Share

الفصل 347

Author: إيفلين إم. إم
"صباح الخير"، حييتُ وأنا أقف عند مدخل المطبخ.

ركض غانر وعانق والده وهو يخبره عن الوقت الرائع الذي قضاه هو ونوح في منزلنا.

"صباح الخير، آفا."

ضحكتُ. كان يحاول القيام بمهام متعددة. كان ينتبه لي بينما يستمع لابنه ولا يزال يحاول إنجاز عمله.

"هل جئتُ في وقتٍ مبكر؟"، سألته. "يمكنني العودة معه حتى تتمكن من إنهاء عملك."

"لا بأس، شكرًا لكِ. أنا على وشك الانتهاء"، أجاب. "بالإضافة إلى ذلك، اليوم هو الأحد؛ لدينا تقليد في أيام الأحد."

ابتسمتُ وأومأتُ برأسي. كنتُ على وشك أن أعتذر وأغادرعندما لفت انتباهي المنزل المجاور من جديد. كان مطبخ كالفن يواجه الفناء الخلفي للمنزل.

"كالفن؟"، ناديتُ، ورفع رأسه.

"نعم؟"

"لمن هذا المنزل؟ لا أفهم لماذا أنا منجذبة إليه."

أدار رأسه ونظر خلفه نحو الجهة التي أشرتُ إليها. ثم استدار مرة أخرى ليواجهني.

"أوه، هذا منزلكِ، آفا."

تجمّدتُ مكاني من الدهشة. منزلي؟ كيف يمكن ذلك؟ ولكن مرة أخرى، ألم يخبرني رووان أننا انفصلنا لفترة من الوقت؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما هذا هو المكان الذي كنتُ أقيم فيه.

"هل كل شيء بخير؟"، سأل بقلق.

حوّلتُ نظري إلى وجهه، "أود أن ألقي نظرة؛ من لديه المفاتي
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • ندم الزوج السابق   الفصل 564

    "أُقسم لك يا نوح، إن آذيتها، فسأ..."لم أسمح لها بإكمال تهديدها؛ فالرغبة الملحّة في إصلاح هذه الفوضى تدفعني بقوة. كأنني إن لم أصلح هذا، فلن أجد راحة. ستتقلب كلوي في قبرها وتطاردني.كانت الرحلة بالسيارة بأكملها ضبابيّة، وها أنا الآن أقف أمام بابها.أخذتُ أنفاسًا عميقة، وحين شعرتُ ببعض السيطرة، ضغطتُ بأصابعي على جرس الباب. بعد ثوانٍ، فُتح الباب، وكانت متشابكة الذراعين، ووجهها لا يُظهر شيئًا.سقطت عيناها على مفاصل يديّ المصابة والدامية، لكنها لم تسأل، ولم تدعُني للدخول أيضًا.قلتُ بحدّة، "يجب أن أتحدث معك."أجابت ببرود، "ليس لديّ ما أقوله لك."ولأنها لم تَبْدُ وكأنها تنوي التحرك، دفعتُ الباب ودخلتُ عنوة.كانت خطوةً وقحة، أعلم، لكننا نتفق جميعًا على أنني لست، ولن أكون، رجلًا نبيلًا حين يتعلّق الأمر بسيرا تحديدًا.وفضلًا عن ذلك، لم أكن أنوي إجراء هذه المحادثة على عتبة بابها، حيث يمكن لأيّ شخص، أو ما هو أسوأ، المصوّرون أن يسمعونا.قالت بسخرية، "حسنًا، تفضّل بالدخول إذًا."أجبرتُ نفسي على ألا أنفعل، وركّزت على سبب مجيئي، "لا أريد أيّ علاقة بهذا الأمر."شدّت فكّها، "معذرة؟"قلتُ بجمود، "لا أري

