All Chapters of بعد مغادرتك، أدركت أنني أحبك: Chapter 11 - Chapter 20

25 Chapters

‫الفصل 11‬‬‬‬‬‬‬

تنفّس هاشم الصعداء من غير أن يشعر.وفي تلك اللحظة، لم يكن يدري إن كان ارتياحه لأنّ أمينة جاءت لتوضح الحقيقة عن ندى،أم لأن ظهورها وحده أثبت له أنها ما زالت تهتم لأمره.لكن عندما وصل إلى الباب، لم يرَ أمينة.بل كان هناك رجل أنيق يرتدي بدلة رسمية.قال الرجل بأدب:"سيد هاشم، أنا المحامي رامي، ممثل الآنسة أمينة، وقد حضرت اليوم بالنيابة عنها للمشاركة في المؤتمر الصحفي."تجمّد وجه هاشم وبرودة حادة ظهرت في عينيه."وأين أمينة؟"ابتسم المحامي قائلاً:"الآنسة أمينة غير قادرة على الحضور شخصيًا."غير قادرة؟عقد هاشم حاجبيه.هل يمكن أنها مريضة؟في الحقيقة، عندما رآها اليوم، لاحظ أن وجهها كان شاحبًا على نحو غير طبيعي.كان على وشك أن يسأل أكثر، لكن فجأة خرج والدا ندى كذلك.وعندما أدركا أن أمينة لم تأتِ بنفسها، اسودّت ملامحهما غضبًا."ما الذي تريده أمينة بهذا التصرف! ترسل محاميًا بدلًا منها؟ أتريد أن تثير سوء الفهم لدى الإعلام؟""كفى! في هذا التوقيت الحرج، لا خيار أمامنا سوى أن يتحدث المحامي باسمها، وإلا فسيختلق الصحفيون المزيد من الشائعات!"نعم.في هذه اللحظة، كان كل من أبوي ندى وهاشم يظنون أن أمينة
Read more

‫الفصل 12‬‬‬‬‬‬‬

رفع هاشم رأسه فجأة بدهشة.أمينة... تريد الطلاق منه؟لم يستوعب الصدمة بعد، حتى اشتعل المكان بصخب الصحفيين."سيد هاشم، هل طلاقكما له علاقة بندى؟""ندى، هل لم يكفك أن تأخذي مكان الآنسة الكبيرة لعائلة الشماري، والآن تريدين أن تسرقي زواجها أيضًا؟"وسط الفوضى، اندفع الحراس ليحيطوا بهاشم ومن معه، وسرعان ما غادروا المكان.......وفي الوقت نفسه،كانت أمينة قد وصلت إلى مملكة ألدريا.وما إن خرجت من الممر السريع حتى رأت صفين طويلين من الرجال بملابس سوداء، يقفون باحترام، وما إن ظهرت حتى هتفوا بصوت واحد:"مرحبًا بعودتكِ إلى الدار، يا آنستنا الكبيرة!"وفي تلك اللحظة، تقدّم الأبوانِ بالتبنّي نحوها واحتضناها بحرارة.قال الأب بالتبني بحماس شديد:"أمينة! عدتِ بسرعة كبيرة، لو منحتِنا وقتًا أطول لكنتُ حجزتُ جميع الساحات في أوروبا للاحتفال بعودتك!"ابتسمت أمينة وقالت بنبرة مازحة:"أبي، أنت تبالغ دائمًا."ولأن شخصيته المندفعة هكذا، لم تجرؤ طوال السنوات الماضية على السماح لهما بزيارتها في جمهورية الزهر.ورغم كلماتها العاتبة، لم تستطع أن تخفي الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها.يا لها من روعة... أن يكون هناك من
Read more

