في صباح اليوم التالي، ذهبت ياسمين مع الجدة رانيا وبقية أفراد عائلة مازن إلى المقبرة.على اللوح الحجري للقبر، بدت في الصورة ملامح الجد مازن بشعره الأبيض المتناثر.أبناء عائلة مازن أغلبهم يبدون أصغر من أعمارهم.حينما تطلّقت هبه، لم يكن الجد قد تجاوز الخمسين بعد، وكان شعره لا يزال أسودًا تقريبًا. لكن ياسمين تذكر بوضوح، أنّه بعد حادثة هبه، لم يمضِ عام كامل حتى صار شعر الجد أبيض بالكامل.رحل الجد مازن بسبب المرض.ولم تعرف ياسمين إلا في العام الماضي أنّ إصابته بالمرض كان لها ارتباط كبير بما حمله في قلبه من هموم وضغوط لسنوات طويلة.ولو لم يمرض، ربما كان لا يزال حيًّا بينهم الآن.ومجرّد أن تذكّرت ياسمين أنّه قبل رحيله ظلّ قلبه معلّقًا بابنته المحبوبة هبه، وأنّ السنوات مرّت ومع ذلك لم تنهض هبه كما تمنى، ولم تبدأ حياة جديدة، حتى اغرورقت عينا الجدة رانيا بالدموع، فانحنت بتأثّر، تستند ذراعها إلى كارم، وأخذت تلمس صورة الجد على القبر قائلةً بصوت مرتجف: "أيها العجوز…"كانت تريد أن تقول إنّ ابنتهما المدلّلة لا تزال على حالها، وإنّها تشعر بالذنب تجاهه.لكن آلاف الكلمات التي ازدحمت على طرف لسانها، لم ت
Baca selengkapnya