Share

الفصل 303

Author: سفينة الحلم
كانت شهيرة تعلم جيّدًا أنّ نيرة لا ترغب في رؤية باهر.

وبما أنّ كرم هو من أتى لاستقبالهما، فهذا يعني أنّ باهر ينتظرهما في قاعة الاجتماعات بالتأكيد.

اقتربت نيرة حتى بلغت باب القاعة، وبصفتها المصممة الرئيسة، لم يكن في وسعها التملّص أو الاختباء.

وما إن وصلت إلى الباب، سمعت في الداخل صوت سعال.

كان سعالا مكتوما.

دفعت الباب ودخلت مع شهيرة، فوجدت في الداخل باهر وإلى جواره المدير بدر ممثل شركة ياقوت.

حتى بدر القيسي نفسه لم يكن يتخيّل أنّ الرئيس باهر سيحضر اجتماعًا صغيرًا كهذا.

جلس الجميع ثم بدأت مفاوضات بسيطة، وبعدها نهضت نيرة وشرعت تشرح بصوتها الواضح الرقيق، التصاميم وفكرة كل عمل ومصدر الإلهام فيه.

غير أنّ السعال الخافت القادم من المقعد الرئيسي كان يتكرر بين الحين والآخر.

نظرت بطرف عينها صوبه.

ثم أشاحت بنظرها بعيدًا.

وعندما فرغت، عادت إلى مقعدها بجوار شهيرة.

نظر المدير بدر إلى نيرة لكي تسلّم رسوماتها، وكانت نيرة بطبعها تحتفظ دائمًا بجميع رسوماتها منذ بدأت مسيرتها المهنية في دفتر واحد.

فأخرجت الدفتر من حقيبتها، وتقدّمت نحو باهر لتسلمه إياه.

أمسكه باهر وبدأ يقلّب صفحاته واحدة تلو الأخرى.

عضّت ن
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • ضباب حالم   الفصل 335

    انحنى باهر وعانق نيرة من الخصر وهو يمشي نحو غرفة الجلوس، وهمس في أذنها بصوت منخفض، "وجهكِ صار أحمر هكذا… فيمَ كنتِ تفكرين قبل قليل؟"قالت بنبرة حائرة، "ماذا؟"كان صوته أجش ومنخفضًا، يمر ببطء على أذنها، كأنه يرسم أنغامًا على جلدها.خفضت نيرة بصرها، وخدّها يلمع كما لو أنه غمره الغروب من خلفها، ألوان دافئة ملأت الجو حولها.سارت بجانبه دون أن تردّ عليه.عند دخول غرفة الجلوس، نادى الخدم معًا، "السيد الشاب والسيدة الشابة!" فشعرت نيرة بالحرج، واحمرّت وجنتاها، وجعلها النداء "زوجة السيد باهر" ترتجف من الداخل. فابتسم باهر ابتسامة خفيفة.منذ لحظة دخول نيرة وباهر، سمعت هويدا أصواتهما، حديث خافت، همس بين الزوجين… شعرت بارتياح لأنها رأت الانسجام بينهما. والآن، وهما يقتربان، بدا الثنائي متناغمًا إلى درجة مثالية، جميل وصاحبة جمال طبيعي، يبدو وكأنهما خُلقا لبعضهما.دفعت هويدا قدمها غير المصابة بهدوء على سالم، لتمنعه من العبوس.قالت، "نيرة وصلت."كانت تتذكر هذه الفتاة جيدًا، فقد حضرت يوم عيد ميلاد مهند، ومنذ ذلك الحين لفتت نظر باهر مباشرة.ثم سألت بابتسامة، "أين سوسو؟ لماذا لم تحضري الطفلة؟"كانت محبتها

