لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل

لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل

By:  ون يان نوان يوUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
30Chapters
0views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

باعتبارها عشيقة سرية لأنس، بقيت لينا معه لخمسِ سنواتٍ. ظنت أنَّ السلوكَ الطيب والخضوع سيذيبان جليد قلبه، لكنَّها لم تتوقع أن يهجرها في النهاية. كانت دائمًا هادئةً ولم تخلق أيَّ مشاكل أو ضجةً، ولم تأخذ منه فلسًا واحدًا، ومضت من عالمهِ بهدوء. لكنَّ— عندما كادت أن تتزوج من شخصٍ آخر، فجأةً، كالمجنون، دفعها أنس إلى الجدار وقبَّلها. لينا لم تفهمْ تمامًا ما الذي يقصده السيد أنس بتصرفهِ هذا؟

View More

Chapter 1

الفصل 1

عاد أنس إلى البلاد، وباعتبار لينا عشيقته السرية، تم نقلها على الفور إلى الفيلا رقم 8.

ووفقًا للاتفاق، قبل لقائه، يجب أن تغتسل جيدًا، ولا يسمح بأي رائحة عطر أو مستحضرات تجميل.

كانت تلتزم تمامًا بذوقه، فغسلت نفسها بدقة، وارتدت ثوب من الحرير البارد، ثم صعدت إلى غرفة النوم في الطابق الثاني.

كان الرجل جالسًا أمام الحاسوب يتابع بعض الأعمال، وعندما رآها تدخل، ألقى عليها نظرة باردة.

"تعالي."

كان صوته باردا وخاليا من المشاعر، وسقط على قلب لينا بثقل وكآبة.

كان مزاجه متقلبا وطباعه باردة، وكانت لينا تخاف من غضبه، فلم تجرؤ على التأخر لحظة، وأسرعت نحوه.

وقبل أن تقف مستقرة، جذبها أنس إلى حضنه، وأمسك بذقنها بأصابعه الطويلة.

انحنى، وقبل شفتيها بشراهة، وفتح أسنانها بقوة، وبدأ يمتص عبير فمها بجنون.

أنس لم يكن يحب الحديث معها كثيرا، لا يعرف الحنان، ولا يطيل في المقدمات، يراها، فيأخذها مباشرة.

كان يبدو نبيلا ومتحفظا، لكنه في هذه الأمور، كان خاليا من الذوق، متسلطا وعنيفا.

وهذه المرة سافر في مهمة عمل خارج البلاد لثلاثة أشهر، وبعد كل هذا الوقت دون امرأة، من الواضح أنه لن يتركها بسهولة الليلة.

كما توقعت، كان أنس أكثر جنونا من المعتاد.

ضغط على خصرها، وقبلها على الأريكة، وعلى السرير.

ولم يكتفِ حتى نامت.

وعندما استيقظت، كان المكان إلى جانبها خاليا، لكن صوت الماء كان يتساقط في الحمام.

نظرت نحو مصدر الصوت، فرأت على الزجاج المتغيم خيالا طويلا.

شعرت لينا بالقليل من الدهشة؛ فهو في العادة، بعد الانتهاء، يغادر فورا، ولم ينتظر أبدا حتى تستيقظ.. هذه المرة، لم يغادر؟

بصعوبة جلست على السرير، كانت هادئة ومهذبة، تنتظر خروجه.

وبعد دقائق، انقطع صوت الماء، وخرج الرجل من الحمام، وقد لف جسمه بمنشفة.

تساقطت قطرات الماء من أطراف شعره، وانسابت على بشرته البنية، تنساب ببطء على عضلات بطنه المحكمة، ذات الخطوط الجذابة.

وجهه الوسيم كأنه منحوت، حاد الملامح، وعيناه الباردتان المظلمتان لا تمنحان أمنا لأحد.

كان وسيما جدا، لكن هالته الباردة كانت تجعل الاقتراب منه صعبا.

عندما رآها استيقظت، ألقى عليها نظرة باردة.

قال: "لا داعي لأن تأتي مجددا."

تجمّدت لينا، ما معنى لا داعي لتأتي؟

عاد يرتب ملابسه، ثم ناولها وثيقة. "هذا العقد، تم إنهاؤه مبكرا.."

