كانت سارة قد أعدّت نفسها لأسوأ الاحتمالات، فهي لم تأتِ إلا لإلقاء التحية، وإن لم تنل استحسانهم فلتدر ظهرها وترحل ببساطة.غير أنّ السيدة ناريمان لم تنطق بعد، حتى انطلقت فجأةً نبرة مألوفة: "خالة ناريمان، لقد عاد حبيبي أحمد؟"التفتت سارة نحو زاوية الطابق الثاني، فرأت وجهًا تعرفه جيدًا، لم يمر وقت طويل منذ أن التقت به في الداخل، إنّها فيفي.ما إن التقط أحمد صوتها حتى اقشعرّ جسده وكسى ملامحه جليد بارد.وقال باقتضاب: "ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟"أسرعت فيفي بخطواتها حتى بلغت جانب السيدة ناريمان، واعتمدت على ذراعها بمودّة مصطنعة وهي تقول: "حبيبي أحمد، طوال هذين العامين كنتُ أنا من يرافق خالة ناريمان."حينها فقط أدركت سارة مكمن ثقتها، فكل ما دار كان تمهيدًا لهذه اللحظة.لقد لعبت فيفي بأقوى أوراقها التي تكمن في والدة أحمد.إذن، لم يكن استدعاء والدته لرؤية أحمد عن حنين الأم، بل لتزويجه من فيفي.يا لها من حبكة بائسة.ولم يساور قلب سارة أدنى غيرة، بل راحت بخيالها الجامح تتكهّن بما سيحدث تالياً.بل وحمدت ربها أنّها أكلت جيدًا في المطار، وإلا لكان هذا العشاء تحوّل إلى عذاب جوع.جلست تنتظر بصبر ما ستؤول
Read more