Tous les chapitres de : Chapitre 21 - Chapitre 30

100

الفصل 21

"اطمئن يا جدي."ناولته قطعة من التوفو المحشي وقلت بصوت هادئ: "هو لا يستطيع أن يؤذيني."فعلى أية حال، سننفصل قريبًا. بعد العشاء، رافق فارس الجد إلى الحديقة الخلفية ليلعبا الشطرنج.أما أنا، فجلست بجانبهما أُعد الشاي بهدوء.كان أسلوب فارس في اللعب ماكرًا، لا يترك للخصم مهربًا.حين أخذ قطعة أخرى، غضب الجد وحدّق فيه قائلاً: "أتظن أنك تُقاتل غريبًا؟ لم تترك لجَدّك أي طريق للنجاة؟"ضحك فارس وقال: "حسنًا إذًا."ثم بدأ يخفف من هجماته فعلًا، فتهلل وجه الجد بالفرح، وضحك ضحكة صافية وهو يقول بكلامٍ فيه مغزى: "تذكّر دائمًا، يا فتى، أن العائلة تختلف عن الغرباء."قدّمت له كوب الشاي وقلت: "تفضل يا جدي، اشرب قليلاً من الشاي.""أوه، حسنًا."تناوله وأخذ رشفة، ثم قال بارتياح: "لو استمررتما على هذا الحال من التفاهم، فسأحمل حفيدي عن قريب!"اهتز قلبي قليلًا، ومددت يدي لا إراديًا نحو بطني.حين وقعت عيني على وجه جدي الذي بدا عليه تقدم العمر، شعرت ببعض الألم في قلبي.لو لم تنشأ بيني وبين فارس تلك الفجوات والمشاكل، لكنت الآن أخبرته أنني حامل فعلًا، وأنه على وشك أن يرى حفيده بين ذراعيه.لكن لا وجود لشيء اسمه "لو".
Read More

الفصل 22

هل معنى هذا...أنه يشك في أنني قد خنته حتى قبل الطلاق؟هو فعلًا من هذا النوع.لم أرغب في تبرير نفسي، فقلت بفتور: "صديق مقرّب.""أيّ نوع من الأصدقاء؟""فارس،" ابتسمتُ برقة، وقلت بصوت ناعم: "الأموات لا يلاحقون التفاصيل."بما أنه اختار أن يكون زوجًا سابقًا ميتًا، فليكن ميتًا بحق.كاد أن يضحك من شدة الغضب، عضّ باطن خده بلسانه، ثم قال ساخرًا: "حسنًا."وصلنا إلى المقبرة، وبعد نزولنا من السيارة، بدأت أتقدّم وحدي صعودًا عبر الدرج المؤدي إلى التل.لما لم أسمع خطواته خلفي، توقفت والتفتّ.فوجدته قد أعدّ سلة، لا أعرف متى فعل ذلك، تحوي زهور الأقحوان البيضاء والصفراء، فوقفت في مكاني مصدومة قليلًا.عضضتُ شفتي، وقلت: "شكرًا.""تشكريني على ماذا؟ هذا واجبي من الأساس." أجاب بنبرة هادئة.ومشى بخطوات واسعة حتى لحق بي، فسرنا جنبًا إلى جنب نحو قبر أبي وأمي.ربما من الجيد أن نظهر الانسجام أمامهما، حتى لو كان مظهرًا زائفًا، لعلّ أرواحهما تطمئن.كانت المقبرة يُعتنى بها دائمًا، لم يكن على شواهد القبور سوى بعض الغبار الخفيف.صحيح أن والديّ رحلا منذ سنوات، لكني في الواقع لم أعد أفكّر بهما كثيرًا.لم أعد أبكي ليلًا
Read More