لما رأت وثيقة الاتفاق بينهما، فهمت تماما... كان يريد إنهاء علاقته بها.

لم يكن بقاؤه هذه المرة لأنه يشتاق لها، بل لينهي الأمر.

خمس سنوات مضت، وكانت تتوقع أن يأتي هذا اليوم، لكن لم تظن أن النهاية ستكون هكذا.

بلا تفسير، بلا سبب، مجرد أمر بإنهاء العلاقة.

كتمت الألم في قلبها، ورفعت رأسها ببطء، ونظرت إليه وهو يكمل ارتداء ملابسه.

قالت بصوت خافت: "بقي فقط نصف عام على انتهاء العقد، ألا يمكن أن ننتظر؟"

قال الأطباء إنها لا تملك أكثر من ثلاثة أشهر، وأرادت فقط أن تبقى قربه حتى النهاية.

لم يجب، بل نظر إليها ببرود، وكأنه يلقي بشيء سئم من اللعب به.

صمته أخبرها بكل شيء.

خمس سنوات مضت، ولم تستطع تغيير قلبه.

يبدو أنه قد آن أوان الاستيقاظ من الحلم.

أخذت لينا العقد، ورفعت زاوية شفتيها بتصنع، تبتسم بهدوء وجمال، وقالت: "لا تكن جادا هكذا، أنا كنت أمزح."

ثم أضافت: "أنا منذ وقت طويل لم أعد أريد أن أكون معك، الآن وقد انتهى العقد مبكرا، فأنا في قمة السعادة."

توقفت يد أنس وهو يرتب كم قميصه للحظة، ثم رفع عينيه الباردتين ونظر إليها.

رآها لا تبدو حزينة أبدا، بل كان على ملامحها شيء من الفرح، وكأن الأمر كان حرية طال انتظارها.

عقد حاجبيه قليلا، وسألها بهدوء: "أنت لم تريدي أن تكوني معي منذ وقت؟"

أومأت لينا بلا مبالاة: "نعم، عمري لم يعد صغيرا، وينبغي أن أتزوج وأنجب، لا يمكنني أن أبقى معك هكذا بلا اسم ولا صفة."

الزواج والإنجاب؟ هذا حلم لن يتحقق، لكن أمام أنس، أرادت أن ترحل بكرامة.

ثم ابتسمت وقالت: "الآن وقد انتهى العقد، هل يمكنني الحصول على حبيب في المستقبل؟"

كانت نظرة أنس غامضة، ثم نظر إليها قليلا، وأخذ ساعته من على الطاولة، وخرج.

"افعلي ما تريدين."

قالها قبل رحيله.

وبينما تراقبه يغادر، تلاشت الابتسامة من على وجه لينا.

أنس كان يكره أن يلمس أحد أشياءه، والآن لم يبد أي رد فعل على كلامها عن أن يكون لها حبيب.

يبدو أنه حقا...