‫الفصل 13‬‬‬‬‬‬‬

في الجهة الأخرى من جمهورية الزهر، انتهى المؤتمر الصحفي وسط فوضى عارمة.وعندما غادرت المكان، ارتمت ندى باكية في حضن هاشم."هاشم، أختي تريد تدميري حقًا، الآن العالم كله يعرف أنني لست ابنة عائلة الشماري الحقيقية، لم يعد لي بيت بعد الآن."تجهم وجه هاشم قليلًا، وبدا شارد الذهن."العم الشماري وزوجته لطالما اعتبراكِ ابنتهما الحقيقية."أجابت وهي تختنق بعبرتها:"لكنني لست ابنتهم فعلًا. كنت أريد أن أجد عائلتي الحقيقية، لكن حتى والداي الحقيقيان لا يريدانني، الشخص الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه هو أنت."تفاجأ هاشم، وأخفض نظره، ليجد وجه ندى قد احمرّ خجلًا."هاشم، أنا أعرف أنك لطالما أحببتني، لكن زواجك من أمينة هو ما منعك من الاقتراب مني.""الآن أمينة هي من طلبت الطلاق، أليس الوقت قد حان لنكون معًا حقًا؟"ثم اقتربت منه محاولةً تقبيله، لكن جسده تجمد بالكامل.كان من المفترض أن يشعر بالحماس، فقد كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن،وكان في الماضي، حين يقترب من امرأة، لا يفكر إلا في ندى.لكن الآن، وهي بين ذراعيه فعلًا، لم يشعر بأي رغبة.بل تسللت إلى ذهنه صورة أمينة،تذكر شفتيها بلونهما الوردي، وطعم قبلتها ال
Read more

الفصل 14‬‬‬‬‬‬‬

كان مساعد هاشم يستعد لترتيب الطائرة الخاصة.لكن فجأة اتصلت أم ندى."هاشم! أين أنت؟ هل تعلم أن ندى حاولت الانتحار؟!"تجمدت يد هاشم التي تمسك بالهاتف.وكانت الطائرة الخاصة تحتاج إلى بعض الوقت للتحضير، فقال لمساعده:"جهّز الطائرة الخاصة، سأكون في المطار خلال ساعة تقريبًا.""حسنًا." سأل المساعد: "إلى أي مدينة في مملكة ألدريا؟"توقف هاشم لحظة مصدومًا.أدرك فجأة أنه يعرف فقط أن والدي أمينة بالتبني يعيشان في مملكة ألدريا.لكنه لا يعلم في أي مدينة بالضبط.ربما ذكرت له ذلك من قبل، لكنه لم يكن يصغي إليها يومًا بجدية.تسلل إليه شعور بالضيق وقال: "تحقق من جميع الرحلات المتجهة اليوم إلى مملكة ألدريا، واعرف إلى أي مدينة سافرت أمينة." "أمرك!"عندما وصل هاشم إلى المستشفى، كانت ندى تبكي بحرقة. "كان من الأفضل لو تركتموني أموت! الجميع يعرف الآن أنني لست الابنة الحقيقية! ما فائدة العيش بعد الآن!"في الماضي، كان هاشم يشعر بالشفقة تجاه ندى عندما يراها هكذا.لكن اليوم لم يشعر إلا بالضجر.خطر في باله وجه أمينة.تلك التي كانت دائمًا تكتم حزنها في صمت، حتى دموعها كانت تخفيها تحت الغطاء.شعر بوخزة في صدره، ود
Read more

الفصل 15‬‬‬‬‬‬‬

توقف هاشم فجأة عن السير.أنهى أب ندى المكالمة وهو ينظر إليه بقلق."الأمر سيئ يا هاشم، لقد أوقفت شركة يونيس فجأة كل تعاونها معنا، ومع عائلة فاروق أيضًا!"تبدّل وجه هاشم على الفور.فشركة يونيس تُعد من أكبر التكتلات المالية، وخلال السنوات الماضية كانت أكثر من نصف أعمال عائلة الشماري وعائلة فاروق مرتبطة بشركات يونيس.وإذا أنهت يونيس تعاونها معهم، فقد يواجهون خطر الإفلاس!في الأيام التالية، انشغل هاشم بالتعامل مع شؤون يونيس.وفي الوقت نفسه كان يبحث عن أمينة.كان يظن في البداية أنها فقط غاضبة وستعود بعد أيام قليلة.لكن مرت أيام عدة ولم تعد.استدعى هاشم مساعده مجددًا وسأله:"هل أنت متأكد أن أمينة لم تذهب إلى مملكة ألدريا؟"أجابه المساعد: "تحققت من جميع الرحلات، ولم أجد اسم السيدة بينها، باستثناء رحلة خاصة واحدة لا يمكن معرفة أسماء ركابها."تجمد هاشم لوهلة.طائرة خاصة؟عائلة الشماري لن تسمح لأمينة باستخدام طائرتهم الخاصة، وطائرته هو أيضًا لم تتحرك.إذن لا يمكن أن تكون هي.ومع ذلك، لم يستطع أن يطمئن، وكان يفكر بالذهاب بنفسه إلى مملكة ألدريا، لكن فجأة تلقى اتصالًا من أب ندى."هاشم! سيد لينك ومدي
Read more

