LOGINفضلًا عن ذلك، كانت نور الشخص الذي كان يهم سمير أكثر من أي أحد آخر، لو كان حيًا، لما سمح بأن تتعرض نور لأي ظلم.والآن، وبوقوفه إلى جانب نور، لم يكن فقط يحافظ على موقف الراحل سمير، بل كان يسعى لحماية نور، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على براءته هو أيضًا.غاصت نظرة صلاح في العمق، وقال: "قبل رحيل السيد سمير، قام بتحويل كل الممتلكات إلى الآنسة نور، هذا هو تاريخ التحويل. كانت نور في ذلك الوقت تضع مولودها، لكن للأسف لم ينجُ الطفل. وبعد كل السنوات التي قضتها نور بجانب السيد سمير، فإن حصولها على هذه الممتلكات ليس مبالغًا فيه إطلاقًا"."نور، هل طلبتني؟"بعد أن انتهى صلاح من كلامه، وقبل أن تتكلم نور، جاء صوت متفاجئ من بعيد.ظهرت دعاء مرتدية فستانًا بنفسجيًا فاتحًا، ومع شعرها القصير باللون الأحمر الداكن، بدت جذابة وساحرة وهي تقترب.ابتسمت نور وتقدمت نحو دعاء. "عمتي".حيتها أولًا، ثم التفتت نور إلى الحضور وقالت: "طالما تقولون إنكم غير موافقين على نقل ممتلكات شركة القزعلي كلها لي، حسنًا، سأحوّل الآن كل الممتلكات إلى فرد من أفراد العائلة. بعدها إذا كان لدى أي منكم مشاعر سلبية، أو كان لديكم أي مشكلة في توز
لا تزال نور في المنزل، حين بدأت تتوالي عليها فجأة مكالمات من مساهمي الشركة.كانوا يتصلون على الهاتف الأرضي وهاتف صلاح.أشخاص مختلفون، ولكن الرسالة واحدة والأسلوب متشابه. "لقد نقل السيد سمير جميع ممتلكاته لكِ دون موافقتنا. وهذه الممتلكات لم تُوثّق بعد.""أنتِ لستِ الوريثة الوحيدة للسيد سمير، يجب عليكِ إعادة ما أخذتِه!""إذا لم تأتِ إلى الشركة، فلن نجد أمامنا إلا أن نأتي إلى منطقة السلطان."حتى أن أصواتهم بدات تتزايد. ضحكت نور بسخرية باردة، وقالت: "إذا كنتم تريدون مناقشة الأمور الرسمية، فهذا بالطبع سيحدث فقط في الشركة. أنتم لستم من عائلتي ولا عائلة زوجي، ولم تأتوا بموافقتنا، فبأي حق تطالبون بحقوقكم؟"مع قولها هذا، أشارَت بنظرها، فقام صلاح والخدم بقطع المكالمات في الوقت ذاته.لم تعد نور تفكر في تناول الإفطار، وقالت: "لننطلق إلى شركة القزعلي، صلاح، اجعل العمة تذهب هناك أيضًا"."حاضر."لم يفكر صلاح كثيرًا، ونفذ أوامرها.بينما كانت عزة تقف تلقائيًا خلف نور.وهكذا، توجهت المجموعة إلى الخارج. ظل حازم يراقبهم، حتى ابتعدوا، ثم خرج هو من منطقة السلطان....في شركة القزعلي. كان جميع المساهمين
كانت عينا فرعون محمرّتَين.منذ أن علم بأن نور هي آيلين، لم يعد يرتدي القناع أبدًا.بدا وجهه متعبًا، وروحه مثقلة.أما همام، فكان يستطيع أن يتحدث إلى نور ليقنعها، وأن يحاول تليين قلبها بكلماتٍ لصالح فرعون.لكنه لم يستطع أن يتعاطف مع بعض تصرفات فرعون نفسها. قال همام ببرود وهو يرمي كلماته كالسهم: "إن كنت لا تثق بكلامي، فرتّب الأمور بنفسك".ثم استدار وغادر قاعة الاجتماع دون أن يلتفت....في دولة سرابيوم، داخل القصر الرئاسي.استعاد ذلك الرجل الذي أمر الرئيس بمعالجته وعيه أخيرًا، لكن وجهه كان مصابًا بجروحٍ عميقة.كان قد وُضع عليه الدواء، وغُطّي بطبقاتٍ من الشاش الأبيض، حتى بدا كأنه مومياء ملفوفة في قماشٍ أبيض.نظر إليه الرئيس وهو ممدّد بلا حراك، فعبس قائلًا بحدة: "هل تُعاندني؟"لولا أنه أبقى حراسًا حوله ليل نهار، لما كان هذا الرجل مستلقيًا هنا يحرِّك عينيه.قال الرجل بصوتٍ أجشٍّ وواهن بعد صمتٍ طويل: "لا".ارتسمت على شفتي الرئيس ابتسامة خفيفة ساخرة: "لو لم تفعل، لما كان هذا حالك. اعتنِ بنفسك، فإصابتك خطيرة. إن أردت أن تبقى على قيد الحياة، لترى من تشتاق إليهم، فاستمع إلى ما أقوله لك".لم يُجب
