All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 321 - Chapter 330

350 Chapters

الفصل 321

نظر أحمد إلى تعابير وجهها قبل أن يُتابع قائلًا: "هل علمتِ بحالة والدتِكِ الصحية؟"أومأت برأسها، ثم قالت: "نعم، لكن لا أنوي التبرع لها بنخاع العظم.""تصرفكِ صائب، ومن منطلق أنانيّ، فأنا كذلك لا أرغب في أن يكون لكِ أي ارتباط بها مجددًا، لقد بذلت عائلة صفاء خلال هذه الفترة جهدًا كبيرًا، ورغم كل محاولاتهم، لم يجدوا شخصًا تتطابق أنسجته معها، ولم يتبقَ سوى أن تخضعي أنتِ للفحص.""أترى أنّ عائلة صفاء لن تدعني وشأني؟""بل مؤكد لن تفعل، أنا أعرف طبع العم يوسف جيدًا، ولعلكِ لا تحبين سماع هذا، لكنه كان يحب والدتكِ حقًا، وبكل إخلاص، وإن كان إنقاذها ممكنًا، فلن يتردد في فعل أي شيء لتحقيق ذلك."وضع أحمد كلتا يديه على كتفي سارة، وقال بنبرة صادقة وحانية: "حبيبتي سارة، ربما بيننا الكثير من سوء الفهم، وربما قد جرحتكِ في الماضي، لكن رغبتي في حمايتكِ كانت دائمًا صادقة، سأعزز عدد الرجال الذين يبحثون عن والدكِ، وأنتِ ابقي هنا وارتاحي قليلًا، حسنًا؟ وحين أنتهي من تدبير كل شيء، سأعود لأصطحبكِ بنفسي."في الخارج، بدأ صوت مروحية يعلو فوق العشب، مما أضفى على الأجواء شيئًا من العجلة الخفيّة.نظرت سارة إليه نظرة عمي
Read more

الفصل 322

كما توقع أحمد، جاء العم يوسف في النهاية ليطرق الباب بنفسه.حين كانت سارة على حافة الموت في الماضي، وأمام أصوات عديدة من أسرة صفاء تطالب بإنقاذها وترك سارة تواجه مصيرها، كان الوحيد الذي لم يُدلِ برأيه هو العم يوسف.ولذلك، لم تقم سارة بقطع الاتصال، بل ردّت بصوت مهذّب يحمل مسافة واضحة: "نعم، أنا سارة.""كنت أعلمُ أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة!" جاء صوت العم يوسف مشحونًا بالعاطفة، ولولا أنه أرسل ساعة الاتصال الذكية على هيئة دمية صغيرة، لما استطاع أحدهم أن يعلم أنها ما زالت حيّة.في الحقيقة، كان العم يوسف يُجرّب الرقم فقط، لم يتوقع أن يتم الاتصال فعلًا."يا عم يوسف، كوني ما زلت على قيد الحياة لا يعني أنني سأتبرع لزوجتك بنخاعي العظمي."لكن سارة لم تمنحه فرصة الكلام، ورفضت تمامًا هدفه من هذا الاتصال. "سارة، أريد فقط التحدث معكِ قليلًا.""أخشى أن ذلك غير ممكن."كانت سارة مستلقية بكسل على كرسي الشاطئ، بين ذراعيها ثمرة جوز هند، والنسيم البحري يداعب وجهها برفق، كما لو كانت يدًا دافئة تمر فوق وجنتيها.حتى هذا النسيم يبدو أكثر رقة من والدتها.قال العم يوسف: "سارة، أعلم أن بينكِ وبين صفاء، وبينكِ وب
Read more

