All Chapters of إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Chapter 1141 - Chapter 1150

1207 Chapters

الفصل1141

رأى صلاح ذلك، فمدّ يده وربّت على كتف الشاب الذي كان يقطع الصف، وقال له: "مرحبًا، أرجوك قف في الطابور".كان مهذَّبًا وحازمًا في نفس الوقت، فالتفت الشاب الذي كان ينتعل شبشبًا مهترئًا بانزعاج، وقال: "وما دخلك؟ لماذا تثرثر؟" وبدت ملامحه ملامح شاب من الرعاع.شدّت فاتن ذراع صلاح، وهزّت رأسها قائلة: "دعك منه، الأفضل ألّا ندخل في مشاكل مع الناس في الخارج".فأجاب صلاح: "لا بأس، شاهدي ما سأفعله".وتقدّم نحو الشاب، فقلقت فاتن، ولم تستطع إلّا الإمساك بهاتفها وهي تفكّر أنّه إن حصل شجار ستتصل بالشرطة فورًا.فقد بدا الشاب من أول نظرة "مشبوهًا"، ولم تكن متأكدة إن كان صلاح سيقدر على مواجهته.غطّى ظلّ ثقيل مجال رؤية الشاب، فرفع رأسه بضيق قائلًا: "هل انتهيت؟"وقبل أن يُكمل، جاء صوت صلاح مهذبًا لكن بحدة باردة: "أنصحك أن تتكلم بأدب".حرّك صلاح معصمه ورقبته قليلًا أثناء حديثه، فظهرت عضلات ذراعيه البارزة نتيجة التدريب، بدا وكأنه يملك قوة كافية لإسكات الشاب، الذي بلع شتيمته فورًا.ألقى نظرة خاطفة على صلاح ثم تراجع إلى الخلف.دهشت فاتن، إذ ظنّت دائمًا أنّ صلاح رجل ضعيف، ولم تتخيل أنّ الجسد المختبئ تحت البدلة
Read more

الفصل1142

نظر هؤلاء الأشخاص إلى فاتن يفحصونها من رأسها إلى أخمص قدميها، وما إن اكتشفوا أنّها جميلة، حتى ارتسمت على وجوههم ابتسامات غامضة.قال أحدهم: "آه، هذه إذًا الآنسة فاتن!"وقال آخر: "جلوسها في موقع موثوق لدى السيد سمير بالرغم من صغر سنِّها، يدل أنّها ليست شخصًا عاديًا".سمعت فاتن هذه الكلمات الخادعة، لكن لم تتحرك تعابير وجهها، فقد اعتادت سماع هذه الأقوال مرات لا تُحصى.لو أخذت كل كلمة على محمل الجد، لكان الغضب قد أهلكها منذ زمن بعيد.برز برود في عيون صلاح وهو يقول: "قدرة فاتن على أن تصبح سكرتيرة السيد سمير دليل على تميّزها، بل هي أقوى من قدرتي، والسيد سمير يقدّر ذلك جدًا".حوَّلت فاتن نظراتها لصلاح بدهشة، إذ لم تتوقع أنه سيقف للدفاع عنها، بل استخدم نفسه لتسليط الضوء على تميّزها.فهم هؤلاء الأشخاص على الفور، وضحك أحد الرؤساء قائلًا: "ما يقوله المساعد صلاح صحيح، يبدو أنّه معجب جدًا بالسيدة فاتن".كادت البرودة في عيني فاتن لا تُخفى، فهي لا تريد أن تتجادل مع هؤلاء الناس، غير أنّه في هذا الوقت، ما زالوا يبالغون في تخيّلها بشكلٍ ماجن، لكنهم غيّروا الشخص الذي يتخيلونه معها فقط.فإذا لم تتكلم هي بع
Read more