قد مل منها.
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
30 Chapters
الفصل 1
عاد أنس إلى البلاد، وباعتبار لينا عشيقته السرية، تم نقلها على الفور إلى الفيلا رقم 8.ووفقًا للاتفاق، قبل لقائه، يجب أن تغتسل جيدًا، ولا يسمح بأي رائحة عطر أو مستحضرات تجميل.كانت تلتزم تمامًا بذوقه، فغسلت نفسها بدقة، وارتدت ثوب من الحرير البارد، ثم صعدت إلى غرفة النوم في الطابق الثاني.كان الرجل جالسًا أمام الحاسوب يتابع بعض الأعمال، وعندما رآها تدخل، ألقى عليها نظرة باردة."تعالي."كان صوته باردا وخاليا من المشاعر، وسقط على قلب لينا بثقل وكآبة.كان مزاجه متقلبا وطباعه باردة، وكانت لينا تخاف من غضبه، فلم تجرؤ على التأخر لحظة، وأسرعت نحوه.وقبل أن تقف مستقرة، جذبها أنس إلى حضنه، وأمسك بذقنها بأصابعه الطويلة.انحنى، وقبل شفتيها بشراهة، وفتح أسنانها بقوة، وبدأ يمتص عبير فمها بجنون.أنس لم يكن يحب الحديث معها كثيرا، لا يعرف الحنان، ولا يطيل في المقدمات، يراها، فيأخذها مباشرة.كان يبدو نبيلا ومتحفظا، لكنه في هذه الأمور، كان خاليا من الذوق، متسلطا وعنيفا.وهذه المرة سافر في مهمة عمل خارج البلاد لثلاثة أشهر، وبعد كل هذا الوقت دون امرأة، من الواضح أنه لن يتركها بسهولة الليلة.كما توقعت، كان أ
Read more
الفصل 2
بعد أن غادر أنس، ودخل مساعده الشخصي سامح حاملًا الدواء.أعطاه لها وقال: "آنسة لينا، تفضّلي."كانت هذة حبوب منعِ الحمل. السيد أنس لا يحبها، ولن يسمح لها بإنجاب طفلٍ منه.بعد كل مرة، يرسل سامح ليقدم لها الدواء، ويأمره على رؤيتها وهي تبتلعه.حدّقت لينا إلى الحبة البيضاء، وأحست بألم في قلبها مرة أخرى.لا تعرف إن كان بسبب مرضِها، أم بسبب قسوة أنس، لكن الألم كان شديدًا لدرجة أنها لم تستطع التنفس."آنسة لينا..."عندما رأى أنها لم تستجب، ذكّرها سامح بهدوء، خائفًا من أن ترفض تناولها.أخذت الحبة وابتلعتها بصعوبة دون حتى قطرة ماء.فقط بعد ذلك تنفس سامح الصعداء، وأخرج سند المنزل وشيك ووضعهم أمام لينا واحدة تلو الأخرى."آنسة لينا، هذه تعويضات من السيد أنس : منزل، سيارة، خمسة مليون دولار. خذيهم."لقد كان كريمًا جدًا.لكن للأسف، ما تريدهُ لم يكن المال أبدًا.رفعت لينا رأسها ونظرت إلى سامح بابتسامة خفيفة: "لا أريد أيًا من هذا."تجمّد سامح في مكانه، حائرًا: "هل تعتقدين أن هذا قليل؟"عندما سمعت هذه الكلمات، شعرت لينا بوخزة في صدرها.حتى سامح يعتقد أنها تريد المال، فما بالك بأنس؟هل يعطيها كل هذا المال خ
Read more
الفصل 3
حملت لينا حقيبتها واتجهت إلى منزل صديقتها المقرَّبة مريم.رفعت يدها بخفَّة وطرقت الباب مرة واحدة، ثم وقفت بجانبه تنتظر بهدوء.كانت لينا ومريم يتيمتين، تربّيا معًا في دار الأيتام، فكانتا كالأخوات.تذكّرت لينا كلمات مريم عندما أخذها أنس بعيدًا: "لينا، إذا ما تخلى عنكِ يومًا، اذكري أن لكِ بيتًا هنا."كانت هذه الكلمات هي ما منحتها القوة لرفض منزل أنس.فتحت مريم الباب سريعًا، وما أن رأتها حتى ارتسمت على شفتيها ابتسامة دافئة تلامس عينيها."لينا، ما الذي أتى بكِ؟"