Short
عبير الزهور

عبير الزهور

By:  ورق الشجرCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
10Chapters
27views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

لقد وعدني صديق طفولتي بالزواج فور تخرجنا من الجامعة. لكن في حفل تخرجي، ركع على ركبتيه ليطلب يد هناء جلال الفتاة المدللة المزيفة. أما جاسم عمران، ذلك الرجل الذي يراه الجميع كراهب في دائرة العاصمة الراقية، فقد اختار تلك اللحظة بالذات لإعلان حبه لي بتألق، بعد نجاح خطوبة صديق طفولتي مباشرة. خمس سنوات من الزواج، عامرَة بحنانٍ لا حدود له، وإغراق في التدليل. حتى ذلك اليوم الذي سمعت فيه بالصدفة حديثه مع صديقه: "جاسم، لقد أصبحت هناء مشهورة الآن، هل ستستمر في تمثيل هذه المسرحية مع شجون؟" "لا يمكنني الزواج من هناء على أي حال، فلا يهم. وبوجودي هنا، لن تتمكن من تعكير صفو سعادتها." وفي نصوصه البوذية المقدسة التي كان يحتفظ بها، وجدت اسم هناء مكتوبًا في كل صفحة: "أسأل أن تتحرر هناء من وساوسها، وأن تنعم بالسلام الجسدي والنفسي." "أسأل أن تحصل هناء على كل ما تريد، وأن يكون حبها خاليًا من الهموم." ... "يا هناء، حظنا في الدنيا قد انقطع حبله، فقط أتمنى أن تلاقي كفينا في الآخرة." خمس سنوات من الحلم الهائم، ثم صحوة مفاجئة. جهزت هوية مزيفة، ودبرت حادثة غرق. من الآن فصاعدًا، لن نلتقي...لا في هذه الحياة ولا فيما يليها.

View More

Chapter 1

الفصل 1

بعد التأكد من الترتيبات النهائية لتمثيلية وفاتي، أنهيت المكالمة الهاتفية.

لم يتبق سوى يومين، وسأختفي إلى الأبد كما يتمنون.

في تلك اللحظة، تسلل عبق خشب الصندل الخفيف من تحت الباب، فرفعت رأسي دون وعي...كان جاسم عمران يقف هناك.

احتضنني بذراعيه وقال بصوته الهادئ الحنون: "مع من كنتِ تتحدثين؟"

ابتسمت محاولةً أن يبدو صوتي طبيعيًا: "لا شيء، بعض أمور المعرض."

انحنى وقبّل رأسي، ثم همس: "لماذا كثرت مشاغلك هذه الأيام؟ سأعد لكِ عشاءً خفيفًا الليلة، للاعتناء بمعدتك."

خمس سنوات من الزواج، وهو دائمًا يغمرني بهذا اللطف، هذه الرعاية التي تصل حدّ التدليل.

يقول الجميع: "إذا أحبّ الراهب البوذي، فإنه يبقى مخلصًا طوال حياته."

وأنا أيضًا ظننتُ أن هذا هو نصيبي السعيد.

لكنّي الآن فهمت أخيرًا...هذا الزواج لم يكن نصيبي من السعادة، بل كان درعًا يحمي به هناء جلال.

بدأ جاسم عمران يداعب كتفي برقة، ثم قال فجأة: "بالمناسبة، عائلة جلال ستقيم حفلًا غدًا للاحتفال بحمل هناء جلال، وبمناسبة مشاركتها في المعرض الدولي للرسم. لا تأتي، سأذهب لأُقدّم الهدية نيابةً عنكِ، ثم أعود لمرافقتك."

حاولتُ إكمال كلامي: "بالنسبة للمعرض، أنا..."

لكنه قاطعني، ولمس شعري بلطف لكن بحزم: "لا تذهبي للمعرض، ألم تقولي دائمًا أنكِ تريدين طفلًا؟ هذه فرصة جيدة لكِ للراحة في المنزل."