الفصل1143

رفع صلاح رأسه وقال: "بما أنكم لا تُظهرون نية حقيقية للتعاون، فلننهي الأمر هنا، فقد حان وقت عودتنا".تقطّبت ملامح مدير المصنع فورًا، وسارع ليقول محاولًا إبقاءهما: "انتظرا، كل شيء ما يزال قابلًا للنقاش، حتى وإن كنت ترى أن السعر منخفض، فابقيا ليلة هنا لتستريحا، فقد قطعتما طريقًا طويلًا وتعبتما بلا شك".كان صلاح على وشك الرفض، لكن فاتن سعلت قليلًا، فنظر إليها صلاح ثم غيّر كلامه وقال: "إذًا سنستريح هنا الليلة".حلّ المساء، وانسدل الليل.نظر صلاح إلى فاتن وسأل: "لماذا وافقتِ على البقاء؟"لم يقتنع مطلقًا أنها أرادت البقاء بسبب التعب.لمع الذكاء في عيني فاتن وهي تقول: "لا يوجد تاجر في هذا العالم يمكنه القول إن يده نظيفة تمامًا. وقد اكتشفت قبل قليل أنّ هذا المصنع يرتكب مخالفة قانونية، وأحتاج أن نبيت هنا الليلة للتحقق من الأمر. وإن ثبت يقينًا، نستطيع حينها الإبلاغ عنه وإسقاطه بالكامل".اشتعل حماس خفيف في صوتها، فسألها صلاح فورًا: "هل أنتِ متأكدة مما رأيتِ؟"فإن كان الأمر صحيحًا، فلدى صلاح من العلاقات ما يكفي لإغلاق المصنع بلا جهد.أجابت: "بالتأكيد. ويجب أن أُفرغ ما في صدري من غضب، ما حدث اليوم ل
Read more

الفصل1144

ظهر العرق البارد على جبين صلاح، وندم على غبائه في صمت.ركض الاثنان للأمام، وبدأت قوة فاتن الجسدية تتراجع سريعًا، فرغم أنها كانت تحاول المضي قدمًا، إلا أن أنفاسها المتقطعة أثبتت قربها من الانهيار.قالت: "يا صلاح، اذهب أنت أولًا، لا تهتم بي".رد صلاح فورًا: "كيف أفعل ذلك؟ اصعدي فوق ظهري، سأحملك".تجمدت فاتن للحظة، ثم هزّت رأسها سريعًا: "لا.... لا حاجة لذلك".قال صلاح بحزم: "أسرعي، وإن أطلنا الكلام، فسيلحقون بنا".فلم تتردد فاتن بعد سماع هذا، واحتضنت عنق صلاح قائلة: "هل أنا ثقيلة جدًا؟"شعرت بالذنب، متمنية لو أنها اهتمت بلياقتها البدنية سابقًا، لما أصبحت عائقًا الآن.أما صلاح، فقد شعر بجسدها الناعم فوقه، لكن لم تطرأ في ذهنه أي تخيلاتٍ غير بريئة، وقال: "خفيفة كالقطة، لا أشعر بأي ثقلٍ على الإطلاق".ضحكت فاتن على هذا الوصف المبالغ فيه.ألقى صلاح نظرة عليها وهو يمازحها: "لو متنا معًا الآن، هل يُعتبر ذلك استشهادًا في سبيل الحب؟"ما إن قال صلاح ذلك، حتى توقف الاثنان عن الحركة للحظة، ثم سعل صلاح، ولم ينطق بعدها.لكنه سمع فجأة صوتًا منخفضًا من فوقه: "في الواقع… قد يكون هذا جيدًا أيضًا".ابتسم صلا
Read more

الفصل1145

مدّت فاتن يدها لا إراديًا لتتعلق بصلاح، ثم أدركت خطورة الموقف، فأفلتت قبضتها عنه وحدّقت حولها بسرعة.أمسكت عصا قريبة منها وقالت وهي تحاول بجد السيطرة على مشاعرها: "اقتربي، أنا لا أخافك".لكن صلاح أمسك يدها فورًا وقال: "لا تستفزيها".تلألأت عينا الأفعى بوميض بارد، وأطلقت صفيرًا بلسانها قبل أن تنقضّ مباشرة نحوهما.صرخت فاتن وأغمضت عينيها وضربت بعشوائية بالعصا، فالتفت الأفعى حول العصا ثم غرزت أنيابها في ساق فاتن، قبل أن تلتف وتنسحب مبتعدة.سقطت فاتن على الأرض وهي تنظر بذهول إلى أثر الدم على ساقها، وبدأت تفقد السيطرة على نفسها.وانهار ما جمعته من شجاعة خلال اللحظات السابقة، فبكت بصوت مرتجف: "صلاح، صلاح، هل سأموت؟"أمسك صلاح يدها وقال بصرامة مطمئنة: "لا تقلقي، لن يحدث لك شيء، لا تتوتري".ثم انحنى ووضع فمه على الجرح وبدأ يمتص الدم بلا تردد، فانتفضت فاتن من الصدمة وهي تشعر بالحرارة على جلدها.قالت بخوف: "لا تفعل ذلك يا صلاح! هذا يضرّك أنت أيضًا!"لكن صلاح بصق الدم الأسود، وهو يقول بثبات: "لا يمكن، أنت خرجت معي، وواجب عليّ أن أعيدك سالمة".توهجت عينا فاتن بالدموع، فصلاح ليس مثل أولئك الذين يكت
Read more

