Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 611 - Bab 620

622 Bab

الفصل 611

مع أنّ الطفلة لم تكن تعرفها، إلا أنّ صوت بكائها جعل قلب سارة ينقبض بشدّة.اقتربت بصمت من الرجل طويل القامة، ثم قالت بهدوء: "هل تحتاج إلى مساعدة؟"وما إن أنهت جملتها، حتى شعرت – أو لعلها توهّمت – بأن جسد الرجل قد تصلّب فجأة.كان يدير لها ظهره، ومع ارتدائه للكمامة لم تستطع رؤية ملامحه.أسرعت تشرح بنبرة ودّية: "يا سيّدي، لا تسئ الفهم، لكنني رأيتك وحدك مع طفلين صغيرين، وقد يكون الأمر صعبًا عليك قليلًا."ظلّ الرجل صامتًا، بينما الطفلة في العربة زاد بكاؤها حدة.جميع نظرات سارة انشدّت نحو الصغيرة، كانت ترقد في عربة بلون أبيض مائل للّبن، ترتدي ملابس وردية متصلة، تبكي حتى انكمشت ملامح وجهها، وارتسمت على بشرتها البيضاء الناعمة ملامح مظلومة.بادرت سارة إلى حملها بسرعة، ولم يمانع الرجل.ابتسمت لها بحنو وقالت: "هيا يا صغيرتي، هل أنتِ جائعة؟ كوني هادئة ولا تبكي."كان لصوتها وقع عجيب، فالطفلة التي كانت تصرخ منذ لحظة، هدأت فجأة وصارت أكثر طواعية.وربما لأنها بكت طويلًا، أخذت تشهق وتنتحب وهي ملتصقة بصدرها.حينها تمكّنت سارة من رؤية وجهها بوضوح، كانت ملامحها دقيقة وجميلة للغاية، ولاسيما عيناها الكبيرتان
Baca selengkapnya

الفصل 612

كان واضحًا أنّ الرجل يعرفها، غير أنّ ملبسه وهيئته يوحيان بأنّه يتعمّد إخفاء نفسه، بينما الهالة التي تحيط به لا تشبه أبدًا هالة شخص عادي، بل تنضح بالخطر.ومع ذلك، فإنّ هذا الرجل الغامض كان يحتضن في ذراعيه طفلين رضيعين، في مشهد أشبه بنمرٍ مفترس يشمّ وردة برفق.لو قيل إنّه مهرب أطفال، فأيّ مهربٍ سيرضى بإنفاق هذا القدر من المال على شراء ملابس للأطفال؟رفعت سارة عينيها فرأت بطاقات الأسعار، فحتى أبسط قطعة صغيرة من الملابس تجاوز سعرها بضع المئات، فضلًا عن الحفاضات وحليب الأطفال، إذ كان يدفع أمامه عربتين ممتلئتين عن آخرهما.ويكفي أن تُقدّر قيمة إحداهما بعدة آلاف، فأيّ مهربٍ يصرف بهذه البذخ؟كان الطفلان ما يزالان يبكيان، ولم تظهر على الرجل أيّ علامة ضجر، بل أخرج من جيب معطفه مصّتين صغيرتين.كلّ منهما داخل كيس معقّم مُحكم الغلق، ما يدل على أنّه عقّمهما قبل مغادرة المنزل.ثم أدخل كلّ مصّة في فم أحد الطفلين، فتوقّف البكاء أخيرًا.رأت سارة الطفلين وقد أسندا رأسيهما كلّ على كتف الرجل، وعلى خدّيهما الممتلئين دموع لم تجف بعد.وعيناهما الواسعتان تحدّقان في اتجاهها، وأنفيهما محمران، في ملامح بريئة وطيّع
Baca selengkapnya

