离开倒计时三十天,傅总破防了

离开倒计时三十天,傅总破防了

By:  樱夏Updated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
0views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

تزوجت مايا من زين لمدة عامين لكنها لم تكن سوى خادمة له، وكانت تعمل بجد وتواضع. لقد كانت تلك المدة كفيلة للقضاء على آخر ذرة حب لزين، وبمجرد عودة حبيبته الأولى إلى البلاد، انتهى عقد زواجهما، ومنذ ذلك الحين، لم يعد أي منهما مدينًا للآخر بأي شيء. "زين، إن لم يكن للحب بريق يغلّفك، أتراني كنت سألتفت إليك ولو لمرة؟" وقع زين على اتفاقية الطلاق، فهو يعلم أن مايا تحبه حتى النخاع، فكيف يمكنها أن تتركه حقًا؟ لقد انتظر مايا حتى تعود راكعة، تبكي وتتوسله للعودة، لكنه فوجئ... أن هذه المرة، يبدو أنها لم تعد تحبه حقًا. ثم، بدأ كل ما خفي في الماضي يُكشف، انقلبت الموازين، وظهرت الحقيقة إلى النور، واتضح أنه هو الذي أساء فهم مايا. أصابه الذعر، وندم على قراره، وتوسل من أجل المغفرة والصلح. ضاقت مايا ذرعًا بملاحقته ونشرت إعلانًا للبحث عن زوج. ثار غضب زين، وفقد صوابه من شدة الغيرة. أراد أن يبدأ من جديد، لكن هذه المرة وجد أنه لا يستطيع حتى الوصول إلى عتبة قلبها.

View More

Chapter 1

الفصل 1

لقد حدث شيئان في اليوم الذي قررت فيه مايا صالح الطلاق.

الأمر الأول هو أن حبيبة زين عثمان عادت إلى البلاد. كان قد أنفق ملايين الدولارات ليجهز سفينة سياحية خصيصًا لاستقبالها، وقضى برفقتها يومين وليلتين غارقًا في الترف واللذة على متنها.

ونشرت وسائل الإعلام تقارير تفيد بأن الثنائي على وشك العودة إلى بعضهما البعض.

والأمر الثاني هو أن مايا قبلت دعوة زميلها، وعادت إلى الشركة التي أسساها معًا كمديرة.

هي سوف ترحل بعد مرور شهر.

وبالطبع، لم يهتم أحد بما ستفعله.

في نظر زين، لم تكن سوى مربية تسللت إلى اسم عائلة عثمان عبر زواج عابر.

لقد أخفت الأمر عن الجميع.

ومحت بهدوء كل آثار حياتها في عائلة عثمان على مدى العامين الماضيين.

ثم اشترت تذكرة طيران للرحيل بهدوء.

بعد ثلاثة أيام، لن يكون لها أي علاقة بهذا المكان بعد الآن.

ومنذ ذلك اليوم، باتت هي وزين غريبين.

[احضري لي وعائين من الحساء.]

ظهرت الرسالة فجأة على هاتفها، فعبست مايا عندما رأت النغمة الآمرة، وضيقت عينيها قليلًا، وشدت على أصابعها.

الآن الساعة التاسعة وأربعون دقيقة، وزين يحضر حفل الترحيب بعودة رنا شاكر إلى البلاد.

في الماضي، لم يسمح لها زين أبدًا بإرسال الحساء له، وكان يشربه في المنزل فقط، لأنه كان يشعر بالحرج من ظهورها في الأماكن العامة، ولم يكن يريد الاعتراف بوجودها على الإطلاق.

لذا إذا كان حدث هذا في الماضي، لكانت مايا ستشعر بالسعادة لمجرد تصور أن زين سيقرّ بها علنًا أمام الغرباء، ولكن الآن...

ظلت عيناها على كلمة "وعائين"، كانت تعلم أن الوعاء الآخر من أجل رنا بالتأكيد.

اتضح أنه اعترف أخيرًا، أمام حبيبته، بوجود زوجته التي لطالما اعتبرها حقيرة وغير جديرة بأن يراها أحد.

خفضت مايا يديها وذهبت إلى المطبخ لإعداد الحساء له.

