All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 381 - Chapter 390

410 Chapters

الفصل381

حك أيمن رأسه بخفة، وابتسم بخجل قائلًا: "في عطلة الصيف، تتلمذت لفترة على يد طبيب مُسِن في الطب التقليدي، لذلك أعرف كيفية فحص النبض، وعندما ساعدتك على النهوض قبل قليل، شعرت من حالة نبضك أنكِ حامل."نظرت يارا إليه في حيرة وقالت: "كيف عرفت أنني حامل من حالة النبض؟ كيف يكون شكل هذا النبض؟"لم تكن تعرف شيئًا عن ذلك.ولولا أنها رأت بنفسها، وجربت الأمر على جسدها، لما صدقت أبدًا أن فتى صغير يستطيع من خلال لمس المعصم أن يكتشف حملها.قال أيمن بعد أن فكر قليلًا: "الأمر هكذا. هل يمكنك أن تعطيني يدك؟"رفعت يارا يدها وقدمتها له بفضول شديد.أمسك أيمن بمعصمها بحذر، ووضع أطراف أصابعه على موضع النبض، ثم شرح قائلًا: "نبض الحمل يتميز بصفة مميزة، يُسمى النبض الانسيابي، فعند فحصه تشعر أن حركة النبض سلسة ومنتظمة، كأن حبة لؤلؤ تتدحرج بسلاسة داخل مسار محدد دون أي عائق، عادة يُفحص النبض في ثلاثة مواضع القريب من الكف، والمنتصف عند المعصم، والجزء القريب من المرفق."وأشار وهو يبتسم: "الموضع الأول من النبض يكون هنا، بالقرب من الرسغ، يجب أولاً تحديد المكان الأوسط الذي يُقاس منه، هو يقع تحديداً عند نتوء عظم الرسغ من ج
Read more

الفصل382

عالم العباقرة ليس مثل عالمها.هي لم تتخرج في الجامعة إلا في الحادية والعشرين من عمرها، بينما هو في الثامنة عشرة يدرس الدكتوراه؛ حقًا لا تجوز المقارنة بين الناس.تشعر بالضيق لدرجة الاختناق.خيّل إليها أنها ترى نسخة كريم في الثامنة عشرة من عمره.كان كريم في ذلك الحين ذكيًّا هكذا أيضًا.غير أنّ كريم لم يكن دافئًا بهذا القدر، ولا لطيفاً بذلك الصفاء الطفولي الذي يميز أيمن.حين كان في الثامنة عشرة كان جادًا، قليل الابتسام، ولم يكن مشرقًا حيويًا كأقرانه.كان دائم التحفّظ، يؤدي عمله بانضباط ودقّة متناهية.ومع ذلك، كان أنضج من أقرانه في السنّ وأكثر تحمّلًا للمسؤولية.وحين لاحظ أيمن شرود يارا، رفع يده ولوّح أمام عينيها.قال: "أختي، ما بك؟"قالت يارا وقد استعادت تركيزها: "لا شيء، فقط شعرتُ فجأة ببعض الجوع."قال: "هل أنتِ جائعة؟ حسنًا، وأنا كذلك. أعرف مطعمًا عربيا قريبًا لذيذًا جدًّا، هل تذهبين معي؟"هزّت يارا رأسها موافقة: "لا مانع، لكن ألا يجب أن تعود إلى البيت؟ ألن ينتظرك أهلك؟"قال: "لا بأس يا أختي، والداي غير موجودين في المنزل، لقد سافرا في مهمة عمل، وأنا بمفردي، وأتناول طعامي بالخارج كل يوم
Read more

الفصل383

في سكون الليل.توقّفت سيارة رياضية سوداء في بقعةٍ معتمة.جلس أيمن في مقعد السائق مرتديًا معطفًا أسود، وقد وضع قبعة على رأسه، ثم أخرج هاتفه من الحقيبة.(يارا تطلب إضافتك صديقًا.)لم يضغط أيمن على زر الموافقة على الفور، بل وضع الهاتف جانبًا، وارتفع حاجباه الحادّان قليلًا، ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة تحمل مسحة من الوحشة.ملامح الجرو اللطيف تلاشت تمامًا.كأنّ شيطانًا حلّ فيه فجأة.…في منتصف الليل، هطل المطر غزيرًا.كانت سهير تغطّ في نومٍ عميق على سريرها.فجأة، سمعت صوت جرس الباب يرن مراتٍ متتابعة.انتفضت جالسةً من السرير.من أتى في هذا الوقت المتأخر؟هل يمكن أن يكون وائل جاء ليزعجها من جديد؟هبطت من السرير ومشت بحذرٍ إلى الباب، وعندما رأت الشخص على شاشة المراقبة انتفض قلبها، وسارعت إلى فتح الباب.وقف كريم عند الباب، كان معطف بدلته مفتوح، وربطة عنقه ملتوية، وقد بلّله المطر، حتى بدا مبللًا من رأسه حتى قدميه دون موضع جاف.كان شاحب الوجه، محمرّ الأجفان، رفع رأسه و نظر إلى سهير وتمتم بصوتٍ مبحوح: "أمي، كم الساعة."شمّت سهير نفحةً كثيفة من رائحة الخمر.بهذه الرائحة النفاذة إلى هذا الحد، يصعب
Read more

