Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 381 - Bab 390

400 Bab

الفصل 381

عند عودت أحمد إلى منزل عائلته، كان في ملامحه قدرٌ من الهم الخافت، غير أن عينيه ما إن وقعتا على سارة حتى تلاشى ذلك العبوس وتحولت نظراته إلى رقة.قال: "لقد عدتِ."لم تُعر سارة اهتمامًا للأمور العالقة بينهما، بل سارعت نحوه بخطًى قلقة، وسألت: "ماذا عن صفاء؟ كيف حالها؟"أجابها: "بين الحياة والموت.""هل ذلك من فعل أولئك المجرمين؟""لا يمكن الجزم حاليًا، كنتُ قد حدّدت موعدًا للقائها لأستفسر منها عن أمر السيدة نور، لكن لم نكد نلتقي حتى وقع الحادث، مع ذلك أظنها ستنجو."سألته سارة: "ولِمَ تظن ذلك؟"قال: "لو أن هدفهم كان إسكاتها وقتلها، لكانت تلك اللحظة أفضل فرصة، كانت لا تزال على قيد الحياة، وكان بإمكانهم ببساطة أن يقضوا عليها، لكنهم لم يفعلوا، بل أخذوها بطريقةٍ علنية، وهذا يدل على أن القتل لم يكن غايتهم."عبست سارة وقالت: "لكن لماذا استهدفوا صفاء؟"إن كانت نور قد تضررت بسبب علاقتها بها، فما علاقة صفاء إذن؟أحنى أحمد رأسه قليلًا، وفرك جبهته بإرهاق وهو يقول: "ما يمكن تأكيده هو أن مرض السيدة نور المفاجئ له علاقة بها، والعدو على الأرجح خشي من أن تُفصح لي عن أمرٍ ما، لذلك أقدم على هذه الخطوة."ضربت
Baca selengkapnya

الفصل 382

لم تكن ملامح الطفلة وحدها مختلفة، بل حتى شخصيتها كانت على النقيض تمامًا من فارس.كانت تلك الصغيرة تنظر إلى سارة بعينين ممتلئتين بعدائية واضحة، ورغم حداثة سنها، إلا أن الأطفال دومًا يعرفون أكثر مما يُظن.قالت صفية وهي تسرع في توضيح الأمر: "أعتذر منكِ يا سيدة سارة، فريدة بطبعها منطوية، ولا تحب أن يقترب منها الغرباء".كانت سارة قد سحبت يدها بالفعل، ورغم أنها لم تكن من النوع الذي ينقل مشاعره السلبية من شخص إلى آخر، ولم تكن لتُحمّل الطفلة كراهية صفاء، إلا أنها لم تجد داعيًا للتقرب منها طالما أن فريدة لا ترغب بذلك.العلاقات بين البشر غريبة حقًا؛ أذا تم الأخذ بفارس كمثال، فهو أيضًا ابن صفاء، ولكن سارة شعرت بألفة تجاهه منذ النظرة الأولى.قالت سارة: "لا بأس، إنها مجرد طفلة، لكن دعيني أسألكِ". "هل شُفيت ساقكِ؟" كانت عيناها تتجهان إلى ساق صفية.فقد كان جلال قد أطلق عليها رصاصة وهي على متن السفينة.ابتسمت صفية ابتسامة خفيفة وقالت: "أشكركِ على اهتمامكِ يا سيدة سارة، الطلقة لم تصب مكانًا خطرًا، وقد قضيت عدة أشهر في التعافي، ورغم أن بعض الأعصاب لا تزال بحاجة إلى وقت لتشفى تمامًا، إلا أن ذلك لا يؤثر
Baca selengkapnya