شدَّت لينا قبضتها على مقبض الحقيبة، ثم قالت بخجل: "مريم، جئتُ لألوذ بكِ."لم تلاحظ مريم الحقيبة إلا الآن، فتبددت ابتسامتُها فجأةً، "ماذا حدث؟"تظاهرت لينا بالهدوء وضحكت ضحكة خفيفة: "انفصلنا."تجمّدت مريم للحظة، بينما كانت عيناها تراقبانِ لينا التي تحاول إخفاء حزنِها خلف ابتسامة متكلَّفة.كان تلك الوجه الصغير بحجم كفّ اليد، نحيلًا إلى حدّ غور العينين، وبشرة شاحبةً.أما جسدها الواقف في مهبّ الرياح، فبدا رقيقًا كالورقة التي تكاد تتمزق.أمام صديقتها المهشمة، شعرت مريم فجأةً بألم يعصر قلبها.أسرعت نحوها تحتضنها بقوة، همست في أذنها: "لا
Read more
الفصل 4
"ماذا؟ ماذا؟"بدت رنا وكأنّها سمعت سِرًّا عظيمًا، فأمسكت بذراع فرح بحماسٍ شديد وقالت: "ألم يقولوا إن السيِّد أنس لا يهتمّ بالنساء؟! كيف يكون له حبيبة قديمة؟! بل وتكون المديرة التنفيذيّة الجديدة لشركتنا؟!"ضحكت فرح وربّتت على يد رنا قائلةً: “انظري إلى مدى جَهْلِكِ بالأخبارِ، ان لم تكوني تعرفين حتى هذه الأمورِ الدَّاخليّة لعالم الأثرياء، فكيف ستستمرّين في العمل في مكتب الرئيس التنفيذيِّ؟"أسرعت رنا تتوسّل قائلةً وهي تشدُّ على كمّ قميصها: "أرجوكِ يا فرح، أخبريني!"خفضت فرح صوتها وقالت: "السيد أنس وابنة رئيس مجلس الإدارة حبيبان منذ الطفولة، وبحسب الشائعات، فقد تقدَّم السيِّد أنس لخطبتها قبل خمس سنوات، ولكنّ الآنسة تاليا رفضتْهُ من أجل دراستها.وتسبَّب ذلك في حدوثِ بعض الخلافاتِ بينهما، فانقطعتْ علاقتهما طوال خمس سنوات. لكن بمُجرّدِ أن عادتْ الآنسة تاليا إلى الوطن، ذهب السيِّد أنس شخصيًّا إلى المطارِ لاستقبالِها، وهذا وحدهُ يكفي لإثباتِ عمق مشاعره تجاهها."وضعتْ رنا يدها على فمِها، واتَّسعت عيناها الصغيرتان بدهشةٍ، وقالت بحماس: "يا إلهي! إنّه مشهد من أعذب القصص الرومانسيّة!"ضاقَ صدر لينا
Read more
الفصل 5
بعد أن قدمت تاليا نفسها بإيجاز، وتبادلت بعض عبارات المجاملة، تشابكت بذراعِها مع أنس وتبعتهما فريدة نحو مكتب الرئيس التنفيذي.مدت رنا عنقَها وهي تتابع اختفاءهما بنظرات مليئة بالحسد، ثم همست: "في يومِها الأولِ بالمنصب، يأتي السيد أنس بنفسه لمرافقتها! أهذه حقًا زوجة الرئيس المدللة التي نسمع عنها في القصص؟"وضعت فرح يدها على كتفها وقالت بنبرة خبيرة: "ألا تفهمين؟ لقد عادت للبلاد للتو لتتولى منصب الرئيسِ التنفيذي، ولن يقبل المساهمون القدامى في شركة المستقبل الدولية ذلك بسهولة. حضور السيد أنس في يومها الأول رسالة واضحة بأنّ عائلة الفاروق تقف خلفها!"وضعت رنا يديها الصغيرتين تحت ذقنها وقالت بحسد: "كم هو رومانسيّ! لقد مهد الطريق لزوجته بهذه السرعة!"ردت فرح وعيناها تلمعان بالغيرة: "لو لم تكن ابنة رئيس مجلس الإدارة، هل تعتقدين أنّ رجلاً بهذه القوة والنفوذ في مدينة اللؤلؤة سيهتم بها ؟"هزت رنا رأسها غير موافقة: "الرئيسة تاليا مميزة بحدّ ذاتها، متعلمة وجميلة... ولكن بالحديث عن الجمال..."نظرتْ نحو لينا، "أجد تشابهًا بينها وبين رئيستنا الجديدة!"اقتربت فرح لتلقي نظرة: "بالفعل! ولكن أعتقد أنّ لينا أ
