Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 191 - Bab 200

200 Bab

الفصل 191

لم تُخفِ سارة دهشتها، فلم تكن تتوقع أن يأتي بنفسه ليصطحبها.ورغم أنها قد سلّمت زمام الأمور كلها لجلال، إلا أنها حين صعدت إلى السيارة لم تستطع منع التوتر من التسرب إلى قلبها، إذ كان لديها ذلك الإحساس الغامض بأن نظرات أحمد قادرة على اختراقها وكشف كل ما تُخفيه.وما إن جلست، حتى فاجأها بسؤال غير معتاد."هل استمتعتِ؟""إلى حدٍّ ما، كان هناك شيء من الرهبة، حمدي ارتعب حتى أطلق صوت بكاءٍ ناعم".قالت عبارتها تلك بوجهٍ هادئ لا يشي بأي انفعال، فأدار أحمد نظره عنها بفتور، وسحب نظراته كأنّه لم يجد ما كان يبحث عنه فيها.كان يظن أنّ قرب سارة من الأطفال قد يُعيد إليها شيئًا من بهجتها القديمة.غير أنّ الواقع أثبت له أنّ ما مضى لا يعود، لا هي، ولا ما كان بينهما.في السابق، حين كانا يجلسان معًا، كانت تتشبث بذراعه وتُحادثه بمرح، لا يكفّ لسانها عن الكلام لحظة.أما الآن، فقد جلست معتدلة القامة، تمسك بحافة المقعد بأطراف أصابعها، وعيناها مثبتتان على النافذة.إن تكلّم، ردّت، وإن صمت، بقي بينهما صمتٌ ثقيل يشبه الحواجز الممتدة بين الجبال والبحار.صمتٌ كاد يخنق الهواء من حولهما.شعرت سارة بنظراته المسلطة عليها، ف
Baca selengkapnya

الفصل 192

لم تتردّد سارة لحظة واحدة، وأجابت تلقائيًا: "ألن تعود الليلة؟"ذلك المظهر الجادّ لم يَفُت أحمد، إذ لمح في نظرتها لمحة خفيفة من الابتهاج، وكأنّ امتناعه عن العودة إلى المنزل لم يُزعجها بل أسعدها، ألهذا الحدّ صار غيابه مرغوبًا؟في الحقيقة، سارة شعرت فعلًا ببعض الراحة، فخلال الليالي الماضية، كانت تتقاسم السرير مع أحمد، وكاد في أكثر من مرّة أن يتجاوز الحدود بينهما.وإن كانت لا تعرف تمامًا ما الذي يدور في قلبه، فهي على يقين أنّها تتمنى أن تبتعد عنه قدر ما تستطيع.مدّ أحمد يده وأمسك بذقنها، وأخذ يُمرّر إبهامه على شفتيها برفق، ثم سأل: "أتتمنّين حقًا ألا أعود؟"استحضرت سارة في ذهنها صورة تلك المرأة التي كانت عليها سابقًا، المرأة المزعجة، المتعلّقة حدّ الخنق، فرفعت رأسها وقالت بجدّية: "بالطبع، فأنت الآن خطيب السيدة صفاء، وزواجكما بات وشيكًا، لا ينبغي أن تفسده أي مشاحنات بسببي، وإن انتشرت الأقاويل عنّا، فلن يؤثر الأمر عليّ وحدي، بل قد يتضرّر منه أيضًا أسهم عائلة أحمد."ثمّ تابعت تطمئنه وهي تربّت على يده بلطف: "اطمئن، لن أكرر ما كنت أفعله سابقًا، أعدك أن أدعك تقضي ليلة هادئة بلا إزعاج".كانت تظنّ
Baca selengkapnya

