All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 311 - Chapter 320

350 Chapters

الفصل 311

كانت سارة على حق، فقد فعل أحمد تمامًا ما قالته.لقد سئم ألم الفقد، أرادها أن تبقى إلى جانبه، أراد أن يراها في كل لحظة، في كل مكان.قال أحمد: "حبيبتي سارة، لقد حاولت أن أترككِ، أن أُعطيكِ حرّيتكِ، لكن في النهاية، الأمر انتهى بهذا الشكل".كان صوته مليئًا بالحزن المكبوت، لفظ كلماته كلمةً كلمة، "لقد حاولت كبح نفسي".لكن محاولته لضبط نفسه باءت بالفشل، لم ينتظر أن تخرج سارة من الظلمة، بل دفعها بعيدًا أكثر.في تلك الأيام التي فُقدت فيها، كان أحمد كمن يعيش بلا روح، لا يشبه البشر ولا حتى الأشباح.لقد قرّر، بغضّ النظر عن مدى كره سارة له بسبب ما فعله، فإن رؤيتها ولمسها أهم من كل شيء، أما العيش دونها فكان أشبه بنزع روحه كل يوم.نظرت إليه سارة، رأت ملامحه تتألم، ثم همست، "كيف وصلنا إلى هذه الحال..."كانت علاقتها بأحمد أشبه بسلاسل متشابكة لا يمكن فكها، كلما مرّ الزمن وكلما حدث شيء، تشابكت أكثر فأكثر، ولم يكن هناك أي وسيلة لتحرير نفسيهما منها.ومع مرور الأيام، لم يكن المصير إلا مزيدًا من الانكماش، حتى يخنقهما القدر ويقودهما إلى نهايتهما الحتمية.قالت سارة" "أحمد، لم أكن أريد ذلك، لا في البداية ولا
Read more

الفصل 312

في خضم صفير الرياح، لم تسقط سارة في البحر، فقد مدّ أحمد وتامر يديهما في اللحظة نفسها وأمسكا بها.برغم أنّها المرة الأولى التي يتعاونان فيها، إلا أنّ التناغم بينهما بدا فطريًا، كما لو كانا قد تدربا على ذلك طويلًا، فتمكّنا من سحبها إلى ضفة القارب بسلاسة.جذبها أحمد إلى صدره، يحتضن جسدها البارد بشدة، وهمس وهو يضمها بقوة: "حبيبتي سارة، أنا آسف".لكن سارة لم ترد عليه، فاكتفى بأن حملها بين ذراعيه وأعادها إلى كابينة السفينة.وحين مرّ بجوار تامر، التقت أعينهما للحظة، أراد تامر أن يقول شيئًا، لكنه تراجع في النهاية.كان لا يزال يذكر همس سارة له على سطح السفينة قبل قليل، حين قالت بصوتٍ منخفض: "تامر، سأقوم بخطوة متطرفة لإنقاذك، وحين نُفترق، غادر مدينة الشمال فورًا، لا تعد إليها في الوقت القريب".قال لها يومها: "أرجوكِ، لا تتهوري، لا بأس بي، لقد كنتُ مستعدًا لاحتمال الفشل منذ البداية، لا تجازفي بحياتكِ من أجلي".اكتفى وجهها بابتسامة باهتة تحمل حزنًا ساخرًا، لكن عينيها كانتا تلمعان بعزمٍ لا يتزحزح."لا تقلق، لا تزال لدي أسباب لأتمسّك بالحياة، عليّ أن أكتشف الحقيقة كاملة، لن أموت الآن".ثم قالت ببرود
Read more