Read more
الفصل 6
ضغطت لينا على صدرها وكأنها تحاول إيقاف قلبها المتألم من الخفقان، ثم تماسكت بصعوبة وسارت عائدة إلى مكتبها.كانت عازمة على الاستقالة، وبأسرع وقت ممكن، فهي لا تريد أن تقضي ما تبقى من أيامها وهي تشاهد الاثنين يستعرضان حبّهما أمامها كل يوم.خشيت أن لا تحتمل، أن تفقد السيطرة على نفسها وتُواجه أنس بسؤال محرج: "لماذا جعلت مني مجرد بديل؟"بعد أن أنهت كتابة طلب الاستقالة، توجهت إلى فريدة، رئيس مكتب الرئيس التنفيذي للحصول على الموافقة.لم تكن فريدة من المعجبات بها، لذا اكتفت بعبارات مجاملة شكلية لإقناعها قبل أن توافق على طلبها.إجراءات الاستقالة تتطلب شهرًا كاملًا، فاضطرت لينا إلى طلب إجازة سنوية لمدة أسبوعين من الإجازة السنوية.بعد خمس سنوات من العملِ في المستقبل الدولية، كان لديها خمسة عشر يومًا إجازة متراكمة، فمن المنطقي أن تستخدمها قبل مغادرتها.لم تعجب فريدة بلهفتها هذه، فألقت عليها نظرةً مستنكرة قائلة: "سأوافق على الإجازة، لكن تأكدي من العودة فور انتهائها لتسليم المهام."أجابت لينا باختصار: "حسنًا"، ثم حملت حقيبتها وغادرت المبنى على الفور.وفي اللحظة التي خرجت بها مسرعة من الشركة، اصطدمت فج
Read more
الفصل 7
حين ابتعد أنس تمامًا، أدرك طارق أنه نجل عائلة الفاروق الثاني، فأسرعَ في إطلاق لينا، وهرول خلفهُ لتحيته.لكنَّ أنس صعد إلى سيارته فورًا، وأغلق الباب بعنف بصوت مدو، ثمَّ انطلقت معه عشراتُ السيارات الفاخرة التي كانتْ تنتظر بالخارج.أدرك طارق أنه أضاع الفرصة، فعاد أدراجهُ ليبحث عن لينا، لكنه وجدها قد هربت نحو المصعد الجانبي.ومسح شفتيه اللتين قَبّل بهما لينا قبل قليل، بينما اشتعلتْ في عينيه ومضات حماس الصياد الذي يشمّ رائحة الفريسة."يا أحمد، ابحث عن عنوان سكنها."فأجابهُ أحمد، الذي كان يتبعه من خلف، بخضوع: "حاضر يا سيدي."وبينما عادت لينا إلى منزلها، وضعت حقيبتها جانبًا، ثمَّ جلستْ على الأريكة شاردة الذهن.ولم تستفق من شرودها إلا حين رنَّ جرس هاتفها.فأخرجت الهاتف من الحقيبة، وعندما رأت الرقم الظاهرَ على الشاشة، عبستْ قليلًا.كان المتصل هو سامح فما الذي يدعوه للاتصال بها؟ترددت لينا لبضع ثوان، ثمَّ فتحت الخط: " المساعد سامح، هل هناك امر ما؟"فجاءها صوتهُ الخاضعُ المهذب: "آنسة لينا، لقد وجدتُ بعض أغراضكِ في الشقة أثناء تنظيفها، متى ستتسنى لكِ فرصةُ استعادتها؟"ظنت لينا أن أنس هو من يريد ال
Read more
الفصل 8
لم يكترث طارق لمشاعرها، ومزق فجأة ثوب نومها.عندما انزلقت ذلك اليد الباردة المقززة على ظهرها، انطلقت صرخة رعب من لينا. "طارق!"صوتها المدوي أوقف يده المتجولة للحظة.لكنه تردد فقط لبرهة، ثم عاد يحاول نزع ملابسها الداخلية بقسوة.احتدم غضب لينا حتى كادت تتمنى قتله: "إذا لم تتوقف الآن، سألجأ للقانون!"توقفت يده مرة أخرى وهو يسحب سرواله، ثم ضحك ساخرًا كأنه يسمع نكتة سخيفة: "حتى الشرطة لا تستطيع لمسي، فكيف بقضية هزيلة؟!"