Share

الفصل867

Author: شاهيندا بدوي
أشار إيهاب بيده فأمسك رجلٌ أفعى كوبرا وألقاها في الوعاء، تلفّتت الأفعى حول عنق حازم وعضّت عنقه مباشرةً.

عبس حازم، لكنه لم يصرخ.

عانى حازم أمورًا أشدَّ من هذا بكثيرٍ، كما أن إيهاب احتجزه، لأنّه يراه ذا منفعةٍ.

بالتأكيد لن يتركه يموت.

سخرَ حازم قائلًا: "إنْ أردتَ فاقتَلْني، أو اجعلني شبه ميتٍ".

وإلا فإن حازم سيقوم بهجومٍ مضادٍ إنْ لم يمت.

ابتسمَ إيهاب ابتسامةَ أعمقَ، وقال: "حازم، هل تعتقد أنني سأمنحك هذه الفرصة؟ ماذا لو رأى فرعون عمله الذي كان يفخر به يعود مرة أخرى، كيف سيكون تصرفه؟"

عندما يرى الإنسان عمله، فإنه لا يشعر إلا بالفرح، وقد يصبح أكثر جنونًا.

لم تُثِر هذه الأمورُ حازم، فقد عادَ وهو يتوقّع الأسوأ، ومع ذلك تمسّك بالأمل.

لكنه لم يتوقّع أن يَخطفَه إيهاب قبل أن يبلغ مقصده.

"إذًا لماذا لا أراك تُرسلني إلى فرعون؟ يا إيهاب، أنت تعرف أكثر من غيرك الدوافع الأنانية الموجودة في قلبك!"

شحُبَ وجهُ حازم وبرز السوادُ على شفتِه بوضوح.

وفي النهاية، أغميَ على حازم.

ابتسمَ إيهاب ابتسامةَ نصر أكثرَ من قبل.

لم يُطل إيهاب البقاء في الغرفة، وخرج منها، ولم تمضِ لحظاتٌ حتى وجدَ آيلين واقفةً عند الباب،
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل899

    بما أنها لا تحب أن يُنادى عليها بآيلين، فلن يناديها بهذا الاسم.لم تقل نور شيئًا، ضمّت شفتيها بإحكام فقط، ونظرت إلى همام بعينين مليئتين بالارتباك، قائلة: "ما الأمر الذي جاء بك إليّ؟"لم تصدق نور أن همام استوعب نفورها من ذلك الاسم، إذ لم يكن يستوعب أي شيء آخره تقوله.قال همام بصوت خافت وأجش: "نور، أعلم أنك ترفضين ذلك. والدي قد ارتكب الكثير من الأمور السيئة سابقًا، ولكن لا يمكن إنكار أنه كان صادقًا معنا. بعد اختفائك، حاول والدي العثور عليك مرات عديدة، بل بالأحرى، لم يتوقف عن البحث عنك طوال هذه السنوات"."أنت لا تعلمين، عندما جلب إيهاب شهد، ظن والدك أنها أنت، وكم حاول أن يعوضك ويمنحها الحب والاهتمام.."مدّت نور يدها، محاولةً أن تمنعه من الكلام أكثر.لكن همام لم يتوقف كما توقعت.استمر همام قائلًا: "أنتِ لا تعلمين بعد، أن والدك كان يجري التجارب من أجل طموحه، وقد حوّل حازم إلى إنسان دوائي. لكن الآن، يقول إنه يمكنه إعادة حازم إلى طبيعته، بل وقد شكر حازم أيضًا..."استنشق همام نفسًا عميقًا.فوالده، فرعون قبيلة العزبي، الشخص الأعلى مقامًا، طوال هذه السنوات انخدع بإيهاب، وحتى هو تحدَّث كثيرًا بال

