في النهاية، تولّى العم يوسف إجراءات خروج السيدة نور من المستشفى، بل وأعدّ بنفسه وجبة في المنزل، ثم جلست نور على كرسيّها المتحرّك، ضعيفة إلى حدٍ لا يوصف.كانت تتصل مرارًا وتكرارًا بصفاء، فقلبها لا يزال معلّقًا بها، ولم يهدأ لها بال.لكن لكي لا يحزنها، لم يخبرها العم يوسف بالحقيقة.ففي هذه الحياة، كانت قد أدّت ما عليها كأم، ولم يشأ أن يجعل رحيلها محفوفًا بالندم.قال لها: "لا تشغلي بالكِ بها، أنتِ تعرفين طباعها، دائمًا ما كانت عنيدة، ربما بعد أيام تعود إلى البيت من تلقاء نفسها."أجابت نور: "ربما."ظنّت نور أن صفاء ما زالت على حالها، ترفضها ولا تطيقها، لذا لم تُلحّ عليها أكثر.وخلال وجبة الغداء، أوصت أحمد مرارًا وتكرارًا أن يُحسن إلى صفاء، وألا يجرحها يومًا، فهي امرأة طيّبة القلب.وعدها أحمد بجمود وصمت، مُخفيًا ما في أعماقه من برودة.ورغم غياب صفاء عن تلك المائدة، إلا أن نور كانت في غاية السعادة، حتى إنها شربت كأسين إضافيين، فاحمرّ وجهها واكتست وجنتاها بحمرة زهرية.طلبت من سارة أن تجلس معها لمشاهدة غروب الشمس، وكانت كثيرة الحديث تلك الليلة.قالت بابتسامة دافئة: "سارة، لو كنت أعلم أن حياتي
اقرأ المزيد