لم يتبقَ سوى 29 يومًا في العقد الذي أبرمته مع الجد عثمان، ثم ألقت نظرة على العد التنازلي على هاتفها.

بمجرد انتهاء العقد سيتم إطلاق سراحها...

عامان من الرفقة لم يُقابلهما ولو ذرة من الإخلاص، على كلّ حال.....على كلّ حال لم تكن سوى أمنيات واهمة.

إنها..... لم تعد قادرة على الحب بعد الآن.

إنه الشهر الأخير، وقد انتهت من واجباتها كـ "زوجة".

كان الحساء الساخن يغلي في الطنجرة؛ الطبق الذي أتقنته أكثر من أي شيء آخر، فقد طهته لزين مرات لا تُحصى خلال العامين الماضيين.

غاصت عيناها في عمق التأمل، وقلبها يئن بصمتٍ تحت وطأة هدوء حزين.

بعد مرور نصف ساعة، ومع إغلاق غطاء علبة حفظ الطعام بإحكام واحتوائها على حصتين، استقلت مايا سيارة أجرة إلى فندق النخبة.

جلست مايا في السيارة بهدوء، بينما تنظر إلى الرسالة التي أرسلها رقم غير مألوف هذا الصباح:

[مايا، هل تذكرينني؟ أنا رنا، لقد عدت إلى البلاد، أنا سعيدة جدًا لأنني سأراكِ مجددًا. رغم كل شيء، وحتى بعد أن أخذتِ زين، نحن لا نزال أخوات، دعينا نلتقي لتناول العشاء في المساء.]

نعم، زين لم يخبرها بحفل الترحيب، والسبب الذي جعلها تعرف بالأمر هو أن رنا بادرت بإرسال تلك الرسالة لها.

رأت مايا في بين السطور محاولة رنا للتظاهر بالتسامح والكرم، فارتسم على شفتيها ابتسامة ساخرة.

أخذت زين؟

من الواضح أن الجد عثمان هو من أوقفها، كما أنها أخذت مليون دولار حتى تنفصل عنه وتسافر إلى الخارج، فكيف تتهمها الآن بأخذ زين؟

تعترف بأنها كانت جشعة وذهبت مع التيار، لكنها لم تأخذ المبادرة للتدخل أبدًا.

أما بالنسبة للتسامح والكرم، هاهاها.

في الماضي، كانت تعتقد أن رنا بسيطة وطيبة القلب، ولكن بعد دخولهما المدرسة الثانوية، أدركت أن كل شيء كان مزيفًا.

لكن الوقت كان قد فات، لقد انقطعت عن كل علاقاتها وأصبحت معزولة ومستهدفة، حتى أنها تعرضت للتنمر، وفيما بعد، اكتشفت أن رنا كانت وراء كل ذلك أيضًا...

كان العديد من زملائها في المدرسة الثانوية حاضرين أيضًا في حفل الترحيب اليوم، بما في ذلك "أصدقائها المقربين" آنذاك، ولا داعي لقول إنهم ما زالوا يتخذون صف رنا بالتأكيد.

لم ترغب مايا في حضور الحفل لأنها كانت تعلم أنه حفل سام، كما أنها لم ترغب في رؤية زملائها القدامى، لذلك خططت للمغادرة بعد تقديم الحساء مباشرةً.

عند وصولها إلى باب الغرفة الخاصة، استعدت مايا، وأخذت نفسًا عميقًا، وطرقت الباب.

انفتح الباب بعد بضع ثوانٍ ومدت مايا يدها، لكن الشخص الذي جاء لم يكن زين، بل رنا مرتدية فستانًا أبيض.

"مايا، لقد جئتِ، تفضلي، الجميع في انتظاركِ." ابتسمت رنا بابتسامة مشرقة، ومكياجها الجميل جعلها تبدو كأميرة صغيرة.

كان العقد الأزرق المحيط برقبتها هو نفسه الذي رأته في المنزل، والذي اشتراه زين في مزاد قبل يومين، واتضح أنه هدية لرنا.

"لا، لقد جئت فقط لتقديم الحساء." قالت مايا بتعبير هادئ ونبرة باردة.

"مايا، هل أصبحنا غرباء الآن بعد غيابي لمدة عامين؟ لقد أخبرتكِ إنني لا ألومكِ على أخذ زين مني." عضت رنا شفتيها كما لو أنها تعرضت للظلم.