خفضتُ جفوني لأخفي المشاعر التي تغلي في صدري.

لم نرزق بطفل طوال هذه السنوات من زواجنا.

كنت أظن أن الوقت لم يحن بعد، لكنّي الآن أدركتُ أنه ببساطة لم يكن يرغب في ذلك.

وربما منعني من المشاركة في المعرض، ليس إلا خوفًا من أن أعيق طريق هناء جلال.

قبّل جبيني وكأنه لم يلاحظ قلبي الذي غاص في القاع.

"عيد ميلادكِ بعد غدٍ، أعددتُ لكِ مفاجأة. أتمنى لك الهناء في كل عام."

"هناء، هناء..."

همستُ بالكلمات مرة أخرى، وشعرتُ فجأة بأنها كالسكاكين.

كل كلمات التهنئة التي قالها طوال هذه السنوات احتوت اسم هناء.

وأنا، الآن فقط، فهمتُ المعنى الحقيقي لهذا الاسم.

اتضح أن هذه التمنيات التي خرجت من فمه، لم تكن يومًا من أجلي.

قلتُ مبتسمةً: "حسنًا، رتّبتُ بعض الأنشطة لعيد ميلادي، تأكد أن تخصص وقتًا لمرافقتي."

أومأ برأسه: "بالطبع، سيكون كل شيء كما تريدين يا شجون."

رفعتُ نظري وابتسمت له.

جاسم عمران، كم كان صعبًا عليك كل هذا!

