Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 351 - Bab 360

400 Bab

الفصل 351

ذُهلت سارة تمامًا، فحتى عندما لمسها على متن السفينة، لم يكن الأمر سوى قبلة عابرة، لا أكثر.لكن حين أدركت أن هناك خطبًا ما، كانت قد سقطت بالفعل في شباكه، ولم يعد بوسعها الإفلات.كان أحمد يطوّقها ككرمة متشابكة في غابة بدائية، تلتف حولها بإحكام، لا تترك لها فرصة لالتقاط الأنفاس.ربما لأنه أثناء يقظته يشعر تجاهها بالكثير من الذنب ويتردد كثيرًا، أما الآن، فعقله ضبابي بالكامل، وتصرّفاته تسيرها الغريزة وحدها.سارة حاولت المقاومة، لكن دون جدوى.استنشق أحمد رائحتها المألوفة، ولم يشعر بالطمأنينة إلا حين ضمّها بين ذراعيه.قالت له: "أحمد، أفق قليلًا، هل تعرف ما الذي تفعله؟"رفع يدها فوق رأسها بسهولة، مفككًا دفاعها وكأنها لا تملك قوة، والعرق يتصبب من جبينه، حلقه بدا وكأن سكينًا شقّه، وصوته أجشّ بالكاد يُسمع: "حبيبتي سارة، لم أشعر يومًا أنني بهذا الوضوح، لقد قلتُ لكِ من قبل، سيكون لدينا طفل مجددًا".طفل…لم تفهم سارة سبب تمسكه بهذا الأمر، لكنها في تلك اللحظة لم تفكر إلا في الهرب."دعني، يا أحمد، لا تدفعني لكرهك"."وإن كان الحقد هو الرباط الوحيد الذي يمكن أن يربطنا، فلتكرهيني إذًا".كان ضوء خافت يتسل
Baca selengkapnya

الفصل 352

أحمد نام نومًا عميقًا امتد حتى حلول الظلام، ولم يستفق إلا ببطء، وكأن روحه عادت إليه على مهل.ما إن فتح عينيه حتى أدار رأسه فورًا إلى جانبه، فوجد المكان خاليًا، لا أحد بجواره.رفع الغطاء ونظر إلى نفسه، ملابسه ما زالت كما كانت، مرتبة كما لو لم يمسها شيء.خيمت على قلبه خيبة خافتة، تنبع من عمق الحنين، يبدو أنه اشتاق إلى سارة أكثر مما ينبغي، وخاف من فقدانها لدرجة أنه راح يحلم بها بتلك الصورة.فكر في نفسه، إن كان قد فعل أمرًا كهذا حقًا في مثل هذه اللحظة، فلا شك أن سارة كانت لتزداد نفورًا منه.مد يده إلى رأسه الذي ما زال يثقل من أثر الحمى، لكنه شعر أخيرًا أن التعب قد تلاشى، والحرارة انخفضت، وبدنه استعاد شيئًا من النشاط.اغتسل وخرج نظيفًا نشيطًا، مظهره بدا منتعشًا، وفي الأسفل كانت السيدة هالة ترتدي المئزر وتتنقل داخل المطبخ بين الأواني بخفة.وما إن رأت أحمد ينزل حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة ودودة.وقالت: "سيدي، لقد استيقظت أخيرًا، لقد نمت طويلًا، لا بد أنك جائع، لا تقلق، أنا توليت الأمر، أعددت لك الكثير من الأطباق التي تحبها أنت والسيدة".عقد أحمد حاجبيه وقال: "من تقصدين؟"قالت السيدة هالة: "ا
Baca selengkapnya

