Share

الفصل425

Author: شاهيندا بدوي
قالت نور: "لا داعي، قدتُ سيارتي إلى هنا. إن كنتَ مشغولًا فتابع عملك، وسأزورك في يوم آخر لأعتذر".

فأجاب بكر: "لا تكوني شديدة الرسمية هكذا، فهذه الضربة لم تكن بلا مقابل. أنا واثق بقدرتكِ، وستعود عليّ بفوائد أكبر!"

وبعد أن انتهى من معالجة جروحه، تبادل مع نور بضع كلمات، ثم غادر قبلها.

لكن ما إن جلس في سيارته، حتى أرسل رسالة إلى لاشين: "هل كنت تعرف أن نور حامل؟"

كان لاشين في منزله.

شعره مُهمل وملابسه عشوائية. ما إن لمح الرسالة حتى تجمّدت يده.

"لم أكن أعلم."

أثار الجواب دهشة بكر: "إذًا فطريقك أصعب الآن. نور تحمل طفلًا من رجل آخر، يبدو أنها أحبت غيرك، فكيف ستتزوجها!"

تلون وجه لاشين مرات، ثم ما لبث أن هدأ وكتب: "إن كانت سعيدة، فسأبارك لها..."

وأضاف: "شرط أن تكون سعيدة حقًّا، عندها وحدها سأستطيع أن أباركها من قلبي".

"لكنها حامل، ومما رأيت الآن، لا يبدو أنها تريد والد الطفل، أترغب أن تصبح أبًا بديلًا؟"

كتب لاشين: "لو سنحت الفرصة، فسيكون ذلك جيدٌ."

لم يملك بكر إلا أن يعجب به قائلًا: "أنت مذهل، آخر العاشقين المخلصين بيننا، تحافظ على حبك لها منذ أكثر من عشر سنوات!"

تنهد لاشين وهو يجلس على أريكة ال
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل426

    رفعت إسراء الوعاء، وأمسكت بالملعقة تهمّ أن تطعمه.فرأى لاشين ذلك، فابتغى أن يحفظ مسافة بينهما، وقال: "حسنًا، سأشربها بنفسي"."تمهّل في الشرب، قد تكون ساخنة قليلًا." ولم تُلحّ، بل جلست تراقبه بعينيها.أخذ لاشين الملعقة، وارتشف رشفتين بهدوء.سألت بلهفة: "كيف طعمها؟"ابتسم لها بأدب وقال: "جيدة".ابتهجت وقالت بحماس: "أنت لم تذق بعد أطباقي، طبخي لذيذ جدًّا، كل من جرّبه أثنى عليه. لديّ موهبة طبيعية في الطهي. في المرة القادمة سأطهى لك وجبة. لقد سألتُ والدَيك وعرفتُ ما تحب، فهل آتي لأطبخها لك في منزلك؟"رفض لاشين فورًا: "لا داعي! عملي يستغرق وقتي كله، نادرًا ما أكون في البيت"."حين تجد وقت فراغ."رأى لاشين حماسها الزائد، فاهتدى إلى طريقة مناسبة ليصدّها: "إسراء، لستِ مضطرة إلى كل هذا الاهتمام. لا تُصغي كثيرًا لوالديَّ، فأنا قادر على الاعتناء بنفسي. في النهاية، بين الرجل والمرأة حدود، ولو جئتِ إلى بيتي لتطبخي لي، فسيتحدث الناس، فكيف ستتزوجين لاحقًا؟"فهمت كلامه، وجلست منطفئة الحماس.ثم سألت: "أمس، حين كنتَ ثملًا، سمعتُك تردد اسمًا… نور. أتحبها كثيرًا؟"أطرق رأسه وقال بهدوء: "أجل".ولم يُخفِ ذلك،