الفصل 323

كان العم يوسف يتحدث بحماسةٍ صادقة، ولم يكن في كلامه أي تصنّع أو تكلّف، حتى إنه انغمس تمامًا في مشاعره، لكن ما إن سمع جملة سارة التالية،حتى توقف تمامًا عن الكلام، كأنّ الكلمات علِقت في حلقه ولم تعد تخرج.قال متوترًا: "يا سارة، كلّ ما قلته كان نابعًا من أعماقي، دون أدنى زيف أو مبالغة".قالت سارة: "أعلم، ولهذا لم أُغلق الخط في وجهك".كان العم يوسف يُعدّ الشخص الوحيد المستقيم في عائلة صفاء، ولذلك لم تسخر منه، بل استمعت إليه بأدب حتى أنهى كلامه.قال: "سارة، نسيت أن أقول، إن التبرع بنخاع العظم لا يُسبب أي ضرر جسيم للشخص السليم، وخلال عشرة أيام تقريبًا يتم التعافي، الأمر مختلف عن زراعة الكُلى التي تُخلّف ضررًا لا يُمكن التراجع عنه".أجابت عليه: "عمّي يوسف، أنا درستُ الطب، وكل ما ذكرته أعرفه جيدًا"."إذًا..."قاطعته قائلة: "لا أرغب في التبرع".تنهد العم يوسف وقال: "لن أدع جهودكِ تذهب سُدى، اطلبي ما تشائين، مهما كان المال المطلوب، سأقدّمه".قالت سارة: "بعض الأشياء لا يمكن شراؤها بالمال، كحبّ الأم مثلًا، يا عمّي يوسف، أنتَ رجلٌ طيب ولهذا فقط صبرتُ وتحدّثت معك، لكن منذ اللحظة التي اختارت فيها ال
Read more

الفصل 324

بدأ وجهها يمتلئ قليلًا يومًا بعد يوم، وتحسّن لون بشرتها بشكل ملحوظ.حتى معدتها، التي اعتادت أن تؤلمها باستمرار، هدأت منذ عدة أيام.بدا وكأن الزمن قد توقّف في هذه الجزيرة.يوجد على الجزيرة عدد كبير من الخدم، وحدهم الطهاة المسؤولون عن إعداد الطعام لها يتجاوز عددهم العشرة، وهناك قرابة عشرين شخصًا يعملون في تنسيق الحدائق وإزالة الأعشاب، بالإضافة إلى عشرات الخدم الآخرين المكلّفين بالأعمال العامة وغيرها، بل حتى وُجد طبيب يقيم في الجزيرة.الكثير منهم كانوا من الخدم القدماء الذين عملوا سابقًا في قصر عائلة أحمد أو في منزل الزوجية الجديد.انظري، عندما يحبّها أحمد، فهو يُغدق عليها حبّه بكل ما أوتي من طاقة؛ ولأجل أن يزيل عنها شعور الوحدة، أعاد أولئك الوجوه المألوفة التي ترعاها اليوم وكأنهم أفراد من العائلة.في الحقيقة، لم تشعر سارة بالملل يومًا في هذه الجزيرة، بل كانت هناك الكثير من الطيور والحيوانات، دجاج وبط وإوز، أما هوايتها الأخيرة فكانت تتعلق بالأرانب، حيث أخذت تساعدها على الولادة، وتجمع البيض من حظيرة الدجاج، بل وتقصّ الصوف عن صغار الخراف.إحدى تلك الخراف التي أعجبتها في البداية، كان من المق
Read more

الفصل 325

حينها، كانت تظن أن سارة قالت ذلك على سبيل المزاح فقط، لكنها فيما بعد التحقت فعلًا بكلية الطب وبدأت بدراسة هذا التخصص.وقتها، لم تشعر بشيء مميز، فقط اعتبرت الأمر كأي حديث بريء يقوله الأطفال بعفوية.تمامًا كما يقول بعضهم إنه سيصبح معلمًا أو رائد فضاء أو رجل إطفاء حين يكبر.لكن حين تتذكّر الآن وجه سارة الصغير والممتلئ بالجدية، شعرت نور بألم حاد يخترق قلبها كما لو أن إبرة غرست فيه.وهي مستلقية على السرير، اجتاحتها ذكريات كانت قد دفنتها في زوايا النسيان منذ زمن بعيد.كانت سارة ثمرة حمل غير متوقّع، ومنذ بداية الحمل حتى ولادتها، لم تكن نور تُعلّق على هذه الطفلة أي آمال.هي لا تشبه والدتها، ولا تشبه رشيد، ولهذا لم تشعر نور تجاهها بأي نوع من القرب أو الحميمية.بعد الولادة، خشي رشيد أن يزعج نور في فترة التعافي، فسارع إلى تسليم الطفلة للعناية في مركز ما بعد الولادة.لم تذق سارة قط من حليب والدتها، بل تربّت على الحليب الصناعي منذ ولادتها.لحسن الحظ، كانت صحتها جيّدة دومًا، ونادرًا ما مرضت في صغرها.أما نور، فبسبب حزنها الدائم وكآبتها الطويلة، كانت تصاب بالعديد من العلل، فأهملت الطفلة تمامًا، وأغرق
Read more