كان لدى عزة شعور غامض تجاه حازم، إحساس بأنه يُخفي أمرًا ما، وكأنه يُقدِم على اتخاذ قرار ما.ومع ذلك، لم يُظهر سوى ابتسامة هادئة وقال: "وماذا عساني أن أعرف؟ ما أعرفه الآن لم يعد سرًّا".الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه، هو أنه تعرّف على آيلين من النظرة الأولى.أما تعاونه مع شهد فلم يكن سوى وسيلة لتفريق آيلين عن سمير. فقد أراد أن يستغل تلك الفرصة ليعود إلى جوارها.لكن لم يتوقَّع أن لحظة غفلة واحدة كانت كافية لتُختطَف آيلين على يد رجل السكين، ولم تستطع عزة حينها أن تتعرّف عليها، بل كانت هي من حقنتها بالسمّ."حسنًا، حاول أن ترتاح باكرًا."ثم غادرت عائدة إلى غرفتها.سترافق نور في رحلتها غدًا، ولديها أيضًا أمور شخصية عليها أن تُنهيها....في قبيلة العزبي. كان همام وفرعون في قاعة الاجتماعات. كان فرعون يتأمل خريطة ضخمة معلّقة على الجدار، واضعًا يده خلف ظهره.بعد أكثر من عشر دقائق، وقف فرعون متجهًا نحو الشمال، ممسكًا بقلم أحمر، ورسم دائرة في إحدى المناطق.ثم خطّ سهمين طويلين في الجنوب. وقال بنبرة حازمة: "ذلك الخائن إيهاب يحاول أن يُعيد ترتيب أوراق القبيلة، ويريد أن يجرّ دولة العرب إلى هذه
وإلا، فما معنى بقائها هنا في عائلة القزعلي بعد أن ماتت ابنتها شهد؟ ارتسمت على شفتي نور ابتسامة تهكمية، وقالت: "كنت أملك أسهمًا في الشركة من قبل، أمّا الآن… فأنا أكبر المساهمين في مجموعة القزعلي. فمسألة أن أعيدها أو لا، لا شأن لكِ بها. يا رجال، أخرجوها!"ارتفع صوتها بحدية في ختام كلامها. فاندفع عدّة خدم نحو فاطمة.أدركت الأخيرة أنها لا تقدر على مقاومتهم، فاكتفت بأن تدور على عقبها وتغادر. لكن قبل أن تفعل، رمقت نور بنظرة حاقدة.اليوم، تم رسم الخط النهائي بين فاطمة ونور، ومن الآن فصاعدًا، إما أن تموت هي أو نور!بعد أن غادرت، سُمعت خلف نور خطوات متردّدة. التفتت بنظرة صارمة: "صلاح، رتّب من يرافقني في الأيام القادمة، واجمع كبار التنفيذيين خلال هذا الأسبوع لاجتماع طارئ".فقبل رحيل سمير، نقل كل أملاكه إلى اسمها، لكنها رحلت عن الشركة لفترة طويلة. والآن بعد انتشار خبر وفاة سمير، وبالإضافة إلى ما رأته من تصرفات فاطمة، فهي ستسعى بالتأكيد بكل وسيلة لاستهدافها، مستغلة باقي المساهمين ضدّها.هي لم تكن تطمع في الثروة، لكنها أيضًا لن تسلّم هذه الأشياء إلى فاطمة.قال صلاح باحترام وهو يقف أمامها: "وجهك
كان القلق باديًا على وجه صلاح، فقال بسرعة: "آنسة نور، عودي إلى غرفتك، أنا سأتولى الأمر".فهو يعلم أن فاطمة لم تكن يومًا تُحب نور، والآن بعد رحيل سمير، وبصفته الشخص الذي أوكله سمير بأهم مهمة، لن يسمح بأن تتعرض أرملة سمير لأي إهانة.لكن نور رفعت يدها مشيرة إليه، وقالت بثقة: "لا داعي، سأقابلها بنفسي".كانت تدرك أن صلاح يستطيع التعامل معها لمرة، لكن لا يمكنه أن يفعل ذلك في كل مرة.ربّتت على كتفه برفق، ثم نزلت لمواجهة فاطمة.كانت فاطمة واقفة في صالة المنزل، ترتدي فستانًا تقليديًّا أبيض مطرزًا بأزهار الفاوانيا. وقد تزينت بطقم من الزمرد الأخضر، ما منحها مظهرًا أنيقًا ورقيقًا.غير أن نظراتها كانت كالسيوف، وغير ودودة.لم تكن فاطمة تُظهر الودّ لنور يومًا. وما إن رأتها، حتى انطلقت نحوها بكعبها العالي تصرخ: "نور، كيف تجرئين على العودة إلى هنا؟"لكن يدها لم تصل إلى نور، إذ قبضت نور على معصمها بقوة.ثم أزاحتها دفعة واحدة، فتعثرت فاطمة إلى الوراء.حدّقت في نور بعينين مذهولتين: "نور! أنتِ... أترفعين يدك عليّ؟ لقد تجاوزتِ كل الحدود!"عندها لمعت في عيني نور نظرة صلبة لا تعرف الضعف. كانت مختلفة تمامًا







