All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 621 - Chapter 630

886 Chapters

الفصل 621

في استراحة قصيرة، كان أحمد منهمكًا حتى الإرهاق.فمحمود وخالد لم يكونا موجودين، وكثير من الأمور كان عليه أن يتولاها بنفسه.حتى عز اضطر أحمد إلى استدعائه على عجل، إذ لم يتبقَ سوى نصف ساعة على التصويت المهم في مجلس المساهمين، عز لم يكن خائفًا، لكنه شعر بالأسى من أجل أحمد.ثم قال: "سيدي الرئيس، لقد كرّستَ جهدك للشركة كل هذه السنوات، ولولاك ما كانت مجموعة عائلة أحمد لتبلغ هذا النجاح، لكن هؤلاء الناس يقابلون الجميل بالنكران".أشعل أحمد سيجارة وقال بهدوء: "ليست بالضرورة أمرًا سيئًا، لقد شعرت منذ زمن بوجود مَن يحرّك الأمور في الخفاء، وهذه فرصتي لأكشف الخائن بينهم".فقال عز: "هل تنوي التطهير الداخلي؟"أجاب أحمد وهو يزفر دخانًا أبيض: "أنا وهو، لا بد أن يأتي اليوم الذي نصطدم فيه، وسأجعله يدرك أن الطمع بما لا يخصه لا يؤدي إلا إلى الهلاك".أخرج عز هاتفه وألقى نظرة سريعة، ثم قال: "سيدي، حدسك كان صحيحًا، بعد رحيلك مباشرة ذهبت سناء للقاء رجل".رفع أحمد حاجبيه: "من هو؟"كبّر عز الصورة على شاشة الهاتف، فإذا برجل يرتدي بذلة بيضاء أنيقة، يضع شفتيه على حافة كوب القهوة.وحتى من جانبه فقط يمكن الشعور بهالته
Read more

الفصل 622

كانا في الأصل شقيقين من أب واحد وأم مختلفة، أحدهما استأثر بحب والده، ينعم بطفولة كاملة مليئة بعطف الأبوين.والآخر منذ ولادته لم يتلقَّ ذرة حنان، ومع ذلك امتلك ثمانين في المئة من ثروة عائلة أحمد.وُلد الاثنان في العام والشهر واليوم نفسه، كلاهما كانا طفلين خُدَّج، غير أنّ أحمد سبق أخاه بولادته بخمس دقائق فقط، ومع ذلك كانت بينهما هوة شاسعة في المكانة.لقد بقي السيد سامر ملازمًا لغرفة الولادة، يحرس ميلاد طفله.بينما أحمد منذ اللحظة الأولى لوجوده في هذا العالم لم يعرف طعم الأبوة، كان اسمه من اختيار الجد، أما الأب المزعوم فلم يكلف نفسه حتى عناء النظر إليه.أما اسم أخيه هيثم فقد اختاره السيد سامر بنفسه، وأنه جوهرة قلب والديه.في سن الثالثة، كان أحمد قد بدأ يحلم بعيد ميلاده.إذ أخبره الجد أن والده سيعود ليحتفل به معه، ومنذ نصف شهر وهو يترقب تلك اللحظة، حتى أنه في الليلة السابقة لم يستطع النوم، ومع بزوغ الفجر جلس أمام الباب ينتظر قدوم أبيه.انتظر طويلًا، من غروب إلى شروق، لكن الأب لم يأتِ قط.عندها خطر للطفل الصغير سؤالٌ موجع هل يعقل أنّ أبيه لم يعد أبدًا، لذلك ضلّ طريقه إلى البيت؟رجاه ببراءة
Read more