الفصل 353

رأت سارة في منامها تلك الأيام التي كان أحمد يدللها فيها كما لو كانت كنزًا ثمينًا.فقط لأنها ذكرت ذات مرة، عابرًا، كم تبدو الورود جميلة ومفعمة بالحياة، خصّص لها حديقة ورد كاملة.كانت الحديقة تضم عشرات الأنواع من الورود، مختلفة الأشكال والألوان، يعتني بها البستاني بعنايةٍ فائقة.استغرق الأمر عامًا كاملًا حتى أخذت الحديقة شكلها الأول، وتصادف أن كان افتتاحها يوم عيد ميلادها تمامًا.قال لها حينها إن لديه ارتباطًا في المساء ولن يتمكن من تناول العشاء معها.تقلّصت ملامح وجهها حين أنهت المكالمة، ورغم خيبة أملها، لم تلُمَه.فقد كان زمام السلطة في عائلة أحمد بيده، ومجموعة عائلة أحمد تضم الكثير من المشاريع والشركات، كان من الطبيعي أن يكون منشغلًا.ليس سوى عيد ميلاد، وهي شابة صغيرة، أمامها الكثير من الأعياد القادمة.ذلك اليوم، في الظهيرة، خَبزت كعكة صغيرة لنفسها، ومع أن مزاجها لم يكن على ما يرام، حاولت مرارًا وفشلت في إعداد عجينة الكعكة.لم تهتم كثيرًا بالنتيجة، فقط أخرجت ما خبزته وغطّته بالكريمة بعشوائية.عبست شفتيها الصغيرة وتوعّدت أن تُجبر أحمد على تذوقها عندما يعود ليلًا.لم تكن تعلم أن اليوم ي
Baca selengkapnya

الفصل 354

كان أحمد على وشك أن يُكمل ما بدأه، حين دوّى صوت السيدة هالة من الطابق السفلي بلهجة صريحة وقوية: "سيدي، هل استيقظت السيدة؟"كان صوت المرأة متينًا وعميقًا، اخترق جدران الطابق ووصل مباشرة إلى أذني سارة، وكأن دلواً من الماء البارد قد سُكب عليها، فغمرها من رأسها حتى أخمص قدميها، وجعلها تستفيق تمامًا.توقفت عن الحركة فجأة، وفي ظلمة الغرفة لم تكن ترى سوى ملامح أحمد الغامضة، فلم تتمكن من قراءة تعبير وجهه.لم يكن هذا حلمًا!ما الذي كانت تفعله بحق السماء؟أخفضت سارة رأسها ونظرت إلى قميص النوم الذي مزقته بيديها.كانت على وشك الانفجار من الغضب!أسرعت بالاختباء تحت الغطاء، تحاول إخفاء نفسها وكأنها تستطيع محو ما حدث للتو.في تلك اللحظة اجتاح أحمد شعور عارم بالخذلان، لكنّه ما لبث أن ابتسم بسخرية من نفسه، ثم أخفى كل شيء داخله وقال بصوت منخفض: "الغداء جاهز، إذا استيقظتِ فتعالي لتأكلي".قال ذلك وهو يخرج من الغرفة، ولم ينسَ أن يغلق الباب بلطف خلفه.أما سارة، فكان وجهها قد احمرّ بالكامل وهي لا تزال مختبئة تحت الغطاء، عاجزة عن تصديق ما فعلته، كانت على وشك أن تلتهم أحمد حياً!لقد بلغت قمة الإحراج، وكأن كرام
Baca selengkapnya

الفصل 355

لم يكن أحمد يتوقّع أن تُميّز سارة زهرة من مجرد نظرة واحدة، وأن تتوصّل إلى نفس النتيجة التي توصّل إليها.في تلك اللحظة، بدا وكأن قلبه قد اُنتزع من صدره وأُلقي على مقلاة حارّة تُقلبه مرارًا وتكرارًا.خشيت سارة ألا يصدقها، فارتشفت رشفة من ماء الليمون لترطّب حلقها، ثم تابعت بهدوء: "أعلم أنّ هذه الحقيقة غريبة وصعبة التصديق، لكنني متأكدة من أنها هي، إن استخرجنا رفات أسماء وأجرينا تحليلًا، فسيظهر كل شيء بوضوح".قبض أحمد على مقبض السكين بإحكام، وقال بصوت منخفض: "لن يمكننا فعل ذلك".سألته: "لماذا؟"قال: "تم حرق الجثة، ودرجة الحرارة المرتفعة تُتلف الحمض النووي، حتى لو وافقتُ على فتح القبر، فلن تجدي سوى رماد".مالت سارة بجسدها إلى الوراء وأسندت نفسها إلى ظهر المقعد، وقد ارتجف صوتها قليلًا: "كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لقد زرتُ قبرها هذا الصباح، ورأيتُ أن التراب كان مقلوبًا حديثًا، وكأن أحدًا عجِل في تغطيته، هل يُعقل أن أحدهم سبقنا ونبش القبر؟"توترت عضلات ظهر أحمد، لم يتوقّع أن تكون سارة قد ذهبت إلى هناك.قال بجمود: "سأطلب من أحدهم التحقّق من الأمر".هزّت رأسها وقالت: "لا بد أن أتباع تلك الحشرة سبقونا
Baca selengkapnya

