All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 421 - Chapter 430

858 Chapters

الفصل 421

كانت سارة تنظر إلى أحبتها وهم يغادرون واحدًا تلو الآخر، حتى بات الخوف يعصف بها، باتت تخشى الرحيل، تخشى أن تُترك وحيدة.كان رشيد هو القشة الأخيرة التي تتعلق بها كي تواصل الحياة، تمسكت به بكل ما أوتيت من قوة، لا تريد أن تخسره أيضًا.كانت تنوي أن تُنظّف جسد رشيد، لكنها وقد أُصيبت في يدها اليمنى، فبات من الصعب عليها حتى أن تعصر منشفة بسيطة.لاحظ تامر الحزن الظاهر على وجهها، فعصر المنشفة بدلًا عنها، ووضعها بين يديها بلطف، ثم طمأنها قائلًا: "سارة، لا تقلقي، لقد تجنّب أحمد الأجزاء الحيوية، من يدري، ربما تتعافى يدكِ مستقبلًا، لكن الأمر يحتاج لبعض الوقت والراحة".قهقهت سارة بسخرية وقالت: "أتُراني الآن مطالبة بشكره لأنه لم يقتلني؟".نظرت إلى معصمها المتدلٍّ وصوتها بارد كالجليد، "أكثر ما ندمتُ عليه هو أنني تأخرت لحظة واحدة، فلم أتمكن من قتل زهرة، تلك المجنونة".راحت صور زهرة تتردد في ذهنها، ملامحها وهي تتلوّى من الألم دون أن تُصدر أي صوت، كانت بالفعل إنسانة غير طبيعية.قال تامر: "سارة، حالة زهرة الصحية ليست جيدة، حياتها ليست وردية كما تظنين".ردّت سارة بابتسامة مُرة: "وهل تظن أن حياتي كانت سهلة؟"
Read more

الفصل 422

بفضل كلمات السيد مصطفى المطمئنة، هدأت سارة قليلًا، ومرّ الوقت سريعًا، حتى فُتح باب غرفة العمليات، فأسرعت تتقدم بخطوات قلقة."تامر، كيف حال والدي؟"نزع تامر القفازات والكمامة، وزفر براحة قبل أن يبتسم قائلًا: "اطمئني يا أختي، العملية كانت ناجحة، وسيستفيق السيد رشيد اليوم بإذن الله."ربما لأن المآسي تلاحقت في الماضي، فقد بات قلب سارة مرتعدًا أمام كل مصير مجهول، غير أن الله لم يخذلها هذه المرة.وكأن السيد رشيد قد شعر بقلقها، فلم يلبث أن بدأ يستعيد وعيه شيئًا فشيئًا.وفي اللحظة التي انفتحت فيها عيناه، شعرت سارة وكأنها في حلم، تمتمت بشفتيها المرتجفتين وقد سالت الدموع من عينيها: "أبي... أبي، أخيرًا استيقظت."نظر إليها السيد رشيد بعينين دافئتين، وحاول أن يحرك شفتيه، فخرج صوت خافت متقطع: "ص... صغيرتي سارة..."فسّر تامر حالته بهدوء: "الأعصاب الدماغية عند السيد رشيد تعرضت لتلف، لذلك حركته مشلولة مؤقتًا ونطقه غير واضح، وسيحتاج إلى فترة طويلة من العلاج التأهيلي."أومأت سارة برأسها مرات متتالية، وقالت بانفعال: "نعم، أفهم، لا بأس، طالما والدي بخير فكل شيء يمكن تداركه، تامر، أشكرك من قلبي."هزّ تامر ر
Read more

الفصل 423

لو كان الأمر بيده، لما أراد السيد مصطفى أن يأخذ كلية سارة، لكن الغريب في الأمر أنه على مدى هذه السنوات، ورغم الأموال الطائلة التي أنفقها والعلاقات التي استنجد بها، لم يتمكن من العثور على كلية تتوافق معه.لم يكن يعلّق أية آمال، لكنه خضع لفحص عشوائي فوجد أن كلية سارة متوافقة تمامًا معه.فشل كليتَيه كان قد بلغ مرحلة متقدمة، وكان يعيش فقط اعتمادًا على جلسات الغسيل الكلوي، وإن استمر الأمر هكذا، فلن يكون أمامه إلا طريق الموت.ولهذا، لم يكن يملك رفاهية الرفض، فهو الأبن الأكبر لعائلته رشيد، ويحمل على عاتقه إرث العائلة، وكان عليه أن يُجري عملية الزراعة بأسرع وقت ممكن.وحين رأى وجه سارة الشاحب كالثلج، شعر بشيءٍ من عدم الارتياح في أعماقه، وقال بهدوء: "سارة، إن كنتِ قد غيّرتِ رأيكِ، فلن ألومكِ، يمكنني أن أواصل البحث عن كلية مناسبة."هزّت سارة رأسها وقالت بصوت ثابت: "سيد مصطفى، لقد اتخذتُ قراري."ما من شيءٍ مجاني في هذا العالم، وهي لا تربطها أية صلة قرابة بالسيد مصطفى، وكل ما يمكنها تقديمه هو هذه الكلية لا أكثر.فضلًا عن ذلك، فإن يدها أصبحت شبه مشلولة، وهي مصابة بمرضٍ خطير، ولا أحد يعلم كم تبقّى له
Read more

