All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 341 - Chapter 350

350 Chapters

الفصل 341

أنهى خالد المكالمة وأبلغ بالحقيقة قائلًا: "سيدي أحمد، تلك الحثالة تمكّنوا من الوصول إلى مكان السيدة في الجزيرة، والسيد رشيد يظن أنّنا من سربنا له العنوان، السيدة الآن بين يديه، هل نذهب لاستعادتها؟"قال أحمد دون أن يرفع بصره: "لا حاجة، نتائج تحليل النخاع العظمي ستأخذ بعض الوقت، عليّ أن أتحقق من أمرٍ ما أولًا".لم يكن خالد يدري ما الذي ينوي التحقق منه، حتى سارة، التي كان يضعها دومًا في المرتبة الأولى، قد أزاحها الآن جانبًا.حالة أحمد كانت سيئة للغاية، العرق يتصبب من جبينه بكثافة، ويده التي تمسك المقود كانت ترتجف بخفة.من تكون تلك المرأة؟ كيف لها أن تثير ردّ فعله العنيف هذا؟هل هي حبيبة قديمة كانت بينهما علاقة مضطربة؟مهما يكن، فقد بدا أحمد الليلة غريب الأطوار إلى حدٍ لا يُصدق، السيارة انطلقت بجنون على الطريق، وخالد لم يتمالك نفسه من أن يمسك بالمقبض بقوة خشية أن يُلقى به خارج المركبة.لم تلبث السيارة أن عادت إلى المدينة، وفي تلك اللحظة راح خالد يتخيل الوجهة التي قد يتجه إليها أحمد.لكن ما لم يتوقعه أبدًا هو أن السيارة توجهت نحو المقبرة.في هذا الليل العاصف، هل ينوي أحمد الذهاب لزيارة جدته
Read more

الفصل 342

ارتعشت ساقا خالد، وتلعثمت كلماته وهو يتكلم."إذاً يا سيد أحمد، صحيح إننا نؤمن بالمادية العلمية، لكن المتوفي يجب أن يرتاح في قبره، وقد عم الظلام الآن، والآنسة نائمة بسلام، من الأفضل ألا نزعجها، أليس كذلك إذا استيقظت من نومها وهي غاضبة وخرجت من التابوت، ماذا سنفعل حينها؟"لكن أحمد لم يضِع وقته في الجدل معه، فخالد لم يكن يملك ذكاء محمود.قال بلهجة صارمة لا تقبل التردد، "استدعِ الرجال فورًا، واحفروا القبر وافتحوا التابوت، حالًا.""حسنًا."لم يكن خالد غريبًا عن الأفعال المشينة، لكن هذا التصرف، كان أول مرة يرتكب فيها أمرًا بهذه الدرجة من التجاوز.راح يحفر القبر وهو يتمتم في داخله :يا آنسة، لا تلوميِني، أنا مجرد تابع، إن كان هناك من تُوجّهين له الغضب، فليكن أخوكِ، هو من يملك الجرأة، لا أنا.لم يكن أحمد واقفًا دون حراك، بل كان أسرعهم حركة، حتى عندما طلب منه خالد أن يبتعد من المطر، لم يصغِ لكلمة.وعندما اقتربوا من التابوت، خشي أن يُلحق به ضررًا، فركع على الأرض، وأخذ يحفر التراب بيديه.كان هذا الجانب البائس من أحمد شيئًا لم يره خالد في حياته، فأحس بضيقٍ في صدره، ولم يعرف ما الذي يسعى إليه أحمد ب
Read more

الفصل 343

لم يشرب سوى رشفة واحدة من الكأس حتى وضعه أحمد على طرف الطاولة، لكنّه لم يُحكِم وضعه فانقلب وسقط.اصطدم الكوب بالسجادة دون أن يتحطم، إلا أنّ الماء انسكب وامتصته السجادة بالكامل.نظر محمود إلى السجادة المبتلة، شعر بالغرابة، إذ لم يكن من عادة أحمد أن يرتكب خطأً بسيطًا كهذا.وفي اللحظة ذاتها، كان أحمد قد نهض بالفعل، وبدت على وجهه علامات القلق الشديد، بلا أدنى محاولة لإخفائها.ماذا جلب خالد حتى جعله يُظهر كلّ هذا الاضطراب؟كان خالد قد هرع إلى الداخل تحت المطر؛ وقطرات المطر بلّلت الظرف الورقي الذي كان يحتضنه بحرص. كانت يداه الباردتان ترتجفان حين سلّمه الظرف إلى أحمد.كان يلهث من شدّة الجري، وشعره تتقاطر منه المياه، وصوته مضطرب.ثم قال: "سيّدي أحمد، منذ لحظة استخراج العيّنة وحتى صدور التقرير؛ كنت أراقب كل خطوة، لم أغمض عيني للحظة. اطمئن؛ لم تمر هذه العيّنة بأي يدٍ أخرى، النتيجة هذه المرّة صحيحة تمامًا، لا مجال للتزوير."أمسك أحمد بالظرف البني بإحكام، رغم استعجاله الشديد، إلا أنّه لم يجرؤ على فتحه على الفور.لاحظ محمود التردد الظاهر على وجهه، فاقترح قائلاً: "سيّدي أحمد، إن شئت، يمكنني قراءته ب
Read more

