Share

الفصل 4

Author: حمزة عبدالله
عندما تسلل النور من الخارج إلى الداخل، بدأ الظلام في القبو يتبدد.

اقتربت لألقي نظرة، وإذا بها جثتي.

نظرًا لأن القبو مغلق والحرارة مناسبة، فقد كنت قد توفيت منذ ثلاثة أيام، ولكن جسدي كان يبدو وكأنني مت منذ عشرة أيام.

لقد تحللت الجثة داخل القبو وظهرت العديد من الحشرات الصغيرة التي بدأت تنمو وتتحرك بين الأشلاء.

كان وجهي أزرق قاتم بسبب الاختناق، ومع مرور الأيام والتعفن، أصبح من المستحيل التعرف على ملامحي.

فجأة، شعرت بالفزع، ورؤية تلك الجثة القبيحة جعلتني لا أرغب في أن يراها إخوتي، فهرعت بسرعة لأقف أمامهم.

على الأقل، قبل وفاتي، أردت أن أحتفظ ببعض الكرامة.

لكن كل ما فعلته كان عبثًا.

تغير وجه محمد، إلى شاحب للغاية، وأخذ خطوة إلى الوراء، وفي وسط الصمت المطبق، بدأ فمه يرتجف وهو يهمس:

"ماذا... ما هذا الشيء؟"

رائحة العفن الكريهة والمشهد المرعب جعل محمد ينفر بشدة ويركض بعيدًا.

"ابعدوها عني، هذا مقرف للغاية"!

قال أحد الخدم، وجهه مليء بالخوف:

"سيدي محمد، تلك هي السيدة! إنها جثة السيدة الكبرى"!

أجاب محمد بنبرة باردة:

"كيف للجثة أن تتحلل بهذه الطريقة في ثلاثة أيام فقط؟"

"لا تعتقدوا أنكم
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 9

    ألقى محمد هاتفها أمام أحمد وحمزه.فتح أحمد وحمزه الهاتف بوجوه مليئة بالشكوك.ولكن في هذا اللحظة ا، تغيرت ملامح وجه أحمد و حمزه فجأة.كان الهاتف يحتوي، على جميع الأدلة التي تدين أمل بأفعالها السيئة.منذ اللحظة التي دخلت فيها إلى المنزل، كانت قد عمدت إلى تحطيم ألعابها عمداً لتجعلهم يعتقدون أن عائشة هي من فعلت ذلك، مما أدى إلى غضبهم الشديد منها.حتى قبل ثلاثة أيام، وضعت مادة مسببة للحساسية في يد عائشة عمداً، لتستمر في التلاعب بها وإلقاء اللوم عليها.في كل مقطع فيديو، كان يتم تسجيل مشاهد عائشة وهي تتعرض للشتم من قبل إخوانها، بينما كان صوت ضحكاتها يعلو من جانبها.كان حمزه هو أول من صفع وجهها بقوة، وعيناه حمراوين وهو يصرخ بغضب:"لقد كنا نخطئ في فهم عائشة طوال هذه الفترة، هل كان كل هذا من فعلكِ؟""لا تنسي، أنكِ استطعت المجيء إلى منزلنا فقط بفضل عائشة"!"لماذا فعلتِ هذا؟ لماذا"!كانت أمل فمها ممتلئ بالدماء، ونظرتها أصبحت حادة على الفور، وألقت بنظرة شريرة نحو إخوتها:"وماذا في ذلك؟ أعترف أنني كنت أحيك المؤامرة ضدها، كنت فقط أرغب في الحصول على مزيد من الحب منكم! هل هذا خطأ؟""ولكن،

