طلال لم يُجب على كلامه، بل سأل فقط: "هل عدتَ للتو من غرفة الإنعاش؟""نعم!" عصام تقدم وجلس في مواجهة طلال، وأسنَد جسده الطويل على ظهر الأريكة، واسترخى تمامًا، وقال: "لقد أنهكني الأمر، كنت أُنتزع الروح من فم الموت، لو تأخرنا دقيقة واحدة فقط لكان قد فارق الحياة فعلًا!"عند سماع ذلك، ارتجفت حاجبا طلال قليلًا، وقال: "هل الأمر خطير إلى هذا الحد؟""وإلا ماذا؟ نزيف داخلي في الأعضاء، الآن أنقذنا حياته، لكن لا بد أن يبقى عدة أيام في العناية المركزة…""نزيف داخلي؟" قاطع طلال كلام عصام، وحدّق فيه بعينيه السوداوين القاتمتين، وكأن عاصفة تتكوّن في أعماق نظرته.كان عصام في تلك اللحظة مغمض العينين، يدلّك عنقه المتورم المتعب، ولم يلحظ إطلاقًا ما بدا غريبًا على طلال."نعم، كان بخير تمامًا أمس، واليوم فجأة صار هكذا، لذلك أقول، الإنسان في هذه الحياة يجب أن يقدّر الحاضر، فلا أحد يعلم أيهما سيأتي أولًا: الحوادث أم الغد، تمامًا مثل هذا المريض الذي عندي…""أين؟"عصام: "؟"فتح عينيه، لكنه فزع من ملامح طلال الكئيبة، وقال: "ليس كذلك، ما الذي حدث لك؟""نزيف داخلي، من الذي ضربه؟" جاء صوت طلال ببرود مخيف، يحمل غضبًا
Baca selengkapnya