الفصل 193

حين دارت الكؤوس ثلاث مرات، دوّى صوت عنيف على الطاولة، إذ طرح العم يوسف كأسه بقوة حتى ارتطم بخشب المائدة.رجل تمرّس في ساحات القتال لا يحتاج إلى الغضب كي يفرض هيبته، فهالته وحدها تملأ المكان ببرودة صارمة، وبنبرة قاسية لا تعرف المجاملة قال: "من أراد الأكل فليأكل، ومن لم يُرد فليغادر فورًا".أسرعت نور تمسك بذراعه محاولة تهدئة الجو، وبابتسامة مجاملة تزيّن وجهها: "ما هذا الكلام يا رجل؟ أحمد جاء بصعوبة، أهذا وقت التجهّم؟ تظن أنك تخاطب أحد جنودك الجدد في التدريب؟"ثم التفتت إلى أحمد تبتسم بخفة: "لا تؤاخذه، لقد قضى عمره في الجيش، حتى بعد التقاعد لا يزال يعتقد أنه داخل الجيش".سارعت صفاء بدورها بالكلام: "أبي، أحمد منشغل كثيرًا في عمله، ربما هناك أمور تحتاج المتابعة، أرجو أن تتفهّم ذلك".كان العم يوسف سابقًا يرى في أحمد الرجل المثالي، إلا أنّ مشاعره تغيرت منذ أن علم أن سارة كانت زوجته السابقة، فأحس بشيء من النفور، وإن لم يصرّح به.فهم في نفس الدائرة، والعم يوسف يدرك جيدًا كم بذل أحمد من جهد وجنّد من طاقات للعثور على سارة وفارس، ويعلم كم خالف الإجراءات لأجل ذلك.رجال عائلة العم يوسف ذوو طبعٍ حاد،
Baca selengkapnya

الفصل 194

انهمرت الضغوط عليه من كل جانب، فلم يُترك لأحمد أي مجال للرفض، لا بالحجة ولا بالصمت.وما إن وصل الأمر إلى هذه المرحلة، حتى صار زواجه من صفاء أمرًا مفروغًا منه، لا يقبل النقاش.كانت صفاء تُدرك جيدًا أن مشاعر أحمد تجاه سارة في هذه الفترة تحمل شيئًا من الغموض، لذلك كانت تشدّ على طرف ثوبها بقلق، تخشى أن ينطق بكلمة تفتح باب التراجع.لكن ما لبثت أن رأت أصابعه الطويلة النحيلة ترفع كأس النبيذ بهدوء، وصوته يجيب بثبات: "حسنًا."عندها فقط، تنفّست صفاء الصعداء، ارتسمت الابتسامة على وجهها من جديد، وقالت بفرح: "جدي، أبي، ألم أقل لكما من قبل؟ أحمد لن يُخيب أملي أبدًا."رمقها الجد رائف بنظرة طويلة عميقة، ثم قال: "من الأفضل أن يكون الأمر كذلك".أما العم يوسف، فأضاف محذرًا: "سارة في النهاية هي ابنة نور، وبذلك تُعد جزءًا من عائلتنا، وإن لم ترعَها أنت، فعائلتنا لن يُقصّروا في رعايتها، أما شأنها من جهتك، فسأتولى ترتيبه بنفسي، وبدءًا من الغد، لا أريد أن أرى بينكما أي صلة أو علاقة".توقف أحمد عن اللعب بكأسه للحظة، غامت نظرته قليلاً، لكنه في النهاية لم يُبدِ أي اعتراض.هو لم يكن ينوي أصلًا ألّا يعود، لقد قال ل
Baca selengkapnya

الفصل 195

كانت تظن أنها قد أصبحت لا تُبالي، غير أنها حين وصلت إلى هذه اللحظة، أدركت أنها ما زالت غير قادرة على استئصال هذا الرجل من عالمها تمامًا.سنوات طويلة من الحب، لم تكن لتُمحى في شهرين أو ثلاثة.كانت تضم ركبتيها إلى صدرها، وتسند رأسها عليهما، وهي غارقة في تخيّلات مؤلمة، لم تفارق ذهنها صورة أحمد مع صفاء في السرير، وقلبها يتلوى من الألم كأن سكينًا تنغرس فيه.ظلّت على هذه الحال حتى أشرقت الشمس، قضت الليل بأكمله صامدةً حتى غادرت البومة الكبيرة.نظرت سارة إلى السرير البارد الخالي إلى جوارها، وابتسمت بسخرية من نفسها.رنّ هاتفها الموضوع على طاولة السرير، فأسرعت بالإجابة، وجاءها صوت نور، تلحّ عليها أن تذهب إليها، قائلة إنها أعدّت لها فطورًا مما تحب، وإن العم يوسف كذلك يرغب في لقائها.أنهت سارة المكالمة ببرود، غير أنّ ساقيها حملتاها نحو الباب رغمًا عنها.فطور من يد أمها، كم مضى من الزمن منذ تذوّقت طعامها آخر مرة؟في ذاكرتها، كانت نور دومًا امرأة حنونة ، تجيد الطبخ جيدًا، ورغم أنها نادرًا ما كانت تطهو، فإن كل مرة كانت كفيلة بأن تُدهش سارة بطعم أطباقها.لمّا أفاقت من شرودها، كانت قد وصلت بالفعل إلى م
Baca selengkapnya