الفصل 23

لولا ذلك، لما آل مصير مجموعة فارس مباشرة إلى يدي فارس.رفعتُ رأسي ونظرتُ إلى خط فكه الحادّ وسألته مترددة: "وأنت؟ هل كنت بخير؟"ابتسم ابتسامة باهتة وزفر تنهيدة خفيفة، ثم قال: "في السنوات الثلاث التي قضيتها معك بعد الزواج، عشتُ حياة طيبة."هذا الجواب دفعني أكثر نحو البكاء.أهو الندم؟إذ لولا تلك الأحداث، لكنا الآن معًا إلى آخر العمر.في طريق العودة، صمتنا أنا وهو، كلانا يعلم أن بعض الكلمات لا تنفع.هو لا يستطيع تغيير الواقع، وأنا لا أستطيع التظاهر بأن شيئًا لم يكن.الأفضل أن نُفلت اليدين مبكرًا، ما دمنا لم نصبح بعد كارهين في عيون بعضنا البعض.في نهار الخريف القصير وليلِه الطويل، انعكس وهج الغروب على ظله من خلال زجاج السيارة، ليكسوه بلون ذهبي متوهّج.وحين وصلنا إلى "هيلز"، بادرني بالقول قبل أن أفتح فمي: "سأوصلكِ إلى الأعلى."لم أرفض، صعدنا معًا، ولما وقفنا أمام باب الشقة، قلتُ وأنا أضغط شفتي: "لقد وصلت، يمكنك العودة الآن."قال: "حسنًا."لكن قدميه لم تتحركا من مكانهما.تجاهلته، وكنت على وشك إدخال كلمة المرور، فُتح الباب من الداخل، وظهرت زينب بوجهها المشرق: "عدتِ! سمعت صوتًا عند الباب، وظنن
Read More

الفصل 24

لم يكن واضحًا إن لم يلتقط وليد المعنى الخفي وراء الكلام، أم أنه ببساطة لم يرد أن يعير الأمر اهتمامًا، فاكتفى بابتسامة دافئة وقال بلطف: "أمر بسيط. اذهبوا لغسل أيديكم، الطعام جاهز."كان وليد بارعًا أيضًا في الطهو، وقد ملأ المائدة بأطباق شتى شهية المظهر والرائحة، تدغدغ الحواس وتفتح الشهية.لم يتوقف سراج وزينب عن إبداء إعجابهما.لم أتمالك نفسي من الإطراء قائلة: "يا له من منظر رائع يا زميل! شكل الأطباق مشهي!"ابتسم قائلاً: "تفضلوا، جربوا إن كانت تناسب أذواقكم."ثم خرج من المطبخ حاملاً آخر طبقين، ووضع أحدهما، وهو طبق روبيان حار، أمامي مباشرة وقال بابتسامة دافئة: "أظن أن هذا يعجبك."فاجأني الأمر قليلاً.فباستثناء زينب، كان الجميع يعتقد أنني أشاطر فارس ذوقه في الطعام الخفيف.لكن قبل أن أجيب، قال فارس ببرود: "هي لا تأكل الأطعمة الحارة. رغم أنك كنت قريبًا منها أيام الجامعة، إلا أنك لم تعرف ذوقها جيدًا..."قاطعته زينب مدافعة عني، قالت بابتسامة مشاكسة على وجهها: "رئيس فارس، لمن أعطيت قلبك حقًا بعد كل هذه السنوات من الزواج؟""سارة تعشق الطعام الحار، لا تستطيع العيش بدونه!"شعرت بغصة في صدري.نعم، ل
Read More

الفصل 25

أعدّ كلٌّ من وليد وسراج هديةً لي بمناسبة الانتقال، ثم ناولني وليد صندوقًا أنيقًا وقال بابتسامة لطيفة: "أتمنى أن تنال إعجابك."فشكرته بأدب: "شكرًا لك يا زميل."وحين فتحت العلبة ورأيت داخلها فستانًا بتصميم فريد وجميل، شعرت بالمفاجأة، فسألته: "هل صممته بنفسك؟""نعم، قطعة وحيدة من نوعها." أجاب مبتسمًا.فأثنت زينب عليه، ثم نظرت إلى فارس بنبرة مداعبة، قائلة: "سيد فارس، بما أنك حضرت حفل التهنئة، فلا بد أنك أتيت ومعك هدية، أليس كذلك؟"كنت على وشك إيقافها، لكنها منعتني. فأنا نفسي لم أكن أعلم أنهم حضّروا لي حفل انتقال، فكيف له أن يكون قد حضّر هدية مسبقًا؟حينها نظر فارس إليَّ بنظرات عميقة، ثم أخرج من جيب سترته صندوقًا مخمليًّا صغيرًا، ووضعه أمامي، قائلًا بهدوء يخفي اضطرابه:"لم أجد فرصة مناسبة لإعطائك إياها، ويبدو أن الآن هو الوقت المناسب."اقتربت زينب بفضول: "ما هو؟"فتحت العلبة، وما إن رأيت ما بداخلها حتى نظرت إليه بدهشة: "أأنت من اشتراها؟"كانت زوجًا من أقراط الياقوت الأحمر، من النوع النادر الذي ظهر في مزاد علني مؤخرًا، وقد بيع بسعر تجاوز المليونين، وقيل إن مشتريه كان مجهول الهوية. وكنت قد شا
Read More