في تلك الليلة، لم أستطع النوم. حركتُ ذراعه التي كانت تحوطني بخفة، ثم أسقطتُ دون قصد المسبحة البوذية الذي كان يحملها دائمًا.
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
10 Chapters
الفصل 1
بعد التأكد من الترتيبات النهائية لتمثيلية وفاتي، أنهيت المكالمة الهاتفية.لم يتبق سوى يومين، وسأختفي إلى الأبد كما يتمنون. في تلك اللحظة، تسلل عبق خشب الصندل الخفيف من تحت الباب، فرفعت رأسي دون وعي...كان جاسم عمران يقف هناك.احتضنني بذراعيه وقال بصوته الهادئ الحنون: "مع من كنتِ تتحدثين؟" ابتسمت محاولةً أن يبدو صوتي طبيعيًا: "لا شيء، بعض أمور المعرض."انحنى وقبّل رأسي، ثم همس: "لماذا كثرت مشاغلك هذه الأيام؟ سأعد لكِ عشاءً خفيفًا الليلة، للاعتناء بمعدتك."خمس سنوات من الزواج، وهو دائمًا يغمرني بهذا اللطف، هذه الرعاية التي تصل حدّ التدليل.يقول الجميع: "إذا أحبّ الراهب البوذي، فإنه يبقى مخلصًا طوال حياته."وأنا أيضًا ظننتُ أن هذا هو نصيبي السعيد.لكنّي الآن فهمت أخيرًا...هذا الزواج لم يكن نصيبي من السعادة، بل كان درعًا يحمي به هناء جلال.بدأ جاسم عمران يداعب كتفي برقة، ثم قال فجأة: "بالمناسبة، عائلة جلال ستقيم حفلًا غدًا للاحتفال بحمل هناء جلال، وبمناسبة مشاركتها في المعرض الدولي للرسم. لا تأتي، سأذهب لأُقدّم الهدية نيابةً عنكِ، ثم أعود لمرافقتك."حاولتُ إكمال كلامي: "بالنسبة للمعرض،
Read more
الفصل 2
عندما التقطت المسبحة البوذية، شعرت بشيءٍ غريب على سطح الخرزات.تحت ضوءٍ خافتٍ، تمعنت جيدًا لأكتشف أن كل خرزة منقوش عليها كلمة."هناء."في هذه اللحظة، انطفأ الأمل في قلبي تمامًا....في صباح اليوم التالي، قلت لجاسم: "لنذهب معًا إلى عائلة جلال."تجمدت تعابيره للحظة، لكنه سرعان ما استعاد هدوئه وقال: "حسنًا، سنذهب لنقدم الهدية ثم نعود."كنت أعرف أنه لا يرغب في ذهابي، خوفًا من إزعاج هناء.لكنني أردت فقط رؤية عائلتي للمرة الأخيرة.ففي الغد، سأكون مستعدة للمغادرة.عند وصولنا إلى منزل عائلة جلال، كان المكان يعج بالضيوف يحتفلون بالخبرين السارين: "حمل هناء، ومشاركتها في المعرض الدولي للفنون." وسط الحشد، كانت هناء محطّ الأنظار، والجميع يثني على لوحتها المقدمة للمسابقة، ويؤكدون فوزها بالجائزة الكبرى.وذكروا أن اللوحة قد زُينت بإهداء من الخطّاطة مراد، مما جعلها تحفة فريدة.عندما دخلت، تغير تعبير وجهها للحظة، لكنها سرعان ما استعادت اتزانها. قالت بتعبير ملائكي وصوتٍ مليءٍ بالسخرية: "أختي جاءت أيضًا؟ ألديك وقت فراغ إلى هذا الحد؟" تجاهلت استفزازها، ووقعت عيناي على اللوحة المعروضة.كان عملًا أعرفه ج
Read more
الفصل 3