الفصل 313

القبلة المباغتة جعلت سارة تعقد حاجبيها بضيق، لم تكن تطيق اقتراب أحمد منها، لكن قبل أن تدفعه بعيدًا، كان قد ابتعد من تلقاء نفسه.كانت لمسة عابرة، كجناح يعبر فوق الماء، لم تتجاوز الحد ولم تحاول الاستحواذ.قال بلطف وهو يربت على رأسها كما اعتاد: "نعم، فيها شيء من الحِرارة".ولحسن الحظ، فإن خطة سارة قد آتت أُكُلها.نظرت إليه بثبات وقالت: "ماذا تنوي أن تفعل بتامر؟"بعد ما رأى أحمد من إصرار سارة على الموت منذ لحظات، لم يجرؤ على قول كلمة قاسية واحدة.بل قال: "سأدعْه يرحل، لا تقلقي، لن أؤذيه".رأت سارة أنه بدأ يستوعب الأمور، فأعطته فرصة للتراجع بكرامة، مدت يدها وأمسكت بيده، وخفّضت من حدة نبرتها.قالت: "لقد وعدتُك ألّا أغادر مدينة الشمال، لكنني لم أكن أعلم أنني سأُختطَف، هل تتخيل كم كنتُ خائفة حينها؟"أسرع أحمد يطوّق خصرها بذراعيه، وسمعت صوته الخافت يأتي من فوق رأسها: "أستطيع أن أشعر بما شعرتِ به".تابعت سارة: "كانت تنوي قتلي حقًا، ولو لم أكن قد شعرت بالخطر مبكرًا وخبأت سكينًا معي، لكنت الآن جثةً بين يديها".شدّت سارة على طرف قميصه وقالت: "أنا واثقة أنك استندتَ إلى المعلومات التي زودتُك بها، واك
Read more

الفصل 314

ما إن اطمأن أحمد على سارة حتى غادر مقصورة السفينة، وعند انغلاق الباب خلفه بدأت توترات سارة تهدأ تدريجيًا.بسطت راحتها ونظرت إلى قطرات العرق المتجمعة بكثافة على كفها، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة يملؤها العجز.منذ متى تحوّلت علاقتها بأحمد إلى علاقة مشوبة بالحذر والترقب؟لا هي علاقة حب، ولا هي صداقة، ولا حتى علاقة رئيس بموظفة.كان من الصعب عليها أن تجد وصفًا دقيقًا يختزل طبيعة ما يجمع بينهما.طالما أنه لن يمسّ تامر بسوء، فهذا اليوم يُعدّ اجتيازًا جديدًا لخطر آخر.على سطح السفينة، وتحت وطأة الرياح العاتية والمطر الغزير، كان جسد تامر قد ابتلّ بالكامل.تفحّصه أحمد بنظراته من رأسه حتى أخمص قدميه، وتحت هذا الفحص، وقف تامر منتصب القامة، لم يظهر في جسده أو ملامحه ما يدلّ على أي خضوع أو خوف.كانت عيناه الصافيتان مثبتتين على أحمد بثبات.في الواقع، كان تامر من ذلك النوع من الرجال الذين لا يثيرون إعجاب أحمد قط، إذ بدا طيبًا وبريئًا بشكل مبالغ فيه.لذلك، حتى في المرة السابقة على متن السفينة عندما حاول الاقتراب من سارة بتلك الطريقة، لم يأخذه أحمد على محمل الجد، واعتبره مجرد صبي أحمق لا يستحق الان
Read more

الفصل 315

قاطعه محمود قائلًا: "في ذلك الوقت على متن اليخت، كانت السيدة صفاء هي من استغلت الآخرين للإيقاع بالسيدة سارة، فصادف أن ذلك الشاب وُجد في المكان وتم جره إلى الحدث ككبش فداء، ولو أنه أدرك ما يجري منذ البداية، بل وتعمّد شرب العصير المُخدَّر، فأي دهاءٍ هذا الذي يملكه؟"قال الآخر: "وليس الدهاء وحده، لولا أن الرئيس التنفيذي أحمد وصل في الوقت المناسب يومها، لكانت السيدة قد وقعت في مأزق كبير، وعندها سيتذرّع هذا الفتى بتأثير الدواء ليتملّص من كل شيء، إن هذا الشخص مخيف للغاية"."بغضّ النظر عمّا إذا كان قد أنقذ السيد رشيد أم لا، فهو يتخذ من تلك الحادثة ذريعةً لادّعاء الإصابة، مما يدفع السيدة للشعور بالشفقة والذنب، حتى هذه اللحظة ما زالت تنظر إليه كطفلٍ صغير، لكنه لا يُكنّ لها مشاعر بريئة".قطّب أحمد حاجبيه بحدة، وغدت عيناه المظلمتان باردة كالجليد، ثم قال: "كيف تسير المهمة التي كلّفتك بها؟"قال محمود: "لا تقلق، قبل أن نُرحّله وضعنا جهاز تتبّع وتنصّت داخل حقيبته".أضاف أحمد: "بمجرّد وصوله إلى البر، اجعلوا أحدهم يراقبه عن قرب، لا تثيروا انتباهه".كان يشعر في غريزته أن ذلك الشاب لم يأتِ عبثًا، واليوم
Read more