شددت قبضتها، وقالت وهي تضعط على أسنانها: "أعرف أن عائلتك ذات نفوذ، لكنّي لا أخشاك! في عصر الإعلام هذا، إن تجرّأت على إسكات الحقيقة بقوّتك، سأكشف فضائحك على الملأ "رفع طارق حاجبيه باستخفاف: "حسنًا! اذهبي للإعلام! أنا بحاجة لبعض الشهرة على أي حال!"كان رده الصريح دليلًا على عدم اكتراثه، مما أشعر لينا بإحباط عميق. لقد واجهت وحشًا من نوع خاص، ليس مجرد مخلوق منحرف، بل نجل عائلة ثرية تملك السلطة لإسكات أي صوت بمجرد إشارة. مواجهتها المباشرة له ستكون كاصطدام عصا رفيعة بجبل.بدأ عقلها يستعيد توازنه ببطء. مع خصم مثله، لا مكان للمواجهة المباشرة. فلا يمكنها مجابهته جسديًا، ولا تملك نف
Read more
الفصل 9
كانت خطة لينا الأصلية تنص على اختفائها من هذا العالم بعد ثلاثة أشهر، حتى إذا أراد طارق أن يسعي إليها فلن يجد سوى رمادها.لكن الآن، بعد أن قلص المدة إلى ثلاثة أيام فقط، شعرت بأن الأمر أصبح فوق طاقتها.عندما حاولت الاحتجاج، أطلق سراحها فجأة.أدركت أنها حصلت على فرصة للتنفس، فابتلعت كلماتها.على أي حال، المهم الآن هو النجاة من هذه الليلة أولاً."عزيزتي..."انحنى طارق وطبع قبلة على خدها بقسوة: "سأغادر اليوم، وسأعود بعد ثلاثة أيام لأخذكِ معي."غطت لينا مكان القبلة بيدها، وشعرت بغثيان شديد.لكنها أخفت اشمئزازها، وأومأت برأسها في تظاهر بالخضوع.لمّا رآها مطيعةً إلى هذا الحد، قرر طارق أن يتركها وشأنها، واتجه نحو الباب.لكنه توقف فجأة عند العتبة."بالمناسبة."التفت إليها بنظرةٍ موحية، "عزيزتي، أليس اسم صديقتكِ المقربة مريم؟"تغيّرت ملامح لينا فجأةً رغم محاولتها إظهار الهدوء.حقيقة أنّه يعرف مريم تعني أنه قد كشف كل أسرارها.ذلك الإحساس بأن أحداً ما قد نقّب في حياتها الشخصية جعلها تشعر باختناق."ما شأنك بها؟" سألت بنبرةٍ متجمدة.ابتسم ابتسامةً جانبيةً: "لا شيء، فقط أذكّركِ أن تنتظرينني هنا بهدوء،
Read more
الفصل 10
بعد أن جهزت أشياءها، أرسل طارق مساعده أحمد لاصطحابها.حملت لينا حقيبتها وصعدت إلى سيارة مايباخ.ظنت أن أحمد سيقلها مباشرة إلى منزل طارق، لكنه فاجأها بأخذه إياها إلى أحد المراكز التجارية.حيث أحاط بها مصففو الشعر وخبراء المكياج، فقاموا برفع شعرها المموج الطويل حتى الخصر، ووضعوا لها مكياجًا متقنًا.ثم ارتدت فستان سهرة فاخرًا، كأنه خُيط خصيصًا لجسدها، لدرجة أنه بدا عليها مثاليًا بلا أدنى عيب.كما أضافوا إلى عنقها عقدًا من الألماس قيمته تتجاوز الملايين، مما زادها بهاءً ورقّةً، وجعلها تبدو كأنها نبتة نادرة تفوح منها أناقة طبيعية.نظرت إلى نفسها في المرآة، تلك الصورة اللامعة الغريبة عنها، فلم تعرفها. أحست أنها لم تعد هي، بل صارت تشبه تاليا.لو رآها أنس بهذا المظهر، لربما ظن أنها تحاول تقليدها!ابتسمت ابتسامة مريرة مليئة بالسخرية من نفسها.وبعد أن اكتمل تحولها، نقلها أحمد بسرعة إلى ملهى الليل الساحر.ذلك المكان الذي يُعد أعلى مقرات اللهو في مدينة اللؤلؤة، حيث لا يتردد عليه إلا علية القوم وأصحاب الثراء الفاحش.هنا حيث لا توجد كاميرات مراقبة، وحتى لو وُجدت فمن المستحيل الحصول على لقطاتها.كثير
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status