الفصل 623

كان الجد صارمًا جدًّا مع أحمد، لكنه في الوقت نفسه حماه بكل ما يملك.فلم يخبره بالحقيقة يومًا، بل كان يقول له إن والده مشغول بالعمل كثيرًا، لذلك لا يجد وقتًا ليعود إلى البيت.حينها كان أحمد يظن ببراءته أن والده يعمل خارج المنزل ليكسب المال ويعيل الأسرة، ولم يكن يعلم أبدًا أن له عائلة أخرى في مكانٍ آخر.وفي الوقت الذي كان أحمد لا يعرف فيه شيئًا عن هذا العالم، كان هناك صبيّ آخر يعرف كل شيء عنه.اجتمع هيثم مع بقية الأطفال، وبدأوا يلطخون وجه أحمد وذراعيه وعنقه وجسده بقطع الكعك، حتى لم يبقَ موضع واحد فيه إلا غطّته الكريمة.بينما ضحكاتهم القاسية تتردّد في أذنيه بلا رحمة.ومع ذلك، ظل أحمد واقفًا في مكانه، عيناه متسمّرتان على السيد سامر.كان يظن أنّ السيد سامر سيشفق عليه ويضمه بين ذراعيه، أو على الأقل يمنع الأطفال الآخرين من السخرية منه.غير أنّ السيد سامر لم يحرّك ساكنًا، وقف على الهامش ببرود كأنه مجرد عابر سبيل لا يعنيه الأمر.أما هيثم آخيه، فقد نطق بوجهه البريء وملامحه الملائكية أفظع الكلمات: "أخي الأكبر، أنت مثل أمك، لم يكن ينبغي لكما أن تولدا في هذا العالم، سيأتي يومٌ آخذ فيه كل ما تملك، ل
Read more

الفصل 624

لم يكن التصويت قد بدأ بعد، لكن التوتر كان يشتعل خفيًا بين الرجلين، فيما انقسم كبار المسؤولين من حولهم إلى فريقين وكأنهم قد اتفقوا مسبقًا، وكل فريق اصطف خلف من يسانده.ورغم أنّ هيثم لم يكن سوى ابن غير شرعي، إلا أنّه حاز على كل حب والده سيد سامر، وبعد الطلاق أصبح يُعترف به رسميًا كالابن الثاني للعائلة.غير أنّ الجد لم يعترف قط بهذا الحفيد، بل تخلّى حتى عن ابنه، وقسا إلى الحد الذي جعله يشطب اسم سيد سامر من سجل العائلة.حين كانت المسألة محصورة داخل أسوار البيت الكبير، اعتبرها الجميع شأناً داخليًا لا يليق التدخل فيه، لكن الآن وقد بات الأمر متعلقًا بمستقبل "عائلة أحمد"، فإنها لم تعد مجرد نزاع عائلي بل معركة على العرش بين الابن الشرعي والابن غير الشرعي، ولهذا آثر الجميع النأي بأنفسهم، خشية أن تطالهم نيران هذه الحرب.لم يكن أحد يتوقع أن يبدأ الأمر بمظاهر الغرام والود، لينتهي إلى هذا المشهد الدموي اليوم.فها هي مجموعة أحمد الشاهقة تتعرض لهجوم داخلي وخارجي معًا، ولا أحد يستبعد أن يكونوا شهودًا على ولادة فصل جديد من تاريخها.إنها معركة ولاية العرش بين ولي العهد والأمير الثاني، ولهذا لزم الحضور ال
Read more

الفصل 625

على غير عادتها، اعتنت سارة بمظهرها في ذلك اليوم، فقد وضعت مسحة خفيفة من الزينة، ورفعت شعرها إلى أعلى، وارتدت معطفًا من الصوف بلون أزرق فيروزي، وزيّن أذنيها زوج من أقراط الياقوت الأزرق.كان عنقها الأبيض النقي أشبه بعنق البجعة، يجمع بين الرقة والسمو، ليضفي عليها مزيجًا من الأناقة والعزة.خطت بخطوات ثابتة على كعبَيها العاليين، ورغم أن حضورها لم يكن مهيبًا كما في حفلات توزيع الجوائز، إلا أن بساطتها الأنيقة منحتها سحرًا آخر، أكثر صفاءً ورقّة.فمن حيث الجمال، لم تستطع حتى نجمات الوسط الفني أن يضاهينها، ومن حيث الهالة والهيبة، فهي فريدة لا مثيل لها.حتى هيثم، الذي كان يراها لأول مرة وجهًا لوجه، وقف مذهولًا أمامها.وكأنما صُعق من حضورها، فقد بدا له أن هالة هذه المرأة سامية كقداسة تمثالٍ عتيق، عصيّ على الاقتراب، حتى إنه لأول مرة في حياته وجد أن صفة "المقدّسة" يمكن أن تُطلق على امرأة.نهض أحمد على الفور، وتقدّم نحوها بخطوات واثقة، ومدّ يده إليها قائلًا: "لماذا لم تخبريني بقدومكِ؟".فأجابته سارة برقة وهي تضع يدها في كفّه، لتلتقي يدا الزوجين المتحليتين بخاتم الزواج معًا.لقد تغيّر حالها كثيرًا عمّ
Read more