لقد سئمت مايا حقًا من تظاهرها بأنها فتاة بريئة ومثيرة للشفقة، لذلك مرت من جانبها لوضع الحساء بالداخل.

لكن رنا أوقفتها، ووضعت يدها على غطاء علبة حفظ الطعام، وحركت إبهامها قليلًا.

"إذا لم تريدي الدخول حقًا، فسأعطيها أنا لزين." قالت رنا بلطف.

عبست مايا، متسائلة عن السبب الذي يجعلها تستسلم بسهولة، ولكنها لم ترغب في الدخول حقًا، لذا مدت يدها وأعطتها لها.

في تلك اللحظة، لم تتمكن رنا من الإمساك بعلبة حفظ الطعام بقوة، فسقطت على الأرض مباشرةً.

كان الغطاء مفتوحًا بالكامل، وانسكب الحساء الساخن، تراجعت رنا خطوة إلى الوراء وصرخت:

"آه، ساقي تؤلمني!"

جذب الصراخ انتباه الجميع في الغرفة نحو الباب. كان زين قد وقف بالفعل وخطى خطوة نحوها، بينما بدأت رنا تبكي من شدة الألم.

"مايا، كيف تقومين بحمل العلبة؟ ألا يمكنكِ حتى فعل مثل هذا الشيء الصغير؟"

وبينما كان يوبخ مايا، انحنى زين نصف القرفصاء، وخلع سترته الراقية ومسح الحساء عن ساقي رنا.

"أنا....." قبل أن تتمكن مايا من قول أي شيء، تحدثت رنا أولًا:

"زين، لا تلُم مايا، كان خطئي لأنني لم أمسكها جيدًا."

نظر زين إلى علبة حفظ الطعام بجانبه، ثم رفع الغطاء ونظر إلى مايا قائلًا:

"الغطاء سليم ولا يوجد به أي شرخ. هل انزلقت العلبة من يد رنا، أم أنكِ فتحتِها عمدًا مسبقًا؟"

نظرت مايا إلى الأسفل وظلت صامتة مذهولة لفترة طويلة تحت وطأة الاستجواب.

جودة تلك العلبة جيدة جدًا، ومن المستحيل أن تنفتح بسبب هذا السقوط، لكنها لم تُفتح فحسب، بل ولا يوجد بها أي شرخ حتى.....

"لم أفتحها مسبقًا بالتأكيد، وإلا فكيف كنت سأحملها طوال الطريق؟" ردت عليه مايا.

"لقد تعمدتِ الأمر، فلماذا تجادلين الآن؟" قال زين ببرود.

في نظره، كانت مايا امرأة مستعدة لفعل أي شيء من أجل الزواج من عائلة ثرية، ولا يعرف كيف قام جده بإقناع رنا بالابتعاد، ثم إجباره على الزواج منها.

فكيف يمكنه أن يصدقها؟

ألقى زين الغطاء بعيدًا، ووقف ليحمل رنا، لكن عينه التقطت من زاوية نظره علامة حمراء كبيرة على مشط قدم مايا.

لقد سقط عليها الحساء الساخن أيضًا، بل وإصابتها أكبر من رنا.

عبس زين قليلًا، وخطر بباله فكرة لثانية واحدة.

ولكن لم يكن ذلك إلا لثانية واحدة، ثم وقف دون أن يقول أي شيء.

فماذا لو كانت إصابة مايا أكثر خطورة؟ ألم يكن هذا كله خطؤها؟

إن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

حمل رنا أفقيًا، وكانت ذراعاها ملتفتان حول رقبته، ثم قالت بخجل ممزوج بالقلق:

"زين، مايا أيضًا..."

"لا تهتمي بأمرها، فهي لن تموت، ويمكنها الذهاب إلى المشفى بمفردها." قال زين ببرود.