  • ندم الزوج السابق   الفصل 563

    نوح.كنتُ أغرق. أغرق تحت وطأة ما كشفته سيرا للتو.رأيتُها تتراجع بخطواتٍ مرتجفة، يتّسع الخوف في عينيها حتى يملأ الغرفة. أكاد ألمسه، أكاد أتنفّسه. يثقل الهواء بيننا ويضغط على صدري كصخرةٍ تُطبق على قلبي. خوفها خانق، لكن غضبي ليس أقل خنقًا.يتصادمان، والنتيجةُ ضبابٌ أحمرُ يعصفُ بعقلي، فيحجب عنّي التفكير والمنطق.تراجعت سيرا، ومدّت يدها المرتجفة نحو مقبض الباب، فتحته بعينين مذهولتين كمن رأى الشيطان للتوّ، ثم فرّت هاربة.أسمع كلّ شيء.وقعُ خطواتها المسرعة وهي تنسحب، النقرة الأخيرة للباب وهو يُغلق خلفها، ثم... لا شيء. سوى صدى ما فعلت. ما فعلناه.لا أتذكّر متى وقفت، ولا متى تحرّكت، لكن شيئًا ما تحطّم بعنفٍ على الجدار الزجاجي لمكتبي. تحطّم كما تحطّمتُ أنا من الداخل.لم أشعر إلا بوخزٍ في مفاصلي، واحتراقٍ في صدري، وبصدى الكلمات وهي تطنّ في رأسي، "أنا حامل. الطفل طفلك."هاتان الجملتان ترتدان في جمجمتي كالرصاص، مرارًا وتكرارًا، صاخبتان، خارقتان، لا ترحمان.أطلقتُ صرخةً مخنوقة، من تلك التي تمزّق الحلق كجرحٍ مفتوح. قبضتاي اصطدمتا بحافة المكتب مرارًا، حتى تشقّق الخشب وصرخت عظامي ألمًا.لكنني لم أعبأ.

  • ندم الزوج السابق   الفصل 562

    حدقتُ فيه غاضبة، "من تظن نفسك بحق الجحيم، يا نوح؟"اصطكّت أسنانه، وشدّ فكه بعنف حتى بدا كأنه سيتصدع. كانت عيناه تتقدان بشيء مظلم، بشيء عنيف وخطير. لو كانت النظرات تقتل، لكنتُ جثةً هامدة منذ زمن.أضفتُ بمرارة، "أتدري ماذا؟ في هذه اللحظة، أتمنى لو أن هذا الطفل كان لأيّ شخصٍ آخر سواك."لم يتراجع، ولم أكن أتوقع منه ذلك. أعتقد أنني توقفت عن توقع أي شيء منه منذ زمن بعيد.قال أخيرًا، بعد صمتٍ طويلٍ كالأبد، "لا يهمني ما تقولين. ذلك الطفل ليس لي،" ثم شدّد على الكلمات. "لقد استخدمت واقيًا."سألتُ بهدوء، "حقًا؟"صرخ غاضبًا، "بالتأكيد! كنت سأتذكّر لو أنني مارست الجنس معكِ بدون واقٍ!"أزحتُ بصري نحو الباب وقلتُ، "هل يمكنك خفض صوتك؟ آخر ما أريده هو أن يعلم أحد أنني نمت مع أكبر وغدٍ في العالم."سخر مني. وصوته يقطر بالازدراء، "وهل تظنين أنني سعيد لأنني نمتُ معكِ؟ إلى جانب ذلك، المكتب عازل للصوت. لا يمكن لأحد أن يسمعنا." صررتُ على أسناني وأطلقتُ زفيرًا مضطربًا، "يمكنك إجراء فحص الحمض النووي عندما يولد الطفل، لكنني أؤكد لك… هذا الطفل طفلك."لم أتوقع ما حدث بعدها. في ثانية كان واقفًا أمامي، وفي الثانية

  • ندم الزوج السابق   الفصل 561

    حدقتُ في نوح، وقلبي يخفق بعنفٍ حتى كادت أضلعي تنكسر تحت الضغط. بادلني التحديق، جامدًا لا يرمش ولا يتحرّك، وجهه شاحب، والارتباك يتلاعب في عينيه. تغشى الحيرة ملامحه، وكأنه يعجز عن استيعاب الكلمات التي خرجت من فمي للتو.قال هذه المرة بصوت أكثر هدوءًا، لا يحمل تلك الحِدّة، بل تردّدًا: "ماذا قلتِ؟"أخذت نفسًا مرتجفًا. "أنا حامل."تسلّلت الكلمات همسًا، ناعمة للغاية، لكنها دوّت بيننا كصرخةٍ مكبوتة. ظللتُ أحدّق فيه، أبحث في وجهه عن أي ومضة عاطفة أو ردّ فعلٍ يشي بما يدور في ذهنه.تلاشى الارتباك من ملامحه، ليحلّ محلّه شيء أكثر برودة.النظر في عينيه كان أشبه بمشاهدة عاصفةٍ هائجة فوق بحرٍ مظلم وخطر.تذمر وتصلبت ملامحه، وعيناه تضيقان إلى شقين حادين: "هل هذه مزحة؟"تصلّبت ملامحه، وضاقت عيناه إلى شقّين حادّين.هل هو جادّ الآن؟قلتُ بحدّةٍ وقد غمرني الإحباط: "أتظنّ حقًا أنني جئتُ إلى هنا لأهدر وقتي في مزحةٍ سخيفة؟ أتعتقد أنني أفعل هذا للمتعة؟ صدّقني يا نوح، أفضل أن أكون في أي مكانٍ آخر على أن أتحمّل وقاحتك."ما زال الخوف يسيطر عليّ، لكن تحته بدأ شيء أقوى يتحرّك… ربما هو التحدّي، أو الشجاعة، أو مجرّد ك