الفصل 316

في تلك الليلة، بينما كانت سارة في حضن أحمد، ومع هدير الرعد والبرق في الخارج، وتمايل السفينة الخفيف من حينٍ لآخر، غفت سارة بعمقٍ على نحوٍ لم تتوقعه.منذ وقتٍ طويل لم تكن قادرة على النوم أو حتى الاسترخاء، فقد باتت تخشى حتى أحلامها، تخشى أن تجد نفسها مُختطفة من جديد.وإن حدث ذلك مرة أخرى، فلن تنجو.وفي الحلم، ظلت سارة تتمتم بلا توقف، "من أنت؟ لماذا تريد قتلي؟"ثم صرخت فجأة، "آه!"ضمّها أحمد بقوة إلى صدره، وهمس في أذنها بصوتٍ دافئ، "حبيبتي سارة، لا تخافي، أنا هنا".تدريجيًا هدأت أنفاسها، واطمأنت روحها، أما أحمد، فلم يستطع أن يغمض له جفن.وبينما كانت أنفاسها تنتظم، راح ينظر إلى ملامحها النحيلة في الضوء الخافت، وأخذ يتحسس يدها الرقيقة، فتدفقت في ذهنه صور سارة القديمة، تلك الفتاة التي لم تكن تفارقها الابتسامة.يتذكر جيدًا حين كانت حديثة الزواج، لا تزال تحتفظ بملامح الطفولة ووجنتيها الممتلئتين، كان فيها شيء من البراءة.أما الآن، فقد صارت أكثر نحولًا، وأضحت ملامح وجهها دقيقة ونقية، لكنها لم تعد تشبه نفسها القديمة، حتى ابتسامتها اختفت.كل لقاءٍ جمعهما مؤخرًا كان ينتهي بحزنٍ ما، لم يرَ ابتسامتها
Read more

الفصل 317

لعل نسيم البحر هذا اليوم كان أكثر لطفًا من المعتاد، أو أنّ وهج الغروب كان دافئًا على نحوٍ غير مألوف.وربما، كانت مجرد مريضةٍ وحيدة قضت وقتًا طويلًا في صقيع الحياة، فباتت تنكسر بسهولة أمام القليل من الحنان الذي يقدّمه الآخرون.دون أن تعي السبب، تبعت سارة خطوات أحمد وصعدت إلى الجزيرة، وكانت شمس مطيعة للغاية، فما إن رأت سارتها تغادر حتى أسرعت للحاق بها.الجزيرة كانت جميلة بحق، وإن لم تكن كبيرة، إلا أنّ كل ما فيها كان مكتملًا، من المرافق إلى الأجواء.كانت مزروعة بأنواع شتى من الزهور، تتفتح طوال فصول السنة، ومثلًا، كان الطريق الذي تمشي عليه سارة الآن محاطًا بأشجار الكرز المزهرة على جانبيه.لم يكن هناك عمّال نظافة يتدخلون في طبيعة المكان، فتركوا أزهار الكرز تنمو وتسقط كما تشاء، وقد غطّت الطريق بطبقة سميكة من بتلاتها، فأصبحت الأرض أشبه بسجادةٍ من الزهر.ومع هبوب النسيم، كانت بتلات الكرز تتطاير في الهواء كأسرابٍ من الفراشات الراقصة.بدت شمس شغوفةً بهذا المكان، لم تكفّ عن التقلّب والتدحرج في أحضان الزهور.بجانب الطريق كانت تطلّ البحر الرائع، مياهه صافيةٌ كأنها لم تُمسّ، ورماله ناعمةٌ بلون الحلي
Read more

الفصل 318

لاحظت سارة غياب كلٍّ من خالد ومحمود، لكن كان في الجزيرة عدد لا بأس به من الخدم والطهاة، وقد أعدّوا لها مائدة عامرة بالمأكولات البحرية.لم تقل شيئًا، بل انهمكت في تناول حسائها بصمت.ذلك الصمت الغريب جعل أحمد يشعر بعدم ارتياح، فبادر إلى فتح الحديث قائلًا: "حبيبتي سارة، أذكر أنكِ كنتِ كثيرة الكلام فيما مضى".توقفت سارة قليلًا، أجل، لقد كانت كذلك من قبل.في ذلك الوقت، كان أحمد منشغلًا طوال الوقت، إما في رحلات عمل أو في مكتبه، والوقت الذي يمنحه لها كان ضئيلًا للغاية.كانت سارة تقدّر كل ثانية تمضيها برفقته، لذا، كانت أكثر مَن يضجّ بالحيوية أثناء تناول الطعام، تتحدث بلا توقف، بشفتين لا تملّان، تملأ الأجواء حياةً.تعرّضت للسعال مرارًا بسبب استعجالها بالكلام، لكنها ما إن تشرب قليلًا من الماء حتى تتابع، ووجهها لا ينفك عن الابتسام بحماسة.أما الآن، فتعابير وجهها خالية من أي ملامح، لا ضحك، ولا حتى حزن أو فرح.وضعت سارة عيدان الطعام جانبًا، ومسحت شفتيها بمنديل الطعام، ثم سألت بهدوء: "فماذا تريدني أن أقول لك؟ هل أسألك إن كانت أعمالك تسير بسلاسة مؤخرًا أم ماذا؟"عجز أحمد عن الرد، متى أصبح الحديث بينه
Read more