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل898

    تكلَّم حازم بهدوء، وعيناه مليئتان بالإصرار والثبات.فجأة، تذكر آيلين منذ سنوات طويلة، وكيف كانت ابتسامتها دافئة وجميلة.والأهم من ذلك، أن آيلين كانت قد دفأت قلبه، وحمته. بدون آيلين، لم يكن ليبقى على قيد الحياة حتى الآن، مع أن حياته قاربت على النهاية. إلا أن مجرد البقاء بجانب نور الآن كان أعظم عزاء له.عندما سمع فرعون كلمات حازم، أدرك شيئًا فجأة.بعد لحظة صمت، قال بهدوء: "لا تنسى، أنا من جعلتك إنسانًا دوائيًا".من تسبب في المشكلة هو الأقدر على حلها.كان بإمكانه تحويل حازم إلى إنسانٍ دوائي، وكان بإمكانه أيضًا إعادته إلى وضعه الطبيعي، ليعيش حياة طبيعية.الآن أصبح يعلم جيدًا أن تلك التجارب لا تزيد إلا من جنون الإنسان، أما الأهم بالنسبة له فهو الأطفال.ارتسمت على عيني حازم فرحة وحماس، وقال: "حقًا؟"حين غادر في السابق، كان ذلك لأنه يعلم أن حياته قاربت على النهاية.ورغم رغبته في البقاء مع نور، إلا أنه لم يكن لديه هوية ولا صحة جيدة، وباعتبارها صديقته، لم يرد أن يحزنها أو يضايقها.وعندما عاد، كان ذلك بعد أن اتصل سمير ليخبره أن نور في خطر.وبعد رؤية نور تتعرض للتجارب على يد إيهاب، وبعد كل المعا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل897

    "نريد البقاء هنا لفترة." طرح همام هذا الاقتراح بسلاسة.كان سمير مدركًا تمامًا، أن رغبتهما بالبقاء هنا، كانت بسبب نور ليس إلا. أرادا الاقتراب منها، واستغلال الفرصة ليؤثرا عليها.قبل أن يتفوه بكلمة، تقدم همام بخطوات واسعة نحو سمير، وأعطاه لمحة عابرة بعينه.لم يتكلم سمير، لكنه خرج بخطوات ثابتة.وعند الخروج، ألقى نظرة على رجاله، آمرًا إياهم أن يستقبلوا فرعون هنا ويهتموا به كما يجب.ثم خرج سمير وهمام إلى خارج الخيمة.قال همام بصراحة: "لقد خدع إيهاب والدي، لكنه كان يحب آيلين فعلًا. علاقتك بنور جيدة، هل يمكنك أن تحاول التوسط بيننا؟"كان نور تستمع لكلام سمير، وتمنى همام أن يساعد سمير في الحديث معها، فربما عندها تستطيع نور التعامل معهما بشكل طبيعي.نظر همام إلى سمير بعينين مليئتين بالأمل. لم ينس سمير أن همام قد ساعد نور في قبيلة العزبي، وساعده هو أيضًا.لولا ذلك، لما تمكن من الخروج من قبيلة العزبي بأمان.لكن سمير ليس نور، ولا يستطيع اتخاذ قراراتها نيابة عنها، خصوصًا بعد أن قرر لها مرة من قبل، وما زالت تتذكر ذلك وتلومه. بعد كل ما حدث، لا يريد أن يواجه لومًا آخر منها.أطبق سمير شفتيه قليلًا، وقا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل896

    رغم أن نور لم ترَ فرعون بدون القناع من قبل. إلا أنه الآن واقف بجانب همام. وعيونه ثابتة وعميقة على نور.تحاشت نور نظراته، وقالت بهدوء: "لا أنوي العودة إلى قبيلة العزبي".كانت كلماتها هادئة، هي لا تنوي العودة إلى قبيلة العزبي، ولا تنوي التعرف على فرعون كوالدها، لأن نور بدت في تلك اللحظة باردةً بعض الشيء وغيرَ طبيعية.ضم سمير كتفها إلى صدره، لم يقل شيئًا، لكن نظرته الحازمة أكدت كل شيء. مهما كان قرار نور، فهو سيبقى بجانبها.لم يقل همام أي شيء، بينما اقترب فرعون مرتعشًا نحو نور."آيلين..."صوتُه خافت وخشن، وكأن شيئًا عالق في حلقه.أشارت نور بيدها قائلة: "أنا لا أدعى آيلين، أنا نور".شعرت بعدم ارتياح شديد لدى سماعها صوته، كأن قلبها مثقل بحجر ضخم، شعرت بالألم، فالعواطف والمواقف يمكن أن تتغير. كان فرعون قد تخيل مشهد لقائه مرة أخرى مع نور، بما فيها مواجهة برودتها.لكنه شعر بالحزن الشديد في مواجهة الأمر الواقعي.كل ما تيسر له الآن، هو التعويض المادي.أشار بيده، فحمل ظليل صندوقًا من المجوهرات والذهب.وكان هناك بطاقة مصرفية في يد فرعون."هذا من والدك، أنت..."رأى همام أن نور لم تستلم شيئًا، فض

