LOGINكان المكان يتغاضى عن الضرب المتبادل.والتجارب الدوائية.وحتى أنه يًسمح بتنفيذ تجارب أخرى بأنواعها وأشكالها.تلك التجارب التي لا تحفظ أي حياة.شعرت نور بالرهبة من سماع ذلك.ضحكت الفتاة مرارا وقالت: "من يدخل هنا، حتى جثته تُستغل".روت الفتاة لنور كيف تُستغل الجثث بعد الموت، فقشعر بدن نور من سماع التفاصيل، وصار في ذهنها أن تسمية هذا المكان معسكر عبيد جملة تسخفه، أدركت أن الاسم الحق يجب أن يكون معسكر الشياطين!...وفي الجناح الآخر من نفس المكان. تزينت غرفة فاخرة بسرير ضخم وديكورات فخمة أجنبية.جلست آيلين في غرفتها وعند مكتبها، وسط مجوهرات فاخرة وحلوى ومشروبات متنوعة.كانت آيلين مستمتعة بكل ذلك.وفجأة، اقتحم أحدهم باب غرفتها بقوة.انتبهت لوجود رجلين طويلين واقفين على جانبي الباب.عرفت آيلين هويتهما من ملابسهما فور أن رأتهما.دخل بعدهما رجل مغطى بصرامة برداء اسود، انتبهت له آيلين فورًا.كانت يرتدي على وجهه قناعًا ذو أنيابٍ بارزة شرسة.لم تكن ملامح وجه الرجل ولا عينيه تُرى بوضوح.وقفت آيلين فورًا، وتقدَّمت باحترامٍ وقالت: "والدي".وقف الرجل على مقربة منها، ولم يتحرك، لكن صوته الأجش الذي كشف
تغير وجه فتحية فجأة وهي تنظر إلى الرصاصة على الجدار وإلى السوط المكسور."أسرعوا، أسرعوا إلى الحراسة..."أمسكت فتحية رأسها، ظنت أن هناك خطرًا، فلم تهتم لنور، وحاولت الاختباء غريزيًا.كان البقية أكثر هلعًا. لكن... لم يحدث شيء بعد ذلك.الأشخاص المعتادون على الحروب، بمجرد رؤية رصاصة أو سلاح ناري، يعتقدون أن المعركة قد بدأت، حتى لو كان الصوت مجرد فرقعة.كانت هناك طلقة واحدة فقط.رفعت فتحية رأسها لترى ما حدث.رأت نور من خلال النافذة رجلًا طويل القامة يدخل الغرفة.كان وجهه جادًا بلا تعبير، يمشي بخطوات ثابتة، ثم فتح الباب.فجأة، كأن كل أنظار الغرفة قد توقفت عنده.صُدمت فتحية تمامًا، وقاتل: "سيـ....سيدي المهرج... أنت، كيف جئت هنا؟"السيد المهرج هو أحد المقربين من السيد الشاب.والآن جاء شخصيًا.كانت فتحية تتساءل كيف يمكن لأحد أن يجرؤ على إطلاق النار هنا!اقترب السيد المهرج من نور وتوقف أمامها، وقال ببرود: "لا يجب أن يحدث لهذه المراة أي مكروه."صُدمت فتحية تمامًا.هل كان كلام نور صحيحًا حقًا؟عندما لم تقل شيئًا، نظر سيد المهرج بعين حادة وقال: "هل سمعتِ كلامي؟""سمعت، سمعت." ردت فتحية بسرعة، لا
قالت فتحية: "يبدو انك لست من أهل هذه الارض يا صغيرة. هنا تتواجد مختلف القوى، فما قيمة العبيد؟ حريٌ بكِ أن تفكري كيف ستعيشين".أدركت نور أنها مُحتجزة هنا كعبدة. لم يكن غريبًا أن الحديقة بهذا الاتساع، وأن الناس فيها جبناء لا يتكلمون، لقد ضُربوا حتى سكتوا، ومن أٌتي به إلى هنا لم يخرج. والأمر منطقي، فهؤلاء يرتكبون الجرائم، فكيف سيسمحون لأحدٍ بالخروج.رفعت نور نظرها الى فتحية، وسألتها: "هل هذا مكان فرعون؟"وما إن سمعتها فتحية، حتى تبدل وجهها: "من أنت، وكيف تجرؤين على ذكر فرعون؟ اخرسي حالًا".وهكذا تأكدت نور أن فرعون هو الرجل الذي يرعب الجميع.سألتها: "هل قابلتِ فرعون؟" شحب وجه فتحية وبدت متهيبة: "لم تسنح الفرصة لمن في هذه الحديقة أن يروا فرعون. أنصحك الا تسأل عنه يا صغيرة، لئلا تجلبي الموت على نفسك".هكذا تأكدت نور أنها فعلًا في ارض فرعون. لقد فازت في الرهان.لكنها كانت تعرف أيضًا أن هذه مخاطرة كبيرة. وهي تعرف أن حياتها هنا ستكون على المحك.ولا تعلم إن كانت ستخرج حية أم لا.رغم أنها أسرت فتحية، فلن تظل تحرسها إلى الأبد، ولا تدري كيف تواجه البقية."أم فتحية، هذه الأخت ساعدتني، إن كنت ست