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل425

    قالت نور: "لا داعي، قدتُ سيارتي إلى هنا. إن كنتَ مشغولًا فتابع عملك، وسأزورك في يوم آخر لأعتذر".فأجاب بكر: "لا تكوني شديدة الرسمية هكذا، فهذه الضربة لم تكن بلا مقابل. أنا واثق بقدرتكِ، وستعود عليّ بفوائد أكبر!"وبعد أن انتهى من معالجة جروحه، تبادل مع نور بضع كلمات، ثم غادر قبلها.لكن ما إن جلس في سيارته، حتى أرسل رسالة إلى لاشين: "هل كنت تعرف أن نور حامل؟"كان لاشين في منزله. شعره مُهمل وملابسه عشوائية. ما إن لمح الرسالة حتى تجمّدت يده."لم أكن أعلم."أثار الجواب دهشة بكر: "إذًا فطريقك أصعب الآن. نور تحمل طفلًا من رجل آخر، يبدو أنها أحبت غيرك، فكيف ستتزوجها!"تلون وجه لاشين مرات، ثم ما لبث أن هدأ وكتب: "إن كانت سعيدة، فسأبارك لها..."وأضاف: "شرط أن تكون سعيدة حقًّا، عندها وحدها سأستطيع أن أباركها من قلبي"."لكنها حامل، ومما رأيت الآن، لا يبدو أنها تريد والد الطفل، أترغب أن تصبح أبًا بديلًا؟"كتب لاشين: "لو سنحت الفرصة، فسيكون ذلك جيدٌ."لم يملك بكر إلا أن يعجب به قائلًا: "أنت مذهل، آخر العاشقين المخلصين بيننا، تحافظ على حبك لها منذ أكثر من عشر سنوات!"تنهد لاشين وهو يجلس على أريكة ال

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل424

    تواجه الاثنان بحدة، فلم يجرؤ أحد على النطق بكلمة.احمرّت عينا سمير حتى غدتا كالدم، وبلغ به الغضب حدًّا جمّد عقله، وفقد سيطرته على نفسه من شدة ما أغاظته نور.لكن كلماته زادت نور برودة وهدوء.أحكمت قبضة يديها بشدّة، وهي تشعر بمرارة تتسع في صدرها دون سبب واضح.فالطلاق هو النتيجة التي أرادتها، لكن أن يُختم الأمر بهذه الطريقة، أصابها ذلك بخيبة خافتة.ربما لم تتوقع أن يغضب سمير منها إلى هذا الحد.أو لعل ما وقع اليوم كان كثيرًا عليها، فلم تستطع استعادة توازنها ولا هضم الخلافات التي نشبت بينهما.ظل سمير يحدّق فيها، وكأنه ينتظر منها الإجابة النهائية.صمتت نور طويلًا، ثم قالت أخيرًا: "حسنًا، نلتقي في دائرة الأحوال المدنية!"كانت تعرف النتيجة مسبقًا، ومع ذلك لم تكفّ عن التطلع إلى شيء ما، فقهقه سمير ساخرًا: "حسنًا!"استدار ومضى. وقبل أن يغادر، ركل أكوام مستلزمات الحوامل الملقاة جانبًا على الأرض، وقد ضاق بها ذرعًا. ثم اختفى عن أنظار نور.تأرجحت أنفاسها وهي تراقب ظهره يبتعد، واشتد دوارها حتى أوشكت الأرض أن تنقلب بها، فتهاوت لتسقط مغشيًّا عليها."آنسة نور!"أسرع معلمٌ في الدار إليها ليسندها قائلًا:

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل423

    صرخت نور حين رأت الدم يسيل من فم بكر: "اتركه!"ازداد غضب سمير لرؤيتها تحمي بكر، فقهقه ساخرًا: "هل تشفقين عليه؟ فلتشاهدي جيدًا كيف سأضربه!"وركله مباشرة بقدمه. وقبل أن ينطق بكر بكلمة، طاح على الأرض مجددًا.ذُهلت نور، فأسرعت تساند بكر.جذبها سمير وصاح: "أتجرؤين على الاهتمام به؟"نظرت نور إليه غاضبة، وصفعت يده لتفلتها: "أنت غير معقول! بكر شريكي الجديد في العمل!"زمجر سمير: "ومن يصدّقك؟ كان يمسكك قبل قليل، ويهتم بطفلك، وحتى لوازم الحوامل أحضرها لك، إن لم يكن هو ذاك الرجل فمن يكون؟ أتخدعينني مجددًا؟""متى خدعتك أنا!"صرخ سمير وقد تضاعف غضبه: "ألم تفعلي؟ دعوتِني للقاء، وحين جئتِ لم أجدك، بل وجدت أميرة، كيف تفسرين هذا!"لم تستطع نور التذرع بالبراءة، وقالت: "أعترف أنني استغليتك في هذا الأمر، لكن دعنا نؤجل حديثنا، علينا الآن أن نرى إصابة بكر"."وما زلتِ تهتمين به!" كان كل ما تقوله نور يزيد من غضبه.ضغط بكر على أنفه النازف وقال: "لا بأس، واصِلا حديثكما، المهم أن يزول السوء الفهم هذا".لم تحتمل نور غضب سمير، ولم تفهم دوافعه، فعجزت عن مواصلة النقاش معه وقالت: "بكر، أنا آسفة لأني تسببتُ في إصابتك،

