Share

الفصل438

Author: شاهيندا بدوي
"سميـ..."

اقتربت نور بخطوات هادئة، وهمّت أن تناديه، لكن سمير استدار وهو ممسك بهاتفه، لم يلحظ وجودها، وتابع طريقه قائلًا: "أغلقوا كل الأخبار، لا تدعوا أحدًا يعرف بحالة شهد الصحية، فسيكون لهذا تبعات سلبية..."

مرّ بجانب نور وكأنها هواء، وتعمّق في حديثه.

وفي تلك اللحظة، شعرت نور بوخز في قلبها.

كانت قلقة على دعاء، لكن يبدو أن قلب سمير كله منشغل بشهد.

يخشى أن تتأثر مسيرتها الفنية.

حاولت طرد تلك الأفكار، لكنها رأت كل شيءٍ بأم عينيها، وترك ذلك بذرة صغيرة في أعماقها.

رأت انشغال سمير البالغ بشهد، لا بد أنه قلقٌ للغاية، فلم تجد أنه من اللائق أن تسأله، لذا اتجهت إلى المكتب.

هناك ستسمع الحقيقة دون زيادة أو نقصان.

وحين سألت الطبيب عن حالة شهد، أخبرها أنها مصابة بفقدان سمع كامل في كلتا أذنيها، لا تسمع شيئًا.

كانت نور تعرف أن شهد فقدت صوتها من قبل، ولم تعد قادرةً على الغناء.

وأن إحدى أذنيها أيضًا ضعيفة.

لكن كيف تفاقم الأمر إلى كلتا الأذنين؟

قال الطبيب: "إن أذنيها كان من الممكن شفاؤهما تمامًا، فقد استدعى سمير أفضل الأطباء لعلاجها."

وكانوا واثقين من أنها ستُشفى بنسبة مئة بالمئة.

حتى لو لم تستعد حبالها
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (1)
goodnovel comment avatar
apple
مو لحيتو بشهد نطيتوها اكثر من حجمها الاحداث ممله
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل905

    "هل تقومين الآن بطردي؟"أدرك حازم ما في كلام نور من معنى خفي، فضمّ شفتيه، وامتزج في صوته الأجشّ بعض العمق والوجع.صمتت نور بضع ثوانٍ، ثم ابتسمت قائلة: "يا حازم، لا شيء يدوم إلى الأبد. لكلٍّ منا طريقه في هذه الحياة. لولا وجودي هنا، لما جئتَ إلى هذا المكان أصلًا".كان لحازم خطته الخاصة، لكنها تغيّرت بسببها."صحيح، لولا ما حدث لكِ لما جئتُ إلى هنا. لكن يا نور، كل ما أريده الآن هو أن أفعل شيئًا من أجلك، أن أجعل لنفسي بعض القيمة".جلس حازم أمام نور، وكانت عيناه تحملان شيئًا من الإصرار. بل أكثر من ذلك، كان فيهما مودة.كانت نور تدرك كل ذلك، لكن لم يكن في قلبها سوى سمير، والآن وقد اختفى أثره، لم يعد قلبها قادرًا على أن يحتوي أي شخص آخر.تظاهرت نور بعدم الفهم، وقالت: "يا حازم، حياتك يجب أن تسير في طريقك أنت. أعلم أنك تعتقد أنك قد تكون نافعًا لي بصفتك إنسانًا دوائيًا...""نور، أعلم أن الوقت غير مناسب لقول هذا، لكن يجب أن أقوله. إن لم أقله، فلن تعرفي أبدًا ما في قلبي. نور، أنا أحبك."كانت نور قد قالت من قبل إنها نور، لا آيلين.ولا تحب أن تُدعى بآيلين، ولهذا حين أفصح حازم عن مشاعره، لم ينادِها بذ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل904