الفصل 344

تنهد محمود قائلًا: "الآن لم أعد أريد معرفة ما تفكر به الآنسة، كل ما أريد معرفته هو: ماذا ستفعل السيدة سارة إن علمت بالحقيقة؟"قال الآخر: "صحيح، في البداية، السيدة لم تكن تعرف أصل القصة، وكانت تظن أن برود الرئيس التنفيذي أحمد تجاهها هو فقط بسبب الآنسة صفاء، وعلى مدار عامين، كانت تبذل كل جهدٍ ممكن لإصلاح علاقتهما، حتى إنها حين علمت بأمر الآنسة زهرة، أرادت أن تفديها بحياتها، وإن كُشف الآن عن الحقيقة، فإن عائلة سارة ستغدو في قلب العاصفة، ستُدمر العائلة، والدها تعرض لحادث سير، وحتى هي، لم تسلم من الفضيحة، فكل هذه الكوارث، على من ستُلقي باللوم؟"الحقيقة غالبًا ما تكون كمن يمزق الجرح مرةً أخرى، لتُكشف عن ماضٍ دامٍ، قبيح، ومفجع.ولو كان يعلم منذ البداية أن الأمور ستؤول إلى هذا، هل كان أحمد سيسعى وراءها بكل هذا الإصرار؟منذ البداية وحتى النهاية، كانت عائلة سارة الطرف الأكثر تعاسة، من دون ذنبٍ، تحملت كل نيران غضبه.وعلى مدار عامين، بذلت سارة كل ما بوسعها لإصلاح علاقتهما، ومع ذلك، انتهى بهما المطاف إلى طريقٍ مسدود.وبعد أن تمكن بالكاد من دفن كراهيته كلها، وعزم على إعادة بناء الثقة المنهارة، وأن ي
Read more

الفصل 345

جذبها ذلك الصوت فجأة من دوامة أفكارها المضطربة، وكأن من أيقظها من غفلتها.صحيح، ما يهم الآن هو نتيجة فحص التطابق بينها وبين نور، ولهذا هرعت سارة للنزول من السرير.رغم أنها لم تكن راغبة في التبرع بنخاعها العظمي لنور، إلا أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد، ولم يعد بإمكانها التراجع، لذا كانت قد أعدّت نفسها نفسيًّا للمواجهة.قام العم يوسف بتشغيل مفتاح الإضاءة في غرفة النوم، فغمرت العتمة نورًا مفاجئًا أخزَ عيني سارة، فرفعت يدها لتحجب الضوء.وبعد أن اعتادت على سطوع الغرفة تدريجيًا، رأت أن العم يوسف يقف قبالتها بملامح جدية، وفي يده ظرف بُني مغلق من الورق المقوّى، قال بصوت منخفض: "سارة، أريد أن أتحدث معكِ قليلًا".كانت تعبيراته شديدة الجدية، تشبه مَن يوبّخ تلميذًا، الأمر الذي جعل سارة تعجز عن فهم مقصده في تلك اللحظة.هل يمكن أن تكون نتيجة الفحص غير مطابقة؟قالت بهدوء: "حسنًا".جلست سارة على المقعد كما طلب، وجلس العم يوسف في الجهة المقابلة لها.قالت وهي تحدق في ملامحه الثقيلة: "العم يوسف، يبدو أن تعبيرك يحمل الكثير من الحزن، هل... هل لم يكن هناك تطابق؟"أطلق العم يوسف تنهيدة عميقة، ثم دفع بالظرف ا
Read more