الفصل 319

منذ عدة أشهر، بدأ أحمد يشعر بقلقٍ لا مبرر له، كان يخشى أن تكون سارة قد أصبحت نحيلةً فجأة بسبب مرضٍ ما، لذا خصّص لها فحصًا طبيًا شاملًا، لكن نتائج الفحص أظهرت أنها لا تعاني من أي مرض خطير.حين رأى الدواء في يدها، شدّه القلق على الفور، إلا أن سارة كانت قد ابتلعته بالفعل.شربت كمية كبيرة من الماء الدافئ، ثم مسحت ما تبقّى من رذاذ الماء عند شفتيها بمنديل ورقي، وبعدها سحبت معصمها من راحة يده."دواء للمعدة".صحيح، لقد ذكرت من قبل أنها تعاني من مشكلاتٍ في المعدة.قطّب أحمد حاجبَيه قليلًا، وقال: "سأطلب من الطبيب أن يمرّ غدًا".فردّت سارة ببرود: "ألم تُجرِ لي فحصًا من قبل؟ ورأيتَ النتائج بنفسك؟ أنا في كامل صحتي!"وفي زاوية شفتيها لمعة ساخرة، حيث عادت في تلك اللحظة إلى تذكّر ملامح وجه أحمد يوم الفحص الطبي.كم مرّة قالت له من قبل إنها مريضة، وفي النهاية لم تلقَ منه سوى السخرية.لذا، لم تعُد ترغَب في أن تضع نفسها في موقفٍ مهين من جديد، ولن تشرح له أي شيء، حتى لا يظن أنها تتظاهر بالضعف.أحمد خفّض بصره نحو عبوة الدواء، فلم يجد عليها أي ملصق يوضح نوعه أو صلاحيته."لماذا لا يوجد شهادة اعتماد لهذا الدوا
Read more

الفصل 320

وسط الأضواء المتلألئة لحشرات اليراع، بدا وجه أحمد في غاية الجدية.بللت سارة شفتيها الجافتين وهمست بهدوء: "أحمد، هل كانت صفاء مجرد نزوة عابرة بالنسبة لك، أم أنها فعلًا حبيبة قلبك القديمة؟"ضحك أحمد بمرارة، "لو كانت هي من أحببتها بصدق طوال الوقت، فلماذا تزوجتكِ إذن؟ يا حبيبتي سارة، أما زلتِ لا تدركين ما الذي أشعر به نحوكِ؟"لقد آذاها من قبل، لكنه أيضًا منحها حبًا حقيقيًا، لولا ذلك لما ظلت مترددة في الرحيل طوال هذا الوقت."إذًا كانت نزوة؟ فقط لتغيظني؟"مرّ عامان، وعلى الرغم من أن هذا الزواج قد انتهى، لا تزال ترغب في أن تنال تفسيرًا يعيد لها بعض الكرامة.فجأة، احتضنها أحمد، وسمعته سارة يتنهد بقرب أذنها."يا حبيبتي سارة، سأخبركِ بكل ما حدث بيني وبينها، دون إخفاء أي شيء، ولكن ليس الآن، سارة، هل يمكنكِ أن تصدقيني مرة أخيرة فقط؟"وكأنّه خشي أن ترفض، فأردف على الفور: "لا تصدقي ما يكتبه أولئك على مواقع الأخبار التجارية عن حبيبة القلب القديمة، صفاء بالنسبة لي لم تكن سوى أخت صغرى نشأت معنا في نفس الدائرة، لكن…"رفع رأسه فجأة، والتقت عيناه بعيني سارة، "لكن في قلبي، توجد فعلًا حبيبة قديمة، لكنها ليس
Read more
PREV
1
...
303132333435
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status