الفصل 196

رغم أن أمر العلاقة بين أحمد وصفاء قد بات مؤكدًا لا جدال فيه، غير أن المعرفة شيء، ورؤية الأمر بأمّ العين شيء آخر تمامًا.حدّقت سارة في الرجل الخارج من الغرفة بنظرة ثابتة، التقت عيناها بعينيه في الهواء، فارتبك الجو من حولهما.مرت في عيني أحمد نظرة دهشة واضحة، فتح فمه وكأنه يهمّ بشرح شيء، لكنه في النهاية لم ينطق بكلمة.بادرت نور قائلة: "أحمد، هل نمت جيدًا في الأمس؟ إن لم يكن الفراش مريحًا، فسأطلب من أحدهم أن يُعدّ لكما فراشًا مناسبًا، أنتما ستعيشان هنا كثيرًا بعد الزواج، فاعتبرا هذا المكان بيتكما، إن احتجتما إلى أي شيء فلا تترددا".وفي هذه اللحظة بالذات، مثلت صفاء مشهد الأم الرحيمة والابنة البارّة على نحو بارع، ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة وهي تقول: "أنتِ دائمًا تفكرين في كل شيء يا أمي، فعلاً لم ننم جيدًا ليلة أمس".وفي أثناء حديثها، مرّ على وجه صفاء شيء من الخجل المموّه، وكانت نبرتها تحمل إيحاءات غير بريئة.في تلك اللحظة، أدركت سارة المعنى الحقيقي من دعوة الإفطار.لم يكن الأمر شوقًا من نور لابنتها، بل كل ما في الأمر أنها أرادت أن توجّه رسالة مباشرة وتحذيرية.أرادت أن تُرهبها، أن تُجبره
Baca selengkapnya

الفصل 197

لم تتردد نور لحظة واحدة قبل أن تجيب قائلة: "أليست كذلك فعلًا؟ سمعت أنكِ لا تزالين تعيشين معه، يا سارة، هل تعلمين حقًا ما معنى الطلاق؟ أنتِ لا زلتِ صغيرة، وإن استمررتِ بهذا الشكل فلن تجلبي المتاعب لنفسكِ فحسب، بل ستجعلين أحمد وصفاء مادةً لألسنة الناس، هل ترين أن يتقاسما زوجان حياتهم مع شخصًا ثالت؟ لا سعادة تكمن إلا لزوجين فقط".لم تعد سارة تدري أي جزء من جسدها يتألم، هل هو قلبها أم معدتها، كل ما شعرت به أن أعضاءها الداخلية تُنهش كما لو أن نملًا صغيرًا يغرس أنيابه فيها بلا رحمة، يلتهمها حتى التمزق، حتى العجز عن التنفس.حبست أنفاسها، وقاومت الألم المرير، كل ما أرادت قوله تحول في النهاية إلى ابتسامة هادئة شاحبة: "هكذا إذًا ترينني".قالت صفاء: "أمي، لا تقولي هذا عن أختي، فهي لا تزال صغيرة، وإن أخطأت فذاك من قلة التجربة، طالما أننا عائلة، فعلينا أن نتفهم بعضنا، لا بأس بالنسبة لي".بدت صفاء في تلك اللحظة وكأنها الملاك الرحيم، فازدادت سارة في نظرهم تعنتًا وصغرَ نفس.نظرت نور إلى صفاء بوجه يفيض بالجدية وقالت: "لا تقلقي يا صفاء، سارة ابنتي، أنا من أنجبتها، وسأعطيكِ حقًّا كاملًا، لن أدعها تُفسد ع
Baca selengkapnya