الفصل 16

الفصل 16‬‬‬‬‬‬‬كان وجه هاشم يزداد عبوسًا.وبينما كانوا يتبادلون المزاح، توقفت أمامهم سيارة ليموزين سوداء طويلة.كانت من الطراز المحدود، لافتة للنظر حتى بين أفخم السيارات.توقف الجميع عن السير، ثم فُتح باب السيارة ونزلت منها سيدة ترتدي فستان سهرة بلون الشمبانيا.صرخت أحدهم بدهشة:"إنه فستان دار سيليا الفاخر! لم يُعرض على المنصّة بعد، رأيته فقط على الإنترنت!""يا إلهي! أليست هذه أميرة عائلة لينك الصغيرة؟"ازداد الفضول في عيون الجميع، حتى هاشم لم يستطع إلا أن ينظر باتجاهها.لكن ما إن رأى وجه القادمة حتى تجمّد في مكانه.وفي تلك اللحظة، تعرّف الآخرون عليها أيضًا، فصرخت أم ندى بذهول:"أمينة؟"كانت الهابطة من السيارة هي نفسها أمينة، التي اختفت منذ أيام.لم تلحظ وجود هاشم ومن معه، إذ كانت تتحدث في الهاتف مع الأم بالتبني."علمت يا أمي، لقد مررت بدار الأيتام فقط.""نعم، بدّلت ملابسي، وأنا الآن عند الباب."قبل أيام، أخبرها الأبوان بالتبني أنهما سيعودان إلى جمهورية الزهر لأعمال تجارية، وطلبا منها مرافقتهم.لم تفكر كثيرًا ووافقت، لكنها لم تتوقع أن الأم بالتبني ستقيم حفلاً كبيرًا.كانت أمينة لا تحب
Read more

الفصل 17

ساد الصمت المكان.ثم انفجر رفاق هاشم ضاحكين."من أجلك؟! أتقصدين أنك ابنة عائلة لينك الوحيدة؟""هاهاها! أمينة، الجميع يعلم أنك فتاة بسيطة من عائلة الشماري!""يبدو أنك فقدتِ عقلك فعلًا، حتى أنك بدأتِ تهذين في وضح النهار!"ضحكوا حتى دمعت عيونهم، فيما احمرّ وجه أبوي ندى من الغضب."لقد جننتِ تمامًا! ما هذا الهراء؟!"وأمسكت بذراع أمينة بعنف قائلة:"عودي معي حالًا!"كانت حركتها عنيفة، فعبس وجه هاشم وهمّ بالتدخل.لكن فجأة دوّى صوت مهيب:"ما الذي يحدث هنا؟"ساد الصمت التام، ورفع الجميع رؤوسهم ليروا رجلًا وامرأة يخرجان من القاعة.صرخ أحد الحاضرين بدهشة:"إنهما الزوجان لينك!"تغيّرت ملامح الجميع، وسارعت أم ندى لتعديل مظهرها.تقدمت سيدة لينك نحوهم، وعندما رأت معصم أمينة المحمر من القبض، تجمّد وجهها بغضب."ما الذي يجري هنا؟"فتحت أم ندى فمها لتتحدث، لكن ندى سبقتها قائلة:"لا شيء يا سيدتي، فقط أختي تمزح وتقول إنها ابنتك."شهق الحاضرون جميعًا بدهشة، وارتبك أبوا ندى.فرغم أن التي تفوّهت بالهراء هي أمينة، إلا أنّ الأمر إنْ مسَّ عائلة الشماري فسيكون كارثةً.تقدّم الأب مسرعًا وقال معتذرًا: "أعتذر منكم، ا
Read more