الفصل 424

وصل أحمد إلى الجزيرة على رأس مجموعة من رجاله، وكانت عيونه مشبعة بحمرة الغضب، قال بصوت حاد لا يقبل الجدال: "اعثروا على سارة، يجب أن نمنعها من إجراء عملية زرع الكلية بأي ثمن!"لم تكن الجزيرة كبيرة، وكل من جاء معه كان من ذوي الخبرة والمهارة، لذا لم يمر وقت طويل حتى اقتحموا غرفة العمليات.دُفِعت أبواب الغرفة بقوة، وكانت سارة قد خضعت لشق جراحي في خصرها، إلا أن الجرح لم يكن عميقًا بعد.وعندما رأى أحمد ذلك المشهد، امتلأ وجهه بالغضب وصاح بغضبٍ جارف: "هل ضقتم ذرعًا بالحياة؟!"دخل محمود مع عدد من الرجال واحدًا تلو الآخر، وأصدر أمرًا حازمًا: "ضعوا السكاكين أرضًا!"حدّقت سارة في أحمد بعيون مشتعلة بالغضب وقالت: "لماذا أتيت؟ ما الذي تريده؟"كان أحمد يضغط على جرحها محاولًا إيقاف النزيف بيد مرتجفة وهو يرد: "أتيت لأمنعكِ من ارتكاب حماقة لا عودة منها."وفي وقتٍ قصير، تم معالجة الجرح على خصرها، لكن أحمد لم يمنح أحدًا فرصة للتدخل، بل حملها بين ذراعيه وصعد بها على متن المروحية، وكأنما يختطفها بالقوة.صرخت سارة وقد بلغ بها الغضب ذروته: "أيها الأحمق! دعني وشأني!"لم يكن في وسعها سوى استخدام يد واحدة، وأخذت ت
Read more

الفصل 425

امتلأت عينا أحمد بالذنب، كان يعلم تمامًا إلى أي حد باتت سارة تكرهه، ولكنه وقد سلك هذا الطريق، لم يعُد بإمكانه التراجع، حتى لو كان مخطئًا، فلن يكون أمامه إلا الاستمرار في الخطأ.همس قائلاً: "حبيبتي سارة، سامحيني…"ثم جذبها معه بقوة وغادر، كانت سارة حينها كقطعة لحم مسلوبة الإرادة على لوح التقطيع، لا تملك أدنى قدرة على المقاومة.أعادها أحمد إلى قصر الروز، ذلك المكان الذي كان قد زرع فيه الورود من أجلها في الماضي، فقط لإرضائها.خلال العامين اللذين غابت فيهما سارة، نمت الحديقة برّية وكثيفة، وكانت أنواع الورود المختلفة تتمايل بهدوء في نسمات المساء، كأنها تتنفس من جديد.قال بلطف: "حبيبتي سارة، من الآن فصاعدًا، ستسكنين هنا مع والدكِ، لقد جهّزت له فريقًا طبيًا كاملًا، وسأحرص بكل جهدي على أن تتحسن صحته في أسرع وقت ممكن".لكن ما إن سمعت سارة ذكر اسم رشيد، حتى دبّ التوتر في أعماقها.فقالت بقلق وانفعال: "أحمد، افعل بي ما تشاء، اقتلني، عاقبني، كل شيء مقبول، فقط أرجوك… لا تمسّ والدي بسوء، لقد عاد للحياة بصعوبة بالغة، لم يتبقَ لي شيء في هذه الدنيا سواه".رفع يده يلمس وجنتها بحنو، وقال: "حبيبتي سارة، أق
Read more

