حدّقت زهرة بثبات في عينيه وقالت بهدوء يحمل مرارة السنين: "نعم، لقد سئمتُ من تلك الحياة، لذلك هربت، أردتُ أن أرى العالم الخارجي، لكنني كنتُ ساذجة آنذاك، كنتُ أظن أن العالم الخارجي بعيدًا عن أمي لا يعرف إلا الطيبة..."توقّف صوتها عند هذا الحد، ولم تُكمل.تابع أحمد سؤاله: "حتى وإن كانت والدتكِ قد جرحتكِ، ما العداء الذي بينكِ وبين حبيبتي سارة؟ لماذا فعلتِ بها كل ذلك؟""سارة... سارة..." حين ذكر اسمها، خيّم البرود القاتل على عيني زهرة فجأة.تقلّبت مشاعرها بعنف، وقبل أن يلتقط أنفاسه، كانت قد أمسكت ياقة قميصه بشراسة، وقالت بانفعال يكاد يُشعل المكان: "تظن أنني لم أحاول البحث عنك؟! لكن هل كنتَ تراني حينها؟ هل كنتَ ترى أختك؟ لا، لم تكن ترى سوى سارة، كنتَ تضحك لها، تدللها، تمامًا كما كنتَ تفعل معي من قبل، كانت تضحك لك بسعادة..."في تلك اللحظة، انفجرت دموعها التي كانت تكابد لكتمها، فانهارت صرخاتها مع انهيار قلبها: "هل تعلم كيف عشت طوال هذه السنوات؟! هل تدري ما الذي مررتُ به لأراك من جديد؟!"تساقطت دموعها الحارّة على ظهر يد أحمد، منحتها دفئًا غريبًا وسط كل ذلك البرد القاسي الذي اعتراها."حين هربتُ م
اقرأ المزيد