الفصل384

"طبعًا، بالطبع هي زوجتي." أجاب كريم بثقةٍ شديدة."زوجتك؟" رفعت سهير حاجبيها بازدراء وقالت: "ومن هي زوجتك يا ترى؟""أرأيتِ يا أمي؟ لقد قلتُ إنك لا تهتمين بي، حتى إنك لا تعرفين من هي زوجتي." خفض كريم رأسه وقال بصوتٍ متهدّج مملوء بالإحباط: "أنتِ لم تهتمّي بي منذ الصغر، لم أراكِ لوقت طويل حتى لمرة واحدة، ولا أعرف حتى أين تذهبين.""..."كانت في البداية تريد فقط أن تستدرجه في الحديث، لكن كلماته لامست قلبها، وأظلمت نظرتها قليلًا، وبدت عليها مسحة من الخجل والاضطراب.لقد تحكمت في مشاعرها وسألته مرة أخرى: "إذن، هل تكرهني؟"رفع كريم عينيه نحوها وقال: "وأنتِ يا أمي، ألستِ تكرهينني أيضا؟ عندما تنظرين إلى وجهي، تتذكّرينِ أبي"شعرت سهير بوخزٍ مؤلم في صدرها، وامتلأ قلبها بالأسى من شدّة التأثر.قالت وهي تحاول تغيير الموضوع: "كُف عن الكلام، انزع هذه الملابس المبللة أولًا، وارتدِ هذه الثيابً الجافة."جلست إلى جواره، وأخذت منشفة لتجفف وجهه وشعره، ثم مدت يدها لتفك أزرار قميصه.فجأة، أمسك كريم بمعصمها ودفعها بعيدًا بعنف.قالت بدهشة: "ما الذي تفعله؟!""أنا رجل متزوج، لا تلمسيني."أغمضت عينا سهير بضيق وقالت:
Read more

الفصل385

أنا، يجب أن أعود إلى البيت، لقد تأخر الوقت، وإن عدت متأخرًا ستقلق.""من التي ستقلق؟" سألت سهير.أطلقت تنهيدةً ثقيلة وهزّت رأسها بلا حيلة."أمي، عليّ أن أتصل بـيارا، وأخبرها أنني… أنني في بيت أمي، حتى لا تسيء الفهم."أخرج كريم هاتفه من جيبه، واستخرج رقم يارا.في قائمة جهات اتصال كريم، كان اسم يارا في الصدارة، إذ تعمّد أن يضع حرف أ قبل اسم "يارا".وبعد إضافة ذلك الحرف صار اسمها يظهر أولًا.كان الرجل الثمل بالكاد يرى الحروف على الشاشة، فقلّب الصفحات ذهابًا وإيابًا، وضغط بأصابعه المرتجفة على الشاشة من غير أن ينتبه إلى أنه اختار الاسم الخطأ.ولما بدأ الاتصال وضع الهاتف على أذنه.جاءه من الطرف الآخر صوتٌ متحمّس يقول: "كريم، ما الأمر في هذا الوقت المتأخر؟ هل اشتقت إليّ؟".استغرب كريم عند سماع هذا الصوت، فأبعد الهاتف ووضعه أمام عينيه، ونظر إلى شاشة الاتصال.كيف تحوّل اسم "يارا" إلى رنا؟عقّد حاجبيه بضيق."لماذا تردّين على هاتف يارا؟ هل أنتما معًا؟""ماذا؟" قالت رنا في حيرة، "كريم، ماذا تقول؟ ألستَ أنت من اتصل بي؟""من الذي اتصل بك؟ أعيدي هاتف يارا إليها، لا تعبثي بالرد على هاتفها، إن فعلت ذل
Read more