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل895

    احتضنت نور الزهور البرية واستنشقت عبيرها، لم تمضِ سوى لحظات حتى وقف سمير أمامها. نظر إليها، وعيناه تعكسان دفئًا وحنانًا.قال مبتسمًا بخفة: "ياليت كان معي هاتف، كنت سألتقط لك الصور".فهم سمير حينها سبب رغبة الكثيرين في التصوير أينما يذهبون، فهم يريدون تثبيت أجمل الاشياء واللحظات في حياتهم.ابتسمت نور بخفة، وقالت: "أما ترى الموقف الذي نحن فيه؟ بعد كل ما مررنا به، تغيرت نظرتي للأشياء".في السابق، حين كانت تعمل سكرتيرة بجانب سمير، كانت تلتزم بكلماته بدقة، حريصة على ألا تكشف أي علاقة بينهما، دون أن تترك أي خيط يمكن للآخرين تتبعه.لكن بعد كل هذه الأحداث، أصبح تصوير أي شيء بهذه الطريقة أمرًا أكثر استحالة.ابتسم سمير قليلًا، ثم جلس بجانبها، ومد يده ليحتضنها، وقال: "نور، أعلم أني مدين لك بالكثير. أحاول الآن إنهاء الأمور المهمة سريعًا، حتى أستطيع أن أكون لك سمير بشكلٍ كامل.""نعم، أعلم".استلقت على صدره، كانوا يشاهدون أشعة الغروب تتلاشى معًا.ربت سمير على رأسها بلطف، وقال: "نور، همام وفرعون وصلا. قبيلة العزبي شهدت تغييرات هائلة، وقد تم حل معسكر العبيد. همام الآن هو المسؤول، وفرعون تراجع عن الحكم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل894

    "هذه ليست أرضي، الأمر لا يعود لي."ضغطت نور شفتيها، وقالت بصوت منخفض وخافت.كانت تعرف ما في قلب حازم، لكنها عاملته كصديق."إذًا سأتحدث أنا مع سمير."كان حازم جادًا، بعد أن قال ذلك، لوّح بيده لنور وغادر.وبعد دقائق قليلة، وصل إلى سمير.كان سمير واقفًا أمام خريطة في الخيمة، يرتدي الزي العسكري الرسمي، وقد بدا عليه الوقار والانضباط، بدا مختلفًا عن حازم.لا، يجب القول أن السبب في ذلك لم يكن لباسه، بل هي هيبته الطبيعية، لا غرابة أن تنجذب له نور بهذا الشكل.وقف حازم لحظة صامتًا، ثم توجه نحو سمير."هل تعلم أن نور تواجه مشكلة؟"توقف سمير عما كان يفعله. وضع القلم الذي كان بيده، ورفع نظره نحو حازم. بالرغم من أنه لم يقل شيئًا، لكن عينيه العميقتين السوداوين قالت كل شيء."يبدو أنك تعرف.""نعم."قال حازم: "يبدو أن نور، حين كانت في معسكر العبيد، رأَت معاناة الآخرين، فخافت وظهرت لديها قدرة كبيرة على نقل المشاعر. حتى عندما ترى أشخاصًا آخرين، تنساب في عقلها فكرة أن هذه التجربة تخصها. سمير، لن أتركها وحدها في ظل هذه الظروف".كانت عيني حازم مليئتين بالإصرار، وهذا الإصرار ظهر فورًا في نظراته.كان سمير يعر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status