كانت سارة تنظر إلى أحبتها وهم يغادرون واحدًا تلو الآخر، حتى بات الخوف يعصف بها، باتت تخشى الرحيل، تخشى أن تُترك وحيدة.كان رشيد هو القشة الأخيرة التي تتعلق بها كي تواصل الحياة، تمسكت به بكل ما أوتيت من قوة، لا تريد أن تخسره أيضًا.كانت تنوي أن تُنظّف جسد رشيد، لكنها وقد أُصيبت في يدها اليمنى، فبات من الصعب عليها حتى أن تعصر منشفة بسيطة.لاحظ تامر الحزن الظاهر على وجهها، فعصر المنشفة بدلًا عنها، ووضعها بين يديها بلطف، ثم طمأنها قائلًا: "سارة، لا تقلقي، لقد تجنّب أحمد الأجزاء الحيوية، من يدري، ربما تتعافى يدكِ مستقبلًا، لكن الأمر يحتاج لبعض الوقت والراحة".قهقهت سارة بسخرية وقالت: "أتُراني الآن مطالبة بشكره لأنه لم يقتلني؟".نظرت إلى معصمها المتدلٍّ وصوتها بارد كالجليد، "أكثر ما ندمتُ عليه هو أنني تأخرت لحظة واحدة، فلم أتمكن من قتل زهرة، تلك المجنونة".راحت صور زهرة تتردد في ذهنها، ملامحها وهي تتلوّى من الألم دون أن تُصدر أي صوت، كانت بالفعل إنسانة غير طبيعية.قال تامر: "سارة، حالة زهرة الصحية ليست جيدة، حياتها ليست وردية كما تظنين".ردّت سارة بابتسامة مُرة: "وهل تظن أن حياتي كانت سهلة؟"
Read more