الفصل 326

ركلتها صفاء مرتين متتاليتين دون أن يهدأ غضبها، وواصلت الشتائم في أذن نور، مفرغة كل استيائها من سارة أيضًا على نور المسكينة.شيئًا فشيئًا، بدأ وجه نور يفقد لونه حتى صار شاحبًا تمامًا، وراحت قطرات العرق البارد تنساب من جبينها، ما عادت تملك القوة لمجادلة أي شيء، فانخفض رأسها رويدًا رويدًا.نقرت صفاء طرف قدمها على جسد نور وقالت باستخفاف: "يا أنتِ، لا تتظاهري بالموت..."وفي هذه اللحظة، انفتح الباب، ودخل العم يوسف الذي كان قد عاد إلى منزل العائلة ليغتسل ويبدل ثيابه قبل أن يسارع بالرجوع، فإذا به يرى هذا المشهد أمام عينيه.صرخ بصوت كزئير أسد غاضب: "ما الذي تفعلينه؟!"تجمدت صفاء من الرعب في مكانها، وسارعت لتفتح فمها محاولة التبرير: "أبي، هي تعمدت السقوط فقط لتجعلك تشفق عليها، لا تصدقها، إنها مجرد..."لكن قبل أن تُكمل جملتها، كان العم يوسف قد أسرع ليمسك بذراع نور ويُعينها على النهوض، وما إن رفعت رأسها حتى انفجرت كمية كبيرة من الدم من أنفها، فغمرت ملابسها تمامًا في لمح البصر.ارتعدت صفاء من هول ما رأت، لم تكن تتوقع أن نور ستنزف بهذا الشكل، كانت تظن أن كل ما تفعله مجرد حيل تافهة مثلها.لكن أمام هذ
Read more

الفصل 327

ابتلعت صفاء كل ما كانت توشك على قوله، متى بدأ الأمر يتحوّل إلى هذا الحد؟ لقد بات أحمد لا يرغب حتى في مخاطبتها بكلمة."أحمد، ألا تريد أن ترى وجهي؟"عندها فقط رفع أحمد نظره نحوها، كان خديها مُحمرَّيْنِ، وتبدو عليهما آثار أصابع واضحة."من الذي ضربكِ؟"قالت: "أبي."ردّ وهو يجلس مجددًا ويفتح أحد الملفات أمامه: "إذًا لا يمكنني أن أفعل شيئًا."فهو لم يكن ليتوجّه إلى يوسف لمحاسبته.حتى لو لم تكن هناك أي صلة بينهما، كان يُكنّ له الاحترام دائمًا.وحين رأت صفاء ردّة فعله الباردة، أسرعت نحوه بقلق، وقالت: "لو كانت سارة هي من تأذت، هل كنتَ ستظل بهذه البرودة؟"كان أحمد على وشك أن يقول لها "وهل تظنين أنكِ تساوينها؟"، لكنه ما إن تذكّر رحيل سالم، حتى ابتلع هذه الكلمات وقال: "سأطلب من خالد أن يوصلكِ إلى المستشفى."صرخت باستياء: "أنا خطيبتك!"لم يعجبها هذا البرود في تعامله معها، فحتى وإن لم يكن لطيفًا معها من قبل، كان على الأقل يتصرف بلباقة ويحترمها.أما الآن، فلم يعُد يكلف نفسه حتى بأبسط درجات الاحترام، وكراهيته لها أصبحت واضحة تمامًا.قال ببرود: "أنتِ لم تحضري حفل الخطوبة."ردّت قائلة: "ماذا؟ هل تحاول ا
Read more

الفصل 328

كان أحمد وسالم أبناء عم، وكان بين ملامحهما شبهٌ واضح منذ الصغر.سالم كان يحب صفاء منذ نعومة أظفاره، لكن قلب صفاء لم ينبض إلا لأحمد، ولهذا كانت العلاقة بين الثلاثة مليئة بالتشابك والالتباس.في أحد أعياد ميلاد صفاء، لم يحضر أحمد، بينما حضر سالم.في تلك الليلة، كانت صفاء ثمِلة، واعتقدت أن سالم هو أحمد، ولم تمضِ فترة طويلة حتى اكتشفت أنها حامل.خلال تلك الفترة، كان سالم غارقًا في السعادة، أظهر اهتمامًا بالغًا بصفاء، بل وكان مستعدًا تمامًا للزواج منها.حتى إنه قال لأحمد بصراحة إنه يريد أن يترك هذا النوع من الحياة، وطلب منه أن يسمح له بالرحيل بعد تنفيذ المهمة الأخيرة.لأنه أراد أن يمنح صفاء وطفلهما منزلًا وأسرةً حقيقية.لكن القدر لا يرحم، ففي المهمة الأخيرة، خسر سالم حياته، وقبل أن يلفظ أنفاسه أوصى أحمد بصفاء.ما لم يكن يعلمه سالم، هو أن صفاء لم تحبه يومًا، وما حدث تلك الليلة ما كان ليحدث لولا تأثير الكحول،وحين علمت بحملها، كانت تنوي إجهاض الجنين، لولا أن خبر وفاة سالم وصلها في تلك اللحظة.ظهر أحمد أمامها، وتوسّل إليها قائلًا إن ذلك الطفل هو آخر ما تبقّى من سالم، وأنه لا يهم ماذا يحدث، يجب
Read more