    لم تُجب عزة، امتلأ حلقها بطعمٍ مُرٍّ يصعب وصفه، وكأنها ابتلعت مرارةً قاتلة.لم يسبق أن رأت نور تتوسّل إليها بهذا الشكل، ولم ترى من قبل دموعها تغمر وجهها هكذا، وعيناها محمرّتان كالجمر.رغم أن قلب عزة كان يتقطّع من الحزن، لم تستطع إلا أن تتكلم بصوتٍ مبحوح: "نور، مكان الطفل لا يعرفه إلا القائد سمير... أما القائد فهو الآن..."صدر إعلان استشهاده رسميًا. وبرغم رفضها تصديق ذلك، إلا أنهم بحثوا عنه أيّامًا ولم يجدوه.سمير… مات.ولا أحد غيره يعرف أين ذهب الطفل.ذلك الأمر وحده كافٍ ليمزّق صدرها من شدة العذاب.لم تستطع نور التحكم في انفعالاتها، فانهارت باكية، دموعها تنهمر كالسيل: "عزة، هل هذا صحيح؟ أرجوك لا تخدعيني، أنا فقط... أريد أن أرى طفلي حقًا… أنا..."ولم تقدر أن تُكمل، إذ غصّت العَبرة في حلقها.اشتدّ وجع عزة، فضمّتها بقوة إلى صدرها وهي تربّت على ظهرها قائلة: "نور، لم أكذب عليكِ. طالما أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة، فكل شيء ممكن. ربما القائد سمير خطّط للأمر مسبقًا، وربما أراد أن يلتقي الطفل بكِ في عمرٍ معين..."لم يكن أمامها سوى أن تقول هذه الكلمات.بالرغم أنها تعلم أن هذه فقط محاولة لخداع نو

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل903

    رفعت نور رأسها فجأة، فرأت عزة أمامها وعيناها مغرورقتان بالدموع. كانت ملابسها ممزقة، وجهها مغطّى بغبار الحرب وآثار الدخان.في اللحظة التي التقت فيها نظراتهما، أسرعت عزة نحوها، أمسكت بيدها وقالت بانفعال: "نور، لقد عدتُ… سمعت بما حدث للقائد سمير..."كانت عزة قد خرجت مع الجنود للقتال، لكن أثناء المعركة سقطت عليها القذائف، وأنقذها أحد الجنود بجسده. فقدت وعيها أيّامًا، وعندما أفاقت، استعادت ذاكرتها بالكامل.لكن حين عادت إلى المعسكر، علمت أن سمير قد استُشهد.كانت تعرف مدى حب نور له، وتعلم أنها لن تستطيع تحمّل هذا الخبر، لذلك هرعت مسرعة لتصل إليها.وما إن رأت نورُ عزة حتى انهارت دموعها بلا توقف.هي التي لم تكن تبكي أبدًا، لكنها الآن لم تستطع التحمل، أكثر شخصٍ أحبته قد رحل، ولن يعود أبدًا، والطفل الذي كانت تنتظره بفارغ الصبر، لم تره ولو لمرة.اختنقت نور بالحزن، فسعلت بقوة، ثم تقيّأت دمًا فجأة.ارتبكت عزة تمامًا، فمدّ حازم منديلًا على الفور.ثم نظر إليها نظرةً صامتة، يريد منها أن تُخفف عن نور.عضّت عزة على شفتيها وجلست بجوار نور، أمسكت بيدها قائلةً: "نور، أعرف تمامًا ما يدور في بالك... وأعلم ك

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل902

    أمسك حازم بيد نور قائلًا: "آيلين، لقد مضت كل هذه الأيام، لقد بحثتِ على طول النهر مراتٍ كثيرة ولم تجدي سمير، حتى حسين، وهو أكثر خبرةً منك، لم يجد شيئًا، أخشى أن..."كان يقصد أن يقول إنه بعد كل هذا الوقت، إن لم يُعثر على سمير، فهذا يعني أنه مات.والموت لا رجعة منه، حتى وإن لم يُرِد القلب تصديق ذلك، فلا بد من تقبُّل الواقع في النهاية.لكن نور لم تُصغِ إليه، وقالت بانفعال: "لا تُحدِّثني بهذا الكلام! طالما لم أرَ جثته بعينيّ فلن أصدق أنه مات!"صرخت بانهيارٍ وانفعال: "ارجعوا أنتم! علي أن أجده، حتى لو كان الثمن حياتي!"آمنت بأنها ما دامت لم ترَ جثة سمير، فهناك بصيص أملٍ بأنه حيّ.لكن الوضع الآن أصبح خطيرًا جدًا، وهي لا تريد أن تجرّ الآخرين معها إلى الهلاك، بل إنها فكرت أنه إن كان إيهاب يراقبها، فربما لا تريد أن تبقى على قيد الحياة أصلًا!لم يجد حازم حلًّا إلا أن يضربها حتى يُغمى عليها، ويحملها إلى المعسكر.كان همام قد انتظر منذ زمن، والآن هو يرغب في أخذ نور إلى قبيلة العزبي، لكن حازم لم يُسلِّمها له.قال له حازم: "يا سيد همام، لا يمكنني أن أتركها لك في حالتها هذه. لقد بحثت عن سمير أيامًا كثير