الفصل 426

لم يكن أحمد يفعل ذلك لمجرد التظاهر، بل لأنه يدرك تمامًا كم أساء إلى رشيد وابنته، لذا كان يبذل كل ما بوسعه ليكفّر عن ذلك.لم يسبق له في حياته أن خدم أحدًا، لكنه الآن يُكرّس نفسه بالكامل للعناية برشيد، ولا يدّخر جهدًا في ذلك.قضى أسبوعًا كاملًا يعمل من المنزل، وكان يكرّس معظم ساعات يومه لرعاية رشيد.كان رشيد، في البداية، غير قادر حتى على نطق جملةٍ كاملة بوضوح، لكنه الآن يستطيع التعبير عن جملة مفهومة، وإن كان ببطءٍ شديد، إلا أن التواصل لم يعد يشكّل عائقًا كبيرًا.أما وجهه الذي كان منهكًا وذابلاً، فقد بدأ يمتلئ من جديد، وصحته تتحسّن بوتيرةٍ واضحة للعيان.كان يمسك بيد أحمد ويقول له: "أحمد، لا تنشغل بي وحدي، اهتم أيضًا بسارة، لا تكن قاسيًا معها".فيجيبه أحمد: "أبي، لا تقلق، لن أُفرّق بينكما، كما أعتني بك سأعتني بحبيبتي سارة أيضًا".وكانت سارة، في كل مرة تسمع فيها مثل هذا الكلام، تشعر بالغثيان.لم يكن أحمد يبالي بتعبيرات وجهها، فبعد أن ينتهي من رعاية رشيد كل يوم، يعود إلى غرفتها ليطلب من أحدهم أن يعالج يدها.وفي كل مرة، كانت سارة تجلس دون أي تعبيرٍ على وجهها، تحدّق في النافذة بشرود.كأنها دمي
Read more

الفصل 427

أمام هذا القدر من الكراهية، ظلّ أحمد يحتضن جسدها بقوة دون أن يُفلتها، وقال بصوت خافت: "حبيبتي سارة، هلّا عدنا لبعضنا؟ هلّا تزوجنا مجددًا؟"سارة نظرت إليه بازدراء، وقالت بتهكم: "نتزوج مجددًا؟ ولماذا أفعل ذلك؟ مجرد رؤيتك تجعلني أشعر بالغثيان."رأت أنه قد جُنّ فعلًا، كيف تجرأ على قول مثل هذا الكلام؟تابعت ببرود: "أم أنك الآن وبعد أن أُصيبت صفاء بشلل نصفي، لم تعد ترغب بها؟ أيها الحقير."قطّب أحمد حاجبَيه وقال: "ليس كما تظنين، ما حدث لصفاء له أسبابه، في الحقيقة، هي..."إلى هذه اللحظة، لم يعُد يرغب في إخفاء الأمر عنها، فالعقبات بينهما باتت أكثر من أن تُحتمل، وهو لم يعُد يريد أن يخسر سارة مرة أخرى، أراد فقط أن يكشف لها الحقيقة.لكن قبل أن يُنهي عبارته، جاء صوت الخادمة من خلف الباب: "سيدي، السيد الجد رائف قد وصل."أُجبر أحمد على التخلّي مؤقتًا عن سارة، فقال بلطف: "حبيبتي سارة، ارتاحي قليلًا."وبينما كانت تراقب ظهره وهو يغادر، كانت سارة تعضّ على شفتيها غيظًا.لقد ضيّعت فرصة مثالية في المرة الماضية، وربما لن تحصل على فرصة أخرى قريبة للهروب مع رشيد.فحالة رشيد الآن تتطلب الهدوء التام، ولا يمكن تح
Read more

الفصل 428

بعد أن فقدت والديها، وبعد أن أصيبت بكسور متعددة جعلتها طريحة الفراش في المستشفى، وجدت صفاء نفسها غارقة في الندم والخوف.كانت تبكي بشدة، حتى انقطع نفسها وتقطّعت كلماتها، قالت بصوت مرتجف: "أعلم أنني ارتكبت أخطاء كثيرة في الماضي، أعدك ألا أكررها، سأتعلم كيف أكون زوجةً صالحة، لن أسبب لك المزيد من المتاعب، لا أطلب شيئًا سوى أن…تزوّجني، أرجوك ".ظل أحمد صامتًا، طالت لحظات صمته دون أن يجيب.وإذ لم تجد منه ردًّا، تابعت صفاء برجاء: "لقد وعدتَ سالم بأنك ستعتني بي طوال حياتك، لا يمكنك التخلّي عني".استعملت تلك الورقة التي لا تُرد، فلم يَعُد أمام أحمد مفرّ من الرفض.أغمض عينيه، وصورة سارة ما زالت تملأ ذهنه.أجابها أخيرًا بصوتٍ متعب: "حسنًا، أعدك".وما إن سمعت صفاء جوابه حتى مسحت دموعها، وانفرجت شفتيها بابتسامةٍ باكية، "كنت أعلم أنك لن تتركني".أغلق أحمد الهاتف، وتنفس الجد رائف الصعداء.قال الجد: "من حسن الحظ أنك لست من أولئك الذين ينكرون المعروف، أنت رأيت حال عائلتنا اليوم، لذا يجب الإسراع في زفافكما، هذا أفضل لمعنوياتها، وقد يساعدها على التعافي".كان عقل أحمد قد دخل في حالة فراغ، كل ما كان يدور ف
Read more