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل422

    تماسكت نور قليلًا، ظنّت أنها ستستطيع الاحتمال. لكن أنفها شديد الحساسية، فغلبها القيء الجافّ فجأة.كان بكر يحدّثها، فلما رأى ردّة فعلها هذه سألها بقلق: "نور، هل أنت بخير..."ولم تقدر نور على الصبر أكثر، فغطّت فمها وأسرعت نحو دورة المياه.وقف بكر مذهولًا، فما من تفسير لمثل هذا العارض سوى الحمل.تغيّرت ملامحه مرارًا، ثم لحق بها حتى باب دورة المياه.استفرغت نور طويلًا.اشتدّ عليها غثيان الحمل تدريجيًّا. غسلت وجهها بعد أن انتهت، وخرجت.ناولها بكر منديلًا.فأخذته قائلة: "شكرًا لك".سألها بكر: "لماذا تتقيئين هكذا بشدة؟ هل أنتِ حامل؟"أجابته من دون مواربة: "نعم، كشفتني".أصيب بكر بدهشة، إذ مضى وقت طويل منذ أن رآها آخر مرة، والآن صارت حاملًا، قال: "مبارك لك، لم أتوقع أنه بعد كل هذا الغياب، أصبح لديك طفل".رآه خبرًا سارًا. لكن نور اكتفت بابتسامة، وقالت: "دعنا نغيّر الموضوع".وأدرك بكر أنها لا تريد الخوض في أمر والد الطفل.أما السبب وراء ذلك، فهي لم تذكره، ولم يكن من المناسب أيضًا أن يسألها.راقبها وهي بجسدها النحيل تكابد عناء العمل وهي حامل. هل للحمل علاقة باستقالتها؟ ألهذا السبب قبلت بمنص

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل421

    أخبرت نور رئيسة التحرير، فرأت الأمر ممكنًا.كما وقالت لها رئيسة التحرير إنه يمكن إدخال دار الأيتام كفقرة في البرنامج الجديد. لكن إن حصلوا على مزيد من الرعاة والمستثمرين، سيمكن تحويله إلى برنامج تسلسلي كامل.أرادت نور منذ البداية أن يحصل أطفال دار الأيتام على بيت جديد.وعلى الرغم من محدودية قدرتها، إذ لا تستطيع أن تكفل لجميع أطفال العالم طعامًا ولباسًا، لكنها ستبذل كل جهدها ما دامت قادرة.قالت بأدب: "شكرًا لك هذه المرة، طلبت مساعدتك فوافقت من دون تردد، ولا أعرف كيف أرد لك الجميل".ابتسم بكر وهو يدخل معها: "ما هذا الكلام؟ أنت تساعدينني أيضًا، وعليّ أن أشكرك. لا تقلقي، دعيني أتولى هذا الأمر، وأطفال دار الأيتام سيجدون مأواهم".دخلت نور، فهتف الأطفال حين رأوها بفرح: "عمَّة!" وأخذوا يركضون نحوها واحدًا تلو الآخر."عمّة، حصلنا على اللحم مرَّة أخرى!""عمّة، حصلتُ على مشبك شعر!"وتسابقوا ليعرضوا عليها ما لديهم.الطفولة براءة وقناعة يسهل إرضاؤها، يكفيهم طعام وشراب ومسكن ليخلوا من الهموم.قالت وهي تنظر إليهم: "رأيت، ومن الآن فصاعدًا سيكون لديكم دائمًا لحم، ولن تعانوا سوء التغذية بعد اليوم!""شك

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status