All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 371 - Chapter 380

410 Chapters

الفصل371

أصيب كريم بالجمود، محدقًا في يارا دون حراك، كاد ينسى كيف يتنفس.مرت ثوانٍ معدودة، شعرت وكأنها قرون طويلة تمتد بلا نهاية.تحرّكت شفتاه المرتعشتان قليلًا، واتخذ خطوة نحوها.رأى رامي ذلك، فحاول التقدم ليمنع كريم من الاقتراب من يارا، لكنه اصطدم بأمير الذي منع تحركه بكل قوة.ضغط رامي قبضته، وكان على وشك أن يشد بأمير من ياقة قميصه ويطرحه جانبًا، إلا أن يارا فجأة تحدثت قائلة: "كفى، لا أريد أن يقترب أحد مني!"توقف كريم عن الحركة كما لو كان جنديًا ينفذ أمرًا بشكل تلقائي.نهضت يارا ببطء من الأرض.كانت تشعر ببعض الدوار، لكنها تحكمت في نفسها قدر المستطاع، ورفعت رأسها بقوة، وقالت لرامي: "رامي، آسفة، أريد العودة للراحة أولًا."تقدم رامي خطوة وقال: "سأوصلك إلى المنزل."لكن أمير أوقفه مرة أخرى.صرخ رامي: "ابتعد عني!"، وهو يمسك قبضته، كاد أن يوجه لكمة.في الواقع، كان أمير قلقًا أيضًا، فقد رأى نظرة رامي الغاضبة، وخاف أن يتعرض للضرب، لكنه لم يكن أمامه خيار، فهو مجبر على تنفيذ أوامر رئيسه.قالت يارا بخوف: "رامي، لا بأس، لا تحتاج لإيصالي، سأقود السيارة بنفسي، أريد أن أبقى وحدي قليلًا، وأتمنى أن تعتني بالآن
Read more

الفصل372

قالت يارا بصوت خافت: "الأمر كالتالي. في ذلك اليوم، بكيتُ وأنا أتوسل إليك أن لا تذهب، لكنك أصريتَ على الذهاب إلى رنا، وقلتَ إنها مريضة. قدتُ السيارة خلفك، وشاهدتك بعيني وأنت تَعِدُها بالاهتمام. وعندما عدتُ، كان المطر يهطل بغزارة، وحين وصلتُ باب المستشفى أُغْمِيَ عليَّ. لم أخبرك أبدًا، وحتى الآن أرى أنه لا ضرورة لذلك، ولولا أن رامي قالها، لما قلتها طوال عمري، فأنا أراها بلا معنى."حدّق كريم في يارا بذهول، وتقلّبت في عينيه مشاعر معقدة عميقة.تحركت شفتاه كأنه يريد قول شيء ما، لكنه تراجع.هل فعلًا هذه هي المشكلة؟ لكنه لا يصدق تمامًا.شعر أن الأمر ليس هكذا فحسب، بل هناك شيء آخر، شيء أهم.تنهد رامي في قلبه.في النهاية يارا لم تخبر كريم بالحقيقة.لكن ربما هذا جيد، فرامي كان يشعر بأن كريم جاء اليوم بنية مُسبقة، رغم أنهما مطلقان، لكنه ما زال يطارد يارا. وهذا ما جعله يشعر بالقلق هل من الممكن انه يحمل تجاه يارا.....؟من الصعب الحكم، فالرجال دائمًا ينظرون إلى ما في أيديهم بلا تقدير، وحينما يفقدوه يندموا.ربما بعد الطلاق تنبه كريم لقيمة يارا، وأراد استعادتها.لذلك من الأفضل ألا يعلم بشأن حمل يارا، ح
Read more