  • ندم الزوج السابق   الفصل 560

    كانت ماريانا في أواخر الأربعينيات من عمرها، ولا تشبه الصورة النمطية للسكرتيرة الباردة والفظة. جميع مساعدي الإدارة هنا ودودون، بفضل قاعدة وضعها العم رووان بعدما تمردت سكرتيرة سابقة وكادت تقتل العمة أفا.لا أذكر كم من الوقت قضته العمة أفا في الغيبوبة، لكنني أذكر أن نوح توقف عن الذهاب إلى المدرسة خلال تلك الفترة. وبسبب خطورة إصاباتها، اضطر الأطباء إلى إخراج الطفلة أيريس من رحمها وهي في شهرها السادس فقط. وهكذا، بينما كانت العمة أفا في غيبوبتها، كانت أيريس في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.نجت العمة أفا، لكنها استيقظت وهي مصابة بفقدان الذاكرة. وعندما استعادت ذاكرتها أخيرًا، حاولت تلك السكرتيرة نفسها قتلها مرة أخرى.سألتُ بصوت خافت، كأن مجرد ذكر اسمه محرَّم، "هل نوح موجود؟"اتسعت عينا ماريانا. "تريدين رؤية نوح؟"لم أَلُمْها على دهشتها، فالجميع يعلم أنني ونوح لا ننسجم."نعم.""أستطيع أن أحدد لكِ موعدًا معه"، قالت وهي تنقر على لوحة المفاتيح. "بخصوص ماذا؟""فقط أخبريه أنني هنا لرؤيته."أومأت ببطء. "حسنًا... اجلسي إذن."أرغمت نفسي على الابتسام وجلست. كانت ساقاي تهتزان بعصبية، فوضعت يديَّ ت

  • ندم الزوج السابق   الفصل 559

    حدقتُ في المبنى الشاهق أمامي، أحسستُ وكأن قلبي قد سقط إلى أخمص قدميّ. كان ينبض بقوة شديدة، وكنت قلقة لدرجة أنني بالكاد أستطيع التنفس.صدقًا، لا أعتقد أنني شعرت بهذا القدر من التوتر من قبل. لطالما حملت نفسي بثقة هادئة نوعًا ما، واقتناع راسخ بأنني سأجد دائمًا طريقة لتخطي أي عائق يقف في طريقي. لكن اليوم؟ تلك الثقة قد تبخرت تمامًا. حلّ محلها طاقة مرتعشة مذعورة تقفز بداخلي وتثير كل أنواع الفوضى.تجمّع العرق في راحتيّ، فمسحتُه على سروالي الجينز قبل أن أرفع عينيّ مرة أخرى نحو اللافتة الفضية الأنيقة التي كُتب عليها: شركة وودزلقد زرت هذا المكان مرات لا تحصى على مر السنين، لكن معظمها كان إلى مكتب ليلي.من المذهل كيف تمكن العم غيب والعم رووان من دفع شركة العائلة إلى آفاق جديدة. لقد وسّعاها بطرق لم يكن عالم الأعمال مستعدًا لها، والآن هي واحدة من أكبر خمسمائة شركة في قائمة فورتشن.على الرغم من أنهما في أواخر الأربعينات من العمر فقط، إلا أنّهما ما زالا يخططان للتقاعد، تاركين الشركة في الأيدي الكفؤة لأبنائهما. سيتولى نوح منصب الرئيس التنفيذي، وستكون ليلي نائبة الرئيس التنفيذي.ولهذا السبب أنا هنا. ل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status