الفصل 329

في المستشفى.بعد إسعافها بشكل طارئ، نجت نور أخيرًا من الخطر، لكنها بدت أكثر ضعفًا هشاشةً من ذي قبل، وكأن الحياة قد سُحبت من وجهها بصمت.كان العم يوسف يُمسك بيدها التي لم تُحقَن بعد، ينظر إلى ملامحها التي باتت نحيلة خلال فترة قصيرة، يغمره الحزن والأسى."نُور، آسف، كل هذا بسبب تقصيري في تربية ابنتي."لم يكن يعلم ما الذي جرى بالضبط قبل ذلك، لكنه كان على يقين بأن ما حدث أسوأ مما يتصوره، وإلا لما كانت نور في هذه الحالة المتدهورة.ابتسمت نور ابتسامة باهتة وقالت بلطف: "لا بأس، لقد نجوتُ، فلا تلُم صفاء، فهي ما زالت مجرد فتاة صغيرة.""فتاة؟ إنها أم لطفلين الآن، لم تعُد طفلة، أنا أدرى الناس بابنتي، أعرف جيدًا ما تكنّه في قلبها، لقد ظلت تُحمِّلكِ ذنب ما جرى لوالدتها."أحاطت نور يده بلطف وهمست: "أنا أتفهّم ذلك، فقد فقدت والدتها وهي صغيرة، ومن الطبيعي أن تُحمِّلني المسؤولية، لا ألومها."" كنتُ أحيانًا أتمنى لو أنكِ تلومينها، على الأقل كنتُ سأشعر ببعض الراحة، لن أسمح لها بالمجيء إلى هنا بعد الآن، أرجوكِ اعتني بنفسكِ جيدًا، وسأحرص على إيجاد نخاع العظم، أعدك."كانت نور قد سمعت من الطبيب أن عملية زراعة
Read more

الفصل 330

حين لم يردّ أحمد، تابع العم يوسف قائلًا: "التبرع بالنخاع يختلف عن زراعة الكلى، فهو لا يُسبّب أي ضرر للمتبرع، وأنا أعلم أن سارة ما زالت متأثرة بما حدث في حادثة الاختطاف السابقة، لكن في النهاية، هي ابنتها، ولا توجد ضغينة تستمر بين الأم وابنتها، دعني فقط أراها، لدي بعض الكلمات أريد أن أقولها لها وجهًا لوجه.""يا عمّي، أنا لم أقيّد حرية سارة، حتى هاتفها متاح، لو كانت ترغب بلقائك، لما احتجتَ إلى القدوم إليّ أصلًا." قال أحمد بهدوء وهو ينفث سحابة من الدخان الأبيض نحو السماء: "بما أنها اتخذت قرارها، فقد كانت متأثرة بشدة بما جرى في حادثة الاختطاف، ولا أريد لأي أمر آخر أن يزعجها من جديد."لطالما كانت الأحاديث بينهما مختصرة وهادئة، لكن هذه المرة كان الأمر يتعلق بنور، لذا لم يتردد العم يوسف في التضحية بكرامته.قال العم يوسف: "أحمد، أنا أستطيع أن أرى أن قلبك لا يحمل مكانًا لصفاء، لقد تزوجتها فقط من أجل الحصول على دعم عائلتنا، أليس كذلك؟"ردّ أحمد: "لا أنكر أن هذا كان أحد الأسباب.""حسنًا، فلنعقد صفقة."استدار لينظر إليه مباشرة وأضاف: "سأتحدث باسم عائلتنا، وأُلغي هذا الزواج، وأعدك بأن عائلتنا ستقف
Read more
PREV
1
...
303132333435
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status