الفصل1146

كانت هذه أوَّل مرَّة يُكثر فيها صلاح من الكلام، فقد كان عادةً أكسل من أن يتحدَّث بهذه الكثرة.قال: "توقفي عن البكاء، نحن الآن بخير هنا، أليس هذا دليلًا كافيًا على حظنا الجيد؟"ثم ابتسم محاولًا جعل فاتن أسعد قليلًا.مسحت فاتن دموعها بكمها، وقالت: "أنت محق".عصف بالليل هواء بارد جدًا، فارتجف جسد فاتن بأكمله من شدة البرودة.لاحظ صلاح رد فعلها، فاقترب منها وقال، مع تلعثم بسيط في الصوت وكأنّه خجِل: "يصبح البشر أكثر دفئًا إن اقتربوا من بعضهم البعض".كان كلامه مبهمًا، لكن فاتن فهمت فورًا ما يعنيه، فاحمرّت وجنتاها على الفور.اقتربت بجسدها منه، وكان جسد صلاح القوي دافئًا كالفرن الصغير، مما جعل فاتن تشعر بالطمأنينة فورًا.ضمّت فاتن خصر صلاح برفق، فتوتر صلاح بالكامل، إذ لم يتوقع هذا التصرف منها.وضعت فاتن وجهها على كتفه وقالت: "صلاح، لقاؤك كان حظي السعيد".فجأة، شعر صلاح وكأن شيئًا تغيَّر، وتجمَّد لوهلة، ثم قال بغصةٍ في حلقه: "لقاؤك أيضًا كان حظي السعيد".توقف ضجيج الصراصير في الغابة حولهما، ولم يعودا منزعجين بسببه، وقال صلاح: "عندما نعود، سأجعلكِ تسترخين جيدًا".لم ترد فاتن إفساد هذه اللحظة بال
Read more

الفصل1147

لم تمضِ فترة طويلة حتى صادفت فاتن بركة ماء، ففرحت كثيرًا في داخلها.اختارت شجرة، وأسندت صلاح إليها.مزقت فاتن قطعة من فستانها، وغمرتها بالماء، وبدأت تمسح جسد صلاح، وهي تهمهم قائلة: "صلاح، يجب أن تصبح بخير، وسأوافق على كل شيء تقوله عندما نعود".اعتقدت فاتن أن صلاح الآن فاقد للوعي، ولا يسمع ما تقوله.لكن صلاح مد يده فجأة ، وأمسك يدها بإحكام، وقال بعيون ملتهبة: "هل ما قلتِه حقيقي؟"فزعت فاتن فورًا، ولو لم يكن جسد صلاح ما يزال متأججًا بالحرارة، لظنت أنه يتظاهر بالحمى.احمرت وجنتا فاتن، وقالت: "لم أقل شيئًا، أرجوك اترك يدي".قال صلاح مبتسمًا: "لا يمكن هذا، لقد سمعت كل شيء بدقة".خفضت فاتن رأسها، ودفعته بخجل قائلة: "أظن أنك تتظاهر بالحمى، أليس كذلك؟"شعر صلاح بالاستياء فور سماع ذلك، فأخذ يد فاتن ووضعها على صدره قائلًا: "المسِي بنفسك، وانظري هل أكذب عليك أم لا".فقدت فاتن اهتمامها بالممازحة فور شعورها بحرارة جسده، وعبست: "لا يجب أن تظل بهذا الشكل، سآخذك وأذهب بك لمكانٍ آخر".ثم سحبت فاتن صلاح للأمام، لكنها توقفت فجأة، ولمع بريق الفرح في عينيها، إذ رأت رجلًا في منتصف العمر يحمل معه كلابًا ضالة
Read more

الفصل1148

هل يُعقل أن يكون لدى ذلك الرجل الصيَّاد نية تجاهها؟عندما فكرت فاتن بهذا الاحتمال، شعرت وكأنها تواجه عدوًا عظيمًا، وعلمت أن حالتها الآن تجعلها عاجزة عن مواجهة هذا الرجل، خصوصًا مع مرض صلاح، إذ لم يكن لديها خيار سوى الاهتمام به.بدا أن الرجل الصياد لاحظ أفكارها، فقال دون تردد: "ليس لدي أي نية تجاهك، أنا لا أحب الفتيات النحيلات، بل أفضل النساء اللواتي يمتلكن قليلًا من المنحنيات الأنثوية".لقد قرأ افكارها، فخجلت فاتن فور سماع ذلك، وكأن كلامه وصفها بأنها مصابة بالوهم أو أنها متكبّرة.أكمل الرجل: "لقد اعتنيت به ليلة كاملة، وأعتقد أن حرارته ستنخفض غدًا، سأوصلكما بعد ذلك، ولا داعي للشكر، وإذا أردتِ مكافأتي، أحضري لي فقط زجاجتين من الخمر الجيد إن كان عندك وقت".تنفست فاتن الصعداء، وابتسمت بأسنانها البيضاء قائلة: "حسنًا، لدي بعض الخمور الفاخرة في المنزل، سأدعك تتذوقها".وعندما تم ذِكر الخمر، بدأ الرجل الصياد بالحديث أكثر وهو يبتسم: "يبدو من مظهرك أنك من عائلة غنية، وكل هذه الخمور من مخزون منزلكم، لا بد أن طعمها رائع".ضحكت فاتن وقالت: "لن تخذلك أبدًا".قال الرجل الصياد: "حسنًا، سأذهب لأحضِّر لك
Read more

