ترجلت من سيارتي، وأخذت أمشي ببطء نحو المنزل بينما يداي ترتجفان، وجسدي يتصبب عرقًا.ما زلت أعجز عن تصديق أن الأمر قد حدث فعلًا، وأنني تطلّقت منه أخيرًا.وكنت أحمل الدليل على ذلك في حقيبتي تلك اللحظة. وما أتيت إلى هنا إلا لأعطيه نسخة من ورقة الطلاق النهائية، ولأصطحب نوح معي.عندما دخلت من الباب، تتبّعت تلك الأصوات الخافتة، لكنني توقفت فجأة عندما اقتربت من المطبخ.في تلك اللحظة، بدأت أسمعهما بوضوح، وما سمعته جمّد قلبي بين ضلوعي."ما زلت لا أفهم لماذا لا يمكنك العيش معي ومع أمي؟"، سأل نوح والده.وضعت يديّ المرتجفتين على صدري، وقلبي يعتصر حزنًا من نبرة الحزن في صوت نوح. كنت مستعدة لفعل أي شيء من أجله، لكن هذا الطلاق كان حتميًا.كان زواجنا خطأ. بل كل شيء بيننا كان خطأ. إلا أن الأمر قد استغرق مني وقتًا طويلًا لأبصر الحقيقة."أنت تعرف السبب يا نوح، أنا ووالدتك لم نعد معًا"، قالها بصوت هادئ ولطيف.من الغريب فعلًا، أنه طيلة فترة زواجنا لم يتحدث إليّ يومًا بذلك اللطف. كان أسلوبه دائمًا باردًا وجاف وخالٍ من أي مشاعر."لكن لماذا؟"فقال متمتمًا، "هذه الأمور من الطبيعي أن تحدث."أستطيع تخيل ملامح وجه
Baca selengkapnya