لم يكن أمام أحمد أي مجال للرفض وسط أنظار الجميع، فثبت بصره على سارة، بينما نطقت شفتاه بتلك الكلمات: "ليست لدي أي نية لإلغاء الخطوبة".تلعثمت صفاء من التوتر، وابتلعت ريقها ثم نظرت إليه بسرعة، "أحمد، هل هذا يعني... أنك اخترتني؟"أومأ أحمد برأسه.اختفت الغصة التي كانت تعتصر قلب صفاء، وأسرعت نحوه في نشوة، تمسك ذراعه بحماسة."أحمد، كنت أعلم أنك تكن لي الكثير من المشاعر، أبي، جدي، هل سمعتم ذلك؟"خفّت برودة ملامح الجد رائف قليلًا، وقال بنبرة هادئة، "رجلٌ بحق هو من يفي بوعده، آمل أن تثبت على ما قلت".أما العم يوسف فربت على كتفه قائلاً: "أعهد إليك بابنتي من اليوم".كان هذا القرار متوقعًا لدى سارة، فهي كانت تعرف سلفًا من التي سيختارها أحمد.لكن رغم إدراكها المسبق، فقد تسلل هواء بارد إلى قلبها الخالي وكأن ريحًا عاتية اجتاحت صدرها.سحبت يدها من كف أحمد وقالت بهدوء: "أحمد، أنا أحترم قرارك".تابعها أحمد بعينيه وهي تبتعد شيئًا فشيئًا، فلم يكن بوسعه فعل أي شيء تحت أنظار الجد رائف.فكّرت نور قليلًا، ثم أسرعت باللحاق بها.غادرت سارة وهي منتصبة القامة، كمثل ذئبة وحيدة تسير مثقلة بالجراح، تبحث عن ملجأ تحت
Read more