الفصل 626

"بَـوْم!!"دوّى صوتٌ عنيف في قاعة الاجتماع.إذ كان أحمد قد ركل كرسيّ هيثم بكل قوته، فاندفع الكرسي بعجلاته بسرعة هائلة حتى بدا وكأن ظلًّا باهتًا قد تبع حركته.وحين تدارك الجميع ما حدث، كان هيثم قد ارتطم بالحائط وسقط أرضًا مقلوبًا في هيئةٍ مزرية، لا يخلو حاله من الفوضى والمهانة.سارع المتفرجون الذين جاءوا يتلذذون بالمشهد إلى مساعدته في فوضى وارتباك، وقال أحدهم: "سيد هيثم، هل أنت بخير؟"كان واضحًا أنّ أحمد قد استعمل قوته الحقيقية، إذ تحطّم الكرسي تمامًا.ولولا أنّ الكرسي قد امتص معظم القوة، لكان جسد هيثم قد تحطّم أشلاءً.قال الأخير وهو يحاول التماسك: "أنا بخير"، ثم ابتسم ابتسامة باهتة، غير أنّ انحناءة شفتيه لم تعد كما كانت قبل لحظة.أما عمّ أحمد الثاني، فقد شحب وجهه غضبًا، إذ لم يتوقع أنّ هذا الزوجين يمكن أن يكونا بهذه القسوة والشدّة.لم يجرؤ على مواجهة أحمد مباشرة، فحوّل نظره نحو سارة قائلًا: "سيدة سارة، اليوم هو اجتماع تصويت للمساهمين، وليس مكانًا لكِ، إن كنتِ بانتظار الرئيس التنفيذي أحمد، فالأفضل أن تنتظري في قاعة الضيوف."لقد أخفى أحمد وجود سارة طيلة هذه السنوات إخفاءً محكمًا، حتى إنّ
Read more

الفصل 627

لقد استنفد كل ما بوسعه من الوسائل، وحصل بالفعل على دعم نصف كبار المساهمين تقريبًا.لذلك كان يظن أن خسارة أحمد اليوم أمر لا مفر منه، لكن كيف انقلب المشهد فجأة إلى هذا الحال؟وحين طلب مراجعة نتائج التصويت واحدًا تلو الآخر، اكتشف أن أولئك الذين سعى لاستمالتهم، لا سيما المساهمين الذين يملكون نسبًا ضخمة من الأسهم، ما زالوا يقفون جميعًا إلى جانب أحمد!بل إن الذين تعهّدوا له من قبل بوعود قاطعة، انقلبوا بدورهم عليه.وما زاد الطين بلة أنّ بعض المساهمين قد حوّلوا جزءًا من أسهمهم إلى سارة دون أن يشعر هو بذلك.ليصبح بين يديها الآن ما يقارب عشرة في المئة من أسهم عائلة أحمد!كل ما أنفقه خلال هذه السنوات، وكل ما بذله من جهد، قد تبخّر كليًا.فتلقى هيثم صدمة عنيفة لم يكن يتوقعها، إذ كيف حدث ذلك؟ وأين مكمن الخطأ؟لقد تعامل مع هؤلاء الأشخاص طويلًا، وكان يعرف أن بعضهم من المقرّبين إلى أحمد، لذلك بذل أقصى درجات الحذر، وقدم لهم غاية الإخلاص.وقد أظهروا له بدورهم استعدادًا للانضمام إليه، غير أنّ خوفهم من سطوة أحمد جعلهم يكتفون باتفاق شفهي لا أكثر، دون أن يُجروا الإجراءات اللازمة.وكان الاتفاق يقضي بأنهم سينق
Read more

الفصل 628

في المكتب، كان أحمد يعرض على سارة تفاصيل ما جرى في الخطة الأخيرة.اتضح أنّه كان على علم منذ البداية بأنّ هيثم يحاول سرًا التواصل مع رجاله، فاستغل ذلك ورتّب خطة مضادة، إذ أوعز إلى أحد رجاله بأن يتظاهر بالخيانة لينال ثقة هيثم.وبذلك تمكّن من نصب فخٍّ داخل فخٍّ، ليكشف خيانة ذلك الشخص ويطيح به.سارة ظلّت طوال الشرح مذهولة، وقد تذكّرت أنّها قبل أيام قرأت منشورًا ساخرًا عن ما يُسمّى "حروب العمل الحقيقية" في الشركات.وكانت تظن أنّ الأمر لا يتجاوز حيلًا طفولية، مثل أن يرسل المدير موظفًا سرًا إلى الشركة المنافسة ليقطع سلك الإنترنت عندهم، أو أن يقوم أحدهم بسكب الماء المغلي في شجرة الحظ الموضوعة في مكاتبهم.ابتسم أحمد وهو يمد يده يلمس أنفها مداعبًا: "انتبهي، سيسيل لعابكِ."ضحكت بخجل وقالت: "تعلم... يمكنك أن تخبرني أكثر عن أمورك هذه، وإلا أشعر وكأنني عديمة الفائدة تمامًا."لم يستطع أحمد كتم ضحكته حين رآها على هذه الحال، وقال بلطف: "أنا فقط لا أرغب في أن أُقحمكِ في مثل هذه الدوامات."قالت سارة بجدية: "صحيح أنّ مشكلات عائلة أحمد حُلّت، لكن ماذا عن ماهيتاب؟ ألم يُعتقل خالد وبقية رجالك؟ سمعت أنّ حتى م
Read more

