رأى صلاح ذلك، فمدّ يده وربّت على كتف الشاب الذي كان يقطع الصف، وقال له: "مرحبًا، أرجوك قف في الطابور".كان مهذَّبًا وحازمًا في نفس الوقت، فالتفت الشاب الذي كان ينتعل شبشبًا مهترئًا بانزعاج، وقال: "وما دخلك؟ لماذا تثرثر؟" وبدت ملامحه ملامح شاب من الرعاع.شدّت فاتن ذراع صلاح، وهزّت رأسها قائلة: "دعك منه، الأفضل ألّا ندخل في مشاكل مع الناس في الخارج".فأجاب صلاح: "لا بأس، شاهدي ما سأفعله".وتقدّم نحو الشاب، فقلقت فاتن، ولم تستطع إلّا الإمساك بهاتفها وهي تفكّر أنّه إن حصل شجار ستتصل بالشرطة فورًا.فقد بدا الشاب من أول نظرة "مشبوهًا"، ولم تكن متأكدة إن كان صلاح سيقدر على مواجهته.غطّى ظلّ ثقيل مجال رؤية الشاب، فرفع رأسه بضيق قائلًا: "هل انتهيت؟"وقبل أن يُكمل، جاء صوت صلاح مهذبًا لكن بحدة باردة: "أنصحك أن تتكلم بأدب".حرّك صلاح معصمه ورقبته قليلًا أثناء حديثه، فظهرت عضلات ذراعيه البارزة نتيجة التدريب، بدا وكأنه يملك قوة كافية لإسكات الشاب، الذي بلع شتيمته فورًا.ألقى نظرة خاطفة على صلاح ثم تراجع إلى الخلف.دهشت فاتن، إذ ظنّت دائمًا أنّ صلاح رجل ضعيف، ولم تتخيل أنّ الجسد المختبئ تحت البدلة
Read more