All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 301 - Chapter 310

350 Chapters

الفصل 301

حين ذكر اسم سارة، وقد اختفى من وجه ليلى كل ملامح الابتسامة، وقالت ببرود: "يبدو أن خيال الرئيس التنفيذي أحمد واسع جدًا، لمَ لا تبدأ بكتابة الروايات؟"ردّ أحمد بنبرة واثقة، يلفظ كلماته كلمةً كلمة: "سمعتُ أنكِ البارحة تناولتِ طبقين من الأرز، وطبقين من الحساء، وثلاثة أطباق من الطعام"."وهل يُمنع على موظفة مُرهقة أن تأكل جيدًا؟"تابع أحمد: "قبل ذلك، كنتِ تعيشين كأنكِ جسد بلا روح، بالكاد تنتهين نصف صحن من الطعام في اليوم، أما البارحة، فقد اشتريتِ حتى فستانًا جديدًا".همّت ليلي بالمراوغة، إلا أنّ نظرة أحمد كانت ثابتة، وحادة، كأنها تنفذ إلى أعماقها، وكأنّه كشف كل ما تحاول إخفاءه منذ البداية."أخبِريني، أين رأيتِ حبيبتي سارة؟"لم يكن سؤاله استفسارًا، بل تأكيدًا.ليلي صرخت فجأة وهي تنهض من مكانها، وقد احمرّ وجهها غضبًا: "هل فقدتَ عقلك؟! تحفظ حتى ما أتناوله كل يوم بهذا التفصيل؟ لماذا لا تحتفظ كذلك بتاريخ دورتي الشهرية أو إمساكي؟"لكن ما صدَمها حقًا، أنّه تنهد، بل تنهد بأسى!قال أحمد: "ليلي، أنتِ تعرفين كل شيء عني وعن سارة، أنا لم أرد يومًا أن تُختطف، لقد كنتُ أبحث عنها طوال هذه الأيام، وإن كانت ل
Read more

الفصل 302

ما إن وصل أحمد إلى عتبة الباب حتى استدار سريعًا ونظر إليها، وقال: "خالتي، ماذا قلتِ للتو؟"لم تكن نور قادرة على كبح دموعها، رفعت ساعة الهاتف الصغيرة التي تتخذ شكل دب صغير، وقالت بصوتٍ باكٍ: "هذه الساعة أعطيتُها لسارة في الليلة التي سبقت خطوبتكما، عندما كانت صغيرة وعدتُها بأنني سأهديها هذه الساعة الحديثة إذا حصلت على المركز الأول في الامتحانات، لكنني رحلتُ تلك السنة، هذه الساعة كانت محاولتي لتعويضها".رفعت نور الساعة إلى صدرها، وتابعت، "لا بد أن سارة جاءت إلى هنا، لكنها لا تريد هذه الساعة، ولا تريدني أنا، أمها، إنّه خطئي، كلّ هذا خطئي".ركض أحمد مسرعًا إلى الخارج.كان المستشفى واسعًا ومزدحمًا، والناس يتنقلون من كل جانب، لكنه لم ير الشخص الوحيد الذي يتوق لرؤيتها.صرخ عاليًا، "حبيبتي سارة!"ناداها بأعلى صوته، لكن لم يُجبه أحد.اقترب منه محمود وقال: "يا سيد أحمد، لقد تحرّينا الأمر، المرأة التي وضعت الساعة هي عاملة نظافة في المستشفى، قيل لها إن هناك من دفع لها مالًا لتفعل ذلك، السيدة لم تأتِ إلى هنا".شعر أحمد وكأن قلبه يغوص في قاع بارد، سارة حتى في مرض نور الشديد لم تأتِ لتلقي نظرة واحدة،
Read more

