All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 431 - Chapter 440

858 Chapters

الفصل 431

ابتسم أحمد ابتسامةً يغلبها شيء من الحرج، وقال: "أبي، لقد ارتكبت بعض الأخطاء التي أغضبت سارة، لكن لا تقلق، سأجعلها تسامحني، أعدك بذلك."قال لسيد رشيد: "يا ولدي، كنت أعلم أن مشاعرك تجاهها لم تتغير."ورغم كل ما حدث، بدا رشيد مطمئنًا بعدما رأى ما بدا من ابنه من صدق وإصرار، وقال: "في هذه الحياة، أن تجد من تحبه ويبادلك الحب، ثم تُكلَّل علاقتكما بالارتباط، فهذا أمر نادر. أنت وسارة بينكما هذا القدر من التلاقي، فلا تهدره."قال أحمد بإصرار: "أعلم ذلك يا أبي، ولن أخيّب ظنها أو ظنك."ابتسم رشيد بهدوء وقال: "لقد قلت لك مرارًا إن تدليك قدمي ليس أمرًا عليك فعله، فأنت مدير تنفيذي لشركة كبيرة، ولو علم أحد بما تفعله سيضحك عليك."ضحك أحمد بخفة وقال: "البرّ بالوالدَين هو أول أبواب الخير، ومن يهتم بأبيه لا يُلام، ارتح هنا يا أبي ودع الباقي لي، وإن كنت لا تحب الورود الكثيرة من حولك، فقد أمرت بزراعة بعض زهور الأوركيد النادرة، وحين تتحسن ساقاك قليلًا، سأأخذك في جولة بالخارج لتستنشق الهواء."قال السيد رشيد: "رضيت عنك، يكفيني أنك تحمل في قلبك هذه النية."حين خرج أحمد من غرفة والده، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة
Read more

الفصل 432

لم تُعر سارة اهتمامًا كبيرًا لحالة الغثيان التي ألمّت بها في البداية، لكن خلال الأيام التالية، ما إن ترى طبقة الزيت العائمة فوق الطعام حتى يعتصرها شعور بالغثيان لا تستطيع كبحه.بل تطور الأمر من مجرد جفاف حلق إلى تقيؤ فعلي، ولم تعد قادرة على التماسك.منذ عودتها من الجزيرة، لم تتناول أي أدوية، كما أن معدتها لم تؤلمها منذ فترة طويلة، ظنّت في البداية أن المرض القديم قد عاد، غير أن هذا التقيؤ المتزايد لم يشبه نوبات ألم المعدة السابقة، بل بدا أشبه بحالة الحمل في مراحله الأولى.وما إن خطر هذا الاحتمال على بالها حتى سرت برودة شديدة في أطرافها.قبل سنوات، حين أنجبت طفلها الذي فارق الحياة بعد ولادته بفترة وجيزة، قيل لها بوضوح إن جسدها قد تضرر بشدة، وإن حدوث حمل لاحق سيكون بالغ الصعوبة.وخلال العامين الماضيين، لم تبذل أي جهد حقيقي لاستعادة صحتها، ولم يكن هناك أي تخطيط للإنجاب، المرة الوحيدة التي حدث فيها شيء، كانت عندما كان أحمد مريضًا ومرهقًا.وكان ذلك في أيام أمانها، وقد اطمأنت لكلام الطبيب القديم فلم تتناول أي وسيلة وقائية.أتُراها حاملاً من مرة واحدة فقط؟رغم أن الفكرة بدت مستحيلة، لكنها حين
Read more

الفصل 433

أسرعت سارة بإيماءة تطلب الصمت، فسارعت الخادمة إلى لزم الصمت ولم تجرؤ على قول شيء بعد ذلك.قالت سارة بنبرة هادئة: "ما اسمكِ؟"أجابت الفتاة بلطف: "اسمي فاتن، الجميع هنا ينادونني بفاتن الصغيرة".سألتها: "وماذا تعملين؟"تابعت الفتاة بهدوء: "تخرجتُ مؤخرًا من الجامعة، تخصصتُ في علم البستنة، وجئت إلى هنا للاعتناء بحديقة الورود".كانت نظراتها صافية ونقية، وخلال هذه الأيام القليلة، استطاعت سارة أن تفهم طباع الخادمات في حديقة الورود، فعلى الأقل، عندما ينشغل الجميع بالثرثرة، كانت هذه الفتاة تلتزم الصمت وتؤدي عملها بجد دون أن تنضم لأحاديث الآخرين.قالت سارة: "هل يمكنكِ مساعدتي في أمرٍ ما؟"أجابت الفتاة: "أنتِ صاحبة المكان يا آنسة سارة، أي طلب منكِ هو واجب علينا، ولا أستحق ألا أن يُقال إنني في خدمتك".اقتربت سارة منها وهمست في أذنها بجملة قصيرة، ثم سألتها بنظرة جادة: "لا يجب أن يعلم أحد بالأمر، هل تستطيعين ذلك؟"قالت الفتاة بتردد بسيط: "أستطيع، لكن... هل يمكنني أن أعرف السبب؟ من الواضح أن السيد أحمد يعاملكِ بلطف، إذا كنتِ حاملًا فعلًا، فهذه بالتأكيد بشرى سعيدة".ابتسمت سارة بهدوء، وقالت بنبرة خافتة
Read more

