Share

الفصل 93

Author: شاهيندا بدوي
"هذه الفتاة جميلة وصغيرة في السن، لن يستطيع أي رجلٍ مقاومة مثل هذا الإغراء."

كانت سالي قلقة بعض الشيء، فليس هناك رجل في هذا العالم لا يجذبه جمال النساء، وحين يرى فتاة بهذا العمر، حتى إن كان منضبطًا، لا بد أن يتأثر قليلًا.

أما بالنسبة إلى نور، فلم يكن أمامها خيارٌ آخر في مثل هذا المأزق.

قالت بابتسامة باهتة: "لم يعد أمامي خيار آخر، حتى لو كان الأمر هكذا، لا بد أن أفعله، وإلا سأندم لاحقًا أنني لم أتخذ هذا القرار اليوم."

لم تكن تجرؤ على المخاطرة بطفلها.

لم تكن سالي تعرف بالضبط ما الذي تنوي نور فعله، لكنها متأكدة أنها طالما تفعل هذا، فلابد أن يكون لديها ما لا تستطيع البوح به.

لذا لم تسأل.

فإن أرادت نور الحديث، فستقول لها.

لكن ما دامت قد لجأت إلى هذا الحل بعد مصالحتها مع سمير بوقت قصير، فلا بد أن الأمر خطير فعلًا.

أشفقت عليها.

فلولا سمير، لكانت نور سعيدة جدًا في حياتها.

قالت سالي محذرة: "عليك أن تكوني حذرةً إذًا، ليس فقط من سمير، بل من هذه الفتاة أيضًا، تبدو بريئة، لكن من يدري، ربما تخفي أطماعًا."

فكرت نور، إن حدث هذا، فستكون نور قد تطلَّقت بالفعل.

لن يكون بينها وسمير أي تواصل،
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 100

    شعرت نور للحظة بالحيرة.من المفترض أنه يريد أكثر منها أن يجد تلك المرأة.أو ربما كان يختبرها.لم تفهم جيدًا لكنها قررت أن تواكب كلامه وقالت: "أنت كلفتني بالمهمة، وسأُنفذها على أكمل وجه، وليس هذه فقط، بل كل الأمور الأخرى أيضًا."ردها لم يكن مبالغًا فيه.كونها سكرتيرته، فهذا واجبها أن تنفذ أوامره.وهذا يوضح ولاءها له.لم يظهر على وجهها أي حزن، بل كانت سعيدة بمساعدته في البحث عن المرأة التي كانت معه.بغض النظر عن كونها زوجته أو سكرتيرته، فهي حقًا متفهمة جدًا!سحب سمير نظره بوجه بارد، وقال بهدوء: "أنتِ حقًا سكرتيرة كفؤ، ولا يمكنني الاستغناء عنكِ."كانت نور متوترة قليلًا، لكنها هدأت عند سماع مدحه، وردت بشكل رسمي ومتحفظ: "هذا من واجبي، وسأبذل جهدي في المستقبل أيضًا."كان صلاح يستمع إلى حديثهما، ووجد الأمر غريبًا، من لا يعرف علاقتهما قد يظن أن هذا مجرد تقرير عمل.لكن بعدما عرف الحقيقة، شعر بأن كل ما قيل كان مثل أن يؤذن أحدهم في مالطة.لم يلمس أحدهم النقطة الأساسية.كان يفهم ما يريد سمير قوله، فهما زوجان، و نور تساعده في البحث عن امرأة أخرى، وكأنها لا تغار عليه، ولا تهتم به.و س