الفصل 303

حين رأى تامر المشهد، انحنى سريعًا ليلتقط الكرة الحمراء الصغيرة التي سقطت، إلا أنّ يدًا ذات مفاصل واضحة ورفيعة سبقته إلى التقاطها، وبدأت تتأملها بتمعّن بين الأصابع.قال القادم بصوت دافئ معتدل: "هذه الكرة الصغيرة تبدو فريدة حقًا".التفت تامر نحو مصدر الصوت، فوجد رجلًا ذا ملامح رقيقة وجذابة، كان هو الآخر يرتدي بدلة رسمية أنيقة بلوني الأبيض والأسود، ولكن على الرغم من التشابه في الهيئة، إلا أنّه كان مختلفًا تمامًا عن أحمد من حيث الهالة.أحدهما حاد كالشفرة، والآخر ناعم كالماء.حتى عينيه وحاجبيه كانا كأشعة شمس دافئة في ربيع مارس، يبعثان في النفس شعورًا بالدفء.كان هذا الرجل أحد أصدقاء أحمد المقربين، وهو رامز، الطبيب المختص بالحياة الصحية.ومن هذه المسافة القريبة، كان من الممكن تمييز تلك الرائحة العطرة الباردة التي تفوح من جسده، مزيج من الأعشاب الطبية المختلفة.ابتسم تامر بلطف وقال: "إنها مصنوعة يدويًا، مختلفة تمامًا عن تلك المصنّعة آليًا في الأسواق الآن، شكرًا لك يا سيدي".ناول رامز الكرة لتامر ووضعها في راحة يده قائلًا: "بما أنّك لم تنتبه حتى لمفتاح سيارتك، فلا بد أنّ هذه الكرة الصغيرة تعني
Read more

الفصل 304

كانت السفينة على وشك الإبحار حين وصل أحمد أخيرًا إلى الميناء في اللحظة الحاسمة.خالد كان يقود مجموعة من رجال الإنفاذ حين صعدوا على متن السفينة، قال بلهجة رسمية: "تلقينا بلاغًا عن وجود بضائع مهرّبة على متن السفينة، الجمارك بحاجة إلى استدعائها للفحص، لن تُبحر اليوم".أسرع أحد التجّار بالقول: "يا رفيق، أنا أقدّم بلاغاتي وفق القوانين، أنا أعمل في هذا الخط البحري منذ أكثر من عشر سنوات، كيف يُعقل أن أهرب شيئًا؟"ردّ خالد ببرود: "هل تهرّب أم لا، سنعرف ذلك حين ننهي التفتيش، تنحّ جانبًا".وفي لحظات، اجتاح سطح السفينة الكبير جمعٌ من الرجال كالسيل، وأُحيط أحمد من كل جانب، يقف في المركز كإلهٍ يحدّق من عليائهً إلى تلك الحشرات المتناثرة.ألقى نظرة سريعة على المسؤولين، لكن لم يكن بينهم أي أثر لتامر.رفع أحمد ذقنه وسأل بصوت منخفض: "أين تامر؟"أجابه أحدهم: "السيّد تامر؟ هو مدلّل وضعيف، كيف له أن يكون معنا في تحميل البضائع؟ يا هذا، لا تُمازحنا بمثل هذه الأسئلة".خالد أمسك بياقة الرجل بنفَسٍ ساخر ونبرة باردة: "كفّ عن المراوغة، أعلم تمامًا أنه على متن هذه السفينة، أخرِجوه".كانوا قد راجعوا تسجيلات المراقب
Read more

الفصل 305

بدأت السماء تُظلم تدريجيًا، واشتد المطر قليلًا، ترافقه رياح هوجاء تعصف بأمواج البحر فتضرب السفينة بعنف.جلست سارة في مقصورة السفينة الدافئة، تشعر بذلك الإحساس العائم المتأرجح وسط البحر، ولم تكن تحب هذا الشعور أبدًا؛ إذ يجعلها قلقة وغير مستقرة.ولا يمكن إنكار أنّ تامر كان شديد الاهتمام، فقد طلب مسبقًا أن يُعاد تزيين الغرفة خصيصًا من أجلها، فبدت أشبه ما تكون بغرفتها القديمة، بكل تفاصيلها.كانت شمس تتكوّم داخل فراشها الخاص، تغطّ في نوم كسول، في حين انبعث من الغرفة عطر لطيف يُشعرها بالاطمئنان، تصاحبه موسيقى هادئة تبعث على الاسترخاء.وعلى الطاولة قُدّمت بعض الحلويات الخفيفة من المتجر كفطائر مقرمشة، وحلوى خيوط التنين، وحلوى المانغو الباردة، وكعكات اللوتس المحشوة.لكن سارة لم يكن لديها شهية، كانت تمسك بكتاب بين يديها، إلا أنها بالكاد قرأت سطرين قبل أن تحوّل نظرها بعيدًا.كأنها نملة على صفيح ساخن، تدور داخل الغرفة بقلق واضح، غير قادرة على البقاء ساكنة.ثم، وفي تلك اللحظة، توقفت السفينة عن الحركة، مما زاد من قلقها، فألقت الكتاب جانبًا ونهضت لتخرج وتسأل عمّا يجري.وعند الباب، التقت بنظرات تامر،
Read more