  • ضباب حالم   الفصل 334

    عند الساعة الرابعة عصرًا، تلقّى باهر اتصالًا من والدته.ألقى نظرة على المرأة الممددة على السرير، ثم نهض متجهًا نحو غرفة الجلوس.سألتْه والدته عما تحب نيرة أن تأكله، لتطلب من المطبخ تحضيره فورًا.قال لها، "طعام خفيف قليلًا، فهي لا تحب الأطعمة الدسمة، ولا الحارة. أطباق البيت العادية تكفي. تحب نيرة معكرونة بصلصة الطماطم، لكنها لا تأكل كثيرًا في المساء."ثم سألها، "أمي، كيف تشعرين الآن؟"كان قد أرسل قبل قليل رسالة إلى شقيقته شيماء، واطّلع على تقرير الأشعة المقطعية، ولم يجد فيه مشكلة.ردّت هويدا بنبرة مبتهجة، "أنا الآن؟ أشعر أنني في أحسن حال! فقط أحضِر لي حبيبتك الليلة، وسأعيش ألف سنة!"فرك باهر ما بين حاجبيه، ثم قال مبتسمًا، "حسنًا، أتمنى لكِ ولأبي عمرًا مديدًا وصحة جيدة."أجابته ضاحكة، "تمنّ لي أنا فقط، أما هو فلا. طلبتُ منه أن يصبغ شعره ولم يفعل. وإن جلس الليلة بوجهه القاتم، فسأوبّخه جيدًا."وقبل أن تُغلق الخط، قال باهر بصوت منخفض، "الليلة، على مائدة الطعام… لا أريد رؤية يسرا. أبعدوها."سألت هويدا باستغراب، "لماذا؟ يسرا ابنة أخيك، وهي أيضًا تريد رؤية زوجة عمها."اكتفى باهر بهمهمة ساخرة.

  • ضباب حالم   الفصل 333

    "لو عرفا أن سوسو ابنتي، لجنّا من الفرح." غير أنّ باهر نفسه لا يعرف كيف يفتح هذا الموضوع. إخبار والديْه، أمرٌ سهل، لكنه لم يعرف كيف يجعل ابنته تتقبله.لمحت نيرة بطرف عينها الندبة على صدره.قريبة جدًا.وواضحة جدًا.رفعت رأسها، ومدّت إصبعها تلمسها بخفة، فشعرت بأن جسده يرتجف للحظة.الندبة جديدة، طولها نحو خمسة عشر سنتيمترًا، وغير جميلة المظهر.لم تكن تعرف حجم الخطر الذي كان يعيشه تحت تلك الندبة.لم يسمع منها جوابًا.خفض نظره نحوها، فرأى عينيها معلّقتين على صدره.أمسك خصرها ورفعها قليلًا لتجلس بثبات.قال، "الأمر ليس خطيرًا، استدعى بضعة أيام في السرير وانتهى كل شيء."لكن صوتها جاء في اللحظة نفسها، "ذكرت الصحافة أن ابن مجموعة الدالي خضع لعلاج خطر ومكث أكثر من شهر في العناية المركزة."كانت تعرف أنه يكذب عليها.عانقها باهر، وتنهد بضعف.جاء صوته هادئًا، لا يكشف شيئًا من حقيقة إخفائه للألم، "الصحفيون هكذا… إن لم يبالغوا، لن يلتفت لهم أحد."لم تكن نيرة ساذجة.استسلمت بين ذراعيه، تستمتع بتلك اللحظة الهادئة.سألت، "كيف كانت مدينة الزهراء؟"كانت قد رأت صوره هناك، وقرأت ما كتبه عنها.قال، "بلد يغمره ا

  • ضباب حالم   الفصل 332

    قال ذلك، ثم ضغط برفق على رأس نيرة، وأماله حتى استقر على صدره.كان يخشى أن يرى في ملامحها ذرة تردّد واحدة.لكن صمتها، وأنفاسها الهادئة الدافئة المتساقطة على صدره، جعلت قلبه يتألم كأن سكينًا تمر فوقه.وبدأ يتساءل، لو لم يتزوجا، لو لم يكن هو في حياتها أصلًا، هل كانت ستعيش أكثر حرية، وأكثر سعادة، وأكثر انطلاقًا؟كان يدرك أنه رجل أناني، دنيء حتى، يدفعها إلى الإشفاق عليه، ويستغل ضعف لحظاتها.فجأة، شعر بلمسة خفيفة على ظهره.أصابعها الناعمة ربّتت عليه مرة واحدة.تصلّب جسده كله، إذ بدت لمسة أصابعها وكأنها تحمل سحرًا. وفي اللحظة التالية، شعر بوترٍ داخل صدره ينفكّ ببطء، وكل التوتر الذي يسكنه أخذ يتخفف.انسابت يد نيرة عبر ظهره من الأسفل إلى الأعلى، تتبع خطّ عموده الفقري، فيما وضعت خدّها البارد قليلًا على صدره الحار.قالت بصوت منخفض، "إذا تطلقنا، هل يمكنني أن أحصل على الكثير من المال؟""نعم"، أجاب على الفور، وجرت تفاحة آدم في حلقه نزولًا، يخفي مرارةً خانقة.قالت، "حين وافقت على الزواج بك، قضيت الليل كله أفكر. لم أنم، وكنت أقلب الأمر في ذهني. فكرت في حياتنا القادمة، في مستقبلنا، وفكرت إن كان يجب أن