الفصل 629

في موقف السيارات السفلي المظلم، كان هيثم متجهم الوجه.وهو يحدّق في شاشة هاتفه التي أظهرت رقمًا افتراضيًا، ثم أجاب ببرود: "إن كنتَ جئت لتشاهد مسرحية، فوفّر كلامك".جاءه صوت غريب هادئ: "أنا هنا لعقد صفقة معك"."ماذا؟"تابع الصوت: "أعلم أنك أنفقت أموالًا طائلة طوال هذه السنوات، يمكنني أن أبرم معك صفقة بمليار، هل ترغب في ذلك؟""تحدّث."قال الرجل ببطءٍ ووضوح: "ساعدني في قتل سارة، وأعطيك مليار".في مكتب الرئيس التنفيذي.استدارت سارة نحو أحمد وسألته بقلق: "ما الأمر؟ هل عثرتَ على خيط ما؟"أجابها: "لا، لم نتوصل إلى أي خيط يتعلق بذلك الشخص، لكن هذه المسرحية يمكن أن تُطوى صفحتها الآن، هل ترغبين في مشاهدة عرضٍ جيد؟"رمشت بعينيها بدهشة: "هل يمكنني فعل ذلك؟"ابتسم ابتسامة خفيفة: "بالطبع، فالمعتذر هذه المرة لستِ أنتِ، بل هنّ".بعد أن أنهى أحمد ما كان عليه من أعمال في الشركة، قاد السيارة بنفسه، واصطحب سارة نحو البحر.كان الوقت قد اقترب من الغروب، والسماء أخذت تظلم شيئًا فشيئًا، وسارة بدأت تلمح الخط الساحلي، غير أن الخوف الفطري الذي يسكنها تجاه البحر عاد يسيطر عليها، حتى إن أنفاسها أصبحت متسارعة ومتوتر
Read more

الفصل 630

تلك المرأة لم تكن سوى سارة! هي الحبيبة الحقيقية في قلب أحمد.حتى هذه اللحظة فقط، أدركت سناء أن أحمد لم يكن يومًا بعيدًا عن النساء كما ظنّت، بل إنه منذ عشر سنوات كان ينتظر ظهور سارة.لم يبرّر لها أي شيء، ببساطة لأنها لم تدخل قلبه أصلًا، لم يكن يحتاج أن يشرح، ولم تكن هناك ضرورة.كل ما في الأمر أنها هي من نسجت أوهامًا في خيالها، تكابرت سرًا بعيدًا عن أنظاره، واجتهدت بلهفة، حتى صارت تحلم كل يوم بأنها ستقف يومًا بجواره.وحين رُفضت منها، لم تحتمل، فذرفت الدموع حتى غسلت وجهها ليلًا ونهارًا، ودفعتها اليأس لارتكاب كثير من الأفعال الطائشة.والآن وهي تستعيد ذلك الماضي، لم تجد نفسها سوى كمهرّجة مثيرة للشفقة، بينما تقف المرأة التي اختارها أحمد في صورة من الرقي والسمو، فلم تهزمها سارة بجمالها فحسب، بل بهيبتها وذاتها أيضًا.ولمّا وقعت عيناها على ساقي سارة السليمتين، استعر الغضب في أعماقها، وكأن القدر تجمّد قلبه بالظلم، لماذا كان عليه أن يكون قاسيًا إلى هذا الحد، فيجمعها بأحمد في هذا الطريق؟"هل أفقتِ؟"قال لها أحمد بنبرة باردة وهو جالس على مقعده، يتأملها بفتور: "والآن اخبريني، من الذي تواصل معكِ؟"لك
Read more
PREV
1
...
6162636465
...
89
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status