الفصل1149

"شكرًا لك."فجأة، سمعَت فاتن صوت صلاح الدافئ والصادق في أذنها.نظر صلاح بعينيه السوداويتين إلى فاتن. فأدركت هي جدّيته في تلك اللحظة.قالت فاتن: "لا داعي للمجاملة، أنتِ أيضًا ساعدتني. لنعتنِ بجروحنا سريعًا، ثم نخرج من هنا. هل نطلب من الرجل الصياد أن يُعطينا هاتفًا بعد قليل؟"شعرت فاتن أن الوقت الذي أضاعوه في هذه الجبال كافٍ جدًا. كما أن ذلك المصنع سيريد الانتقام، متمسكين بمبدأهم، وهو: "إن كان حيًّا يجب أن نراه، وإن كان ميتًا نرى جثته"، ولن يتركوهما وشأنهما.قال صلاح: "حسنًا، سأطلب منه بعد قليل".رغم أن الرجل الصياد أنقذهما، لكن عندما طلب صلاح منه استعارة هاتف، رفض الرجل قائلًا: "أنا أعيش في الجبال طوال الوقت، لا أفعل شيئًا غير الصيد والتنظيف، كيف لي أن أمتلك هاتفًا؟"كانت شقة الرجل الصياد صغيرة لكن مكتملة المرافق، ومع ذلك لم يكن عنده هاتف، وهو ما جعل صلاح يشك قليلًا.لكن لم يكن هناك أي وسيلة اتصال عنده فعلًا.فاقترح قائلًا: "يا عم، هل يمكنك أن تأخذنا إلى السوق؟ سندفع بعض المال لنجري مكالمة طلب مساعدة، ولا تقلق، سنتأكد من مكافأتك بعد أن نتواصل مع أحدهم".لم يكن الرجل الصيَّاد يمتلك هات
Read more

الفصل1150

"يبدو ان لديك بعض الوعي بنفسك."تعمَّقت ابتسامة فاتن على شفتيها.لاحظ صلاح ذلك، ولكن قدرة فاتن على الابتسام في هذه الظروف، تعني أن نفسيتها كانت بلا منازع.سأل صلاح وهو يعبس: "أنتِ واعية بالوضع الذي نحن فيه، ومع ذلك لست خائفة. أنتِ..."لم يكمل صلاح كلامه، إذ قالت فاتن ضاحكةً بخفة: "هل يجب أن نبقى عابسين؟ بصراحة، إذا كنا سنموت حقًا، فلا مفر، هذه مشيئة القدر، إذا أراد الله أن نموت معًا، هل لنا أن نقول لا؟"لم تكن ضحكتها هذه سخرية من الألم، بل كانت طبيعية.شعر صلاح بالذنب، وقال: "لم أكن أتوقَّع أن يحدث هذا حينما أخذتك معي في رحلة العمل هذه".يمكن القول إن صلاح كان يشك بفاتن سابقًا، لكن بعد كل ما مرا به، أصبح صلاح يعرف طبع فاتن جيدًا.إذا لم تكن أخلاق فاتن جيدة، لكانت تركته خلفها بالفعل، لكنها لم تفعل، وهذا يدل على معدنها.قالت فاتن: "إذا شعرت بالذنب، فما رأيك أن تترك شكوكك تجاهي حينما نخرج من هنا؟ أنا فقط أريد أن أدرّب نفسي. ثم إن مجموعة القزعلي شركة ضخمة بهذا الحجم، فهل تظن أنه لو فعلتُ أي شيء، سيتركني سمير دون عقاب؟"كان سمير نجم العاصمة بلا منازع قبل سنوات طويلة.وبعد كل تلك السنوات، لم
Read more
PREV
1
...
113114115116117
...
121
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status