الفصل 383

هذه المرة، بدا الاستغراب على وجه سارة، ما حكاية هذا الطفل؟كما لو أنهما يلتقيان للمرة الأولى، مع أنه حين رآها أول مرة لم يكن قد تعلّم المشي بعد، ومع ذلك تشبث بثوبها وظل يناديها أمي."هو حقًا لم ينادِ أحدًا بأمي غيري؟""أبدًا، أنا أعيش مع الصغير ليلًا ونهارًا، نأكل وننام سويًا، باستثناء حديثه مع نفسه، لم أسمعه ينادي أحدًا قط، لا تنخدعي بصغر سنه، طبعه تمامًا كطبع السيد أحمد، منذ أن تعلّم المشي نادرًا ما يسمح لأحد بحمله، لهذا استغربت، كيف يكون بهذه الألفة معكِ يا سيدة سارة، بل ويناديكِ أمي!"كلماتها جعلت سارة تشعر بشيء من الحرج، فابتكرت عذرًا لتفسر الأمر، "ربما لأنه اعتاد عليّ أثناء وجودنا في الجزيرة، فأصبحت لديه رغبة في الاعتماد.""ربما، لكنني ما زلت أذكر كيف كنتِ شجاعة في تلك الليلة، أولئك الأوغاد كانوا يحملون السلاح ومع ذلك لحقتِ بهم، لولاكِ لما استطاع الصغير النجاة."ابتسمت سارة ابتسامة باهتة، ثم نظرت إلى فارس.الذي كان قد انكمش في حضنها يلعب بزينة مثبتة في ثوبها، وشفتيه الصغيرتين مبللتان بلعابه، يرسم على وجهه البراءة بكاملها.أما صفية فقد كانت منشغلة بتبديل حفاض فريدة، ثم حضرت لها زج
Baca selengkapnya

الفصل 384

عائلة صفاء.كان العم يوسف مصدومًا بالفعل، وها هي ابنته تقع في مأزق خطير، فبدت ملامحه منهكة للغاية.حتى أحمد، حين رأى حاله، شعر بشيءٍ من الشفقة، فقال بهدوء: "عمي يوسف، لا تقلق كثيرًا، صفاء لا تزال على قيد الحياة بالتأكيد، وإلا لما اضطروا لنقلها بهذه الطريقة العلنية."تنهد العم يوسف بمرارة، وقال: "حتى وإن كانت على قيد الحياة، فليست إلا بنصف روح..."ضرب الجد رائف الطاولة فجأة وقال بغضب: "من هذا الوقح الذي تجرأ على الاعتداء على حفيدتي في وضح النهار؟"فمنذ صغرها، كانت هذه الحفيدة الأقرب إلى قلبه، والآن وقد مسّ أحدهم فلذة كبده، فكيف له أن يظل ساكنًا!قال أحمد: "الأدلة الحالية تشير إلى منظمة الحشرات السامة."تغير وجه الجد رائف تمامًا، وقال بحدّة: "مستحيل! من المحال أن تكون الحشرات السامة!"شعر أحمد أن ردة فعله مبالغٌ فيها قليلًا، فالتفت إليه وسأله بعينين سوداويتين تلتمعان بحدة: "ولمَ لا يكونوا هم؟"تدارك الجد نفسه سريعًا وقال: "ألم تكونوا دائمًا في حرب مستمرة معهم؟ فكيف لهم أن يجرؤوا على الظهور بهذا الوضوح؟ ثم إن حفيدتي لا عداوة بينها وبينهم، فما الذي يدفعهم لهذا الفعل؟"عَقَدَ أحمد حاجبيه وق
Baca selengkapnya

الفصل 385

تواصل العم يوسف مجددًا مع منظمة الحشرات السامة، كان يظن أنها سترفض اللقاء بعد حادثة صفاء، إلا أنه تفاجأ بأنها وافقت على أن يلتقيها في الموعد والمكان المتفق عليه.لم يستطع فهم نوايا تلك المرأة، أحدهما يجرؤ على الحديث، والآخر يجرؤ على الحضور.بعد مناقشة الخطة، كان على أحمد أن يعود لترتيب الأمور بنفسه، وقبل مغادرته رأى الجد رائف شارد الذهن، وكأن روحه ليست في جسده.بعد مغادرته قصر عائلة العم يوسف، قال أحمد بصوت منخفض: "تحقّقوا من الأمور التي قام بها الجد مؤخرًا، ومن الأشخاص الذين التقى بهم."أومأ محمود سريع الفهم قائلًا: "هل تشك في الجد يا سيّد أحمد؟"رد بهدوء: "لو لم يكن هناك من يغطي على منظمة الحشرات السامة، لما كنا حتى الآن عاجزين عن العثور على أثر لها، وفي مدينة الشمال، لا يوجد الكثيرون ممّن يمتلكون القدرة على فعل ذلك، وتصرف الجد اليوم كان مريبًا للغاية."عقد محمود حاجبيه وقال: "لكن بمكانة الجد، لا يُعقل أن يتورط مع أمثال تلك المرأة المنحطة، أليس كذلك؟"قال أحمد: "هل تعرف لماذا يستهدف المحتالون الذين يبيعون منتجات صحية كبار السن تحديدًا؟ هل لأنهم أغبياء؟ لا أظن، فالحكمة غالبًا مع الكبا
Baca selengkapnya