"أنتِ عارضة أزياء، وإصابة ساقكِ تُعد مشكلة كبيرة."
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
لقد حدث شيئان في اليوم الذي قررت فيه مايا صالح الطلاق.الأمر الأول هو أن حبيبة زين عثمان عادت إلى البلاد. كان قد أنفق ملايين الدولارات ليجهز سفينة سياحية خصيصًا لاستقبالها، وقضى برفقتها يومين وليلتين غارقًا في الترف واللذة على متنها.ونشرت وسائل الإعلام تقارير تفيد بأن الثنائي على وشك العودة إلى بعضهما البعض.والأمر الثاني هو أن مايا قبلت دعوة زميلها، وعادت إلى الشركة التي أسساها معًا كمديرة.هي سوف ترحل بعد مرور شهر.وبالطبع، لم يهتم أحد بما ستفعله.في نظر زين، لم تكن سوى مربية تسللت إلى اسم عائلة عثمان عبر زواج عابر.لقد أخفت الأمر عن الجميع.ومحت بهدوء كل آثار حياتها في عائلة عثمان على مدى العامين الماضيين.ثم اشترت تذكرة طيران للرحيل بهدوء.بعد ثلاثة أيام، لن يكون لها أي علاقة بهذا المكان بعد الآن.ومنذ ذلك اليوم، باتت هي وزين غريبين.[احضري لي وعائين من الحساء.]ظهرت الرسالة فجأة على هاتفها، فعبست مايا عندما رأت النغمة الآمرة، وضيقت عينيها قليلًا، وشدت على أصابعها.الآن الساعة التاسعة وأربعون دقيقة، وزين يحضر حفل الترحيب بعودة رنا شاكر إلى البلاد.في الماضي، لم يسمح لها زين أبدًا
Read more
الفصل 2
انطلق زين وهو يحمل رنا بين ذراعيه، وعندما كان يمر عبر الباب، اصطدم بكتف مايا، مما أدى إلى ترنحها وسقوطها على إطار الباب.الألم في مشط قدمها وساقها جعلها تتمسك بالباب.كانت تتوجه نحوها كل أنواع النظرات، الازدراء والسخرية والاستهزاء...ولكن مايا لم تعد تهتم.استدارت ببطء، ومشت بعيدًا بصعوبة وهي تتمسك بالحائط.عندما وصلت إلى العيادة الخارجية، جاءت الممرضة لوضع الدواء لها، وشهقت عندما رأت الجرح في مشط قدمها.كانت جميع البثور منتفخة، وأكبرها تضخمت حتى غدت بحجم كعكة مطهية على البخار، بينما بدا بعضها الآخر كخيوط دقيقة من اللؤلؤ، في مشهد يثير الدهشة والذهول."يا إلهي! كيف احترقتِ هكذا؟" سألت الممرضة بدهشة.كانت مايا تضغط على أسنانها من شدة الألم طوال الطريق، والآن أصبحت عضلات خديها متيبسة، ولم تتمكن من قول كلمة واحدة.تنهدت الممرضة وقالت بينما تضع الدواء لها:"قبل قليل، وصلت مريضة تعاني من حروق أيضًا. لقد كان يحتضنها حبيبها وأصرّ على أن يتولى كبير الأطباء فحصها. لكن الحروق لم تكن سوى بقع حمراء بسيطة، ولو تأخرت قليلًا، لكانت قد شُفيت من تلقاء نفسها."شعرت مايا بالمرارة والحزن عندما سمعت ذلك، فق
Read more
الفصل 3
توقف زين لثانية، ضمّ شفتيه بإحكام، وحدّق في الطرف الآخر، لكنه في النهاية لم ينبس بكلمة.كانت مايا تستمع لحوارهما، وشفتاها ترتسمان بابتسامة سخرية مريرة.إنها زوجة زين في الأصل، لكن الإحساس الذي يتملكها هو أنها الطرف الثالث، وكأن الزوجين الحقيقيين هما هذان الاثنان أمامها.كان زين يسير في المقدمة، ورنا تتبع خطاه عن قرب، ورغم تجاهل مايا لتلك التي تتظاهر بالبراءة، فإن الواقع أثبت لها أن أمثالها لا يكفون عن إثارة المتاعب."