بدأ جاسم يلاحظ غرابة تصرفي، فتوقف للحظة ثم اقترح: "هل نغادر الآن؟ فلنبحث عن مكانٍ نسترخي فيه."رفعت نظري إليه، وارتفعت زاويتا شفتيَّ بابتسامة خفيفة: "لنذهب في جولة باليخت إذن، جولة ليلية نتابع بعدها شروق الشمس."...بمجرد صعودنا السيارة، بدأ يتحدث عن خططه لليوم التالي: "أعددت مفاجأة لعيد ميلادك. وبعد انتهاء فترة انشغالنا هذه، لنخطط لإنجاب طفل، هل أنت موافقة؟" استمعت بصمت، وأنا أحدق عبر النافذة دون رد. عند تشغيل المحرك، رن هاتفه. أجاب على المكالمة، وتجعد وجهه، وصوته يحمل ترددًا. التفتُ نحوه وقلت بهدوء: "إن كانت لديك أمور مهمة، اذهب."تردد قليلًا ثم تمتم: "شجون، أنا..." "لا بأس، سأذهب إلى اليخت وأنتظرك."لم أتمكن من رؤية اسم المتصل، لكنني أعرف إنها هي الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجعله يتخذ هذا التعبير. بعد صعودي اليخت بمفردي، أخرجت هاتفي وفتحت صفحة هناء جلال على الفيسبوك. ظهرت أمامي صورة منشورة حديثًا، مع تعليق يقول: "وجود من يقف بجانبي عند النجاح، يُحضر لي العشاء، ويخصص وقته ليجلس معي، أشكرك على رعايتك الدائمة." في قسم التعليقات، امتلأت الصفحة بالتعليقات: "زوجكِ رائع حقً
Read more
الفصل 4
تجمّد جاسم عمران في مكانه، وصوته يُخفي بحشرجةٍ سؤالًا مكبوتًا: "مستحيل! كنا متّفقين على الموعد، عيد ميلادها على الأبواب... كيف لها أن تتعرض للأذى فجأةً؟" أجاب المساعد بوجهٍ مثقل بالأسى: "سيدي، قال طاقم اليخت إن السيدة صعدت بمفردها، وكانت تبدو في مزاجٍ سيء. ثم بعد ذلك..." "كَذِب!" قاطعَه جاسم، صوته يرتفع دون وعي: "لا أصدق هذا! كيف تجرؤ على الذهاب إلى اليخت وحدها؟ ولماذا لم تتصلوا بي؟" تلكّأ المساعد قبل أن يهمس بحذر: "حاولوا الاتصال طوال الليل... لكن هاتفك كان مغلقًا." نظر جاسم إلى هاتفه فجأةً، الشاشة سوداء. ضغط بسرعة على زر التشغيل، ثم أدار رأسه نحو هناء، نظراته لاذعة كالثلج: "أنتِ من فعلتِ هذا؟" ارتجفت هناء للحظة، ثم أسرعت بالدفاع عن نفسها: "آه جاسم، كيف أجرؤ على إغلاق هاتفك؟ ربما ضغطت عليه دون قصد، أو أن البطارية نفدت! لا يمكنك اتهامي هكذا!" لكن صوتها المميع بالبكاء لم يُقنع أحدًا. لم يضيّع جاسم مزيدًا من الوقت معها، وأسرع نحو الميناء. ركض كالمجنون، القلق والندم يخيمان على ملامحه، بينما كانت عيناه تعبران عن عاصفةٍ لا تُهدأ. عند وصوله، وجد اليخت راسيًا، بينما كان رج
Read more
الفصل 5
لا أحد يعرف أين أختبئ، ولا أحد يعلم أنني كنت مستعدة بالفعل لأقضي حياتي وحيدة حتى الموت. عندما انتقلت إلى هذه المدينة أول مرة، رفضت التحدث مع أي أحد. شراء الخضار، استئجار المنزل، حتى دفع فواتير الماء والكهرباء، كنت أحلها بأقل كلمات ممكنة. ظن الناس أنني امرأة باردة وغريبة الأطوار، فتوقفوا عن الاهتمام بي تدريجيًّا. وهذا بالضبط ما أردته. افتتحت بمدخراتي استوديو صغير لتعليم الرسم للأطفال. في الماضي، ظننت أن موهبتي ستجعلني تحت الأضواء في معارض الفن، أحصل على التصفيق والإعجاب. أما الآن، فأنا فقط أرسم خطوطًا بسيطة بهدوء، وأعلم بعض الأطفال الابرياء. بعد شهر، أخبرني موظفو شركة الموت المزيف: "جاسم عمران يبحث عنك مؤخرًا." "يبحث عني؟" ضحكت بخفة وقلت ببرود: "أنا ميتة، فما الذي يريده مني؟" "زار معرضك الفني، وحاول الاتصال بأصدقائك القدامى." تابع الموظف: "لكن لا تقلقي، إجراءات الحماية لدينا محكمة، لن يجد شيئًا." "حسب معلوماتنا، غرق في لوم ذاتي وألم شديد بعد الحادث. أخبرته الشرطة أن تيارات المياه هناك خطيرة، واحتمال النجاة شبه معدومة. زار الموقع مرارًا وبحث عن أدلة، حتى أرسل من يتحر
