Share

الفصل 05

Author: مو ليان تشينغ
"كح كح——" سعلت أميرة مجددا، وسعلاتها كانت هذه المرة أشد.

وهذه المرة، لم تستطع حتى أن تظل جالسة من شدة السعال.

ركعت على الأرض بجسدها الصغير، وفجأة "بخ!"، تقيأت دما.

"أميرة!" ارتجف صوت ورد وهي تهرع نحوها.

كان وجه أميرة محموما حتى الاحمرار، لكن شفتيها كانتا شاحبتين تماما، وقالت بصوت خافت: "لا بأس يا ماما..."

حملت ورد ابنتها بسرعة وقالت: "سآخذك إلى المستشفى!"

أمسكت أميرة بيد ورد الصغيرة بشدة، وعيونها كانت حمراء تماما.

أسرعت ورد بها إلى المستشفى، وبعد فحص الدم لأميرة، جلسوا في الخارج ينتظرون النتائج.

"ماما، هل بابا يكرهني؟" جاء صوتها الرقيق في لحظة ضعف أظهرت هشاشتها للمرة الأولى.

ما إن سمعت ورد هذا السؤال.

حتى لم تستطع الرد عليه.

كم تمنت أن تقول لابنتها.

أميرة.

والدك لا يكرهك.

إنه فقط يكرهني أنا.

لو أنك كنت ابنة جميلة.

لكنت الآن أسعد طفلة في هذا العالم.

لكن ورد كذبت مجددا، وهي تبكي بصمت، وهزت رأسها قائلة: "لا، أميرة، والدك لا يكرهك... هو فقط مشغول جدا..."

ابتسمت أميرة ابتسامة خافتة، ووجهها الشاحب ازداد بهتانا، ثم مدت يدها الصغيرة ولمست شعر ورد بلطف: "ماما، لازم تكوني سعيدة..."

وكانت هذه الجملة وحدها كافية لأن تفجر كل دموع ورد.

لكنها قاومت.

وابتسمت بابتسامة أقسى من البكاء.

"أيها الطبيب——" فجأة، جاء صوت بارد صارم يخترق الأجواء.

تجمدت ورد في مكانها.

رفعت الأم وابنتها رأسيهما في نفس اللحظة، لترياه... كان سليم، الذي كان من المفترض أن يكون مشغولا الآن، لكنه ظهر فجأة في المستشفى، وبين ذراعيه كان يحمل امرأة أخرى — جميلة.

وبلا وعي، نادت أميرة: "يا بابا——"

سمع سليم هذا النداء بوضوح، فاستدار، وعندما وقعت عيناه على ورد وابنته، ظهر عليه الارتباك للحظة.

وفي هذه اللحظة، لاحظت جميلة وجود ورد وأميرة، فأمسكت بكم سليم بشدة وقالت: "سليم... أنا أتألم..."

عادت نظرات سليم إلى وعيها قليلا، فأجابها مطمئنا: "الطبيب سيأتي فورا."

وفي هذه اللحظة، خرج الطبيب مسرعا من الداخل.

سحب سليم نظره عن ورد وأميرة، وقال للطبيب شيئا بصوت منخفض، ثم تبعه من دون أي تردد.

شاهدت أميرة والدها وهو يبتعد، وظلت تحدق في ظهره، وعقلها الصغير غارق في الفراغ.

"ماما، لماذا كان بابا يحمل تلك الخالة...؟"

شعرت ورد وكأن أحدهم داس على صدرها بكل قوته، فاختنق تنفسها للحظة، ثم أجبرت نفسها على الابتسام وقالت: "أعتقد أنها زميلة له في العمل وتعرضت لإصابة."

"حقا؟" تمتمت أميرة وهي شاردة، "لكننا أيضا في المستشفى، لماذا يهتم بالآخرين ولا يهتم بنا؟"

في تلك اللحظة، أدركت ورد شيئا عميقا.

مهما حاولت تغليف الحقيقة بالكذب.

فلن تصمد أمام الواقع.

حتى طفلة صغيرة كأميرة استطاعت أن تشعر بتمييز سليم بوضوح.

