وقفت فاتن خلف سارة، وقد لاحظت تردّدها الطويل، فارتسمت على وجهها علامة استفهام وسألتها: "سيدة سارة، هل هذه الملابس لا تُعجبكِ؟"أجابت سارة: "لا، بل إنها جميلة للغاية، فقط أشعر بشيءٍ من الحزن."لم تكن فاتن تعرف شيئًا عن الحكاية الطويلة من الحبّ والخصام بينها وبين أحمد، ولم يكن بوسعها أن تفهم ما الذي تخبّئه كلمة "حزن" من مرارة وألم.قالت سارة بصوت خافت وهي تحوّل بصرها جانبًا: "اختاري لي أنتِ"، فقد اعتادت على ارتداء ما تجود به أرصفة السوق، هذه الثياب الفاخرة لم تعد تناسبنها، بل تُربكها.وقفت فاتن أمام خزانة الملابس، تنظر وتختار، بينما تهمس بمرح: "سيدة سارة، أنتِ تملكين قوامًا جميلًا، ووجهًا حسنًا، وبشرة ناصعة البياض، أنتِ مثل شماعة العرض، حتى لو ارتديتِ كيسًا من الخيش، فستبدين فاتنة."أخرجت فستانًا أبيض بسيطًا بقصّة راقية وقَصّة متقنة تُضفي عليه لمسة من الرقي.ثم قالت: "ما رأيكِ بهذا؟ أشعر أنه يناسبكِ كثيرًا."ارتدت سارة الفستان الأبيض، فابتسمت فاتن برضا وقالت: "انظري، كم يبدو ملائمًا عليكِ يا سيدة سارة، أنتِ حقًا أشبه بابنة عائلة أرستقراطية، أناقتكِ وهدوؤكِ وطباعكِ لا يملكها أحد."همست سا
Read more