رغم أن هذا كان متوقعًا بالنسبة لي، وهو أيضًا النتيجة التي أردتها، إلا أنني شعرتُ بضيقٍ في صدري.كانت صورة سُهيل تطفو في ذهني، على الرغم من أننا لم نتعارف منذ وقت طويل، إلا أن كل تعبير من تعابيره، وكل ابتسامة، وكل حركة أنيقة هادئة، ظلت محفورة بوضوح في ذاكرتي.ظللت كئيبةً لفترة، ثم نظرت إلى الساعة وقد بدأ الوقت يتأخر، فجمعت قواي ونهضت لترتيب أغراضي والتوجه نحو المستشفى.فالمواجهة مع عائلة الناصر ستكون معركة صعبة أخرى، ولم يعد لديّ طاقة لأغرق في مشاعر الحب والعاطفة، فلا بد أن أترك الأمر للزمن كي يُمحى تدريجيًا.عندما وصلت إلى المستشفى، وجدت أن نزار وسهى قد أُفرج عنهما مبكرًا، فأدركت على الفور أن الفضل في ذلك يعود بالتأكيد إلى فارس.أما نورهان، فقد كانت حالتها فعلاً كما وصفوا، سيئة للغاية.كانت في غرفة العناية المركزة، تحيط بسريرها أجهزة كثيرة، وجسدها غارق بين الأسلاك، وأنبوب الأوكسجين موصول بأنفها، ووجهها شاحب بلون الشمع، وعيناها منطفئتان بلا روح.عندما رأتني أدخل، أدارت وجهها ببطء نحوي، ونظرت إليّ بعينين تغمران بالحنق والحقد.كان فارس في حالة سيئة، يبدو عليه التعب الشديد، والهالات السودا
Read more