اغرورقت عينا ورد بالدموع، وقالت بصوت مكسور: "ربما حالة الخالة كانت طارئة أكثر..."

صمتت أميرة فجأة.

وكلما طالت فترة هذا الصمت، كلما ازداد قلق ورد من أعماقها.

وبعد ساعة، ذهبت ورد برفقة أميرة لاستلام نتائج التحاليل، لكنها صادفت وجها غير مرغوب فيه — سليم، وإلى جانبه جميلة جالسة على كرسي متحرك.

تجمدت ورد في مكانها، وشعرت وكأن صدرها ضاق حتى لم يعد قادرا على التنفس.

في تلك اللحظة، كم تمنت لو أنها لم تلتق بسليم يوما.

لقد كانت تحتمل الإهمال والإذلال عندما لم يكن يحبها.

لكنها لا تستطيع تحمل أن تمر ابنتها بنفس الألم.

فجأة، نادت أميرة بصوت مرتجف: "بابا——"

استدار كل من سليم وجميلة في آن واحد نحو مصدر الصوت.

تغيرت ملامح سليم قليلا، لكن نبرته بقيت هادئة نسبيا: "أميرة."

نظرت أميرة بفضول إلى جميلة وقالت: "بابا، من هي هذه الخالة...؟"

ظهر على وجه سليم توتر خفيف، ثم قال: "هذه..."

وقبل أن يكمل، أمسكت جميلة بيده بقوة وابتسمت وقالت: "يا صغيرتي، أنا... صديقة والدك."

وبعد أن قالت ذلك، أصبح وجه جميلة أكثر شحوبا، وصوتها يرتجف.

كانت تبدو... بائسة جدا.

حتى ورد، التي يفترض أن تكون الطرف الآخر، شعرت بوخز شفقة نادر.

وفي تلك اللحظة، تغيرت ملامح سليم فجأة، وقال بصوت خافت لكنه حاسم: "أميرة، هذه خطيبة والدك."

وعندما سمعت ورد تلك الجملة، شعرت وكأن قلبها امتلأ بمعدن منصهر... هادئ في ظاهره، لكنه يحرق من الداخل. أجل، هو لا يسمح بأن تشعر جميلة بأي ألم.

ولهذا، حين رأتهما معا، أدركت تماما أنها لم تعد تستطيع الكذب — لا على نفسها، ولا على طفلتها.

"أميرة، هذه خالتك جميلة، وهي خطيبة والدك." نطقت ورد بتلك الكلمات بصوت هادئ لا يمكن أن يكون أكثر هدوءا.

وفعلا، شحب وجه أميرة الصغير في لحظة.

انحنت ورد وجلست على ركبتيها، ثم لمست خد أميرة برفق وقالت: "حبيبتي، في الحقيقة هناك أمر لم أخبرك به بعد... والدك وأنا، لم نعد معا منذ فترة... لكن، مهما طال الزمن، والدك سيبقى والدك، وأنا سأبقى أمك."

كان سليم يظن أن ورد جاءت إلى هنا وهي تحتضن الطفلة فقط من أجل إثارة المشاكل، فهي فعلت الكثير من الأمور المشابهة في الماضي.

ولهذا السبب، عندما أعلن عن علاقة جميلة، كان بداخله شيء من الغضب المكبوت.

لكنه لم يتوقع أن ورد ستقول كل شيء بهذه الصراحة.

هل يكون... قد أساء فهمها؟

كانت أميرة في حالة ارتباك، لكن مشاعر الحزن كانت أقوى، فسألت: "وماذا عنك يا ماما؟..."

تجمدت ورد عند هذا السؤال.

بدأت دموع أميرة تنهمر بغزارة وقالت: "أنا عندي ماما وبابا، لكن... ماما، أنت لم يتبق لك أحد..."

في تلك اللحظة، شعرت ورد وكأن قلبها قد تفتت، ثم بدأت أميرة بجمع شظاياه بكلماتها الصغيرة.

أجل... لقد فقدت عائلتها، وها هي على وشك أن تفقد ابنتها.

لم يتبق لها أحد في هذا العالم.