الفصل386

"أنت قلت إنك ستتصل بيارا، أيها الطفل الأحمق." قالت سهير وهي لا تعرف تضحك أم تبكي.الهيئة التي صار عليها كريم الآن تُثير الشفقة والسخرية في آن واحد.هو من فعل كل هذا بنفسه."آه، صحيح، يجب أن أتصل بيارا." ابتسم كريم فجأة، ووجهه الشاحب الوسيم منهك لكنه مفعم بالأمل.فاتصل بيارا هذه المرة دون خطأ.غير أن سماعة الطرف الآخر ردّت بتنبيه إشغال الخط.(عذرًا، الرقم الذي طلبته مشغول حاليًا، الرجاء إعادة المحاولة لاحقًا)ظلّ كريم يُصغي ويُصغي.حتى انقطع تنبيه الانشغال تلقائيًا.وعاد الهاتف تلقائيًا إلى شاشة البداية."طَق" وسقط الهاتف من يده على الأريكة، ثم ابتسم ابتسامة يائسة مُستسلمة وقال: "تذكرت الآن. أنا و يارا قد تطلقنا، لم تعد زوجتي."كأنه استيقظ من حلم ليجد حقيقة لا يريد معرفتها.تجمّد جسد كريم كله في ذهولٍ لا يُصدّق.قالت سهير بنبرة عاجزة وهي تذكّره: "يا ابني الغبي، انتبه لما تقول. ليست يارا من طلّقتك، بل أنت من طلّقها، أنسيت؟ أنت الذي أصريت على الطلاق منها."ورغم شفقتها على ابنها، فإنها لا تستطيع أن تُجامل لتدافع عنه.ابتسم كريم ساخرًا من نفسه: "نعم، أنا الذي أردتُ الطلاق، لكن أليس ذلك أفضل
Read more

الفصل387

"نعم نعم، هي سيئة جدًّا، ولا تفهمك إطلاقًا، حين طلبتَ الطلاق لم يكن عليها أن تطلقك، بل كان يجب أن تتمسك بك بلا خجل."لم تُجادل سهير سكيرًا، كي لا يتأثر ذكاءها." هل لمجرد أني قلت لنتطلّق، لابد أن تطلّقني؟ لماذا هي مطيعة إلى هذا الحد؟" قال كريم بغضب: "إنها لا تتمرّد أبدًا!"سهير "…"رجال عائلة الرشيدي، يتصرفون بأنانية.لا يمكن إرضاؤهم."صحيح، ما كان يجب أن تكون مطيعة هكذا، كان ينبغي أن تُقاوم وتتمرّد، أرى أنّ يارا غبية، غبية حتى الموت.""أنتِ الغبية!" خطف كريم وسادة ورماها إلى الجانب كطفلٍ غاضب، ثم التفت قائلًا: "ليس لديك الحق أن تسيئي إلى يارا هكذا، هي ليست غبية.""تدافع عنها هكذا؟" ابتسمت سهير: "فلماذا طلّقتها إذن؟"حين رأت كريم مخمورًا إلى هذا الحد ويهذي بكلام ليس له معنى، عجزت سهير عن فهم السبب الذي جعله يُصرّ على طلاقها."لأن… لأن يارا عندي…"وعند هذه الجملة اختفى صوته فجأة.ربّتت سهير بلطف على رأسه: "كريم، كريم؟"لكن كريم لم يُجِب، ويبدو أنه غفا في نوم عميق من شدّة السُّكر.نزعت سهير عنه ثيابه المبتلّة وألبسته ثيابًا جافة.ولم تستطع أن تحرّك جسده، فاضطرت إلى أن تتركه ممددًا على ا
Read more

الفصل388

"كريم، كيف يمكنك أن تُعاملني هكذا؟ كيف يمكن ذلك؟""ألم تقل إنك ستتزوجني؟ ماذا تعني الرسالة التي أرسلتها الآن؟""تجاوزتَ حدودك! أنت بالتأكيد رأيتَ أنني مريضة، ولذا أردتَ أن تتخلص مني"استيقظت في منتصف الليل على مكالمة من كريم؛ لم تغضب أبداً، بل شعرت بالسعادة.لقد اتصل بها، فقد تذكرها في منتصف الليل.لكنها لم يخطر ببالها أنه كان يتصل بيارا، واتصل بها خطئًا. حتي وهو مخمور كان يفكر في يارا، ومع ذلك أرسل إليّ تلك الرسالة الجارحة. "كريم، قلت إنك ستتزوجني!" "لا، سأأتي إليك وأسألُك بنفسي."لقد اضطربت مشاعر رنا، وهمت لتستعد لخلع الإبرة من يدها.وفجأة انفتح باب الغرفة، ودخل شخص طويل، أغلق الباب بعنف وختمه بالمفتاح. شعرت رنا بالفزع، كانت لم تخلع الإبرة بعد، ثم قالت: "من أنت؟""قال بصوتٍ رجوليٍ باردٍ ومغري: "ألم تعرفيني؟ أنا أخوك الأكبر.""أيمن، هذا أنت!" أمسكت رنا باللحاف متوترة؛ كلما رأته تشعر بالارتباك، رغم أن علاقتهما تُصنَّف كـ"أصدقاء".فهو كان يرتدي في كل مرة قبعةً وقناعاً، ولذلك حتى الآن لم تعرف شكله الحقيقي."لماذا جئت إلى هنا؟" سألت رنا بقلق. "جئت لأساعدك. ملامحك الحزينة ووجهك المته
Read more