الفصل 356

قال أحمد كلماته ببطء وتثبيت، وكأن كل حرف يخرج من بين أسنانه: "مشاعر الطفولة؟ لماذا لم تخبريني أبدًا أن بينكِ وبينه أي علاقة من هذا النوع؟"كانت نظراته الغاضبة أشبه بعاصفةٍ تتلاطم داخل عينيه السوداوين.شعرت سارة بمرارة في قلبها، وقالت باستياء: "يسمح لك بأن تكون صفاء رفيقة طفولتك، ولا يُسمح لغيرك أن تكون له صديقة قديمة؟ لم أخبرك لأنني لم أجد لذلك داعيًا، لم يكن إلا صديقًا من أيام الطفولة لا أكثر، وأنت من يحمل أفكارًا ملوثة، فتظن أن الآخرين كذلك؟""هاه"ضحك أحمد ببرود: "أنا الملوث، وهو الطاهر؟"كان في ضحكته سخرية جارحة، جعلت سارة تشعر بالضيق، لكنها لم تتراجع، بل رفعت رأسها وقالت بثبات: "هل قلت شيئًا خاطئًا؟ أنت من خان زواجه، وخضت علاقة خارج إطار الزواج، وأنجبت طفلًا، إن لم تكن تلك خيانة، فلا معنى لكلمة خيانة أصلًا، وإن لم تكن ملوثًا، فلتُعد تعريف السواد."كان صدر أحمد يعلو ويهبط بغضب مكتوم، ثم صرخ: "سارة، هل تعلمين من هو؟ وهل تعلمين ماذا فعل؟"سألت سارة بتردد، وقد بدأ القلق يتسلل إلى قلبها: "وماذا عساه أن يفعل؟" خطر ببالها الهاتف الذي عجزت عن الوصول إليه، وما جرى الليلة الماضية في جهة أحم
Baca selengkapnya

الفصل 357

عجزت سارة عن الرد، ففي مثل تلك الظروف، حتى تأخُّر بسيط في سحب السلاح قد يُسقط المرء أرضًا، فكيف لشخص أن يواجه خصومه بسكين عارٍ دون حماية؟وعقب عودة تامر، لم يتحدث عن ما جرى في موقع الحادث بكلمة واحدة، بل اختصر الأمر كله بجملة عابرة وكأن ما حدث لا يستحق الذكر.حين رأت سارة مقطع المراقبة ذاك، واستحضرت وجه الفتى النقي الذي لا تشوبه شائبة، غمرها عرق بارد تسلّل من ظهرها، مبللًا ملابسها بلُهاث الذهول.لم تكن تتخيل أن من وثقت به حد الإيمان قد يكون شخصًا بهذه القسوة والدهاء.قالت: "إن لم يكن قد أُصيب، فمن أين جاءت تلك الجراح؟"وضع أحمد أطراف أصابعه الحارّة على ذقنها وهمس: "حبيبتي سارة، ألا تعلمين حقًا لماذا فعل ذلك؟ أليس دائمًا ما يبدو أمامك بريئًا، لطيفًا، حنونًا، كأنه شاب نقي لا تشوبه شائبة؟ لو كان قد أُصيب بسببكِ، ألا كنتِ ستشعرين بالذنب؟ ألا كان سيفترسكِ الندم؟"رمشت سارة، عاجزة عن إنكار ما قاله، فتابع أحمد قائلًا: "لا تنخدعي بصِغَر السن، فبعض القلوب تحمل دهاءً لا يقاس بالعمر، لولا أنني استخدمت سلطتي الخاصة في اللحظة المناسبة لأوقفكِ، لكان قد أخذكِ معه إلى الخارج، ولما استطعتُ العثور عليكِ
Baca selengkapnya