الفصل 346

نظر العم يوسف إلى سارة بوجه شاحبٍ كئيب، وقال: "حسنًا، سأُجري الترتيبات، لكن حالتها الآن ضعيفة جدًا، لا يمكن للحديث أن يطول كثيرًا."قالت سارة بلطف: "سأنتبه جيدًا، شكرًا لك."تنهد العم يوسف بمرارة، وقال: "لقد أثرتُ ضجةً كبيرة لإحضارك إلى هنا، بل تصرّفتُ بعناد وفرضتُ عليكِ الفحوصات دون استئذان، يجدر بي أن أعتذر منكِ، أنا آسف."عندما رأت سارة ذلك الوجه المرهق المليء بالأسى، لم تستطع أن تلومه بكلمة.قالت بهدوء: "لا بأس، بل يجدر بي أنا أن أشكرك، لولاك لبقيتُ مخدوعة لا أعرف شيئًا، يا عمّي، طالما أنني لستُ الأبنة الحقيقية للسيدة نور، فهذا يعني أن العثور على ابنتها الحقيقية هو السبيل لإنقاذها، فلا تحزن كثيرًا."قال وهو يومئ برأسه: "أجل، هيا بنا، سأرافقكِ لرؤيتها، ولنكتشف الحقيقة معًا."أخذها العم يوسف إلى المستشفى، حيث توالت الأحداث بسرعة شديدة حتى امتلأ ذهن سارة بالكامل، فلم تجد فرصة للتفكير في أمر زهرة.إن لم تكن نور والدتها الحقيقية، فماذا عن رشيد؟هل هو والدها حقًا؟ أم أن الحقيقة غير ذلك؟وهل كان يعلم بحقيقتها منذ البداية؟عندما راجعت سارة بتمعّن تفاصيل حياتها منذ الطفولة، لم تجد ما يدل عل
Read more

الفصل 347

لم تكن نور قد لاحظت تعابير وجهيهما بعد، بل ظلت غارقة في ذكرياتها.قالت: "في ذاكرتي، لم يسبق لي يومًا أن اهتممتُ بدراستكِ، لم أكترث يومًا لما تحبين، بل حتى حين رحلتُ لسنوات، لم أتصل بك ولو لمرةٍ واحدة، تركتُكِ وأنتِ صغيرة بهذا الشكل، لا بد أنكِ كنتِ تكرهين أمكِ كثيرًا، أليس كذلك؟""أنا...." قالت سارة وهي تمسح أنفها بتردد، مترددةٍ في ما إن كان عليها إخبارها بالحقيقة أم لا.تنهد العم يوسف بعد تردّدٍ طويل، ثم قال: "نور، اهدئي قليلًا، ما سأقوله الآن مهم للغاية."مسحت سارة دموعها، ومدّت يدها تمسح الدموع عن وجه نور بلطف.تجمّدت نور في مكانها للحظة، فمنذ لقائهما، كانت سارة دائمًا باردة تجاهها، وهذه أول مرة تُبادر فيها بالتقرّب منها.قالت بريبة: "ما الذي تريدان قوله بالضبط؟"أجاب العم يوسف باختصارٍ ووضوح: "الخبر السيئ، أن نتائج التوافق النخاعي بينكِ وبين سارة جاءت سلبية."أومأت نور بهدوء: "نعم، كنتُ قد هيأتُ نفسي لهذا الاحتمال."أردف قائلًا: "أما الخبر الجيد، فهو أن سارة ليست ابنتكِ البيولوجية، لا زالت هناك ابنةٌ حقيقية لكِ، وقد يكون نخاعها متوافقًا معكِ."كانت هذه الكلمات صادمةً كضربةٍ مفاجئة
Read more

الفصل 348

أمسكَ العم يوسف بيد نور محاولًا تهدئتها قائلًا: "لا تبكي، سأساعدكِ في العثور على ابنتكِ الحقيقية، لا بد أن هناك الكثير من الأمور التي تودّين قولها أنتِ وسارة، لن أُزعجكما."غادر الغرفة، ولم يتبقَّ سوى الاثنتين، سارة ونور، تتبادل كل منهما النظر مع الأخرى، وقد وجدت الاثنتان صعوبة في تقبّل حقيقة العلاقة الجديدة التي جمعت بينهما.كانت نور هي من كسرت هذا الصمت الغريب أولًا، أمسكت بيد سارة وقالت: "سواء كنا أمًّا وابنة أم لا، فأنا مدينة لكِ، إصابتي بهذا المرض الخبيث ما هي إلا عقوبة من القدر لي."قالت سارة: "خالتي نور، لا تقولي هذا، سنعثر على نخاع مناسب لكِ بالتأكيد، عليكِ فقط أن ترتاحي."سألتها نور: "كيف حال والدكِ؟""أنه...."أجابت سارة وهي تهز رأسها بخفة: "ما زال على حاله."كانت أخبار الحادث الذي وقع في المستشفى قد تم التكتّم عليها تمامًا، فلم يكن بوسع العامة معرفة ما حدث على وجه التحديد.حتى سارة نفسها لم تكن تعرف عدد الضحايا بدقة.قالت نور: "إذا استعاد والدكِ وعيه، أرجوكِ أن تنقلي له اعتذاري، لقد خذلته طوال حياتي، كان رجلًا طيبًا بحق، لم يكن يستحق هذه المعاناة."الإنسان لا يدرك قيمة الأشي
Read more