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل901

    تمنّى تحويل الموضوع لصرف انتباه نور، وأراد أن يأخذها معه، لكن تم اكتشاف خطته من قِبل رجال سمير، فأخذوها معهم. في البداية كان ينوِي استغلال الفوضى ليأخذ نور إلى قبيلة العزبي، لكن تبين الآن أن ذلك مستحيل. وكلّ ما حدث كان بوساطة حازم!كان حازم على وشك أن يقول شيئًا ما، لكنه لم يستطع، إذ قاطعه همام قائلًا بكل حزم:" من الأفضل لك أن تفكِّر في طريقة تعيد بها نور إلى قبيلة العزبي!"...بعد ساعتين."أمرٌ سيء! أمرٌ سيء!" ارتفع صوتٌ القلقٌ في المعسكر، فجفل الجميع، وركضت نور بسرعة تخرج من الخيمة، فوجدت العديد من الرجال عائدين من الخارج وقد كان جسدُ بعضهم ملطّخ بالجراح. تجمّد قلب نور، لأنها لم ترَ سمير بينهم، ولم ترَ طارق ولا حسين… فجأة دخل رجل مُتغَبِّر الوجه إلى مجال رؤيتها. لمعت في عينيه السوداء لمحة استعجالٍ، فأندفعت نور نحوَه منفعله تقول: "طارق! أين سمير والآخرون؟ لماذا سمير ليس هنا؟"لمحت في عيني طارق آلامٌ عميقة وهو يخفض رأسه قائلًا: "آنسة نور، القائد سمير..."ضعفت ركبُ نور فسقطت إلى الخلف. ولولا أن حازم أمسك بها، لكانت سقطت أرضًا. شعرت نور كأنّ كل قواها ذابت، اجتاحتها نوبة من الألمُ وعد

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل900

    "انبطحي!"صاح همام بصوت عالٍ، ثم ارتمى على نور على الفور.انتشر التوتر بسرعة في المعسكر بأكمله.سرعان ما بدأ سمير بتنظيم الدفاعات، بينما هرع حازم إلى جانب نور. أما عزة ولاشين، فقد تبعوا القوات الرئيسية للرد على هذا الهجوم المفاجئ.حاول همام استغلال الفرصة لأخذ نور معه، لكنه واجه اعتراض حازم قائلًا: "يا سيد همام، لقد أوصى سمير بأننا الآن في حالة دفاع، من الأفضل ألا تتحرك بشكل عشوائي. وأيضًا، نور قالت إنها لا تريد أي علاقة مع قبيلة العزبي..."احتدَّت نظرات همام.وقبل أن يقول شيئًا، تقدمت نور وأمسكت بمعصمه، ووبخته قائلة: "هل أنت من بدأ هذه الفوضى قاصدًا؟"وإلا فلمَ يستطيع همام الوقوف هنا بهدوء، ويقترح أخذها بعيدًا؟أرادوا أن يعيدوها إلى قبيلة العزبي، لكن حتى الآن لم يقدموا أي ترياق للسم الذي أصاب سمير."ليس أنا."حرك همام شفتيه ببطء، وعيناه مليئتان بالعزم.كان يكره الحرب، ويرغب في جعل بلاده مثل دولة العرب، لكنه في الوقت نفسه يكره دولة العرب.لو لم تكن نور هنا، لما جاء إلى هذا المكان أصلًا.والآن نور أساءت فهمه.لم ترد نور عليه، وظلت تحدق فيه بعينين مليئتين بالشك.قال همام بهدوء: "نور، أنا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status