مايا، لا بد أنكِ تتألمين، أنا آسفة، لكن وقتها فكّر زين في مستقبلي المهني، فأسرع بإيصالي إلى المشفى. أرجو ألا تُلقي باللوم عليه." قالت رنا لمايا.ابتسمت مايا بمرارة، وقالت بصوت خافت: "أنا لا ألقي باللوم عليه، في النهاية أنتِ من يهتم لأمرها."كان كلامها صحيحًا، لكن حين وصل إلى أذن زين، بدا وكأنه تلميحات ساخرة، فلم يُخفِ انزعاجه:"ما هذا الأسلوب الذي تتحدثين به؟ حتى لو انزلقت يد رنا، فعدم إحكامكِ للغطاء هو خطؤكِ."لم تُجادل مايا، لأنها تعلم يقينًا أنه لن يُصدقها مهما حاولت التفسير، ثم رفعت بصرها إليه، وكان في عينيها برود قاتم.خفض زين بصره، وشعر بأن مايا تغيرت، وكأن نظرتها لم
Read more
الفصل 4
حين عادت مايا إلى المنزل، كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساءً.لم تُضِئ أضواء غرفة المعيشة كما كانت تفعل دائمًا، فقد أدركت أن زين يقضي الليلة مع رنا، ومن المستبعد أن يعود.التقطت صندوق الدواء، وسارت بخطى متثاقلة إلى غرفتها الصغيرة.عامان من الزواج لم يكونا سوى عقد مصالح، فلم يسمح لها زين قط بالاقتراب من غرفة نومه، متمسكًا بوفائه لحبيبته.هذا أفضل، فكّرت مايا في هذه اللحظة، وإلا لو لمسها، لشعرت بالاشمئزاز الشديد.بعد أن وضعت المطهّر والدواء على مرفقيها ومشط قدميها، لم تكن تملك القوة لحمل صندوق الدواء، فوضعته على طاولة السرير، وقررت تنظيف الغرفة صباح الغد.بدّلت ملابسها واستلقت، لكن الألم في عظم العصعص جعلها تلهث.حاولت أن تتحرك بخفة، وأغمضت عينيها، صرفت ذهنها عن كل شيء، وأملت أن يأتيها النعاس قريبًا.في المقابل، كان زين يرافق رنا إلى الفندق."زين، هل يمكنك مرافقتي إلى غرفتي لاحقًا؟" قالت رنا وهي جالسة في المقعد الأمامي بنبرة دافئة.لكن زين لم يسمع ما قالته، كان يقود السيارة وعيناه على شاشة النظام، وقد بدا منزعجًا وغاضبًا بلا سبب واضح.كانت هذه المكالمة العشرين التي يجريها، دون
Read more
الفصل 5
في الغرفة.كانت مايا نائمة، لكنها استيقظت على صوت طرق الباب والصراخ. عبست، ثم نهضت وأضاءت الضوء، وتعثرت وهي تتجه نحو الباب."ما..." خارج الباب، حاول زين أن يطرق بقوة مرة أخرى، لكنه أخطأ."لماذا عدت؟ لماذا تطرق الباب بقوة في منتصف الليل؟ "قالت مايا بنبرة غاضبة وبنفاد صبر.أصبح زين أكثر غضبًا عندما رأى موقفها، مد يده على الفور وأمسك بذراعها، وقال بغضب:"كيف لا أعود؟ أليس من الطبيعي أن أعود إلى منزلي؟"فجأة، اختفى نفاد صبر مايا، وبدلًا من ذلك، خفضت رأسها وعبست، وبدا عليها عدم الارتياح.ظنّ زين أن صراخه جعلها تذعن له كما اعتادت، لكنها أمسكت بمعصمه بيدها الأخرى، وحاولت التخلص من يده، وحينها أدرك أخيرًا أن لمسة كفه بها خطب ما.لذا أخذ زمام المبادرة ونظر إلى راحة يده...دم؟امسكها زين بقوة كبيرة، وكان جرح مايا مضغوطًا بشدة لدرجة أن بدأت دموعها تتساقط من شدة الألم، ثم نظرت إليه كما لو كان مجنونًا، وهو يهاجمها في منتصف الليل."هل أنتِ مصابة؟" أراد زين أن ينظر إلى ذراعها، لكنها تجنبته ببرود."تسألني؟ أليس هذا نتيجة ما فعلته؟" سألت مايا مرة أخرى.صُدم زين للحظة، وتذكّر فجأة المشهد عندما تركها على
Read more
الفصل 6
