LOGINلن تشعر آيلين بالرضا طالما أن نور لا تُعذَّب، فلا فائدة حتى لو كان همام قد أمر السيد المهرج بحمايتها شخصيًا، فهي قد دخلت هذا المكان بالفعل.كانت آيلين واثقة تمامًا بأنها ستجعل نور تدخل بلا عودة.ابتسم فرعون راضيًا بهذه الكلمات، فآيلين، باستثناء الكذبة التي قالتها مؤخرًا بخصوص الشيخ هيثم، عادةً ما كانت صريحة. وهو مشغول جدًا، لذا لم يكن لديه وقت لمتابعتها.سألها فرعون وهو يضبط شفته العليا: "من الجيد أن يكون لديك هذا الإدراك. عندما ذهبتِ لزيارة أخيك، هل كنت تعرفين من هم الأشخاص المحيطون به؟"ارتجف قلب آيلين. لمَ يسألها فرعون ذلك؟ هل يُعقل أنه رأى نور؟ أم أنه...سألته آيلين وهي تضغط على شفتها بتوتر: "والدي، لماذا تسألني هذا؟"فالكثير من الأمور ليست بلا سبب أو من فراغ.أجاب فرعون بصوت منخفض: "رأيت اليوم امرأة قالت إنها من الأشخاص المحيطين بأخيك".نور!!غرزت آيلين أظافرها في كفها بقوة. في تلك اللحظة، تأكدت من شيء واحد: لا يمكنها ان تجعل نور تتعذب هنا فقط.بعد أن تتعذّب نور فلا تجد سيبلًا إلى الحياة ولا مهربًا إلى الموت، ينبغي أن تُمحى من هذا العالم إلى الأبد.قالت آيلين وهي تخفض رأسها: "وال
ضيّق الرجل عينيه وقال: "من أنتِ؟"كان في فريقه توزيع صارم للمهام، ومع ذلك وجد نور هنا تمشي بكل حرية، وفي يدها بطاقة سوداء تتيح المرور.ارتبكت نور قليلًا ايضًا.فمن يملك امتيازات عند فرعون لا بد أن يكون ذا شأنٍ كبير. لم تعرف من يكون هذا الرجل الذي أمامها. لكن نور أبقت على حذرها، قالت بثبات: "أنا من طرف الأستاذ همام، دخلتُ للتو إلى هنا لأتعرّف على المكان".لم ترَ نور بعد عزة في معسكر العبيد، ولم تعرف أين يُحتجز لاشين، لذا كانت تحتاج إلى العثور عليهما. وفي الوقت نفسه كانت تتمسّك بإرادة الحياة.وكانت الخطوة الأولى أن تفهم المكان جيّدًا."من طرف الأستاذ همام إذن..."كرّر الرجل هذه الجملة."نعم، لكن لدي عمل آخر الآن، سأنصرف." لم تكن تريد أن تثير أحدًا، فاكتفت بكلماتٍ مهذبة مؤكدةً هويتها، لابد أنه لن يؤذيها الآن.لكن الرجل لم يجب. ظلّ بصره ساكنًا يتأملها. وجهها، عينيها، وحتى ظهرها.لو كانت ترتدي فستانًا أبيض وتقف بين الورود، لبدت تمامًا من بعيد مثل تلك التي تسكن في ذاكرته."يا ظليل."ألقى الرجل بأمره.وفي لحظة خرج رجلٌ ضخم من أحد الجوانب. كان حليق الرأس، حاجباه حادّان، ملامحه صارمة باردة،
ارتسم في عيني آيلين بريقٌ من حدّةٍ وغلّ، بل وحتى شيءٌ من الحقد الدفين.لم يخطر ببالها قط أنّها حين أدخلت نور إلى هذا المكان لتذوق العذاب، سينتهي بها الأمر إلى أن تتبع السيد المهرج.ذاك الرجل واحدٌ من خاصّة همام، بل وشخصٌ مهم مكلّف بحراسة العبيد الذكور، أيُعقل أن تتجوّل نور هنا وكأنّها في نُزهة؟أتراها ظنّت أنّها دخلت إلى هنا كي تستجم؟قضمت آيلين على أسنانها بقوة، وغرزت أظافرها في راحتها حتى انغرزت عميقًا في اللحم. وفي تلك اللحظة دوّى صوت إشعارات الهاتف. لتجد رسالة جديدة على هاتفها.كان المُرسل هو أحمد."آنستي، نور الآن يحميها رجل السيد الشاب، وقد منحها بطاقة مرور سوداء."تجلّت الكلمات أمام عينيها كسيفٍ طويلٍ مسنونٍ يغرس في قلبها، أوجعها حتى شعرت باختناقٍ يعتصر صدرها.نمت الغيرة والغضب بجنونٍ في صدرها.رفعت الهاتف واتصلت بأحمد، وما إن أجاب حتى قالت ببرود قاطع: "لا يهمّني بأي وسيلة ستفعلها، أريد نور هنا عالقة بين الموت والحياة، لا تقوى على العيش ولا تنال الراحة في الموت!"تردد أحمد قبل أن يتكلم: "...آنستي، الوضع الآن معقّد، لا يمكنني القول إلا أني سأحاول، فالسيد الشاب لم يكتفِ بحراستها
