"هكذا إذن! تتوسّلين غاياتك بكل وسيلة، تهدمين بيتًا بعد بيت، ولم تفكّري يومًا في خطئك!"صرخت فاطمة وقد بلغ بها الانفعال ذروته: "لم أُخطئ! أنتم من دفعني إلى هذا!"اقتربت شهد، تحاول تهدئة الموقف وقد رأت الانفعال يشتدّ بينهما: "كفى يا عمّة دعاء، لا تتشاجري مع عمة فاطمة، هي فقط ثارت في لحظة غضب، أنا بخير، ولا ألومك على شيء، عمتي، أرجوكما أن تهدآ، فلتتراجع كل واحدة منكما خطوة، هذا لا يستحق كل هذا العراك".لكن دعاء التفتت نحوها، وقالت بلهجة قاسية: "ليس لك شأن! تقولين إنك لا تلومينني، ومع ذلك تهمسين في أذن فاطمة، أليس ذلك لتدفعيها إلى مواجهتي ؟ تتصنّعين البراءة، وتتظاهرين بالطهارة، أكثر ما أمقت من البشر أمثالك!"فما إن سمعت فاطمة ذلك، حتى دفعتها غاضبة: "من تسبين؟ ألا تعلمين أن شهد لا تسمع؟ أتسيئين إليها من وراء ظهرها؟ كم من الخُبث يملأ قلبك!"ردّت دعاء بدفع مماثل: "إن كنتُ خبيثة، فأنتِ أشد خبثًا!"صرخت بها فاطمة وهي تحدّق بعينيها المتّقدتين: "تمدّين يدك عليّ؟ إذًا يا أنا يا أنتِ اليوم!""انظري كيف سأمزّقك تمزيقًا!"ثم اندفعتا تشتبكان، تتضاربان بعنف. فيما وصلا نور ولاشين في اللحظة نفسها، فشهدا
Magbasa pa