لم يتمكن زين من النوم جيدًا طوال الليل، فقد أصبحت معدته الآن مضطربة ولم يخفف الدواء الألم إلا قليلًا، ولكن لم يكن هناك أي تعافٍ أو راحة.استيقظ مبكرًا قبل أن يرن المنبه، وعندما فتح الباب، اصطدم بمايا التي كانت تفتح الباب مقابله."ماذا تفعلين؟" سأل دون وعي."الإفطار." قالت مايا بخفة، وهو تتعثر في إغلاق الباب وتذهب إلى المطبخ.توقف زين في مكانه مذهولًا، فهو عادة ما يخرج ليجد الطعام جاهزًا، ولم يلاحظ أن مايا تستيقظ في الخامسة صباحًا لتحضيره.نظر إلى ظهر مايا المتعثر وقال: "... لا داعي لتحضير الطعام."توقفت مايا عن المشي، وأدارت رأسها لتنظر إليه.لقد خدمت زين لمدة عامين، حتى عندما كانت تعاني من الحمى، كان يُطلب منها النهوض لإعداد الطعام، وكان يعذبها بطرق مختلفة. هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها إنه لا يريدها أن تطهو له.عندما نظرت إلى قدميها، فكرت أن زين شعر بالذنب لأنه السبب في إصابتها بهذا الشكل، لكنه قال بعد ذلك:"لا داعي لتحضير العشاء أيضًا، سأذهب لتناول الطعام مع رنا."وبمجرد أن انتهى من كلامه، خرج دون أن يلتفت إلى الوراء.نظرت مايا نحو الباب، وابتسمت ابتسامة ساخرة، مفكرة:هاها، أين
Read more
الفصل 7
نظرت إليه مايا وضغطت على قبضتيها.أوه…من أجل إطعام حبيبته، انتهى بها الأمر إلى طهي الطعام بنفسها على الرغم من إصابتها الخطيرة، لقد قللت من تقدير زين كثيرًا، فهو معدوم الإنسانية."ألا يمكنكما طلب الطعام الجاهز مباشرةً؟ فأنتما لا تفتقران للمال على أي حال." قالت مايا.ضغط زين على شفتيه قليلًا وأبعد نظره عن قدمي مايا، وعندما كان على وشك إخراج هاتفه تحدثت رنا:"لقد جئت لزيارة مايا وأردت أن أطهو لها، وليس من المناسب طلب الطعام من الخارج...""إذًا فلتقومي أنتِ بطهي الطعام!" ردت مايا ببرود."أنا لا أجيد استخدام المطابخ هنا، وقد كسرت صحنًا منذ قليل، مما جعل زين يقلق عليّ لفترة طويلة." قالت رنا ببراءة وهي ترمش بعينيها."إذًا يا مايا، ما رأيكِ أن أقوم بمساعدتكِ في الطهي؟"كانت تبتسم ابتسامة مشرقة، لكنها بدت في عيني مايا مزيّفة تمامًا.يبدو أن رنا عازمة على تعذيبها اليوم، وستجعلها تطهو وهي مصابة. "لا داعي، سأعدّ الطعام لكِ." قالت مايا.لتأكل وترحل من هنا سريعًا، وسيكون من الرائع إذا رحل كلا الوغدين، فهي لا تريد التعامل معهما بعد الآن."لا، سأساعدكِ، دعينا نقوم بطهي الطعام معًا." قالت رنا، ثم الت
Read more
الفصل 8
هيئتها الرقيقة والمثيرة للشفقة أعادت زين إلى رشده على الفور، وتقدم بسرعة إلى الأمام لمواساتها:"لا علاقة لكِ بالأمر، لا تبكي."كانت رنا تبكي بصمت، فساعدها زين على الجلوس في غرفة المعيشة، وكان صوته يهدئها بلطف شديد.في المطبخ، استمعت مايا إلى ذلك، وكان وقع الصوت على أذنيها كالسكاكين، فهذا الحنان لم تذقه يومًا من زين.لكنها لم تعد ترغب به، كل ما تريده الآن هو أن تغادر، وبأسرع ما يمكن.تماسكت، واستمرت يدها تحرّك المقلاة كأن شيئًا لم يكن.الطلاق كان أصعب مما تخيلت، لقد اعتقدت أن زين سوف يوقع على الوثيقة على الفور، ولكن يبدو الآن أن عليها التفكير في طرق أخرى.