الفصل 613

السيدة هالة لم تكن سوى امرأةٍ في منتصف العمر تعمل في إعداد الطعام، ولم تكن تعرف شيئًا عن الأحداث الصاخبة التي تملأ الإنترنت.أما سارة فلم تكن تعلم سوى أنّ خالد قد اعتُقِل ظلمًا، ولم تدرك أنّ الأمر قد تصاعد إلى هذا الحد على أرض الواقع.فجأة ناداها أحدهم، فتطلعت بدهشة إلى تلك المجموعة من الناس، هي والسيدة هالة لم تدركا ما الذي يجري.وفجأة تحوّلت جميع الرؤوس نحوها، فرأت أن بعض الرجال والنساء يحملون لافتات، وآخرين يحملون دلاءً بداخلها مواد ملونة زاهية، ويبدو أنها طلاء أو ما شابه.وما إن وقعت أعينهم على سارة، حتى اندفعوا نحوها وكأنهم زومبي.فأسرع الحراس ليقفوا حاجزًا بينهم وبينها.فيما هتفت السيدة هالة بقلق: "سيدتي، أرجوكِ ابتعدي".لكن فجأة دوّى خلفها صوتٌ غاضب إلى أقصى حد: "أيتها الرأسمالية القاسية، اذهبي وادفعي حياتكِ ثمنًا لوفاة ماهيتاب".وعندما التفتت سارة رأت شخصًا يهرع نحوها حاملاً شيئًا، قبل أن يرشّه عليها.صرخت السيدة هالة: "سيدتي، احذري"، وأسرعت لتقف أمامها.غير أن سارة كانت أسرع في ردّ فعلها، فدفعت السيدة هالة بيد، وباليد الأخرى أمسكت بحقيبتها لتصدّ جزءًا من السائل المتطاير.سقطت
Baca selengkapnya

الفصل 614

كانت الحادثة قبل قليل في غاية الخطورة، وسرعان ما وصلت الشرطة إلى المكان، أما أولئك المارة الذين تبعوا الفوضى فقد أصابهم الرعب جميعًا، وتم اقتيادهم إلى المركز.كان على سارة أن تذهب إلى المستشفى فورًا لتلقي العلاج، لذا لم تتمكّن من الذهاب مباشرةً لتسجيل أقوالها.لحسن الحظ، لم تكن مساحة الجرح كبيرة، وبفضل إسعافها السريع لم تتحول الأمور إلى كارثة.أجرت لها المستشفى علاجًا إضافيًا، وعندها فقط اطمأنت السيدة هالة، وزفرت تنهيدة ثقيلة.قالت بصوتٍ يرتجف: "سيدتي، الحمد لله أنّكِ تداركتِ الأمر بسرعة هذه المرة، وإلا لكانت النتيجة وخيمة".ربّتت سارة على كتفها بلطف قائلة: "لا تخافي، ها أنا بخير، لكنكِ يا لهذه الطيبة! في تلك اللحظة الخطيرة وقفتِ أمامي لتصدّي عني، لو أن الحمض كله أصابكِ لكانت العواقب وخيمة".ما إن ذكرت الأمر حتى فاض غضب المربية: "من كان يتوقع أن يكون ذلك الحقير بهذه الخسة! ظننتُ أقصى ما سيفعله هو رمي طلاء أو دهان، لم يخطر ببالي أبدًا أن يكون حمضًا مركزًا".قالت سارة بجدية: "هؤلاء الناس جاءوا مستعدين، ولا يمكن قياس تصرفاتهم بالعقل العادي، لقد أخفتكِ اليوم، أليس كذلك؟""لا، سيدتي، أرجوكِ
Baca selengkapnya

الفصل 615

أوصل أحمد زوجته سارة إلى المنزل بعد أن ارتاعت مما جرى في السوق، وما إن جلست حتى قالت بهدوء: "أحمد، اليوم صادفتُ في السوق شخصًا غريبًا..."لكن أحمد كان مشغولًا للغاية، لم يهدأ هاتفه طيلة الطريق، ورنّ مجددًا ليقطع كلام سارة.أجاب سريعًا: "حسنًا، سأمرّ حالًا."أنهى المكالمة والتفت إليها قائلًا: "حبيبتي سارة، ما الذي أردتِ أن تخبريني به؟ ماذا جرى معكِ في السوق؟"تنهدت سارة بخفوت وقالت: "لا شيء مهم، اذهب لشغلك أولًا، فقط عدْ باكرًا.""حسنًا".ثم مدّ يده ليمرّرها على رأسها برفق قبل أن يستدير ويغادر.بقيت سارة شاردة تفكر في ذلك الغريب، حتى وإن لم يكن شريرًا، فربما الأمر لا يستحق القلق.لكنها في أعماقها ظلت تخشى أن تكون الأحداث قد بلغت نقطة لا عودة منها، وأن القادم سيحمل ما هو أعقد.أما أحمد، فجلس في المقعد الخلفي للسيارة والسماء الملبّدة بالغيوم تزيد وجهه قسوة وكآبة.خالد و محمود ما زالا محتجزَين، وسارة تعرّضت لهذا الموقف، ولا عجب أن حالته النفسية كانت في أسوأ صورها.لم يكفّ عن متابعة مسار الرأي العام على الشبكة.قال له أحد رجاله: "سيدي الرئيس أحمد، لقد بلغ الأمر هذا الحد، ألا ينبغي أن نتحرك
Baca selengkapnya