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 99

    لا يرى سمير أن الموضوع هكذا، فقد تكررت الصدف مرات كثيرة، فإذًا الأمر ليس ببساطة أن يكون صدفة. كل مرة يلتقيان فيها تبدو نور سعيدة، وهذا يجعله يشك في الأمر أكثر.عندما علم المدير أحمد بوصول سمير، استقبله بحرارة دون أن يعلم بالتوتر بينهما، وقال بحماسة: "بما أنكم جميعًا هنا، فلنذهب إلى المطعم، سأكرمكم هذه المرَّة بأفضل الطعام والشراب.أومأ سمير لمدير المدرسة دون أن يقول الكثير.بعد عدة لقاءات أصبح أحمد يعرف شخصية سمير الباردة، والتي لا تحب المجاملات، وتتخذ قراراتها بسرعة، لذلك لم يمانع عدم رده.نظر لاشين إلى سمير وقال: "تفضل، يا سيد سمير."جلس سمير بوجه بارد مباشرة في السيارة.لم ينادِ على نور، فهو يريد أن يرى إن كانت ستتصرف بطبيعتها أم لا.لكن صلاح أذكى من ذلك، فنظر إلى نور، وأعطاهم فرصة للخروج من هذا الموقف، وقال: "يا سكرتيرة نور، اجلسي بجانب السيد سمير."كان يعلم أن سمير غير سعيد، ولم يرغب في إثارة المشاكل، لأن ذلك قد يطال به نفسه أيضًا.قبلت نور النصيحة، فهذه الوجبة كانت مصادفة أيضًا، ومع وجود سمير بجانبها، وجب عليها الانتباه، فلم تتردد وجلست في سيارة رولز رويس الخاصة به.ق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 98

    عاد لاشين إلى الوطن منذ فترة قصيرة، وهذا ليس بالأمر المعتاد.سرعان ما لحقت نور به، ومشى الاثنان جنبًا إلى جنب.لاشين يستمتع بمشيه هكذا معها، ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.لكن فجأة، مرَّت سيارة من أمامهما، كاسرة هدوء تلك اللحظة.مرت السيارة مباشرةً من أمامهما، فخاف لاشين على نور أن تصدمها السيَّارة، ودفعها جانبًا بلا وعي بسرعة، فكان هو يسير على الطريق الخارجي.في هذه اللحظة، شاهدها سمير بوضوح من المرآة الخلفية.عبست جبهته، وبدت ملامحه باردة، وشفتيه مضغوطتين في خط مستقيم، لاحظ أيضًا الاسترخاء والراحة على وجه نور.كانت تبدو وكأنها تستمتع للغاية بوقتها مع لاشين.كانت تفعل أمورًا بدون دون علمه، ألم تكن تحب ذلك الرجل المسمى بروميو؟لكن لاشين اسمه ليس روميو.قبض سمير قبضته بشدة، إنه مهتم جدًا بالرجل الذي في قلبها، ومهتم كذلك بالرجل الذي يمشي معها الآن، شعر وكأن هناك حجرًا ثقيلًا على صدره.قال صلاح من الخلف وهو ينظر في المرآة: "يا سيد سمير، السكرتيرة نور موجودة هنا، وهناك رجل يرافقها."نظر سمير إلى صلاح بنظرة باردة.صلاح لم يكن يدرك في البداية، لكن نظرة سمير جعلته يفهم أن هذه لي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 97

    ربما كان يشعر بالقلق عليها.لكنها الآن بخير، فلماذا ما زالت نظراته تحمل كل هذا الحزن؟وما فاجأها أكثر، أنه علم بما حدث في السنة التالية للحادث."يبدو أن الرياح حملت الخبر حتى إلى أمريكا."ردّ لاشين بهدوء: "عدتُ إلى الوطن مرة واحدة فقط."حدَّقت فيه نور، لا تعرف ما الذي يريد قوله، لكنه تابع: "لكنني عدت إلى أمريكا سريعًا، ولم أتمكن حتى من إلقاء التحية عليكِ."قالت: "لا بأس، وقتها لم نكن مقربين لهذه الدرجة."ابتسم لاشين فقط وقال: "صحيح، كنتِ ترين أننا لسنا مقربين." ثم غيَّر موضوع الحديث، وقال: "لكنني الآن حين أتذكر، أشعر ببعض الندم، لو أنني لم أسافر، لكان بإمكاني حمايتكِ، وألا أدعكِ تتأذين، أن أخطف أنا أهون علي من أن تُخطفي أنتِ.""أنت تجيد المزاح حقًّا." فكلامه حمل طابعًا ساخرًا، لم تأخذه نور على محمل الجد."سمعت من والدكِ أنكِ أُصبتِ باضطراب ما بعد الصدمة، واستغرقتِ نصف عام لتتعافي، كان وقتًا صعبًا عليكِ بالتأكيد."كان ذلك بعد فترة قصيرة من سفره، لم يكن موجودًا في أصعب لحظات حياتها.وحين علم بما حدث وعاد، كانت قد تجاوزتِ تلك المرحلة، بل ودخلتِ أفضل ثانوية في المدينة.كانت نور