الفصل 386

انطفأ الضوء في عيني سارة على الفور، وضعت المنشفة جانبًا وقالت بنبرة باردة: "حَمَّمْه أنت، وأنا سأبدل ملابسي."وما إن أنهت كلامها حتى غادرت الغرفة بخطى سريعة دون أن تلتفت لردّة فعل أحمد.هي لم تستطع يومًا أن تؤذي طفلًا، لكنها أيضًا لم تعد تحتمل مشهد أحمد وهو يدلل طفلًا آخر.ذلك المشهد يجعلها تفكر، إن كان ذاك الطفل لا يزال حيًّا، فهل كانت ستؤول الأمور اليوم إلى ما هي عليه؟لكنها تعلم أنه في النهاية، لن يكون هناك فرق، فقدومه إلى هذا العالم لم يكن ليجلب له سوى الخطر.فهي بالكاد تستطيع حماية نفسها أصلًا.دخل أحمد بعدها مباشرة، وكانت سارة قد بدأت بتبديل ملابسها، فكان أول ما وقعت عليه عيناه هو تلك المساحة البيضاء من بشرتها.أطلقت سارة شهقة خافتة، فاستدار أحمد بشكل لا إرادي.ثم سرعان ما أدرك أن كليهما قد تشاركا أكثر اللحظات حميمية، ومع ذلك بات ردّ فعلهما كما لو كانا غريبَين.حتى الجسد، في لاوعيه، صار يدرك بوضوح كم ابتعدا عن بعضهما البعض.ولم يدخل أحمد مجددًا إلا بعد أن انتهت سارة من تبديل ملابسها."أين الطفل؟ طفل صغير مثله، ألقيت به في حوض الاستحمام؟"قال بهدوء: "لا تقلقي، تركته مع صفية، لديّ
Baca selengkapnya

الفصل 387

لم تكن سارة نائمة أصلًا، فما إن ومض الضوء في ظلمة الليل حتى مدت يدها وأمسكت بالهاتف مباشرة.كانت رسالة من السيد مصطفى، يسألها إن كانت قد أخذت قسطًا من الراحة.أسرعت سارة تنهض من السرير، خشيت أن توقظ الطفل، فغادرت الغرفة واتجهت مباشرة إلى الحمام ثم اتصلت به."مرحبًا." جاءها صوته الدافئ العميق، "ما زلتِ مستيقظة في هذا الوقت المتأخر؟""نعم، سيد مصطفى، هل هناك أخبار جديدة؟""أجل، هناك أمران، أولهما أن السيد يوسف والسيدة روز على وشك اللقاء، والثاني أن الشخص الذي طلبتِ مني التحري عنه، توصلت إلى بعض المعلومات بشأنه."تألقت عينا سارة فجأة، لم تكن تتوقع الكثير، فهي كانت فقط تأمل أن تحصل على خيط بسيط، لكنها لم تكن تتصور أن يكون السيد مصطفى بهذا القدر من الكفاءة."من هو؟""داخل منظمة الحشرات السامة، يستخدمون أسماء مستعارة لا قيمة لها، واسمها الرمزي هايدي، لكنني حدّدت موقعها الحالي، هل ترغبين بلقائها قبل أن تنتقل إلى مكان آخر؟"كلماته، وإن بدت عادية، جعلت الحماسة تدب في عروق سارة، "هل يمكنني ذلك؟""لا أعلم ما بينكما من ضغائن أو خلاف، لكن أعتقد أن أفضل طريقة للتأكد من هويتها هي أن تواجهيها بنفسكِ،
Baca selengkapnya

الفصل 388

كانت سارة واثقةً من أن السيد مصطفى لم يكن يكذب، فقد كان ينظر إليها بعطف، خالٍ تمامًا من أي مشاعر بين رجل وامرأة.رمشت بعينيها قليلًا، ثم ابتسمت في هدوء، ترى، أهذا هو شعور من له أخٌ أكبر؟قالت مبتسمة: "لا بأس، لكن من المؤسف أنني الابنة الوحيدة في عائلتي، على عكسك يا سيد مصطفى، كم أنت محظوظ لأن لديك إخوةً وأخواتٍ كُثر".شعر السيد مصطفى ببعض الشفقة عندما رأى شحوب الحزن على وجهها، فأخرج ورقة من حقيبته الجلدية.قال: "صحيح، هذه هي معلومات هايدي، ألقي نظرة".يا له من رجل! لم تتجاوز الأمر سوى بإشارة عابرة، ومع ذلك، حتى أحمد لم يتمكن من العثور على شيء عنها، بينما ها هو السيد مصطفى يُسلّمها الملف كاملًا.غير أن الصورة الملصقة في الملف لامرأة ترتدي قناعًا على هيئة ثعلب، لم يظهر وجهها الحقيقي.شرح السيد مصطفى قائلًا: "هذه من قواعد منظمة الحشرات السامة، حفاظًا على الهويات، حتى من يعملون سويًا يوميًا لا يُسمح لهم بكشف وجوههم الحقيقية".أجابت سارة بتفهم: "أتفهم ذلك".ورغم أنها لم ترَ ملامحها، إلا أن ما كُتب في الملف كان مفصلًا للغاية، بداية من تاريخ انضمامها إلى المنظمة، إلى كل ما قامت به لاحقًا.لم
Baca selengkapnya