لم يتحرك الرجل على الأرض.سمع صوتًا قاسيًا يقترب من بعيد: "جرُّوه، وألقوه للكلاب!"في تلك اللحظة، فهمت نور لماذا كانت الفتاة تفضل الموت على الحياة هنا.جاء إلى أذنها صوت منخفض وحازم: "توقفوا".نظر الرجلان على الفور باتجاه الصوت. وعندما رأيا السيد المهرج، تغيرت ملامحهما تمامًا، فانحنى كلاهما احترامًا وقالا: "السيد المهرج".تقدم السيد المهرج بخطوات واسعة، ثم انحنى أمام الرجل الذي كان فاقدًا للوعي على الأرض.تفقد تنفس الرجل، وقال: "لا يزال يتنفس، حتى الموتى لا يجب إلقاؤهم لإطعام الكلاب. العثور على العبيد صعب الآن، وتجارب الموت الخاصة بالفرعون لم تنجح بعد، لذلك علينا تقليل الخسائر البشرية"."حاضر، أيها السيد المهرج".تكلّم الرجلان بصوتٍ واحد، وهما يقفان أمام السيّد المهرج، وقد تلاشت تمامًا تلك الغطرسة ونزعة الدم التي ملأتهما قبل قليل.أدركت نور فورًا أن معسكر العبيد هذا مُنظم بطريقة تفصل بين الرجال والنساء.وأن فتحية تدير جانب النساء، والسيد المهرج يدير جانب الرجال.السيد المهرج ينادي همام بسيده، كما أنه ذكر الفرعون أيضًا، مما يعني أن همام وآيلين هما أبناء فرعون.فرعون هو الوحش القاسي الح
لم ترَ نور أي رجل منذ دخولها إلى هذا المكان.حين كانت الفتاة على وشك الكلام، فُتح باب الغرفة فجأة، وظهرت فتحية عند المدخل، نظرت إلى نور وقالت: "اخرجي".قامت نور وهي عابسة الجبين.لم تستطع الفتاة إخفاء توترها وهي ترى نور تبتعد.كانت تفكر للتو أن هوية نور ليست عادية، وها هي فتحية تأتي شخصيًا لأخذها.هل هذا يعني أن نور ستتعرض للعقاب؟بدا على الفتاة الهدوء الكامل، وعينيها كانت باردة كالجليد.قبضت على كفّيها بإحكام، إذا كان عليها الموت، فستأخذ معها فتحية، وإلا كل فستكون المعاناة التي تحملتها بلا جدوى.بالنسبة لنور، فقد تبعت فتحية، وظلت متيقظة طوال الوقت.لم تفعل فتحية أي شيء سوى قيادة نور لمسافة قصيرة، ثم أوصلتها إلى رجل.عرفت نور الرجل فورًا، إنه السيد المهرج الذي أنقذها قبل قليل من يد فتحية.قالت فتحية بسرعة: "السيد المهرج، لقد أحضرتها لك، سأذهب الآن". ثم استدارت بسرعة.الركلة التي وجهها لها المهرج ما زالت تؤلمها، وعظامها المتهالكة كادت أن تنهار.لم يكن بإمكانها الوقوف هناك لحظة أطول.بعد رحيل فتحية، أصبحت نور والسيد المهرج لوحدهما في المكان.ناولها المهرج بطاقة سوداء مربوطة بحبل أسود.قا
مرّ في عيني آيلين بريقُ شرٍّ حاد.قررت أنّها وقد جلبت نور إلى هذا الجحيم، فلن تدعها تخرج حيّة!غير أنّه بعد رحيل الرجل بنصف ساعة فقط، طرق أحدهم باب غرفتها."ادخل."بعد ان نطقت بهذه الكلمة بهدوء، دخل رجل طويل القامة يحمل بيده حساء جذر الجنسنغ.وقف أمام آيلين وقفة احترام وقال: "آنسة آيلين، هذا الحساء أمر به فرعون خصيصًا ليقوّي جسدك".ألقت عليه نظرة، وقالت من غير التفات: "ضعه هناك، سأبدّل ثيابي وآكله لاحقًا".منذ جاءت إلى هذا المكان والحساء نفسه يُقدَّم لها مرارًا حتى ضاق صدرها به.وضع الرجل الحساء على المكتب كما قالت، وقال: "آنسة آيلين، أمر فرعون أن أشرف بنفسي على أن تشربيه كله".لم ترد آيلين. لكن بعدما بدّلت ثيابها مشت إلى المكتب وأخذت الوعاء، كانت رائحة لحم الدجاج والأعشاب الطبية مركَّزة.حبست أنفاسها وشربته دفعة واحدة.قالت للرجل: "أما كنت تستطيع أن تتصرّف بمرونة أكثر؟ لماذا عليك أن تراني أشربه؟ أليس واضحًا أنني بخير؟"أجابها بصوت بارد: "آنسة آيلين، أنا أنفّذ أوامر فرعون فحسب".سكتت آيلين على مضض.ثم أشارت له في اللحظة التالية بيدها، وقالت: "حسنٌ، اخرج".فكّرت أنّها اجتازت أيامًا أقس
![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)