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 8

    عندما كان محمد يتكئ على الحائط، دق هاتفي الذي كان ممسوكًا بإحكام في يده مرة أخرى.ألقيت نظرة سريعة، فكان ذلك اتصالًا من أخي الثالث.أخي حمزه فنان عبقري، يحب الألوان الجميلة بجميع أنواعها.قبل أربعة أيام، وجدت له خصيصًا نوعًا نادرًا للغاية من صبغة "الرسم"، وأنا متأكدة من أنه سيحبها عندما يراها.لكنني لم أتوقع، أن أموت قبل أن يكتشف حمزه هذه المفاجأة.أجاب محمد على الهاتف، وجاء صوت حمزه من الجهة الأخرى بنبرة أكثر ليونة:"كفى يا عائشة، لا داعي لأن تواصلي العناد""لقد أخطأتِ بالفعل، لكن بغض النظر عن مكانكِ، عودي فورًا، سأحميكِ".وبينما كان الأخ الث حمزةلا يزال يواصل حديثه بلا توقف، قاطعه محمد ببرود قائلاً:"حمزه، هل أمرتَ بحرق تلك الجثة؟""من المحتمل جدًا أنها كانت أختنا"!ساد الصمت على حمزه فجأة.ولكن في الثانية التالية، بدأ صوته يرتجف تدريجيًا:"هل يمكن، أن تكون هي حقًا... ""هذا مستحيل، لا يمكن أن تصبح عائشة هكذا، ألم نحبسها في القبو لمدة ثلاثة أيام فقط؟ كيف يمكن أن تتحول إلى ذلك الشيء القذر؟""هذا مستحيل تمامًا،سأعود، وسنجري اختبار الحمض النووي، أتذكر أن الشعر وحده يكفي

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 7

    هرعت أمل أيضًا بسرعة نحوه، ولكن ما إن اقتربت من محمد حتى تم دفعها بعيدًا بقوة."ابتعدي"!مع صرخة محمد القاسية، تراجعت أمل سريعًا بخوف وسقطت على جانبها، بعد أن رمشت عينيها عدة مرات، بدأت دموعها تتساقط بغزارة من عينيها.لكن تصرفها المتعمد في إظهار الضعف لم يثر في محمد أي شعور بالشفقة أو الرحمة.نظر محمد بعينيه الحمراء إلى الخادم الذي كان يقف بجانبه مرتجفًا، ثم صرخ قائلاً:"الجثة! أين وضعتم الجثة التي هنا؟"تراجع الخدم جميعًا، أحدهم جمع شجاعته وفتح فمه قائلاً:"يا سيدي، حمزه قال إن هذا الشيء كان قذرًا جدًا، وأمرنا بحرقها"!"لقد أنهينا للتو الحرق"...عندما سمع محمد هذه الكلمات، شعر وكأن الدنيا تدور أمامه، وأصبحت ساقاه ضعيفتين.في تلك اللحظة، رن هاتف هاتفي الذي كان في يمسكه بيده بشدة.نظر إليه، وكان بالفعل اتصالًا من أحمد.ما إن أجاب على الهاتف، حتى سمع صوت بكاء أخي أحمد:"عائشة، لحسن حظك أنكِ أجبتِ، هناك سوء تفاهم... أنا آسف، أخوكِ أساء فهمكِ"...لكن محمد شعر بأن عقله بدأ يشتت.استمر صوت بكاء أحمد عبر الهاتف:"عائشة، أختي، لماذا لا تتكلمين؟""هل أنتِ غاضبة؟ اللوم على أخيك

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 6

    عندما استعاد محمد وعيه، كان وجهه القوي مثل أسد قد امتلأ بالفعل باالدموع.كيف نسي هذه الحقيقة؟ كنت قد استثمرت أموالي بالفعل في الشركة خلال أضعف لحظاته، لمساعدته في تجاوز أخطر مرحلة.في ذلك الوقت، كان غاضباً للغاية لدرجة أنه اعتقد بشكل غريزي أنني أخذت المال وهربت.وعندما فكر في هذا، شعر محمد فجأة بألم مروع في قلبه.الألم المفاجىء في صدره جعل شعور القلق في قلبه يزداد أكثر.أما أمل، فقد تظاهرت بأنها في حالة من الشفقة، والتقطت الهاتف الذي سقط على الأرض ثم قدمته له مرةً أخرى.أصابع محمد كانت ترتجف، وبحذر شديد أمسك بالهاتف مرةً أخرى.كان يتصفح سجل الدردشات في هاتفه، وكانت المحادثات بيني وبينه ما زالت متوقفة منذ ثلاثة أيام، مما جعله يشعر بالانزعاج ويضرب بيده على غطاء الهاتف."أخي، لا تقلق"...كانت أمل ما تزال تحاول التظاهر بالضعف لتتكلم، لكن محمد دفعها بعيداً بشكلٍ قاسي.ثم خطا خطوات سريعة نحو المكان الذي كان يوجد فيه القبو.كان محمد يريد أن يكتشف ما هو الشيء الذي كان في القبو."يا لكِ من فتاة، هل لازلتِ تختبئين؟ هل تعتقدين أننا لا نملك سوى أخت واحدة"!لم يكن أمامي خيار سوى أن أ