الفصل 616

نهضت سناء ببطء، وعندها فقط انتبه أحمد إلى أنّ ساقيها من الركبة وما دون لم تعودا بشريتين، بل آليتين يكسوهما المعدن.قال أحمد بدهشة ظاهرة: "ساقاكِ…"ابتسمت هي وشفتيها الملطختين بالحمرة القانية ترتجفان بابتسامة ساخرة: "غريب؟ حين ألقيتَ بي يومها كان عليك أن تتوقّع أنّ أي شيء قد يحدث."لكن كلماتها تلك لم تُرضِ أحمد، بل لم يكلّف نفسه حتى عناء تصحيحها، فاكتفى بنبرة باردة: "أخبريني، ماذا تريدين؟"لم تكن سناء تتوقع أن يبقى على هذا القدر من الهدوء بعد أن رأى ساقيها، فظهر في عينيها شيء من الضيق.ومع ذلك كتمت حنقها وأجبرت ابتسامة على شفتيها: "أعرف أنّك لستَ بحاجة إلى المال، لذا لن أطلبه منك، أريدك فقط أن تبقى معي ليلة واحدة."توقف أحمد عن تقليب الصور بين يديه، وكأنّه لم يسمع جيّدًا."ماذا قلتِ؟"لم تُبدِ سناء أي حرج، بل على العكس، ومض في وجهها بريق جنون وهي تنحني فجأة لتعانقه من الخلف.قطّب أحمد جبينه بشدة، وأمسك بها ليفصلها عنه.لم تستطع ساقاها الاصطناعيتان حمل جسدها، فسقطت أرضًا.همست والدموع في عينيها: "أنتَ لا تزال قاسيًا كما كنتَ يا أحمد."دفع أحمد الكرسي ونهض، في عينيه قسوة أشبه ببرودة الثلج
Baca selengkapnya

الفصل 617

كانت تلك الحكاية قد مضت عليها سنوات طويلة، غير أنّ سناء ما زالت حين تستعيدها تشعر بذلك الألم الذي اخترق عظامها وأحرق قلبها.مكثت نصف عام كامل في المستشفى، وفي تلك المدة خرج أحمد كليًا من عالمها.حتى عندما هددته بأنها ستتخلى عن دراستها إن تركها، لم يجبها سوى بجملة واحدة: "كما تشائين"، ثم حجبها من حياته تمامًا.ليلها كان بكاءً ونهارها حسرة، وفي نزوة انتقامية تزوجت من أكرم الذي يكبرها بعشرين عامًا.وحين فقدت ساقيها لم يتخلَّ عنها، بل تزوجها رغم إعاقتها وأحسن معاملتها.غير أنّها، وقد ظلت قاسية القلب تجاهه، دفعته بدوره إلى أن يبحث عن ملاذ عند بعض الممثلات الصغيرات، وكأن الأمر عقاب متبادل.لكن ما لم يكن أحد يعلمه أنّ قلب سناء ظل أسير أحمد، فهي تتابع كل أخباره، وتعيش على تفاصيله، بل إنها غدت أكثر هوسًا به مما كانت عليه في الماضي.وحين بلغها خبر فسخ خطوبته من صفاء، غمرتها السعادة.إذ أيقنت أنّ أحمد لم يكن ليحب أي امرأة بسهولة، وأنه في هذا العالم لا توجد من تستحق أن تقف بجواره.غير أنّ الأقدار كان لها رأي آخر، فما هي إلا أيام حتى رأته ممسكًا بيد سارة في حفل توزيع الجوائز، وهو يعلن على الملأ هوي
Baca selengkapnya

الفصل 618

جلس أحمد في السيارة مغمض العينين يستعيد هدوءه، فشعر عز بأن أجواء المقصورة صامتة على نحوٍ مخيف، فسارع إلى السؤال: "سيدي الرئيس، هل فشلت المفاوضات بينكما؟"قال أحمد ببرود: "لم تفشل المفاوضات، بل لم يكن هناك مجال لها من الأساس، تلك المرأة مريضة."رفع يده إلى جبهته متأففًا: "مرّت كل هذه السنوات، ومع ذلك لم تتغيّر قيد أنملة، بل ازدادت سوءًا، لو كنت أعلم ما ستؤول إليه لما رقّ قلبي يومها وأنقذتها."قبل عشرة أعوام، وبمحض المصادفة مرّ بأحد القرى الجبلية، ورأى سناء تعيش وسط معاناة قاسية، فقد كانت عائلتها من أولئك الذين يفضلون الذكور على الإناث.كان شقيقها قد أُرسل للدراسة في الثانوية بمدينة بعيدة، بينما أراد أهلها أن تترك هي مقاعد الدراسة وتتزوج رجلاً مسنًّا أعزب من القرية. كان المال الذي سيدفعه الرجل مهرًا يُخصّص لإعانة شقيقها على إكمال دراسته، وحين حاولت الاعتراض والتمسك بحقها في التعليم، لم تجنِ سوى الضرب المبرح من والديها.أحمد لم يكن رجلاً يتدخل في شؤون الآخرين عادة، إلا أنه يومها لمح جانب وجهها وهي تقف وحيدة.فذكّرته بفتاة لم يلتقِ بها إلا مرة واحدة، لكنها بقيت محفورة في ذاكرته.ولأنه هو ن
Baca selengkapnya

