لم تُخفِ سارة دهشتها، فلم تكن تتوقع أن يأتي بنفسه ليصطحبها.ورغم أنها قد سلّمت زمام الأمور كلها لجلال، إلا أنها حين صعدت إلى السيارة لم تستطع منع التوتر من التسرب إلى قلبها، إذ كان لديها ذلك الإحساس الغامض بأن نظرات أحمد قادرة على اختراقها وكشف كل ما تُخفيه.وما إن جلست، حتى فاجأها بسؤال غير معتاد."هل استمتعتِ؟""إلى حدٍّ ما، كان هناك شيء من الرهبة، حمدي ارتعب حتى أطلق صوت بكاءٍ ناعم".قالت عبارتها تلك بوجهٍ هادئ لا يشي بأي انفعال، فأدار أحمد نظره عنها بفتور، وسحب نظراته كأنّه لم يجد ما كان يبحث عنه فيها.كان يظن أنّ قرب سارة من الأطفال قد يُعيد إليها شيئًا من بهجتها القديمة.غير أنّ الواقع أثبت له أنّ ما مضى لا يعود، لا هي، ولا ما كان بينهما.في السابق، حين كانا يجلسان معًا، كانت تتشبث بذراعه وتُحادثه بمرح، لا يكفّ لسانها عن الكلام لحظة.أما الآن، فقد جلست معتدلة القامة، تمسك بحافة المقعد بأطراف أصابعها، وعيناها مثبتتان على النافذة.إن تكلّم، ردّت، وإن صمت، بقي بينهما صمتٌ ثقيل يشبه الحواجز الممتدة بين الجبال والبحار.صمتٌ كاد يخنق الهواء من حولهما.شعرت سارة بنظراته المسلطة عليها، ف
Baca selengkapnya