الفصل 198

لكن النتيجة كانت أنها خرجت منذ الصباح الباكر، ذهبت لتجري جلسة تجميل، ثم تناولت الشاي في فترة ما بعد الظهيرة، وأعقبت ذلك بحضور حفل موسيقي.حين اتصل بها سعيد، ردّت ببرود قائلة: "لماذا تخبرني بذلك؟ لستُ طبيبة، إن كانت مريضة فلتذهب إلى طبيب".كانت سارة تهذي بالحمّى، وفي أحلامها تواصل ترديد كلمة كعكة.ظلّت تنادي على الكعكة طوال اليوم، حتى انخفضت حرارتها، وعندما فتحت عينيها رأت الثلج يتساقط بغزارة خلف النافذة، بينما كان سعيد يحمل بين يديه كعكة على شكل دب صغير، عندها أشرقت ابتسامتها.قالت سارة: "لا بدّ أن أمي هي من صنعتها، أليس كذلك؟"أجابها سعيد: "نعم".لكن سارة عرفت الحقيقة لاحقًا، فقد كانت الكعكة من صنع الطاهي، أما والدتها فلم ترعها، بل لم تسأل عنها حتى.مرّت السنوات، وفي اللحظة التي كانت تُحدّق فيها إلى الوجه الجالس أمامها. شعرت أن ملامحه تتقاطع تمامًا مع ما خُزن في ذاكرتها، وجه بارد، بل وحتى قاسٍ.من أجل أن ترى ابتسامة على شفتيها، سمعت سارة من زميلاتها أن الآباء يحبون الأطفال المتفوقين.لهذا كانت تبذل جهدًا يفوق الجميع، ومنذ الصغر وهي الأولى دائمًا في صفها.كانت تؤمن دومًا أنه إن اجتهدت
Baca selengkapnya

الفصل 199

أغمضت سارة عينيها، وتدفّقت إلى ذهنها صورُ طفولتها وهي تركض خلف نور، متعلقةً بها من دون كلل.في تلك الأيام، كانت صغيرةً لا تدرك لماذا تبدو والدتُها حزينةً دائمًا، وكانت تعتقد دومًا أنه لو أنها أحسنت التصرف أكثر، ولو أنها كانت أكثر طاعةً وهدوءً، فقد تجعل أمها تبتسم ذات يوم.وبعد أن افترقتا لسنواتٍ طوال، كانت سارة كلما تذكّرت نور، كانت تحاول تبرير غيابها، وتقول في نفسها إن أمها غادرت لأنها لم تحب والدها، وليس لأنها لم تُرِدها هي.فهي ابنتُها، ولابد أن تكون هناك أسبابٌ موجعة وراء رحيلها.لقد بقيت صورة الأم في خيالها ثابتةً لم تتغيّر، صورة امرأةٍ دافئة، لطيفة، رقيقة المشاعر، وكانت تظن أنّ نور، مثلها، لا بدّ أنها اشتاقت إليها كثيرًا على مرّ السنوات.لكن، يبدو أنّ البشر لا يتشاركون نفس الألم، ولا يحملون ذات الحنين.تنفّست سارة بعمق، وابتلعت الدم الذي فاض من حلقها بغتة.ثم فتحت عينيها من جديد، وقد أشرقت في عينيها نظرةٌ صافية، واضحة، لا غشاوة فيها، ثم قالت كلمةً: "السيدة نور، حرم العم يوسف، من هذه اللحظة، نحن غرباء لا يجمعنا شيء، اعتبري أنكِ لم تُنجبي هذه الابنة، وسأعتبر أنني لم تكن لي أم".دوى
Baca selengkapnya

الفصل 200

ظلّ أحمد واقفًا عند باب الغرفة، حاجباه الممشوقان معقودان بقلق، فهو لم يمضِ وقتٌ طويل منذ أن طلب من الأطباء إجراء فحص شامل لسارة، ولم يكن من المفترض أن يكون بها شيء.لكن كمية الدم التي نزفتها فاقت بمراحل ما يحدث في نزيف الأنف العادي، كانت دموية غزيرة، منظَرها وحده كفيلٌ بأن يبعث في النفس الرعب والهلع.ولما رأت نور قسمات وجهه القلقة، استعادت رباطة جأشها، ثم قالت: "لا تقلق، هذه الفتاة اعتادت التظاهر بالمرض منذ صغرها".سارعت صفاء بمساندتها، متناغمة معها في الأداء: "ماما، لم أكن أتصوّر أن أختي الصغيرة تمتلك هذا القدر من الدهاء، تحاول جذب الأنظار بهذه الطريقة؟"قالت نور: "هذه الفتاة ذو طبيعية سيئة النية منذ أن كانت صغيرة، وما كان ذلك ليحدث لولا أن والدها دلّلها كثيرًا، فصارت مدللة إلى هذا الحد!"ثم التفتت نور نحو أحمد، وتابعت: "أحمد، إياك أن تنخدع بها، صحتها كانت دومًا جيدة، كيف يُعقل أن مجرد لمسة خفيفة على وجهها تتسبب في نزيف؟ لم ألمس أنفها من الأساس".تدخّل العم يوسف بجدية: "كفى، لا تتابعي، كيف يمكن لنزيف الأنف أن يكون مزيّفًا؟"لكن نور لم تتراجع، وقالت متحدّية: "وهل هناك ما لا يمكن تزويره
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
151617181920
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status