الفصل 429

سرعان ما انتشرت أخبار زفاف أحمد وصفاء كالنار في الهشيم."هل سمعتِ؟ السيّد أحمد سيتزوج الآنسة صفاء هذا الشهر، وهذه المرة ليست مزحة، يُقال إن الفندق قد حُجز منذ فترة طويلة.""وماذا عن الآنسة سارة؟ كنت أظن أنّ السيد أحمد يهتم بها حقًا، لم يكن يفارقها لحظة واحدة.""سأقول لكِ سرًا، الآنسة سارة هي طليقته، وكنت أعتقد أنهما سيعودان لبعضهما، فقد انفصلا بسبب الآنسة صفاء، لكن على ما يبدو، لا يمكن للماضي أن يتفوق على وهج الحب القديم، الآنسة صفاء تأذّت كثيرًا، ومع ذلك لا يزال السيد أحمد يرغب بالزواج منها، أليس هذا دليلًا على الحب الحقيقي؟""لكن إن تزوج السيّد أحمد من صفاء، ماذا سيكون وضع الآنسة سارة؟ ألن تُصبح كأنها العشيقة؟"وبينما كانت الخادمات يتحدثن بثرثرةٍ متواصلة، التفتت إحداهن فجأة فرأت سارة جالسةً تقرأ في رواق الورود، فخافت وارتبكت، وقالت بتلعثم: "سـ... سيدة سارة..."لم يبدُ على وجه سارة أيّ تعبير، كان هادئًا تمامًا، لكنها نظرت إليهن ببرود وقالت: "يمكنكن الثرثرة كما تشأنّ، ولكن ابحثن عن مكان لا يوجد فيه أحد، وإن وصل هذا الكلام إلى مسامع والدي، فلن أرحمكن."ثم حملت الكتاب بيدها اليسرى، وكانت
Read more

الفصل 430

بمجرد أن نطق السيد رشيد بجملة "لكَ أبٌ"، كادت دموعها أن تنهمر.في قلبها، كانت هناك آلاف الأسئلة التي ترغب في توجيهها إلى رشيد، تساؤلات ملحّة عن هويتها، هل كان يعلم من تكون حقًا؟ وهل عرف حقيقتها منذ البداية؟لكن، حين التقت نظراته المفعمة بالقلق، ابتلعت كل تلك الكلمات مرة أخرى.لم يكن بوسعها أن تتسرّع، فعقل والدها لم يتعافَ بالكامل بعد، ولا يحتمل أيّ صدمة.قالت بابتسامة هادئة: "أبي، لا شيء مهم، فقط كبرتُ قليلًا ولم أعد ساذجة كما كنتُ في الماضي."قال بلطف: "طالما أنكِ بخير، فهذا يكفيني، أحمد ما زال يعاملكِ كما اعتاد، وهذا يجعلني مطمئنًا."مدّ رشيد يده، وربّت برفق على شعرها، ثم قال: "الطبيب عماد أخبرني أنني لو تابعت العلاج لأسبوع إضافي، فسأتمكن من المشي مجددًا دون مساعدة."في الحقيقة، كان قد بدأ خلال الأيام الماضية يُجبر نفسه على اتخاذ بضع خطوات بمساعدة الآخرين، ورغم أن تعافيه لم يكن سهلًا، إلا أنه كان يعضّ على أسنانه ويقاوم.لم يكن يريد أن يكون عبئًا على ابنته، بل أراد أن يصبح قادرًا على الاعتماد على نفسه في أقرب وقت، كي لا تُرهق سارة بالقلق عليه.ابتسمت سارة، وقالت بتشجيع: "نعم، هذا خبر
Read more
PREV
1
...
4142434445
...
86
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status