وكأن كل شيء ينتزع منها واحدا تلو الآخر.

لمست ورد شعر أميرة وقالت بابتسامة حزينة: "لكن ماما لا تزال تملكك. هيا، قولي مرحبا لخالتك جميلة."

شعرت أميرة أن صدرها الصغير امتلأ بمرارة خانقة، لم تستطع أن تتنفس، لكنها تذكرت أن أمها علمتها أن تكون مهذبة. فمسحت دموعها، ونظرت إلى والدها وهو يمسك بيد امرأة أخرى، ثم حاولت رسم ابتسامة أقسى من البكاء، وقالت: "السلام عليكم، خالة جميلة..."

نظرت جميلة إلى الطفلة وهي تنطق اسمها بصعوبة بالغة، فشحب وجهها، لكنها اكتفت بأن تعض شفتيها وتومئ برأسها بابتسامة مصطنعة: "عليكم السلام يا أميرة ."

تغيرت نظرة سليم للحظة، فقد رأى أميرة بعدما ألقت التحية، تجلس بهدوء بجانب ورد، من دون أن تثير أي ضجة، حتى ورد لم تلتفت إليه ولو لمرة.

كل شيء بدا هادئا ومتزنا... فلماذا يشعر بانقباض مزعج في قلبه؟

وفي هذه اللحظة، وصل سكرتير مهار بعد أن أنهى إجراءات الدفع.

سلمت ورد الطفلة إلى سكرتير مهار، ثم التفتت إلى سليم وقالت: "هل يمكننا التحدث قليلا؟"

رد سليم بانزعاج واضح: "ما الذي تودين مناقشته أمام الطفلة؟ لا تثيري المشاكل."

كان وجهه ممتلئا بالضيق، ولم يفكر حتى قبل أن يرفض.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0403

    جلست ورد في مكتبها الفسيح المضيء، وأشعة الشمس تتدفق من النوافذ الزجاجية الكبيرة الممتدة إلى الأرض، لتضيء الأوراق الموضوعة أمامها.وقف جليل بجانب مكتبها، ممسكا بخطة مشروع، يتحدث بثقة وبلاغة.قال بصوت هادئ رزين يحمل قوة تبعث على الاطمئنان: "يا حبيبتي، فيما يخص الترويج اللاحق لمشروع مجموعة الفخم، لدي بعض الأفكار الجديدة. يمكننا تجربة الدمج بين النشاطات الإلكترونية والميدانية؛ فعلى الإنترنت نطلق سلسلة من الفعاليات التفاعلية، مثل تصويت المستخدمين لاختيار تصميم مجتمع المستقبل، أو فتح نقاش بعنوان: (وطني المثالي)، مما يعزز شعورهم بالمشاركة ويزيد ولاءهم."كانت ورد تستمع باهتمام، تهز رأسها بين الحين والآخر، وفي عينيها بريق إعجاب. فأفكار جليل دائما ما تأتي من زاوية مبتكرة، وتفتح لها آفاقا جديدة.ابتسمت قائلة: "فكرة النشاط التفاعلي عبر الإنترنت رائعة، ستزيد من شهرة المشروع وتأثيره. وماذا عن الفعاليات الميدانية؟ هل لديك خطط لها؟"تابع جليل حديثه: "بالنسبة للأنشطة الميدانية، يمكننا التعاون مع بعض العلامات التجارية الشهيرة في مجال الأثاث، لتنظيم معرض ضخم بعنوان (تجربة حياة المستقبل). ندمج فيه مفهوم م

