"كفى!" صرخ سليم بغضب بعدما فقد صبره تماما، "هذه أموري الشخصية، لا شأن لك بها! عودي إلى البيت!"وبعد أن أنهى كلامه، استدار سليم وغادر، تاركا والدته واقفة وحدها في مكانها مذهولة.كانت أم سليم تحدق في ظهر ابنها الذي غادر بعزم، والدموع تنهمر من عينيها بغزارة أكبر.وضعت يدها على صدرها، وشعرت بألم يمزق قلبها تمزيقا.لم تفهم لماذا تغير ابنها إلى هذا الحد، ولماذا أصبح يعامل والدته هكذا من أجل امرأة غريبة.عاد سليم إلى الفيلا، فوجد جميلة واقفة عند الباب، تنظر إليه بقلق بالغ. "حبيبي سليم، لقد عدت."قالت جميلة بصوت ناعم وحنون كنسيم الربيع، تحاول أن تهدئ القلق في قلب سليم: "وأين خالتي؟ هل غادرت؟"لم ينطق سليم بكلمة، بل سار بصمت إلى غرفة الجلوس، وجلس على الأريكة، وأشعل سيجارة.اقتربت جميلة من سليم، واحتضنته برفق، وأسندت رأسها على كتفه."حبيبي سليم، آسفة، كل هذا خطئي، لقد أغضبت خالتي." جاء صوت جميلة وفيه نبرة بكاء، "لا تلوم خالتي، فهي تفعل كل هذا من أجلك."نفث سليم دخان سيجارته، وعيناه شاردتان في الأفق."حبيبتي جميلة، لا داعي لأن تعتذري." قال سليم بصوت خافت أجش، "هذه المسألة لا علاقة لها بك، أمي فقط
Leer más