ركضت أبيبا عائدةً.تنفّس الناس الصعداء لرؤيتها، وقالوا: "إلى أين ذهبتِ يا أبيبا؟ لقد أوشكنا أن نموت من القلق عليكِ!"سألت أبيبا بقلق وعيونها حمراء: "أين سمير؟ إلى أين ذهب؟ علي أن أجده!""لم يعد القائد سمير بعد، ماذا عن نور؟ لقد ذهبت لتبحث عنكِ، فكيف عدتِ وحدك؟""لقد اختُطِفت نور! يجب أن نجد القائد سمير فورًا، هو وحده من يستطيع إنقاذها!" قالت أبيبا وهي تدور حول نفسها في ذعر: "أين هو القائد سمير؟علي أن أبلغه بسرعة.""عندما اختفيتِ، أرسلت نور من يبلّغه بالخبر... يفترض أن يعود قريبًا."كانت أبيبا تنتظر بقلق، وما إن سمعت صوت السيارة حتى أدركت أن سمير قد عاد.أسرعت إلى الخارج، فرأته يهبط من السيارة بوجه متجهم وخطى سريعة."أيها القائد سمير، لقد اختُطفت نور! عليك أن تنقذها فورًا!"نظر إليها بجمود، وقال: "من الذي اختطفها؟"كادت تبكي وهي تجيب: "لا أعرف... لم أسأل... لقد أتوا من اجلها، إنها في خطر، يجب إنقاذها!"رغم قلة المعلومات التي زوّدته بها أبيبا، إلا أن سمير كان قد بدأ يرسم صورة واضحة في ذهنه.من يمكن أن يكنّ العداء لنور في هذا المكان؟لا بد أن العداوة قديمة. ولا يمكن أن يكونوا سوى أولئك ا
قال أحمد بصوت بارد: "هذا مرهون بتعليمات الآنسة، هي وحدها من تقرِّر متى تمنحك بضعة أيامِ إضافية"."فلتبذلي قصارى جهدك لتحصلي على رِضاها!"ثم رحلوا.لم يحتجزوا نور، فبقيت قادرة على التجوّل داخل المكان بحريةٍ نسبية.مرت بعض النساء من قبيلة العزبي من أمامها. سلّمت عليهن. لكنهن كن وكأنهن لم يسمعن، قليلات الكلام. منكسات الرؤوس وماضيات إلى الداخل.لو كان هذا في زمن قديم، لكن كوصيفات في البلاط الإمبراطوري.لم تُفهم نور بعدُ ما طبيعة هذا المكان. ذهبت لترى المكان الذي رحلوا منه؛ لكن كانت كل الحديقة مقفلة، وفوق السور كابلات جهدٍ عالٍ.لا سبيل لها للخروج.لم يتبقّ لها إلا التجول داخل الحديقة. كانت الحديقة كبيرة جدًا، فدارَت حول الجدار دائرة واحدة، ومضى من الوقت حوالي عشرين دقيقة. لكنها لم تستطع أن تتسلَّقه وتخرج منه على الإطلاق.بوم!سمعت نور فجأة صوت تحطم.متبوعًا بصوت جلدٍ."آه! لا تضربيني، لقد أخطأت، لم يكن علي أن اكسر الطبق، يا سيدة فتحية، ارحميني!""أرحمك؟ كم مرة هذه؟ كل من ياتي إلى هنا يُؤدّبون تحت إمرتي، وإذا لم تعرفي الأدب فسأضربك حتى الموت!" كان هذا الصوت خشنًا.كانت المحادثة بلهجة
ابتسمت آيلين بسخرية، ثم تغيّر وجهها فجأة: "ما هذا الهراء الذي تتفوهين به؟"شعرت آيلين بقلبها يشتد خفقانه، أطلقت نظرة على مرافقيها حولها، ثم اندفعت بالكلام وهي غاضبة: "تعالوا، لتسدوا فمها، اجعلوها تصمت!"ثم فجأة فكّرت في طريقةٍ أفضل، وقالت: "بل اقتلعوا لسانها، أريدها ألَّا تنطق أبدًا".تكلمت آيلين كثيرًا عن كيف ستعاقب نور.وكان ذلك يكشف لِنور بعض الثغرات.فكلما ازداد الشعور بالقلق، لجأ الإنسان إلى طرق أخرى ليُخفي نفسه.لولا كلام همام الكثير معها، لما جربت نور أن تجس نبضها بهذه الأسئلة."هه." ضحكت نور بسخرية باردة.نظرت آيلين إليها بانتشاء: "ماذا؟ هل خفتِ؟ إن توسّلتِ إلي الآن فقد أُفكّر أترك جثتك سليمة!"سخرت نور قائلة: "لم تُجبيني إجابة مباشرة، وتريدين أن تُسكتيني؟ ألا تخجلين؟ حتى لو قتلتِني، فذلك لن يجعِل المزيف حقيقيًا!""اخرسي، اخرسي الآن!" كانت آيلين تودّ أن ترى نور تتوسّل أمامها.الجميع يشعر بالخوف عند مواجهة الموت.الكثيرون يخشونها ويرتعبون تحت سلطتها.فكيف لا تخشاها هي!هذا تحدٍّ واضحٍ وصريح لهيبتها."يمكنني أن أسكت إن أردتِ ذلك، لكن يجب أن تقتليني!" استفزّتها نور.تشنّج وجه آيلي

![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)