الفصل 26

فكَّرت في هذا، ثم وجدت الأمر يدعو إلى السخرية.تُركتُ وحدي ليلة الزفاف، وفي أعياد ميلادي المتكررة غاب زوجي عنها، والهدية التي تمنّيت الحصول عليها، أُهديت لامرأة أخرى، بل حتى في أيام مراجعات الحمل كان يرافق امرأة غيري...والآن، وقد بلغنا باب الطلاق، وأقام أصدقائي حفلة لي بمناسبة انتقالي إلى منزل جديد، فإذا به لا يستطيع تقبّل الأمر؟ارتسمت بسمة ساخرة على شفتي، وخفضت بصري إليه قائلة: "إن لم ترحل، فسأتصل بيارا."فإذا جاءت وافتعلت معه شجارًا، فلن يستطيع الصمود أمامها.لكن فجأة، أحاطني فارس بذراعيه بقوة، وأسند جبهته على صدري، وصوته أجش يحمل بقايا كسر: "سارة، لم أتصور أن نصل إلى هذا الحال، صدقيني."يكاد يُذيب قلبي بهذه الهيئة، وكدت أضعف أمامه، ولكن...رنّ هاتفه الموضوع على مائدة الطعام، وإذا بالاسم الظاهر على الشاشة: يارا.وكأن ماءً باردًا صُبّ عليّ من الرأس، فاستفقت من سطوة العاطفة على الفور، ودفعت صدره قليلاً أقول: "جاء اتصالك."وفي تلك اللحظة خرج وليد من المطبخ.قال بابتسامة هادئة: "سارة، انتهيت تقريبًا من الترتيب، سأُرافق سراج للمنزل."قلت له وأنا أُلقي نظرة على ظهر فارس الواقف في الشرفة
Read More

الفصل 27

"أتريدين حقًا أن تشكريني؟"حين وصلنا إلى السيارة، دفع وليد سراج إلى المقعد الخلفي، ثم اتكأ على جسد السيارة، وانحنى ناظرًا إليّ مبتسمًا.أومأت برأسي قائلة: "بالطبع."قال: "فإذاً، اقبلي شرطًا واحدًا: لا تقولي لي (شكرًا) مرة أخرى."في نبرته شيء غير مألوف جعلني أنتبه، لكن قبل أن أتدبر الأمر، ابتسم وأردف: "يجعلنا ذلك نبدو وكأننا غرباء."ضحكت برقة: "حسنًا، فهمت."وبالصدفة، وصل السائق البديل، فسلم له مفاتيح السيارة، وقال بنبرة دافئة مطمئنة: "سأرحل، اصعدي أنتِ سريعًا."حين صعدت إلى شقتي، كان الصالون خاليًا تمامًا.لم يكن فارس موجودًا. شعرت بشيء من الفراغ في قلبي.لكن... كان ذلك الشعور عابرًا.الرحيل دون كلمة، هذا طبعه الدائم.لا بد ان "يارا" استدعته مجددًا لما تسميه "أمرًا عاجلًا".عدت إلى غرفة النوم، وربتّ على كتف زينب برفق وأنا أقول: "زينب، استيقظي. دعيني أبدّل لكِ ملابسك لتنامي براحة أكبر.""هممم..." فتحت زينب عينيها نصف فتحة، ولما رأتني، مدّت يديها تدللني واحتضنتني، وتركتني أنزع عنها قميصها، وتمتمت وهي شبه نائمة: "سارة الحبيبة... لن أسمح لأحد بأن يؤذيك..."ضحكت بصوت خافت: "أأنتِ غبية؟"ف
Read More

الفصل 28

لو أنها سألتني هذا السؤال قبل مدة، ربما كنتُ سأشعر ببعض الاضطراب.لكن الآن، وقد تقبلتُ حتى الحقيقة القاسية بأن "فارس لم يبادِلني أي مشاعر قط"، فلم أعد أشعر بأي رغبة في التعمق في حديثها.اكتفيت بالنظر إليها ببرود وقلت: "وأنتِ ما دمتِ واثقة كل هذه الثقة، فلماذا تأتين إليّ كل يوم لتفقدي أعصابك؟"يا لها من عصبية.تداهمني صباحًا في مكتبي، وكأنها الزوجة الأصلية التي تواجه العشيقة.بدا عليها التوتر حين رأت برودي، لكنها لم تنتظر ردي، بل تحدثت وكأنها المنتصرة: "كان من أجلي."وضعت يديها على مكتبي، وانحنت قليلاً، كأنها تحدق في خصم مهزوم: "سارة، لو لم يكن بسببي، لما تزوجك أبدًا! أنت حتى لا تعرفين أين يقع باب قصر عائلة فارس!"ما إن سمعت ذلك، حتى شددتُ قبضتي، وشعرت بوخز حاد في صدري، وكأن شيئًا ما يخنقني من الداخل.ابتسمت شفتيها برضى، ووضعت يديها على صدرها، وقالت: "الجد هدده بي. قال له إنه إن لم يتزوجك، فسيستخدم سلطته لنفيي خارج البلاد..."كنت أعلم أنه لا يحبني، لكن سماع هذا بعينه، كان أشد وقعًا على قلبي.حتى زواجه بي، لم يكن سوى تضحية اضطر إليها من أجل أخرى؟غمرني حزن عميق، لكنني قمعته سريعًا، ونظر
Read More