الفصل 434

ظهرت على الشريط الأبيض مستطيل الشكل خطّان أحمران بوضوح، أحدهما داكن اللون، والآخر باهت قليلًا.حين رأت سارة الخطّين، كادت أن تحبس أنفاسها، وتجمد عقلها عن التفكير.لقد حدث حقًا، إنها حامل!بين كمٍّ هائل من المشاعر المختلطة، كانت الفرحة هي أول ما اجتاح قلبها.رفعت رأسها ببطء، لترى وجهها المنعكس في المرآة مبللًا بالدموع.لقد استغرقت عامًا ونصفًا لتتعافى من ألم فقدان جنينها الأول، لكنها الآن... ها هي تحبل من جديد.كانت تبكي من شدة الفرح.لكن سرعان ما راودها الوعي بأن الحمل في هذا الوقت قد لا يكون أمرًا محمودًا، رغم أنها لا تزال على قيد الحياة منذ أكثر من نصف عام.طالما أنّ جسدها لا يزال يحمل خلايا السرطان، فهي كقنبلة موقوتة، ما إن تنفجر، حتى تهلك معها، ومعها هذا الكائن الصغير الذي بدأ ينبض بالحياة داخلها.لكنها، وما إن فكرت بأن في أحشائها تنمو حياة جديدة، حتى أشرق على وجهها وهجٌ ناعم من الحنان الأمومي.بلا وعي، رفعت يدها اليسرى ووضعتها على أسفل بطنها، ورغم أن الجنين لم يتشكل بعد، ولا زال لا يتعدى حجم بذرة صغيرة، لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور.دموعها تناثرت قطرةً بعد أخرى على المغسلة، وه
Read more

الفصل 435

مجرد أن تخيّل في ذهنه كيف ستكون ردة فعل سارة إن سمعته يطلب منها هذا الطلب، كاد يضحك، لا شك أنها كانت ستعقد ذراعيها أمام صدرها، وتطلق ضحكة ساخرة وهي تقول: "طفل؟ حسنًا، لا بأس، فلتختار أنت أو شقيقتك من سيموت أولًا".صارت معظم أحاديثه مع سارة تنتهي بهذه الطريقة."لماذا لم تمُت بعد؟""ما دمت لم تمُت، فما الذي أتى بك إلى هنا؟""الجو جميل اليوم، لماذا لا تذهب لتموت؟ هل لم تجد بعدُ مقبرة مناسبة؟""أحمد، رأيت اليوم قطعة أرض رائعة من حيث الهواء النقي والمياه العذب، أنها تصلح جدًا لدفنك.""إن كنتَ حقًا لا تطيق فراق الحياة، فما رأيك أن أرافقك في الموت؟ لعلّك تطمئن حينها."لم يعد على وجهها سوى السخرية والابتسامة الباردة، ولم يتبقَ أي أثرٍ لمودتها القديمة تجاهه.لكن، ورغم ذلك، كان أحمد يشعر بالرضا.يكفيه أنه ما زال يراها كل يوم، لحظة بلحظة.بعد أن انتهى من ترتيب أمور السيد رشيد، عاد مجددًا إلى غرفة سارة، دفع الباب فوجدها تضع يدها على أسفل بطنها، تتحدث مع نفسها بكلمات غير مفهومة، وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة ناعمة.لكن، ما إن التقت عيناهما، حتى تحوّل دفء وجهها إلى برودة قاسية، وحدّت نظرها إليه وهي تصيح
Read more