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 96

    "أنت تبالغ في الأدب، رد الجميل لمسقط رأسي هو شرف لي، خاصة وأنها مدرستي الأم." أجاب لاشين بابتسامة هادئة.شعر المدير أحمد بالرضا الكبير، فرؤية طلابه يحققون النجاح، هو فخر كبير للمدرسة التي خرجتهم.أما نور، فمنذ أن بدأت العمل، نادراً ما عادت لزيارة المدرسة.والآن، بعد أن صادفتهم صدفة، كان من غير اللائق أن تنصرف، فاكتفت بالوقوف بهدوء تستمع.تبرع لاشين للمدرسة بخمسين مليون، هذا جعلها تشعر بالإعجاب ناحيته، فهو رغم أنه سافر وتعلّم في الخارج، فلم ينسَ وطنه ومدرسته الأم.أما غيره من الناس، فعندما يحققون النجاح في الخارج، نادراً ما يعودون أو يلتفتون إلى ما خلّفوه وراءهم.فجأة، أدار المدير أحمد نظره نحوها، وسألها: "نور، سمعت أنكِ تعملين الآن في شركة سمير."تجمدت نور في مكانها للحظة.ثم سألها باهتمام حقيقي: "هل أنتِ بخير؟"فوجئت نور وقالت بدهشة: "أستاذ أحمد، كيف علمت بذلك؟"هو لديه الكثير من الطلاب، من المستحيل أن يتذكَّر ما يفعله كل واحدٍ منهم.أجاب أحمد: "قابلت السيد سمير عدة مرات، وتحدث عنك، كان يأتي على ذكركِ، حينها علمت أنكِ تعملين هناك منذ فترة، لكنني لم أركِ من قبل."كانت نور ب

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 95

    في تلك الفترة، كان لدى نور إيمان راسخ، أنها يجب أن تعثر على ذلك الفتى الذي أنقذها، لا يمكن أن تبقى حبيسة الظلال، غير قادرة على الخروج منها.أخذت أجازه من الدراسة لمدة نصف عام، ثم عادت إلى المدرسة، وبدأت تسأل عن ذلك الفتى في كل مكان.وأخيرًا عرفت أنه يدرس في أفضل مدرسة ثانوية في المدينة، واسمه سمير.لكن الغريب أن اسمه لا يحتوي على كلمة روميو، ومع ذلك كان الناس ينادونه بروميو.ظنَّت أنه أمرٌ غريب.ربما كان اسمًا مستعارًا أو لقبًا له.عملت بجد، ونجحت في دخول نفس المدرسة الثانوية التي يدرس فيها.لكنها لم تفعل شيئًا سوى مراقبته من بعيد، لم تُزعجه أبدًا.ذلك الفتى الذي كان بارعًا في كرة السلة.ويأتي في اسمه على قائمة الأوائل.ومن عائلة ثرية.كان رائعًا للغاية، لدرجة أنها شعرت أنها لا تستحقه، فاكتفت بالصمت والمراقبة.حتى عندما تمر بجانبه، لم يكن يلتفت إليها، لقد نسي تمامًا الفتاة التي أنقذها ذات يوم."يا نور."كانت تستغرق في ذكريات مليئة بالمرارة، والرعب، والحب، حتى قاطعها صوتٌ ما.التفتت، فرأت لاشين يقترب منها من بعيد.سارعت نور إلى ترتيب مشاعرها، وابتسمت ابتسامة خفيفة: "لاشي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status