيدي يعتبرك شابا أصغر منه، فعليك احترام كبارك."وقفت نسرين جانبا مذهولة، لم تصدق أنها تشهد يوما أغنى رجل في العالم سامي العزام، ووريث عالم الأعمال كمال الرشيد، يتنازعان على امرأة واحدة، وكادا يتشاجران بسبب ليلى.أدركت نسرين مغزى تصرف كمال على الفور، فقد ظن أن سامي معجب بليلى.سن ليلى تقارب سن جميلة، لكن لا مشكلة في ذلك، فيلاحق عدد لا يحصى من الفتيات الشابات الجميلات الرجل ذا المكانة مثل سامي.لكن سامي هو والد ليلى!شعرت نسرين أن العالم كله مجنون.أما ليلى، فقد ازداد دوارها بسبب شد الرجلين معا، إنهما لم يفكرا في شعورها، فبدأت المقاومة: "اتركني!"قال كمال وهو يحدق في سامي: "عمي سامي، أسمعتها؟ ليلى طلبت أن تتركها."رد سامي: "بل أظن أنها قصدتك أنت."قال كمال: "أنت...!"قالت: "أقصد بكما أنتما الاثنين، اتركاني!"نظر كمال إلى سامي بامتعاض وقال: "عمي سامي، طلبت ليلى منا نحن الاثنين أن نتركها معا. سأعد إلى ثلاثة، ونفعل ذلك
أومأت ليلى وقالت: "نعم، أستطيع أن أعالج جميلة من السم."قال سامي: "هذا رائع."ثم نظرت ليلى إلى سامي وقالت: "لكنني أحتاج إلى شيء لتحضير الترياق.""وما هو؟ سأطلب منهم تحضيره حالا."ابتسمت ليلى بخفة وقالت: "أحتاج إلى دم من أقرب الأقربين لجميلة لصنع الترياق."دم أقرب الناس إليها؟تبدلت ملامح نسرين فجأة.قال سامي: "أنا والدها، إنها ابنتي الحقيقية، استخدمي دمي!"صرخت نسرين فجأة: "لا! لا يمكن استخدام دم السيد سامي!"نظرت ليلى إلى نسرين وهي مضطربة جدا: "ولم لا؟ ألا تريدين إنقاذ جميلة؟"وتحت نظرات ليلى وسامي معا، أدركت نسرين أن انفعالها كشف قلقها.لا يمكن استخدام دم سامي، فلو فعل ذلك، لانكشفت حقيقة نسب جميلة.قالت نسرين: "سيد سامي، جسدك ثمين، لا يصح أن تنزف، وأشك في مهارتك يا ليلى، لماذا تريدين دمه؟ أشك في أنك تخططين لإيذائهما هو وجميلة!"تضايقت ليلى: "هذا هو الأسلوب الوحيد لإنقاذها، وإن كنتم لا تثقون بي، فسأغادر الآن."أوقفها سامي قائلا: "ليلى، أثق بك، استخدمي دمي.""لا يا سيد سامي! لا تستخدم دمك! ليلى، خذي دمي أنا!"نظرت ليلى إليها وقالت: "وما فائدة دمك؟ جميلة ليست ابنتك الحقيقية. أريد دما من