الفصل 306

اتكأت سارة على حافة الباب، وجهها شاحب كالثلج، وجسدها كله يرتجف بقلقٍ لا إرادي.عادت إلى ذهنها صورة أحمد وهو يحمل فارس على شاطئ الجزيرة، حين ظهر بقوته الطاغية، مهددًا حياة كل من على الجزيرة في سبيل إرغامها على الخضوع.في ذلك اليوم، توسلت إليه بذلٍ لا يُحتمل، ودفعت ثمناً عمرًا كاملًا من القيود، فقط لتُنقذ من أحبّت.لكنها أخلفت الوعد.في خضم هذا، ومض في عقلها وجه أحمد البارد، شفتاه تتحركان كما لو كانت تسمع صوته.وكأنه يقول، قلتُ لكِ، لن تنجحي في الهروب!حين رأى تامر سارة واقفة عند الباب، شاحبة الوجه وشعرها يتطاير بعشوائية تحت هبوب الريح، أسرع نحوها بخوفٍ واضح."سارة، وجهكِ يبدو شاحبً جدًا، هل معدتكِ بدأت تؤلمكِ مجددًا؟"عندها فقط استعادت سارة وعيها، لقد جمدتها نسمات البحر الباردة، فجسدها كله كان ينتفض، وتمتمت بشفاهٍ مرتجفة: "تامر، أنا نادمة".كانت على وشك الانهيار، وعينها امتلأت بالدموع، ما جعل تامر يشعر بحزنٍ عميق."ما هذا الكلام يا سارة؟ لم يتبقَ على حريتنا سوى خطوة واحدة، اصمدي قليلًا بعد، وسنصل أخيرًا إلى الخلاص".هزّت رأسها نافية، وقالت: "لا، الأمر ليس كما تظن، ذلك الرجل لن يتركني أب
Read more

الفصل 307

ساورت سارة بعض القلق، فقررت أن تضع مساحيق التجميل بشكل عشوائي، لطخت بشرتها لتبدو أغمق لونًا، بل وزيّنت وجهها ببعض النمش الخفيف المتناثر.حتى لو وقف أحد ممَّن يعرفها جيدًا أمامها، فربما لن يتمكن من التعرف عليها.أنزلت الغطاء ببطء، كاشفةً عن وجهها المُسود، ثم قالت بهدوء: "حضرة الشرطية، هل هناك ما يشغل بالكم؟ أشعر بدوار البحر، أرجو المعذرة".قالت الشرطية: "نحن في مهمة للقبض على أحد تجّار المخدرات، نرجو منكِ التعاون معنا في تحقيق بسيط".أخرجت دفترها وبدأت تسأل: "ما اسمكِ؟ مهنتكِ؟ إلى أين تتجهين؟ كم عدد الركّاب على متن السفينة؟"حافظت سارة على رباطة جأشها، وأجابت على الأسئلة بهدوء ووضوح.قالت الشرطية بعد أن أنهت التدوين: "حسنًا، لا توجد أي مشكلات، ونعتذر لكِ على الإزعاج".كانت على وشك المغادرة، لكنها تذكّرت شيئًا وأخرجت قرصًا دوائيًا من جيبها، ثم قالت: "بالمناسبة، لدي دواء لدوار البحر، فعاليته ممتازة".مدّت سارة يدها وهي تقول: "شكرًا"، لكن عين الشرطية وقعت على يدها البيضاء الناعمة التي بدت هشة كأنها بلا عظام.شعرت سارة بشيء غريب، وساورها القلق؛ فاللون بين يدها ووجهها بدا وكأنهما ينتميان لجس
Read more