  • ضباب حالم   الفصل 331

    ثم دفعت باهر جانبًا، وتحركت حتى حافة السرير واستلقت. كانت مرهقة ومنهكة، فدعاها أن تتناول شيئًا من الطعام، لكن نيرة هزّت رأسها تعبيرًا عن الرفض. لم تكن تريد سوى الراحة، إذ شعرت كأن كل ما في جسدها من قوة قد تبعثر.اقترب باهر من السرير ورفعها نصف رفعة بين ذراعيه، وسقاها قليلًا من الماء.ثم سألها، "هل تريدين المزيد؟"استندت نيرة إلى صدره، أطبقت جفنيها، وارتشفت رشفات صغيرة.ثم أحست بعطش شديد، ففتحت عينيها وأمسكت يده، وشربت ما تبقى في الكأس. وما إن أنهت الماء حتى رغبت بالاستلقاء مجددًا.جلس باهر عند طرف السرير، وأسندها إلى حضنه. حدّق في ملامحها المرهقة، وأمسك بذقنها وهزها قليلًا، فاضطرت لفتح عينيها.قال بصوت خافت مجروح، "كل هذا التعب؟! لم يمض وقت طويل، وأنتِ منهكة بهذا الشكل." كان قد استعاد كامل طاقته بعد أن زالت عنه الحمى، ولم يعد جسده يؤلمه، غير أن صوته بقي مبحوحًا بعض الشيء.أغمضت نيرة عينيها وأصدرت همهمة صغيرة، لا تريد الرد عليه.انزلق اللحاف الحريري على كتفيها البيضاوين، وكان ملمسه ناعمًا، لكنه سرعان ما انسدل مبتعدًا عن بشرتها.أسند باهر ظهره إلى السرير وأغمض عينيه.وشعر للحظة بندرة هذا

  • ضباب حالم   الفصل 330

    وضعت نيرة كفيها على السرير، محاولة دعم جسدها قليلًا للأعلى، لكنها سرعان ما وجدت جسد باهر يثقل فوقها، حارًا وملتهبًا، كأن اللهب يلامسها.لم تتمكن مرفقاها من الانحناء، فاضطرت للاستسلام والتمدد على السرير، بينما انتشرت خصلات شعرها السوداء على الوسادة الرمادية المزرقّة، وظهر على وجهها الأبيض الشفاف خجل خافت في عينيها الصافيتين.صدر باهر صلب جدًا، بينما كانت نيرة لينة بشكل استثنائي.كان باهر لا يستطيع كبح نفسه، يستمتع بكل لحظة وهو يلمسها.همس بصوت ضاحك وهو يعض أذنها قليلًا، مستمتعًا بردة فعلها المرتعشة، ثم تقابلت شفتاه مع شفتيها في قبلة متعرجة، وابتسم عند زوايا فمه بشهوة، مطولًا في كل خطوة، وسألها بصوت خشن من شفتيه الملتصقتين، "هل تسمحين؟"لم تستطع نيرة التحمل، كأن سكينًا غليظة تقطع لحمها.كانت أصابعها الطويلة الرقيقة متناسقة، وأظافرها مصقولة وشفافة، لكنها لم تمنع نفسها من أن تترك خدوشًا خفيفة على ظهره، فقد مرّت ثلاث سنوات دون هذه اللحظات، وكانت بحاجة للتأقلم. لم يستطع جسدها استيعاب كل ذلك دفعة واحدة.بدت نيرة منهكة تمامًا، شعرها الأسود المبلل بالعرق يلتصق بخدّيها، بينما تلونت وجنتاها بلون

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status