الفصل373

قال كريم بصوت حاد، يكاد يَعَضَّ على كل كلمة: "الأمر بسيط، أنت رجل سيّئ."اقترب الرجلان من بعضهما بشدة.طول كلاهما يتجاوز المتر والثمانين، وهيبتهما تتصادم كالعاصفة، نظراتهما المتشابكة تولّد نارًا حارقة في الهواء، حتى من يقف قريبًا يشعر بالرعب، ويدفع جسده تلقائيًا للابتعاد.تراجع أمير خطوة، ثم أخرى.كل من يعرف هذين الرجلين، يعلم أن كليهما لا يُمكن استفزازه.ضيّق رامي عينيه قليلًا، وظهرت في طرفها لمعة قسوة، وقال: "وأنت؟ يا كريم الرشيدي، هل أنت رجل صالح؟"ثم اقترب منه أكثر، وقال رامي بسخرية: "حتى أنك لم تستطع أن تكون زوجاً فكيف تكون رجلاً صالحاً؟ أليس كذلك؟"هذا كريم، يجرؤ على وصفه بأنه ليس جيدًا!يا للسخرية!رامي لم يدّعِ يومًا أنه ملاك، لكن ليس من حق كريم أن ينطق بذلك.تتصاعد موجة الغضب بينهما، متجهة إلى الانفجار.أمير الذي خدم مع كريم طويلًا، كان معتادًا على المواقف الصعبة، لكن حالته النفسية الآن لم تكن على ما يرام.فالرجلان أمامه بلا عقل، وفي مثل هذه اللحظات لا ينفع المنطق، بل تفصل الأيدي.وهكذا تبدأ الحروب، حين تعمى الأعين عن التفكير.ضحك كريم فجأة، نظراته مملوءة بالاحتقار، وقال: "على
Read more

الفصل374

"كريم، أنت مجرد وغد متعجرف يظن نفسه دائمًا على صواب. زواج يارا بك كان أسوأ حظ في حياتها، لكن الآن انتهى الأمر أخيرًا، فقد تطلقتما. إن كان فيك ذرة ضمير متبقية، فلا تعد لتتدخل في حياتها، فهي لا تحتاج إليك!"كانت كلمات رامي كالسكاكين، كل حرف منها يغرس في عظام كريم.تلك الكلمات كأنها كانت مشاهد تتجسد أمام عينيه، كل مشهد يراه بوضوح تام، وكل حرف منها يتحول في ذهنه إلى صورة يارا المرهقة وذو الوجه الشاحب.مبتلة تحت المطر، الإغماء، الحُمّى، البكاء.لم يكن يعلم قط أن كل هذا قد وقع لها في الخفاء.لو كان قد علم في وقت أبكر، لما ذهب إليها تلك الليلة غاضبًا، ولما جرّها بالقوة. ولما هددها بالطلاق، ليجبرها على العودة معه إلى المنزل.لقد رآها تبكي، لكنه تجاهل دموعها، وأصرّ على أن يجبرها.فقط لأنه شعر بالغيرة بجنون، مدفوعًا بكبرياء رجل أعمى.رغم أنه لم يرغب في الاعتراف باتهامات رامي، فإن كريم كان يعرف جيدًا في قرارة نفسه أنّه بالفعل وغد. ما الذي منحه هذا الزواج ليارا؟ حتى إنه لا يجرؤ على التفكير بعمق.لأنه كلما غاص أكثر في الذكريات، كان الألم يعصف به أكثر.مسح أمير العرق البارد عن جبهته مرة أخرى.فبما
Read more

الفصل 375

وقف كريم أسفل منزل يارا.كان الحارس قد أخبره من قبل أنها وصلت إلى بيتها بأمان.وقد حصل على العنوان، وأتى بنفسه إلى هنا.إذن هذا هو منزل يارا الجديد، في مجمع سكني عادي جدًا.لقد اختارت أن تنتقل إلى هنا، بدلًا من أن تعود إلى بيتها السابق.ذلك البيت الذي كان يومًا يجمعه بها، لم تعد تريده.فهل هذا يعني ما دامت الأشياء تتعلق به، فهي لا تريد أيا منها؟يارا، هل تكرهين زواجنا، أم تكرهينني أنا؟إن كنتِ تكرهين الزواج فقط، فنحن قد تطلقنا بالفعل، فلماذا ما زلتِ حزينة؟أم أنكِ تكرهينني أنا شخصيًا؟هل كان عليّ ألّا أظهر في حياتك؟ ولهذا حذفتِني من حياتك.لابد أنكِ تكرهينني أنا حقًا!أخرج كريم هاتفه من جيبه.بحث عن رقم يارا وأرسل لها رسالة نصية.رسالة ظل يكتبها طويلًا، ما يقرب من عشر دقائق كاملة، يحذف ثم يعدّل، ثم يعيد الحذف والتعديل، إلى أن لم يبقَ منها سوى بضع كلمات، أرسلها أخيرًا.كان يعلم أن يارا قد قامت بحظره، ولن تصلها الرسالة.ولهذا السبب بالتحديد، لقد تجرأ على إرسالها.رسالة مكتوب عليها الفشل مسبقًا، فهي لن تراها أبدًا.بعد أن ضغط على الإرسال، رفع رأسه من جديد، يحدّق في المبني أمامه، وكان الضو
Read more

