مع أنّ الطفلة لم تكن تعرفها، إلا أنّ صوت بكائها جعل قلب سارة ينقبض بشدّة.اقتربت بصمت من الرجل طويل القامة، ثم قالت بهدوء: "هل تحتاج إلى مساعدة؟"وما إن أنهت جملتها، حتى شعرت – أو لعلها توهّمت – بأن جسد الرجل قد تصلّب فجأة.كان يدير لها ظهره، ومع ارتدائه للكمامة لم تستطع رؤية ملامحه.أسرعت تشرح بنبرة ودّية: "يا سيّدي، لا تسئ الفهم، لكنني رأيتك وحدك مع طفلين صغيرين، وقد يكون الأمر صعبًا عليك قليلًا."ظلّ الرجل صامتًا، بينما الطفلة في العربة زاد بكاؤها حدة.جميع نظرات سارة انشدّت نحو الصغيرة، كانت ترقد في عربة بلون أبيض مائل للّبن، ترتدي ملابس وردية متصلة، تبكي حتى انكمشت ملامح وجهها، وارتسمت على بشرتها البيضاء الناعمة ملامح مظلومة.بادرت سارة إلى حملها بسرعة، ولم يمانع الرجل.ابتسمت لها بحنو وقالت: "هيا يا صغيرتي، هل أنتِ جائعة؟ كوني هادئة ولا تبكي."كان لصوتها وقع عجيب، فالطفلة التي كانت تصرخ منذ لحظة، هدأت فجأة وصارت أكثر طواعية.وربما لأنها بكت طويلًا، أخذت تشهق وتنتحب وهي ملتصقة بصدرها.حينها تمكّنت سارة من رؤية وجهها بوضوح، كانت ملامحها دقيقة وجميلة للغاية، ولاسيما عيناها الكبيرتان
Baca selengkapnya