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0402

    تأثرت مشاعر ورد، إذ لم يخطر ببالها أن يكون سيف صريحا إلى هذا الحد وهو يواجه عاطفته بنفسه.نظرت في عينيه العميقتين وقالت: "أيها الأخ الصغير، شكرا لك. أنت أعز أصدقائي، وأوثق شريك عندي. نحن الاثنان، سنبقى دائما صديقين."مرت في عيني سيف لمحة حزن خافتة، لكنه أسرع في إخفائها. ابتسم قائلا: "ورد، لا تقلقي، لن أحملك أي عبء. سأبقى دائما إلى جانبك، أساندك وأحميك.""أخي الصغير..." لكنها لم تكمل كلامها، إذ قاطعها سيف.قال سيف: "يكفي، لا داعي لمثل هذا الحديث. لدي بعض الأمور، سأرحل الآن. لكن تذكري، أيا يكن ما سيحدث، فلست وحدك في هذه المعركة."ثم استدار وغادر المكتب، تاركا ورد وحدها غارقة في تفكير عميق.في المستشفى، حين استيقظت والدة سليم من جديد، وجدت نفسها في غرفة غريبة عليها.تلفتت حولها، وأدركت أن هذا ليس هو الجناح الذي اعتادت عليه.سألت بحدة: "أين أنا؟ كيف جئت إلى هنا؟"جاء صوت جميلة من عند الباب: "خالتي، لقد استيقظت! كيف تشعرين؟ هل يؤلمك شيء؟"لكن والدة سليم لمحت وجه جميلة المليء بالتكلف، فاشتعل في قلبها النفور.قالت بغضب: "أنا أسألك، أين هذا المكان؟ وكيف وصلت إليه؟ وأين ابني سليم؟ دعيه يدخل فور

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0401

    كان سكرتير عادل يراقب خفية تحركات مجلس الإدارة، وقد رسم في ذهنه خطته الخاصة.هذه المرة خسر سليم تماما، وأولئك العجوز في مجلس الإدارة لن يتركوه بسهولة.أما ورد فقد ازدهر عملها يوما بعد يوم، حتى غدا اسمها أسطورة في عالم الأعمال.وتسارعت كبريات الشركات إلى مد غصن الزيتون نحوها، آملة في نيل فرصة للتعاون معها.قال أحد ممثلي الشركات وهو يقدم ملفا إلى ورد: "رئيسة ورد، هذه خطة تعاون من شركتنا، نرجو أن تلقي نظرة عليها. نحن على غاية الجدية، ونتمنى أن نحظى بشراكتك."قال ممثل الشركة الآخر: "رئيسة ورد، إن شروط شركتنا أكثر سخاء، ففكري مجددا في عرضنا.""رئيسة ورد..."أحاطت ورد بعدد من ممثلي الشركات الذين تنافسوا على جذبها، فوجدت نفسها مشغولة عن الرد على الجميع، غير أن قلبها كان مفعما بالبهجة.فلقد نالت قدراتها وشركتها أخيرا اعتراف الآخرين.كان سيف يجلس وحيدا في حانة يحتسي الخمر، مستغرقا في ذكرياته.تذكر الأوقات السعيدة التي قضاها مع ورد، فامتلأ قلبه بالحنين والأسى.في البداية كان تعاونه مع تلك المرأة يخفي نوايا أخرى، لكن حين رآها اليوم بهذا الاجتهاد والتألق، كيف لا تتحرك مشاعره؟رفع سيف كأسه وشربه دف

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0400

    كان جليل يحدق في ورد المتألقة على المسرح، تغمره مشاعر الفخر والاعتزاز."في ماذا تنظر هكذا؟" جاء صوت سيف فجأة وهو يقف إلى جانب جليل، ثم تابع بنظره نحو المسرح، ورأى ورد، "آه، اتضح أنك كنت تحدق في حبيبة قلبك، أليس كذلك؟"ابتسم جليل بإحراج وقال: "حبيبتي ورد حققت إنجازا كهذا، من الطبيعي أن أشعر بالفخر والسعادة من أجلها.""فخر؟ أنا أعتقد أنك تكبت حبك بصعوبة!" قال سيف مازحا، "انظر إلى نظراتك، كأنك تذيبها بعينيك!""أنتم لا تفترقان مؤخرا، ألا يوجد أي تطور؟" سأله سيف وهو يعلم الجواب، لكنه أراد سماعه من جليل بنفسه.ازدادت ابتسامة جليل اتساعا، وظهر على وجهه ارتياح واضح.حتى الأحمق كان ليفهم من تعبيراته أن الأمر قد حسم.أظهر سيف قليلا من خيبة الأمل في عينيه، لكنه ابتسم في النهاية وقال: "على كل حال، تمسك جيدا بورد، لا تقل إنني لم أحذرك، فالمعجبون بها كثر، واحتمال أن يخطفها أحد كبير!"لم يرد جليل، بل اكتفى بابتسامة شكر وهو ينظر إلى سيف.في المستشفى، وفي غرفة المرضى، فتحت والدة سليم عينيها ببطء، لترى جميلة جالسة إلى جوار سرير سليم، تنظر إلى سليم بنظرة مفعمة بالحنان."حبيبي سليم، استيقظت!" قالت جميلة ب