الفصل 436

في مواجهة سخريتها اللاذعة، لم يبدُ على أحمد أي أثر للضيق، بل على العكس، كانت عيناه تمتلئان بالأسى.فقد كانت سارة في السابق فتاة مشعة بالنور والبهجة، لكنها الآن أصبحت هكذا، وكل ذلك بسببه.قال بلطف: "طالما أنكِ سعيدة، فهذا يكفيني."كانت سارة تظن أنها تجاوزت الحدود بكلماتها القاسية، وتوقعت منه أن يهب للدفاع عن صفاء، لكن المفاجأة أنه لم يُظهر سوى ابتسامة هادئة، فقد أصبح أكثر هدوءً من ذي قبل.قالت بسخرية مريرة: "أنا سعيدة طبعًا، لكن هل تعتقد أنك خلقت لتجلب النحس لزوجاتك؟ الزوجة السابقة فقدت ذراعها، والحالية فقدت ساقها، نحن الاثنتان لا تملكان أربعة أطراف سليمة مجتمعة."ساد الصمت، وأحمد لم ينطق بكلمة.لكنه بدا وكأن لونه قد انقلب إلى الحمرا الداكنة في وجهة، ولمّا رأت سارة تعبيره المتغير، أحسّت وكأن صدرها قد تنفّس أخيرًا.ثم قالت له: "كفى، أريد أن أرتاح، اخرج من هنا حالًا."أجابها وهو يدير وجهه للباب: "لن أُزعجكِ أكثر."غادر أحمد بهدوء، وقبل أن يرحل طلب من أحدهم تجهيز وجبة خفيفة أخرى لها وإرسالها إلى الغرفة.في الأصل، لم تكن سارة تشعر بأي رغبة في الطعام، لكن حين تذكرت أن في داخلها الآن روحًا صغ
Read more

الفصل 437

ربتت ليلي على كتف سارة وقالت بنبرة متعاطفة: "صديقتي، أنا أفهمكِ جيدًا، تمامًا كما كنتُ قديمًا حين كنت أقتصد في كل شيء لأشتري شقة لذلك النذل، من منا لم يمرّ بمرحلة ساذجة نعتقد فيها أن الحب وحده يكفينا؟ لكن انظري إليّ الآن، أليس كسب المال أمرًا أكثر حلاوة؟"راحتا تسترجعان تلك الأيام الغرّة، وبمرور الذكريات، تحسّنت حالتهما المزاجية قليلًا.لحست ليلي شفتيها وقالت: "سارة، أشعر بالعطش، هل تقشرين لي تفاحة؟"ثم واصلت حديثها بحماسة دون توقف: "ما زلت أذكر حين تعرّفت عليكِ أول مرة، لم تكوني تعرفين كيف تُقشّرين التفاح، عندما ذهبنا لزيارة أستاذنا، قشّرتِ تفاحة كاملة حتى لم يتبقَّ سوى البذور، وكنّا نسخر من طريقتكِ الإمارتية في التقشير، ثم من أجل ذلك الكلب أحمد، أنتِ…"توقفت ليلي فجأة عن الكلام، فقد رأت يد سارة اليمنى ترتخي بهدوء وتسقط إلى جانبها، لم تعد تتحرك، فتجمّد صوتها في لحظة.قالت سارة : "آسفة يا ليلي، لا أستطيع تقشير التفاحة لكِ، سأذهب لأطلب من الممرضة أن تأتي."لكن ليلي أمسكت يدها فجأة، عيناها امتلأتا بالدموع في لحظة واحدة، وقالت بصوت متهدج: "من فعل هذا؟"أجابت سارة بنبرة خافتة: "هذا الأمر ي
Read more

الفصل 438

شَهَقَت ليلي وسحبت أنفها، تنظر إلى سارة بنظرات شاردة، ثم تمتمت، "خبرٌ سار؟"رفعت سارة يدها برفق، تلمس أسفل بطنها بخفة، أهدابها منسدلة وعيناها تحملان دفئًا عميقًا، وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة لطيفة وهادئة."أنا حامل.""ماذا؟"كادت ليلي تختنق بلعابها، وصاحت بدهشة، "وأين هو الخبر السيء إذن؟"قالت سارة بهدوء: "الجنين من أحمد."استغرقت ليلي وقتًا طويلًا حتى استوعبت ما سمعته، فبقي فمها مفتوحًا دون أن تستطيع قول شيء.بعد لحظة طويلة استعادت رباطة جأشها أخيرًا، ثم سألتها بانفعال، "يعني، رغم أنكِ حامل منه، اختار أن يتزوج من صفاء؟ هل هو مجنون؟ هل هذا الزواج أمرٌ لا مفر منه؟"هزّت سارة رأسها برفق، "هو لا يعرف أنني حامل، في الحقيقة، هو حتى لا يدرك أنه أقام علاقة معي أصلًا."ارتفع حاجبا ليلي بدهشة، "أتعنين أنكِ لجأتِ إلى التلقيح الصناعي؟ صحيح أنه وسيم، لكن العالم مليء بالرجال الوسيمين، ألم يكن بإمكانك أن تختاري رجلًا أشقر بعينين زرقاوين لتنجيبي طفلًا مختلط العِرق؟"قالت سارة: "تفكيركِ ذهب بعيدًا، ما حدث بيننا وقع في ليلة كان فيها مريضًا محمومًا، لم يكن في وعيه أصلًا."زمّت ليلي قائلة: "رجلٌ كهذا يحلم
Read more