Read more
الفصل 6
بدأ يسترجع الذكريات، بينما كنتُ أنا أبتعد شيئًا فشيئًا. "يا معلمتي، إلى ماذا تنظرين؟" التفت إليّ الصبي الصغير راشد بفضول. أغلقتُ شاشة الهاتف بسرعة وقلت بهدوء: "لا شيء، ألم تنهِ رسم الخطوط بعد؟ أسرع وأكملها." "يا معلمتي." أمال برأسه وسأل: "هل أنتِ حزينة؟" توقفتُ للحظة، ثم ابتسمت: "لا، لقد بالغت في تخيلك." فرحل راشد مسرعًا، بينما بقيتُ أحدق في شاشة الهاتف بذهول. نعم، كنتُ حزينة. لكن ليس بسبب أولئك الأشخاص، بل لأن هذه الأخبار جرّتني مرة أخرى إلى ذلك الماضي المليء بالأكاذيب والخيانة. في أحد الأيام، بينما كنتُ أدرّس الأطفال في الاستوديو، حضر شاب. وقف عند الباب يحمل باقة زهور كبيرة. "مرحباً، أنا عم راشد. اسمي باسم." "هذه من أجلكِ." قال بصوت حذر، "راشد يحب دروسك كثيرًا، هذه بادرة تقدير." نظرت إلى الزهور وأومأت، لكنني لم آخذها وقلت ببرود: "لا أقبل الهدايا." ارتاع قليلًا، لم يكن يتوقع رد الفعل هذا، لكنه سحب يديه بسرعة: "آسف، لم أكن أعرف هذه القاعدة." "لا بأس." التفتُ إلى لوحة الرسم، "لا داعي لذلك في المرة القادمة." لم يصرّ، وبقي يراقب راشد حتى انتهى الدرس ثم غادر.
Read more
الفصل 7
"جربي أن ترسمي... لوحاتكِ تستحق أن يراها العالم." في تلك الليلة، أخرجتُ فرشاتي القديمة التي طالما أهملتها. بدأتِ اللوحة تتشكل شيئًا فشيئًا: بحرٌ هادئ، مع أول خيوط الفجر، تنعكس أشعتها على صفحة الماء التي تحمل ظلي. عندما أنهيتُ اللحظة الأخيرة، أدركتُ فجأةً أن هذه اللوحة لم تكن من أجله، ولا من أجل أي أحد آخر، بل من أجلي أنا. في يوم المعرض.حصلت أعمالي على إعجاب لجنة التحكيم. موهبتي التي ظللتْ مدفونةً لسنوات، عادت أخيرًا لتُبصر النور. ظننتُ أن هذه مجرد بداية جديدة، لكنني لم أكن أعلم أن هذه العودة ستقلب حياتي الهادئة رأسًا على عقب. وفي أحد أيام التدريس. كنتُ أشرح للأطفال كيفية تنسيق الألوان، بينما كانت أشعة الشمس تتسلل من النافذة، مغطيةً الغرفة بهدوءٍ نادر. فجأة... انفتح الباب بعنف، لتهرع هناء جلال إلى الداخل ببطنها المنتفخ، ووجهها الشاحب الغاضب. "شجون!"رفعتُ رأسي... وتجمدت في مكاني. "ها! كنتُ أعرف أنكِ لم تموتي! دمرتِ حياتي، ثم اختبأتِ هنا؟!" تقدّمت نحوّي بعينين مجنونتين. حجبتُ الأطفال خلفي وسألتُ ببرود: "كيف عثرتِ عليّ؟""ألا تعرفين؟ أسلوبكِ الفني لا يُخطئ! طوال
Read more
الفصل 8
لم تكمل كلامها حتى اندفعت نحوي فجأة. حاولت أن أحمي الأطفال خلفي غريزيًا، لكن لم يكن لدي متسع من الوقت لتجنبها. أمسكت بملابسي بقوة، مخلفة خدوشًا غائرةً بظفرها على ذراعي. "كفى!" صرخت، لكنها كانت كالمجنونة، خارجةً عن السيطرة تمامًا، فدفعتني بقوة حتى سقطت على الأرض. بدأ الأطفال يصرخون من الخوف. راشد، بعينين دامعتين، ركض خلسةً وضربها بقبضته الصغيرة: "لا تضربي المعلمة!" توقفت هناء جلال للحظة، ثم ازداد جنونها: "أيها الوغد الصغير! حتى أنت تجرؤ على ضربي؟!" رفعت يدها لتهوي عليه، فاندفعت لأحميه، متلقيةً الضربة القوية بدلًا منه. أحسست بألم حارق في كتفي، لكنني ظللت محتضنة الأطفال، وأهتف: "كفى! هناء، إن استمريت هكذا، فالقانون سيتولى أمرك!" ضحكت بسخرية، نظراتها مليئة بالازدراء: "شجون، لا يمكنك الاختباء إلى الأبد! سأجعلك تدفعين الثمن اليوم!" في تلك اللحظة، سمعنا وقع أقدام متسارع عند الباب. ...