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0399

    "أمي!" صرخ سليم بصوت غاضب وقلق، وهو يساند والدته بحذر ليجلسها على الأريكة، لكنه فوجئ بجسدها ينهار بين يديه، وقد فقدت وعيها تماما."أمي! أمي! استيقظي!" بدأ سليم يهز والدته بذعر، وصوته يمتلئ رعبا وعجزا.ارتعبت جميلة من المشهد، وأسرعت تخرج هاتفها لتتصل بالإسعاف فورا.وصلت سيارة الإسعاف وهي تطلق صفاراتها، ورافق سليم وجميلة الطاقم الطبي إلى المستشفى، حيث نقلت والدة سليم للعلاج.وبعد الفحص، أخبرهم الطبيب أن فقدان الوعي سببه ارتفاع ضغط الدم نتيجة لانفعال شديد، وأوصى ببقاءها في المستشفى للمراقبة والراحة التامة.تنفس سليم الصعداء قليلا، لكنه ظل قلقا وغير مطمئن.جلست جميلة بجانبه تواسيه بلطف، تقدم له الماء والشاي، وتسأله بين حين وآخر إن كان يحتاج شيئا، غارقة في العناية والاهتمام."حبيبي سليم، أنظر لحال خالتي، الأطباء قالوا إن السبب هو الانفعال الشديد." همست جميلة بلطف وهي تحاول إقناعه، "لماذا لا تستمع لنصيحة مجلس الإدارة وتذهب لتستشير طبيبا؟ ربما يساعدك الطبيب على التخلص من التوتر، ويحسن حالتك."كانت تراقب ملامح سليم بعناية، ونبرة صوتها ناعمة مليئة بالحنان: "أنا فقط قلقة عليك، حبيبي سليم... لقد

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0398

    انهارت مشاعر والدة سليم تماما، وراحت تلفظ كلمات جارحة كالسكاكين، تطعن بها قلب جميلة دون رحمة.انفجرت دموع جميلة بغزارة، واشتد ارتجاف جسدها، وكأنها دفعت إلى حافة الانهيار، فصرخت فجأة ودفعت والدة سليم بعنف."أنا لم أفعل شيئا! لست المرأة الأخرى! ابنك هو من غير قلبه، ما دخلي أنا!"تفاجأت والدة سليم بالدفعة، فقدت توازنها وكادت أن تسقط أرضا.ازدادت غضبا، ورفعت يدها لتضرب جميلة."أيتها الحقيرة الصغيرة! تجرئين على دفعي؟ سأريك الآن!"وقبل أن تهوي يدها على وجه جميلة، انفتح باب الفيلا بقوة، واقتحم سليم المكان كالعاصفة.رأى المشهد الفوضوي أمامه: والدته ترفع يدها، وجميلة ترتجف وتغطي وجهها بدموعها."أمي! ماذا تفعلين!" صرخ سليم بغضب، وتقدم بسرعة، وأمسك بمعصم والدته، وجرها بعيدا، غاضبا ومليئا بالتوبيخ."إن كان هناك ما تريدين قوله، فقوليها بالكلام، لماذا ترفعين يدك؟" وضع جميلة خلفه، ونظر إلى والدته بنظرات جليدية.تجمدت والدة سليم من صراخه، ونظرت إليه بدهشة كأنها لا تعرفه."ابني سليم... أنت... ترفع صوتك علي من أجل هذه المرأة؟" جاء صوتها مرتعشا، مليئا بالذهول والخذلان، وسرعان ما انهمرت دموعها، "أنا أمك!

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status