الفصل 376

أخرجت يارا هاتفها من جيبها، فرأت اسم رامي على الشاشة.تذكّرت على الفور أنها قد نسيت هذا الأمر. فقد وعدته أن تتصل به بعد وصولها إلى المنزل لتطمئنه عليها.مسحت دموعها سريعًا، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم سعلت سعالًا خفيفًا لتصفّي صوتها، وأجابت: "ألو.""يارا، هل وصلتِ إلى البيت؟ لم تتصلي بي، وقد أقلقني ذلك."ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: "أشكرك على اهتمامك، لقد وصلت بالفعل، وأعتذر فقد نسيت أن أتصل بك."فقال: "لا بأس، طالما وصلت إلى البيت، لكنك لم تتناولي العشاء بعد، سأذهب لأحضر لك شيئًا تتناولينه."قالت بهدوء: "لا داعي، أستطيع أن أعدّ الطعام بنفسي، فالثلاجة مليئة بالطعام."فأجابها بنبرة لطيفة حازمة: "إذن سارعي بإعداد طعامك ولا تنسي تناول العشاء. تذكّري أن لديك طفلًا يحتاج إلى عنايتك، فهو أيضًا سيجوع. وتذكّري دائمًا أنّك لستِ وحدك، أنتِ وطفلك، فأنا موجود معكما." قالها رامي بنبرة مليئة بالاهتمام واللطف.غطّت يارا فمها بكفها محاولة كتمان صوت بكائها.كيف يبدي رامي كل هذا الاهتمام وقد عرفها منذ فترة قصيرة فقط، ويراعي شعورها ويفهمها. بينما كريم، الذي عاشرته عشر سنوات، لم يكن سوى قاسٍ معها، لا يفهم ق
Read more

الفصل 377

كانت يارا في غاية الارتباك، وبعد بضع ثوانٍ استجمعت أنفاسها، أزاحت الستارة بحذر تاركة شقًا صغيرًا تنظر من خلاله إلى الأسفل، لتكتشف أن كريم لا يزال واقفًا هناك، رفع رأسه، وكأنه قد لاحظ وجودها.ارتبكت يارا مثل غزال صغير مذعور، وأغلقت شق الستار بسرعة.هل سيصعد إلى الأعلى؟بعد طول تفكير، أمسكت هاتفها واتصلت برقمه.كانت بالفعل قد وضعت كريم في قائمة الحظر، فلا يستطيع الاتصال بها، لكن هي تستطيع أن تتصل به، إلا إذا كان كريم قد وضعها هو الآخر في قائمة الحظر.إلى أن جاء صوت الجرس على الطرف الآخر، ما أثبت لها أن كريم لم يحظرها.وبعد مرور عشر ثوانٍ تقريبًا، جاءها صوته العميق عبر الهاتف: "مرحبا.""كريم، لقد أصبحتَ حقًا مطاردًا مهووسًا، هل لحقت بي إلى منزلي!"ردّ بنبرة باردة: "منزلك؟ هل أنتِ متأكدة أن هذا هو بيتك؟"قالت بصرامة: "أينما أسكن فهو بيتي. وبيتي أنا من أحدده، وليس من حقك أن تتبعني إلى هنا."قال ببرود ثابت: "لم يكن هناك سبب، وجدت نفسي أتبعك بدون قصد. إن لم يَعجبك ذلك، فسأرحل فوراً.""اذهب، اذهب فورًا، ولا تأتي أبدًا، لا أريد أن أراك مرة أخرى."ساد صوته نبرة خشنة مبحوحة: "إذن هذا هو السبب الذ
Read more