الفصل 619

جلس أحمد في مقعده الرئيسي صامتًا، لم ينطق بكلمة.كان من المعروف أنّ مجرد نظرة واحدة منه كفيلة بأن تُرعب أي شخص وتجعل قلبه يرتجف، غير أنّ الحاضرين اليوم وكأنّهم ابتلعوا جرأة النمور، لم يتوقفوا عن توجيه اللوم والاتهامات نحوه.قال أحد الأعمام بنبرة ممتزجة بالاستياء والادعاء: "يا أحمد، لقد كنتُ دائمًا أُقرّ بقدرتك، وعندما سلّمك عمّك الأكبر الشركة كنّا جميعًا أول المصفقين، ولم تُخيب آمالنا، بل أدرت الشركة بحنكة وبراعة، لكن هذه المرة ارتكبت خطأً فادحًا، ففي يوم واحد فقط لم نخسر قيمة أسهمنا فحسب، بل انهارت السمعة التي بناها أجدادنا بشق الأنفس، ضاعت الجهود والتاريخ، وأنت بصفتك قائد هذه العائلة، ألا ترى أنه من واجبك أن تُعطينا تفسيرًا لما حدث؟"ظلّ وجه أحمد بارد الملامح، ونبرته مقتضبة وحاسمة حين نطق: "انتظروا."صُدم الرجل: "انتظروا؟ وماذا تنتظر؟ هل تعلم كم من الناس الآن يسخرون منا؟ وكم منهم يترقبون سقوطنا ليستبدلونا؟ حتى أنا، الذي لا أخالط الدوائر الإعلامية، أعلم أنّ للعلاقات العامة وقتًا ذهبيًّا إن فات ضاعت كل الحيل، لقد مرّ يوم وليلة ولم تفعل شركة أحمد شيئًا، وأنت، كرئيس تنفيذي، ماذا فعلت؟"و
Baca selengkapnya

الفصل 620

كانت أصابع أحمد الطويلة تنقر بخفة على سطح الطاولة، كما لو أنّ ذيل الثعلب قد انكشف أخيراً.ما إن أنهى عمّ أحمد الثاني كلماته، حتى تحوّلت جميع الأنظار نحوه.بعضهم بدا عليه الفهم الواضح، وبعضهم الآخر امتلأ بالغضب والشك، وكأنهم يتساءلون ما الذي يخطط له؟أما أحمد الجالس في قلب العاصفة، فقد ظلّ وجهه هادئًا، وأصابعه تواصل الطرق بإيقاع منتظم، لا أثر للاضطراب فيه.بينما ارتسم التوتر على وجه عمّه الثاني، إذ سرعان ما تسلّل العرق إلى جبينه يغطيه بنقاط دقيقة، وكأنّ أشواكًا وخزت ظهره.فهو يعلم أن طرح مثل هذا الطلب المفاجئ أمر كفيل بإرباك أي إنسان وإخافته، فلماذا بدا أحمد مطمئنًا وكأنه كان يتوقع ذلك؟لا، هذا مستحيل، فالأمر وقع فجأة، والخطة لم تُعَدّ سوى هذا الصباح، لا يمكن أن يكون قد علم بالأمر مسبقًا!إنه فقط يجسّ النبض!هكذا أقنع نفسه، وحاول أن يثبّت أعصابه قدر الإمكان، وأن لا يُظهر أي خلل في ملامحه.ابتسم أحمد ابتسامة باردة وقال وهو يوجّه نظره نحوه: "أنا فقط فضولي، تريد أن تعزلني، فمن الذي تفكر أن تدفع به إلى مكاني؟"أجاب العم الثاني بثقة مصطنعة: "في عائلة أحمد هذه، كم من الشباب الموهوبين لدينا؟ أ
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
585960616263
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status