الفصل 439

دخلت سارة غرفة الأشعة الصوتية تحت غطاءٍ من ليلي.ظاهريًّا، بدت كمرافقة لصديقتها في الفحص، إلا أن من تمدّدت على السرير ورفعت ملابسها كانت سارة.المرأة التي تولّت فحص الجنين كانت في منتصف العمر، ذات صوت ناعم ونبرة مطمئنة، قالت بلطف: "لا تقلقا، سأحرص على أن أفحصكِ جيدًا."ضحكت ليلي من جانب الغرفة وقالت: "ها أنا أدين لزميلي الأكبر بجميلٍ جديد."مرّ مسبار الجهاز البارد فوق أسفل بطن سارة، لتنتابها مشاعر متضاربة من القلق والتوجّس.فجسدها كان واهنًا طيلة الأشهر الماضية، وقد خضعت قبل نصف عام لجلسة علاج كيميائي، ولا تعلم إن كان لذلك أثر على صحة الجنين أم لا.قالت بقلق: "دكتورة، كيف تبدو حالة الجنين؟"ابتسمت الطبيبة بهدوء: "ما زال صغيرًا ولا يمكن الحكم بدقة الآن، لكن من الفحص الحالي يبدو أن كيس الحمل بحجم طبيعي، ولا توجد علامات على حمل خارج الرحم، الأمور حتى الآن طبيعية، لا داعي للقلق.""شكرًا جزيلًا لكِ، دكتورة.""لا شكر على واجب، فقط احرصي على الحفاظ على حالتكِ النفسية الجيدة، وأكثري من تناول الخضروات والفواكه، ولا تنسي حمض الفوليك يوميًا، مفهوم؟"أومأت سارة وهي تشكرها مرارًا، لوّحت الطبيبة بيد
Read more

الفصل 440

لو أن هذه الكلمات خرجت من فم ليلي، لبدت وكأنها مجرد هراء لا يُؤخذ على محمل الجد، أقرب إلى عبث خفيف لا يليق بسياق الحديث.لكن حين نطقت بها سارة، بدت أثمن من الذهب والفضة، صدقها يفوق كل قيمة مادية.هي بطبيعتها تحمل هيبة النبلاء، تقف بثبات وأناقة، أشبه بابنة عائلة عريقة نشأت في بيت من الطراز الرفيع، وهو ما يجعل الفرق بينها وبين ليلي التي لا تكفّ عن إطلاق التعليقات الساخرة والعبارات الطائشة كالفرق بين السماء والأرض.راقبت ليلي الموقف بصمت ثم رفعت إبهامها خفية إعجابًا، همست في داخلها، أحسنتِ يا أختي، لم تمضِ سوى لحظة على لقائكما وقد كسبتِ وُدّ السيد فؤاد ببساطة.قال الرجل بلطف: "السيدة سارة، لستِ بحاجة لهذا اللطف، لقد سمعت عنكِ من قبل من ليلي، ويبدو أن السمعة لم تكن مبالغة، فأنتِ حقًا كما يُقال عنكِ، ذات خلق ورقي، يصعب عليّ أن أتخيل كيف تصادقين امرأة فظة مثل ليلي".اتسعت عينا ليلي من الذهول، إذا كنت تريد أن تمدح، فلتفعل دون أن تُهينني في الوقت ذاته!اقترب الرجل من سارة ومدّ يده قائلًا: "أنا السيد فؤاد، تشرفت بلقائك".نظرت إليه السيدة سارة وقد بدا عليها التردد، ثم قالت بنبرة مهذبة: "السيد غو
Read more
PREV
1
...
4243444546
...
86
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status