الفصل 29

قالت وهي متكوّمة في حضن فارس، تشتكي باكية: "ظهري يؤلمني كثيرًا… لقد كنت أسألها للتو عن سير عملها، لكنها دفعتني… فارس، ما رأيك أن تجعلها هي المديرة؟ الجميع في الشركة يساندها، وأنا حقًا لم أعد أطيق العمل في هذا الجو."كنت أستمع وأنا أعقد حاجبي، مندهشة من قدرتها على اختلاق الأكاذيب دون أن يرف لها جفن. كدت أن أضحك من شدة الغضب، لكنني صادفت في اللحظة التالية نظرات فارس، المليئة بالتحقق والريبة.قال بصوت بارد كالجليد: "هل هذا صحيح؟"جمد صوته البارد الدم في عروقي.ابتسمت بسخرية وقلت: "ولو قلت لك إنه ليس صحيحًا، هل كنت لتصدق؟"قالت يارا، والدموع عند أطراف عينيها، وأصابعها الدقيقة تمسك بياقة قميصه – تلك البدلة التي كنتُ قد صممتها وخطّطتُها بيدي. كانت هدية مني له في يوم عيد الحب هذا العام.لم يجبني، بل خفض نظره نحو تلك المرأة في حضنه، مكفهرًا، بدا عليه بعض النفور، لكنه في الحقيقة كان قلقًا: "لستِ طفلة، أتبكين لأنك تعثرتِ وسقطتِ؟ سأوصلكِ للمستشفى."ثم غادر بخطى سريعة، وكأنه يخشى أن تُصاب محبوبته بأي أذى، تاركًا خلفه ظلًا باردًا ونائيًا.أخذتُ نفسًا عميقًا، وأجبرت نفسي على فتح عيني على وسعهما، أُق
Read More

الفصل 30

أصابني الذعر منها فجأة.عندها فقط، أدركت متأخرة أن شحمة أذني تنزف، فمددت يدي أتحسسها، وقد جفّ الدم بالفعل، وتحسست قشرة حمراء من الدم المتيبس.ومع هذه الحركة، عاد الألم يلسع شحمة أذني من جديد.لقد نُزف منها الدم، ولم أكن حتى أدرك ذلك!صفعتني زينب على يدي، وقالت: "من يفعل ذلك بهذه القسوة؟ ألا تشعرين بالألم؟"ثم أخرجت من حقيبتها أعواد قطن مغموسة في صبغة اليود، ورفعت شعري بعناية إلى الأعلى، لتقوم بتطهير الجرح برفق، وسألتني:"كيف حدث هذا؟"فأجبتها: "يارا هي من شدته."ثم رويت لها بإيجاز ما حدث.غضبت زينب لدرجة أنها بدأت تشتم دون توقف: "أي نوعٍ من الكائنات هي؟ أظنها مثل رمز الاستجابة السريعة، لا يُعرف ما هي حقيقتها إلا إذا تم مسحها! كيف تجرؤ على مدّ يدها وسحب ما لا يخصها؟ ولدت لتكون لصّة، لا أكثر!"ضحكت وقلت: "أسلوبك في الشتائم دائمًا له لمسة خاصة."لكن رغم كل شيء، ومع كل ما قالته، هدأ ضيقي الذي خيّم على قلبي طوال اليوم شيئًا فشيئًا.رمقتني زينب بنظرة وقالت: "ولما لا؟ من يصاحب شخصًا مثلك، لابد أن يتقن فنون الشتائم!""آه."تركتها تعالج أذني بهدوء، وكانت صبغة اليود باردة الملمس، ولم أشعر بألم ك
Read More
Dernier
123456
...
10
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status