الفصل 349

الحدث المفاجئ بعثر كلّ خططها، ولم يكن بوسع سارة أن تتخلّى عن ذلك الرجل في هذا الظرف.بعدما تأكّد طبيب الطوارئ من أن حالته لا تشكّل خطرًا على حياته، وأنه سيستفيق قريبًا، غادرت سارة المستشفى على عجل.أفاق الرجل من غيبوبته، وحين علم أنّ فاعلة خير هي من أنقذته وأوصلته إلى المستشفى، أصرّ فورًا على شكرها شخصيًا.قالت الممرضة: "يا للأسف، تلك الآنسة دفعت كلّ التكاليف وغادرت لتوّها."سألها الرجل: "كم مضى على مغادرتها؟"أجابت: "لتوّها."قفز الرجل من السرير، غير آبه بنداءات الممرضة التي لاحقته من الخلف: "لا يمكنك المغادرة، ما زال عليك إجراء بعض الفحوصات!"لكنه تجاهل صوتها تمامًا، وهرع خارجًا بأقصى سرعة.على قارعة الطريق، لم يلحق إلا برؤية ذلك القوام النحيل من الخلف، وقبل أن يتمكّن من المناداة، كانت سارة قد ركبت سيارة الأجرة.ركبت سارة سيارة الأجرة متّجهة إلى المقبرة، وفي طريقها مرّت بمحلّ لبيع الزهور، فتوقّفت واشترت الزهور التي كانت السيّدة العجوز تحبّها أكثر من غيرها.هذه المرّة، ذهبت أولًا إلى قبر السيّدة العجوز، وضعت الزهور بجوار شاهدة القبر، وتمتمت ببضع كلمات.لو لم يقع ذلك الحدث، لما كانت لت
Read more

الفصل 350

كان الجو داخل الغرفة مظلمًا، فلكي يتمكن من النوم بسلام، أُسدل الستار المعتم بإحكامٍ، تقدّمت سارة بخفة وهدوء، وفتحت شقًا صغيرًا منه، فدخلت منه خيوط ضوء خافتة.اقتربت بحذر من السرير، ولو كان على حالته السابقة من التيقظ، لأفاق فورًا، غير أن عينيه الآن مغمضتان بإحكام، وعلى المقعد المجاور وُضِع المحلول المعلّق الفارغ.مدّت سارة يدها تتحسس جبينه، فكان ساخنًا للغاية؛ الحمى لم تهدأ بعد.جسد أحمد طالما كان قويًّا، ونادرًا ما يمرض، أما الآن وقد أصيب بهذا الشكل، فهذا ليس بالأمر الهيّن.على ما يبدو، موضوع زهرة لا بد أن يُؤجل حتى يفيق لاحقًا.وبينما كانت تهمّ بسحب يدها، إذا بها تُمسك من معصمها.وفي اللحظة التالية، جذبها بقوة نحو صدره، فسقطت سارة مباشرة بين ذراعيه.عقدت حاجبيها، وهمّت بأن تدفعه بعيدًا، لكنها سمعته يتمتم بصوت أجشٍ ومبحوحٍ: "لا ترحلي."تلاقت عيناها بعينيه، ومن خلال ذلك الخيط الضئيل من الضوء، أبصرت في عينيه المرهقتين بريقًا خافتًا يشبه دموع طفل صغير يتيم.تنهدت سارة بخفوت، وفي النهاية لم تتحرك، بل ارتمت بخضوع بين ذراعيه.غمره الفرح، فأحاطها بذراعيه بإحكام أكثر، حتى شعرت بأن أنفاسها بدأ
Read more
PREV
1
...
303132333435
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status