الفصل 308

اجتاحت سارة موجة قمع مرعبة مصدرها أحمد، حتى بدا لها وكأنها تبتلعها تمامًا، فارتجف جسدها كله بلا إرادة.كان في ذهنها أمرٌ واحد فقط، أنه قد انتهى أمرها!أما تامر، فظل هادئًا، واقفًا بجانبها حاميًا إياها من المطر والرياح بمظلته، صوته هادئ وناعم: "سارة، الجو بارد بالخارج، الانتظار في الداخل سيكون هو ذاته".فهم الآن لم يعودوا سوى طيور حُبست داخل قفص، وسواء ما فعلته سارة أو قررت، لن يُغيّر شيئًا من النتيجة النهائية.وقفت سارة مذهولة، تحدّق بذلك الرجل الواقف عند مقدمة السفينة، وهو يقترب شيئًا فشيئًا، حتى التقت السفينتان في لحظة واحدة.وقبل أن تستقر المركب تمامًا، كان أحمد قد وصل بالفعل إلى قاربهم الصغير، وكأنه نُقل إليه على جناح الريح.شعرت سارة كأن أحدًا جمّد جسدها تمامًا، لم تستطع أن تتحرك، ولا أن تتجاوب، ولا حتى أن تصدر أي فعل.كل ما استطاعت فعله هو النظر إليه وهو يقترب منها بخطى ثابتة وسط المطر الغزير، في حين كان البحر خلفه يزمجر بعنف.ذلك القُرب القصير جدًا بينهما، جعل سارة تشعر وكأن روحها تُنتزع منها.لم تكن تعرف كيف تواجه أحمد، ولا ما الذي يخبئه في جعبته لها ولتامر.لكن في اللحظة التي
Read more

الفصل 309

بالمقارنة مع خالد، بدا محمود أكثر هدوءً بكثير.تجهم وجهه وقال بنبرة باردة: "سيّدتي، عليكِ أن تدركي مكانتكِ، فالرئيس التنفيذي أحمد لم يغمض له جفن لعدة أيام بحثًا عنكِ، أما أنتِ الآن فتقفين أمام رجلاٌ آخر، هل فكّرتِ في شعوره؟"كيف لا تعلم سارة بذلك؟ لكنها، هل كانت تملك خيارًا آخر أصلًا؟قالت: "هذا الفتى هو أخي الصغير من الجيران، أنا من توسلتُ إليه أن يساعدني في الهروب، كل شيء هو خطئي، لا تؤذوه من فضلكم".ابتسم تامر برفق وهو يراها قلقةً إلى هذا الحد، وقال: "سارة، لا فائدة من الكلام، لقد كنت مستعدًا مسبقًا لهذا المصير".لقد خاض هذه المغامرة بكل جرأة، وكان يراهن على مصير سارة بأكمله.كان على بُعد خطوةً واحدة من الفوز، لكنه في النهاية خسر بسبب قلة الحظ.لم يتوقع أبدًا أن يتمكن أحمد، ملك عالم الأعمال، من تحريك قوات خفر السواحل بهذه السهولة.حدّق أحمد في وجهه مباشرة، وصوته بارد كالجليد: "أنت ذكي فعلًا".رد تامر: "لستُ بذكائك، حتى القدر وقف في صفك، كنتُ على بُعد خطوة، ومع ذلك خسرت".وقف تامر بثبات وشموخ، يشبه غصن خيزران ناصع البياض، ينبض بالكرامة والعزيمة، لا يمكن وصف كبريائه بالكلمات.أحمد كان
Read more

الفصل 310

بينما كانا يتحدثان، كان خالد قد أحكم تقييد تامر ورفعه بخفة إلى جانب السفينة، وعلى وشك أن يلقيه في البحر في اللحظة التالية.بالنسبة لهم، كان الأمر أشبه بإسقاط كرات العجين في الماء، يفعلونه بلا تردد، بل وعلى وجوههم ارتسمت ابتسامات انتقامية.فزعت سارة بشدة، ولم تعر تهديد أحمد أي اهتمام، وركضت بسرعة نحو الخارج.قال محمود: "سيدتي، المطر في الخارج غزير، عودي إلى الداخل، إن مرضتِ فستكونين أنتِ والرئيس أحمد من سيتأذيان بالنهاية".تابع بنبرة باردة: "لقد بذل الرئيس أحمد جهدًا كبيرًا حتى تمكّن من العثور عليكِ، ولو تأخر لحظة واحدة فقط، لكانوا قد أخذوكِ فعلًا، وهذا مصيرهم الذي يستحقونه".لكن سارة لم ترد عليه، بل تسلقت بسرعة على السور.محمود أدرك أن الأمر ليس على ما يرام، فأسرع يطلب من رجاله إيقافها، لكن الوقت كان قد فات، سارة كانت تتسلق بعزيمة من قررت التضحية بحياتها.أحمد أيضًا اندفع خلفها، وجهه غائم بالغضب، وصوته مملوء بالقلق وهو يهتف: "سارة، انزلي حالًا!"قالت تامر: "أختي سارة، لا تفعلي شيئًا طائشًا!"كانت سارة واقفة على حافة السفينة، وخلفها البحر الغاضب كوحش مفترس لا يتوقف عن الزئير، وكأنه على
Read more
PREV
1
...
2930313233
...
35
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status