على الرغم من أنه لا يحبها، إلا أن ذلك لم يؤثر على رغبة زين في تعذيبها. وكأن ما يحدث الآن هو عقوبة لجشعها منذ عامين.في غرفة المعيشة.ظلت رنا مستندة على صدر زين لفترة طويلة، مستشعرة حنانه، وكأن مشاعره تجاهها لم تتغير قط.إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يحصل على الطلاق؟ فمن الواضح أن مايا من طلبته بنفسها.رفعت عينيها نحوه، لكن السؤال الذي جال بخاطرها بقي في صدرها، إذ لو نطقت به، سيكون الأمر متعمدًا وسوف تفسد الصورة التي رسمتها لنفسها.بينم
Read more
الفصل 9
"زين، هل أنت بخير؟ كيف حال مايا؟" خارج باب الحمام، سألت رنا بقلق الرجل الذي بدا في حالة يرثى لها."لا بأس، سأذهب لتغيير ملابسي." قال زين بغضب.تظاهرت رنا بفتح باب الحمام، لكن زين أمسك بيدها، وحدّق في الباب الزجاجي وقال بوحشية:"لا تدخلي، ستصرخ عليكِ تلك المرأة المجنونة، أعتقد أنها يجب أن تُنقل إلى مشفى الأمراض العقلية.""مايا لم تقصد ذلك بالتأكيد، لا تغضب منها..." حاولت رنا تهدئته، والقيام بدور الوسيط بينهما، لكن ردّ زين جاء بلعنات أقسى.داخل الحمام.من خلف الباب، وصل صوت حديث العاشقين الحقيرين بوضوح إلى أذن مايا، فجلست على الأرض وضمت ركبتيها إلى صدرها، ظلت تعض على شفتيها، وتقبض يدها بقوة، بينما الكراهية تفيض في صدرها.زين بغيض، ورنا مقززة، إنهما يليقان ببعضهما البعض، كأن السماء جمعتهما ليتم حبسهما إلى الأبد!ما كان يجب أن تتدخل قبل عامين، ما كان يجب أن تدفع ثمن مشاعر مراهقة، والآن ذاقت العواقب المريرة...استمر الماء البارد في الجريان فوق جراحها ليخفف الألم، وأصبحت عيون مايا تحدق في الفراغ، وبدأت تبكي بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، قلبها صار خاويًا، ودموعها جفّت تمامًا.في غرفة النوم الرئ
Read more
الفصل 10
عند وصولها إلى المشفى، نظر الطبيب إلى جراحها، فلم يتمالك نفسه من توبيخها ببضع كلمات، قائلًا إنها لم تعتنِ بجسدها، مما أدى إلى انفجار جميع البثور، وإذا أصيبت بالعدوى، فسيكون الأمر خطيرًا.أخفضت مايا رأسها ولم تقل شيئًا، فقط نظرت إلى قدميها الحمراء والمصابة بالكدمات.ليس الأمر أنها تستهين بجسدها، بل...هناك من لا ينوي تركها بسلام أبدًا.استمر الطبيب في الفحص، فوجد كدمات شديدة عند أسفل الظهر، وذراعها مليء بالخدوش، أما عيناها، فمنتفختان من شدة البكاء، وطوال الوقت لم تنطق بكلمة واحدة، ولا يرافقها أحد، وهذا جعله يخمن شيئًا ما وقال:"سنجري لكِ تصويرًا بالأشعة السينية لأسفل ظهركِ، وسأجهز لكِ أوراق الإقامة في المشفى، ليس عليكِ العودة إلى المنزل الآن.""شكرًا لك أيها الطبيب." قالت مايا بصوتٍ أجش بعض الشيء.تكفلت الممرضة بأوراق الإقامة بالمشفى، أما مايا فلم تستطع النوم على ظهرها، فاستلقت على بطنها، مع رفع ساقيها على وسائد، حتى لا تحتك جراح قدميها بالفراش.بعد أن قامت الممرضة بوضع الدواء عليها، تغلغل العلاج في خلايا الجلد المتألمة، وأعطى المنطقة المصابة إحساسًا بالبرودة، مما أدى إلى تخفيف الألم ال
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status