الفصل389

في اليوم التالي.الساعة التاسعة صباحًا.استيقظت يارا على رنين هاتفها.فتحت عينيها لتكتشف أنها قد نامت أكثر من المعتاد.عادةً، هي لا تستيقظ متأخرة إلى هذا الحد.ما إن فتحت عينيها حتى شعرت بدوار خفيف، جلست على السرير وأمسكت بهاتفها لتنظر إلى شاشته.خفق قلبها فجأة فسارعت بالرد قائلة: "مرحبا، أمي."سألتها سهير: "يارا، هل استيقظتِ؟"قالت يارا وهي تحك شعرها بخجل يشبه طفلة ضُبطت تتأخر عن النوم: "استيقظتُ، أمي، هل هناك أمر ما؟"قالت سهير: "هناك أمر، لقد حدّدتُ موعدًا ظهر اليوم مع عاصم، وستذهبين معي."قالت يارا بدهشة: "هل سأذهب أنا أيضًا؟ أمي، هل أنتِ متأكدة؟"قالت سهير: "لماذا؟ أتريدين أن أذهب بمفردي لمقابلة ذلك التاجر الانتهازي؟"أجابت يارا بسرعة: "لا، بالتأكيد لا، أمي، لن أدعكِ تذهبين بمفردكِ، سأرافقكِ."كان لها يدٌ في هذا الأمر، فهي من أجل مساعدة رامي قامت بما يسمى بالتعريف، وطلبت من والدتها أن تلتقي به، لذا لا يمكنها أن تدير ظهرها وترحل.لكنها لم تتوقع أن يحدث الأمر بهذه السرعة.قالت سهير: "حسنًا، استعدّي، سآتي بالسيارة لاصطحابك، ونذهب سويًا إلى المطعم."قالت يارا: "أمي، أعطيني عنوان المطع
Read more

الفصل390

حجز عاصم المطعم بأكمله.كان في البداية ينوي أن يرسل سيارة لتقل سهير، لكنها رفضت، فلم يُصرّ هو على ذلك، إذ يكفيه أنه سيتمكن من رؤيتها.وصل إلى المطعم مبكرًا، وجلس ينتظر بصبر حتى ظهرت سهير ويارا في مجال رؤيته.وقف على الفور ولوّح بيده قائلًا: "أنا هنا."نظرت إليه سهير لثوانٍ، وتوقف خطاها، وظهرت في عينيها لمحة من المشاعر المعقدة، وكأنها شعرت ببعض الارتباك الطفيف.لكن سرعان ما استعادت توازنها، وسارت نحوه بخطوات ثابتة مرتديةً حذاءها ذي الكعب العالي.أما يارا فتبعتها بخطوات متوترة.وقفت سهير وعاصم وجهًا لوجه، وبدا الجو مشحونًا، حتى خُيّل أن التوتر بينهما زاد حرارة المكان.كانت سهير باردة الملامح كالجليد.ووقفت يارا خلفها مثل نعجة صغيرة مطيعة.أما عاصم فحدّق في سهير بابتسامة خفيفة تخفي وراءها معاني كثيرة.قال بابتسامة رسمية: "مرحبًا، مديرة سهير، أخيرًا أتشرف بلقائكِ. "ومدّ يده لمصافحتها.رمقت سهير يده بنظرة باردة، ولم تمد يدها فورًا.ظلت يده معلّقة في الهواء لما يقارب عشر ثوانٍ، ثم مدّت سهير يدها أخيرًا لتصافحه بخفة، وسحبتها سريعًا.كان في تصرّفها شيء من البرود المقصود، وكأنها أرادت أن تُظهرع
Read more
PREV
1
...
363738394041
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status