الفصل 389

شعرت سارة أنّ الأمر بدا مفاجئًا للغاية، فلم تُلحّ في السؤال، فعلى قدر العلاقة العابرة التي تجمعها بتلك المرأة، فإن ما باحت به من أسرار كافٍ لأن تشعر بالامتنان.توقفت السيارة عند زقاقٍ يخلو من كاميرات المراقبة، وكانت هناك مركبة رباعية الدفع سوداء مركونة مسبقًا في المكان.قالت المرأة: "علينا أن نبدّل السيارة.""حسنًا."سارعت سارة بالنزول، واكتشفت أنّ السيارة الجديدة تتمتع بأداءٍ عالٍ، حتى نوافذها مصنوعة من زجاج مضاد للرصاص.اتجهت السيارة نحو الضواحي، وبدا على سارة شيء من التوتر، ففتح السيد مصطفى الثلاجة الصغيرة، وأخرج زجاجتي لبن رايب، ثم قال وهو يناولها واحدة: "هل ترغبين في شرب بعض اللبن؟"نظرت إليه سارة بدهشة، ترى رجلًا يرتدي خاتمًا فاخرًا من الياقوت الأزرق، يشرب اللبن بطريقة طبيعية تمامًا، وكان بطعم الفراولة.قالت وهي تتناول الزجاجة: "شكرًا، شكرًا لك."ابتسم السيد مصطفى بخفة، وقال: "بصراحة، أغلب أفراد عائلتنا يحبون اللبن، خصوصًا بنكهة الفراولة."قالت سارة مبتسمة: "نعم، طعمه لذيذ فعلًا"، كانت تعلم أنه يحاول التخفيف من توترها، فبادلته الامتنان داخليًا.الطعم الحلو الحامض انتشر على طرف لس
Baca selengkapnya

الفصل 390

حين التقت نظراتها بنظرات صفاء القلقة، نزعت المرأة قناع الأوكسجين عن وجهها، ولم يعد في صفاء أي أثر لتلك الغطرسة التي عهدتها، إذ خرج صوتها واهنًا وهي تقول: "ما الذي تنوين فعله؟""ماذا أفعل؟" ابتسمت المرأة ابتسامة خفيفة، ووجهها الجميل لم يختلف كثيرًا عما في ذاكرة صفاء.لقد عاملها الزمن بلطف بالغ، فلم يضف إلى وجهها تجاعيد تذكر.لكنها لم تعد تلك المرأة الطيبة اللطيفة التي كانت تفيض حنانًا، دائمًا ما تنظر إليها بعطف، وقد منحت صفاء طفولة دافئة لا تُنسى.لذا، في قلب صفاء، كانت أمها أطيب نساء العالم، ولم يكن بإمكان أي أحد أن يحل مكانها.حتى وقع الحادث، ورأت صفاء الابتسامة على شفتي ياسمين، حينها فقط أدركت مدى قسوتها، ومدى سذاجتها.بدأت دموع صفاء تتدفق بغزارة، كان صوتها مبحوحًا وهي تقول: "ألستِ من كنتِ تحبين والدي كثيرًا؟ لماذا إذًا زيفتِ موتكِ وقمتِ بكل هذا؟""أحبه؟"ارتسم على شفتي ياسمين قوس مجنون من الابتسام، ولامست وجه صفاء كأم رؤوم حنون.غير أن صفاء، تحت لمستها، أخذ جسدها يرتجف خوفًا، فبعد يومٍ واحد فقط، انكشفت لها كثير من الأسرار التي قلبت مفاهيمها رأسًا على عقب.فالمرأة التي أمامها لم تكن
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
353637383940
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status