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 5

    إخوتي الثلاثة عادوا بسرعة إلى غرفة المعيشة مع أختهم غير الشقيقة أمل.قبل أن تتمكن أمل من الاستمرار في التظاهر بالكلمات المزيفة، أجرى محمد مكالمة هاتفية مباشرةً."اذهب، جمد كل الحسابات البنكية الخاصة بعائشة.""وأيضًا، أخرج لي جميع نفقاتها السابقة، وتحقق من منزل والدينا القديم.""أريد أن أرى، أين كانت طوال هذه الأيام الثلاثة؟ وأين أنفقت المال؟"بالانتهاء من إصدار أوامره القاسية أغلق محمد المكالمة بلا مبالاة.بمجرد أن يحصل على السجلات، سيكتشف أين كنت خلال هذه الأيام، وحينها سيتأكد من أنه سيوجه لي العقاب المناسب!ابتسمت بسخرية، ربما كان محمد قد نسي بالفعل.قبل فترة، كان قد اتخذ قرارًا خاطئًا في شركته كاد يسبب إفلاسها، مما جعل العديد من المستثمرين يسحبون أموالهم.في تلك اللحظة، كان محمد في وضع حرج، فكنت أنا من استثمرت كل ما لدي من أموال، بما في ذلك المال الذي أعطاني إياه إخوتي، بالإضافة إلى العقارات التي تركها لنا والدانا.الآن، بخلاف هذا الاسم، ما الذي تبقى لي من أموال؟أحمد نظر حوله في الغرفة الخالية من أي شخص، ثم أطلق تنهيدة باردة قائلاً:"عائشة حقًا تعدت الحدود، في الوقت الذ

  • لقد اختنقت حتى الموت وأصيب إخوتي الثلاثة بالجنون   الفصل 4

    عندما تسلل النور من الخارج إلى الداخل، بدأ الظلام في القبو يتبدد.اقتربت لألقي نظرة، وإذا بها جثتي.نظرًا لأن القبو مغلق والحرارة مناسبة، فقد كنت قد توفيت منذ ثلاثة أيام، ولكن جسدي كان يبدو وكأنني مت منذ عشرة أيام.لقد تحللت الجثة داخل القبو وظهرت العديد من الحشرات الصغيرة التي بدأت تنمو وتتحرك بين الأشلاء.كان وجهي أزرق قاتم بسبب الاختناق، ومع مرور الأيام والتعفن، أصبح من المستحيل التعرف على ملامحي.فجأة، شعرت بالفزع، ورؤية تلك الجثة القبيحة جعلتني لا أرغب في أن يراها إخوتي، فهرعت بسرعة لأقف أمامهم.على الأقل، قبل وفاتي، أردت أن أحتفظ ببعض الكرامة.لكن كل ما فعلته كان عبثًا.تغير وجه محمد، إلى شاحب للغاية، وأخذ خطوة إلى الوراء، وفي وسط الصمت المطبق، بدأ فمه يرتجف وهو يهمس:"ماذا... ما هذا الشيء؟"رائحة العفن الكريهة والمشهد المرعب جعل محمد ينفر بشدة ويركض بعيدًا."ابعدوها عني، هذا مقرف للغاية"!قال أحد الخدم، وجهه مليء بالخوف:"سيدي محمد، تلك هي السيدة! إنها جثة السيدة الكبرى"!أجاب محمد بنبرة باردة:"كيف للجثة أن تتحلل بهذه الطريقة في ثلاثة أيام فقط؟""لا تعتقدوا أنكم

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status