اندفع باسم إلى الداخل. وبدون تردد، أمسك هناء وجذبها بعيدًا. حاولت المقاومة، لكن عندما رأته، انفجرت بضحكةٍ باردةٍ: "أوه، شجون! كم مر من الوقت حتى تعلقت بشخص آخر؟!" نظرت إلينا بنظرة ساخرة،
Read more
الفصل 9
لم يُبدِ جاسم عمران أدنى اهتمامٍ بكلام هناء جلال، وظلّت عيناه تحدقان بي. صوته يحمل نبرة التماس ورجاء: "شجون، أرجوكِ استمعي لي...أنا نادم حقًا، أخطأتُ في حقكِ، لم أعرف قيمتكِ، أتوسل إليكِ أن تعطيني فرصةً واحدة." ابتسمتُ ابتسامةً باردةً، نظراتي جليدية: "فرصة؟ هل ما زلت تعتقد أن لديك الحق في طلب ذلك؟" "أعرف أنني أخطأت، كان عليّ أن أنصت إليكِ، لم يكن يجب أن أصدق أقوال الآخرين. كل الذنب ذنبي، وأنا مستعد للتغيير، أتوسل إليكِ أن تغفري لي..." ازداد صوته خفوتًا، كأنه يتوسل: "سأفعل أي شيءٍ تطلبينه." لم تستطع هناء كبح غضبها، فقاطعتْه بوجهٍ شاحب: "آه جاسم! لقد قلتَ لي يومًا أنك تحبني فقط!" "اصمتي!" قاطعها بصوتٍ حاد، نظراته تحمل برودةً لم يسبق لها مثيل: "لقد أوضحتُ لكِ كل شيءٍ من قبل. كلامكِ لا يعنيني." كانت كأنما تلقّتْ صفعةً قوية، فشحب وجهها فجأة، لكنها صرختْ بغير رضًا: "لا يمكنكِ فعل هذا بي! أنسيتَ كل الذكريات بيننا؟ وهل تعلم أنها بالفعل مرتبطةٌ بشخصٍ آخر؟!" ... هزّ كلامها قلبي للحظة، لكنني تماسكتُ سريعًا وقلتُ ببرود: "جاسم، لقد متُّ مرةً بالفعل. تعامل مع الأمر كما لو أنني لم أ
Read more
الفصل 10
كانت عيناه تعكسان توسلًا واستجداء، كأنه مستعدٌ ليقبل بأي شيءٍ طالما بقيَ بجواري. في تلك اللحظة، تحدث باسم بصوتٍ هادئٍ لكنه يحمل حدّةً خفيةً: "سيد عمران، رغم أنني لا أعرف تفاصيل ما بينكما، لكنني أعتقد أن قرار البقاء معكِ يجب أن يكون لها. أنت تتحدث عن مشاعرك فقط، لكن هل فكرتَ يومًا فيما تريده هي حقًا؟" تجمّد جاسم عمران، فتح فمه لكن لم يخرج منه أيّ صوت. ...نظرتُ إليه، بصوتٍ هادئٍ لكنه حاسم: "جاسم عمران، تلك السنوات الخمس ولّتْ. حتى لو عدتُ من الموت، فأنا لا أعتبرك خياري بعد الآن." بدأ لون الشحوب يظهر على وجهه شيئًا فشيئًا، بينما أكملتُ: "لا تُجبرني على اعتبار كل ذكرياتنا خطأً فادحًا. أم أنك تفضلُ أن أكونَ ميتةً كي تتركني؟" "لا!" قاطعني فجأةً، عيناه تفيضان بألمٍ عميق، وصوته يخنقه التوسل: "عزيزتي شجون، أخطأتُ... سأختفي من حياتكِ، فقط كوني بخير." جعلتني نظرته أتراجع قليلًا، ثم همستُ: "حسنًا، أتمنى أن تمنحني حريتي." سكتَ طويلًا، ثم انحنى برأسه وكأنه أدرك الحقيقةَ أخيرًا، وقال بصوتٍ أجشّ: "آسف." غادرَ بخطواتٍ كسيرة، يحمل على ظهره كلَّ أحزانه. أمّن باسم على الأطفال واحدًا تلو
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status