الفصل 378

حتى تكلّم كريم: "نعم، ما قلتِه صحيح، إن لم يكن هناك حب فهو غير موجود، وإن عجزت عشرة أعوام عن أن تجعلني أحبك، فلن يبقى سوى أن أُفلت يدي."كلمتا "أفلت يدي" كانتا كسكين مسموم غُرِس بقسوة في قلب يارا.انثقب قلبها فجأة، وكان الوجع عميقًا حتى كادت تفقد وعيها.خرجت مشاعرها فجأة عن السيطرة، فصرخت عبر الهاتف: "لقد حققت لك ولرنا ما أردتما، اذهب وتزوجها، لكن لا تعُد لتزعجني! أنا أكرهك، ولا أريد أن أراك!"وما إن أنهت كلماتها حتى أغلقت الهاتف، وسقطت على السجادة باكيةً بحرقة.كريم، يا لك من حقير!أعرف أنك لا تحبني.ألم أكن قد تركتُك بالفعل؟ فلماذا ما زلتَ تصر على قول ذلك بتلك الصراحة القاسية، وتغرس السكين في قلبي هكذا؟*أرخى كريم يده، واستند بضعف على نافذة السيارة، وعيناه تنظران نحو نافذة يارا.إن كان الحب لم يولد في قلبه بعد عشرة أعوام، فماذا عساه أن يفعل؟يارا، أليس ما فعلته هو أنني تركتك بالفعل؟لكن لماذا، لماذا لا تجدين سعادتك إلا إذا طردتني من عالمك تمامًا؟أيعني هذا أن كل اقترابي واهتمامي، لم تكن في نظرك إلا إزعاجًا؟هل أنا بهذا القدر من البغض في عينيك؟لماذا؟احمرت عيناه، وغمرهما حزن مبهم، ل
Read more

الفصل 379

شعرت يارا بدوار خفيف، وكانت بالفعل بحاجة إلى من يسندها، فأرسلت له ابتسامة شاكرة، ثم مدت يدها إليه.قام الشاب بمساعدتها على النهوض من الأرض، بحذرٍ شديد وبأسلوب مهذب.وحين وقفت يارا مستقيمة، شعرت بالدوار الشديد، حتى كادت تفقد توازنها.فسارع الشاب إلى الإمساك بذراعها، وأسند جسدها ليحافظ على توازنها: "أختي، دعيني أساعدك لتستريحي هناك قليلًا."كان هناك مقعد خشبي قريب. لم يعد باستطاعتها السير أكثر من ذلك، فأومأت برأسها موافقة.جلسا معًا على المقعد، ومدّ لها الشاب زجاجة ماء: "أختي، اشربي قليلًا من الماء.""لا داعي، شكرًا."ناولها شخص غريب زجاجة ماء، فمن الطبيعي أن ترفض، حتى وإن كانت عطشانة فعلاً."أختي، لا داعي للخوف، أنا لست شخصًا سيئًا، أنا أيضًا أسكن هنا، وهذه الزجاجة اشتريتها الآن من المتجر، ما زالت مغلقة لم أفتحها، اشربي قليلًا، شفتاك متشققتان."كان ينظر إليها بعينين تشعّان براءة، كجرو صغير يستجدي العطف، ينظر إليها بعينين لامعتين كالنجوم، يصعب على المرء أن يشك في كونه شخصاً سيء.فالوسامة كثيرًا ما تُولد لدى الآخرين شعور جيد.والشاب أمامها كان وسيمًا إلى حد لافت، بشرته ناصعة البياض، عينا
Read more

الفصل 380

"لقد رأيت رجلًا في الأسفل، كان يبدو غاضبًا بشدة، قاد سيارته ورحل، وبعد وقت قصير نزلتِ أنتِ من المبنى وكنتِ تبكين وتنادين اسمًا ما."حين سمعت يارا كلمة "غاضب"، ابتسمت بمرارة.هو ما زال يغضب؟لقد قال لها بكل صراحة إنه لم يحبها طوال عشر سنوات، فما الذي يستحق غضبه إذًا؟"ذلك الرجل، أهو حبيبك؟""هو..." سحبت يارا زاوية شفتيها بابتسامة مليئة بالمرارة، "إنه زوجي السابق، لقد انفصلنا منذ وقت قصير.""هكذا إذن، لكن لماذا تبكين من أجله يا أختي؟"كانت دموع يارا ما تزال عالقة على طرف عينيها، لكنها ابتسمت ابتسامة حزينة، "أنا... لا أبكي، حقًا لن أبكي بعد الآن.""هذا هو الصواب، لا تبكي يا أختي، أنتِ تبدين إنسانة طيبة جدًا، حتمًا كان الانفصال خطؤه هو، لا علاقة لكِ به، عليك أن تكوني سعيدة دائمًا."رفعت يارا رأسها، وحدقت في عيني الشاب السوداوين اللامعتين، وقالت: "أتثق بي إلى هذا الحد؟ نحن لم نتعارف سوى منذ دقائق قليلة، ومع ذلك تظن أنني لم أخطأ أبدا؟""طبعًا." هز الشاب رأسه بقوة، "أنت جميلة للغاية، لا يمكن أن تكون المخطئة."قهقهت يارا ضاحكة من قوله."هل مجرد أن يكون الشخص جميل يعني أنه لم يخطئ؟ لكن زوجي الس
Read more
PREV
1
...
363738394041
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status