الفصل 358

في الحقيقة، كل شيء كان يمكن تتبّعه منذ وقتٍ طويل، تمامًا كما في تلك المرة حين بادر بنفسه واقترح زيارة رشيد، فاطّلع على جميع بياناته، بل وأجرى له فحصًا في المكان.كان وجهه حينها يحمل ملامحًا جادة للغاية، ملامح لم ترَها سارة على وجهه من قبل.رأى أحمد ملامحها تتغيّر بشدة، فهرع ليعانقها قائلًا: "حبيبتي سارة، الأمر ليس كما تظنين، أردت فقط حمايتكِ، حتى لا تُصابين بأذى مجددًا".رفعت سارة عينيها اللتين غمرتهما الدموع ونظرت إليه قائلة: "لكن... أكثر من جرحني كان أنت، أليست كلماتك هذه مثيرة للسخرية؟"ثم قالت: "ربما تامر قد خدعني، لكنك أيضًا لست بريئًا، أنتما في النهاية وجهان لعملة واحدة، ما الذي يمنحك الحق لتقول إنك لا تريد أن أتأذى؟"تملّصت سارة من بين ذراعيه وقالت: "شكرًا لأنك أخبرتني بهذه الأمور".قال أحمد: "حبيبتي سارة، لا تفتعلي شجارًا بيننا، صحيح أننا قضينا على وكر العصابة بالكامل، لكن الرأس المدبّرة لا يزال طليقًا، وإن خرجتِ الآن ستكونين في خطر كبير".لكن سارة نظرت إليه بعينين جادتين، ومسحت دموعها من طرف عينيها ثم سألته بهدوء: "أحمد، لو أن شقيقتك لم تكن قد ماتت، وكانت مصممة على قتلي، في أي
Baca selengkapnya

الفصل 359

"الأمر بسيط جدًا، تجربة دواء".شعر أحمد بشيء من الانزعاج، وبحركة لا واعية مدّ يده نحو جيبه بحثًا عن سيجارة، لكن عندما تذكّر وجود سارة تراجع على الفور، ثم مسّ أنفه في حرج خفيف، وأكمل الحديث."كل دولة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، تحظر بشدة بعض أنواع الأبحاث الخاصة، فهذه التجارب تُعتبر ضد الإنسانية، ومع رفض المجتمع لها، بدأ بعض الباحثين المتطرفين يتجمعون معًا"."ذلك المكان هو جنتهم، يمكنهم إجراء أي تجربة يريدونها دون أن يُعيروا أدنى اهتمام لما قد تسببه من ضرر للآخرين، إنهم يعيشون فقط لتحقيق نجاح تجاربهم".قالت سارة بنبرة خافتة: "حتى لو كانت نتائج هذه التجارب كارثية على المجتمع البشري، فهم لا يترددون؟""نعم، إذا لم يجدوا من يُجربون عليه الدواء، فإنهم يلقونه مباشرة في أوساط الناس، ويحوّلون البشر إلى حاضنات طبيعية للتجربة، بينما يقفون على قمة الجبل يسجّلون البيانات بجنون، ويواصلون تعديل تركيباتهم، حياة الإنسان بالنسبة إليهم لا تساوي أكثر من فأر تجارب، أو رقم بارد يظهر في شاشة الحاسوب".ضمّ أحمد شفتيه قائلًا: "لا أنكر أنهم طوّروا بالفعل العديد من الأدوية وساهموا ببعض النتائج المفيدة، لكن
Baca selengkapnya

الفصل 360

بقيت سارة مؤقتًا إلى جانب أحمد، أولًا لأن وجوده يوفر لها الحماية.وثانيًا لأن زهرة تكرهها كرهًا شديدًا، ولو ابتعدت عنها قليلًا، لربما هدأت الأمور، بينما كانت سارة تريد استغلال أحمد لاستدراج زهرة.لم تخبره بعد بأن تامر هو ذاته الطبيب جمال، فالوضع لا يزال غامضًا، وقد احتفظت بهذه الورقة الأخيرة لنفسها.على الأقل، والدها آمن في قبضته، والعملية الجراحية لا تزال بانتظاره، وسارة لا تريد في هذا الوقت بالذات أن تثير غضبه.نامت طوال النهار، لكن حين أقبل الليل، لم يساورها أي شعور بالنعاس.هاتف تامر ظل مغلقًا، وسارة تظاهرت بعدم معرفتها بهويته، وأرسلت له عدة رسائل.ولم يكن تامر وحده، فحتى جلال لا يزال مصيره مجهولًا.عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، خرجت لتملأ كوبًا من الماء، فرأت أن ضوء مكتب أحمد لا يزال مضاءً، ولم يكن يبدو عليه أنه سيخلد للنوم.لو كان ذلك في السابق، لكانت أعدت له وجبة خفيفة، خشية أن يبيت جائعًا.أما الآن، فقد اكتفت بشرب الماء وعادت إلى غرفتها، كأن لا رابط يجمعها به.في صباح اليوم التالي، ذهبت إلى المستشفى برفقة الحرس.كانت قد وعدت نور بأنها ستزورها باستمرار، وطبعًا، لم يكن دافع
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
3435363738
...
40
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status