قضت سارة عدة أيام على الجزيرة وهي تتصرّف بلا أي التزام، تأكل ثم تنام، ثم تستيقظ لتأكل مجددًا، وكأن الحياة عادت فجأة لتمنحها جودة لم تعهدها منذ زمن.كانت تركض حافية القدمين على الشاطئ، تحمل دلوًا بيدها، وكلما لمحت سلطعونًا صغيرًا، سارعت إلى التقاطه بالملقط ووضعه في الدلو.كانت شمس، التي كانت تنوي في البداية مساعدتها، قد قفزت بخفة إلى الرمال لكنها ما لبثت أن شعرت بسخونتها، فسرعان ما سحبت كفوفها الرقيقة إلى الخلف وتراجعت.جمعت سارة عددًا لا بأس به من السلطعونات الصغيرة، ثم اتجهت بها نحو منطقة المواشي، وأفرغت الدلو هناك، ما أثار جنون الدجاج والبط والإوز الذين راحوا يطاردونها بنهم.حين رأت هذه الحياة النابضة من حولها، شعر قلبها بخفة وراحة، وكأن العالم لم يعُد موحشًا كما كان.بعد أن عادت إلى الغرفة واستحمّت استعدادًا لتناول الطعام، رنّ هاتفها فجأة، وكان المتصل تامر، قال بنبرة قلقة: "سارة، هل أنتِ بخير؟""أنا بخير، آكل وأشرب وأنام دون أن يقلقني أحد بمحاولة اختطافي.""هذا جيد، كنت فقط أود إخبارك أن السيد رشيد وصل إلى الجزيرة بأمان، وقد أجريت له فحصًا طبيًا منذ قليل، وكل شيء كالمعتاد."حين سمعت
Read more