‫الفصل 18‬‬‬‬‬‬‬

ابنتي الحبيبة.هتان الكلمتان جعلت الجميع يتجمدون في أماكنهم.كانت ندى أول من استعاد وعيه، فصاحت بدهشة:"أمينة، والداك بالتبني هما من عائلة لينك؟!"رفعت سيدة لينك رأسها أخيرًا وقالت ببرود:"أي والدان بالتبني؟ أمينة بالنسبة لنا هي ابنتنا الحقيقية!"كانت جملة واحدة، لكنها أكدت صحة كلام ندى.عمّ الصمت المكان، وبدت الدهشة على وجوه الجميع.خصوصًا أولئك الإخوة الذين اعتادوا السخرية من أمينة، فقد شحب لونهم خوفًا.إن تلك الفتاة الريفية التي طالما استهزؤوا بها، هي في الحقيقة ابنة عائلة لينك الثرية!تذكروا كلماتهم السابقة الجارحة، فارتعبوا وبدأوا يعتذرون بسرعة:"أمينة... نحن... كنا نتكلم بلا تفكير! لا تأخذي كلامنا على محمل الجد!""نعم، نعم، سامحينا، لا تذكري ما فعلناه، نحن لا نستحق غضبك!"قطبت أمينة حاجبيها، وهمّت بأن تقول إنها لم تعد تهتم بالأمر، لكن أمها بالتبني قالت ببرود:"من يرتكب خطأ يجب أن يتحمل عواقبه، ألا تعرفون هذا المبدأ؟"ساد الصمت القاتل مجددًا.ثم قالت الأم بالتبني بلهجة صارمة:"أنتم الذين أسأتم إلى أمينة بألسنتكم، أحضروا آباءكم وأمهاتكم وتعالوا لتقديم الاعتذار شخصيًا.""أما أنتم."
Read more

‫الفصل 19‬‬‬‬‬‬‬

تجمّدت دموع ندى فجأة.ففي السابق، عندما حُوصر هاشم في ساحة الصيد، كانت أمينة هي من خاطرَت بحياتها واقتحمت الغابة وحدها لتنقذه.لكن ندى استغلت غياب أمينة عن الوعي، ونسبت الفضل كله لنفسها.في الحقيقة، لم تكن ندى تعرف تمامًا ما الذي حدث في الجبال، لكنها سمعت الطبيب يقول إن جسد هاشم كان مليئًا بالكدمات الناتجة عن السقوط.فاستنتجت من تلقاء نفسها أن أمينة أنقذته من أسفل الجرف.قالت متلعثمة:"أنا..."حاولت أن تُصلح كذبتها المرتبكة، لكنها نسيت مع من تتحدث.فمن هو هاشم؟ إنه رجل يملك إمبراطورية تجارية، فكيف يمكن خداعه بسهولة؟ضيّق عينيه ونطق بصوت بارد:"في ذلك اليوم في الغابة، هل صادفتِ أي وحش بري؟"لم تجرؤ ندى على النظر إليه، وقالت بصوت مرتجف:"لا... لا، لم أرَ شيئًا."اختفى آخر أثرٍ للدفء من عينيه.فعلى الرغم من أنه كان فاقد الوعي يومها، إلا أنه يتذكر جيدًا سماع عواء الذئاب وأصوات الرصاص.كان سابقًا غارقًا في تأثره وندمه تجاه ندى التي ظنّها منقذته، فلم يتوقف ليفكر مليًا.لكن الآن، حين أعاد النظر، أدرك أنه من المستحيل أن تنقذه ندى بمهاراتها المحدودة في الفروسية والصيد.إذًا إن لم تكن ندى، فمن ت
Read more

‫الفصل 20‬‬‬‬‬‬‬

"ماذا قلت؟!"تغيّر وجه هاشم في تلك اللحظة.بدأ الطبيب يتلعثم وهو يروي ما حدث في ذلك اليوم.وحين أنهى كلامه، سارع لتبرير نفسه قائلًا:"سيد هاشم، لم أُخفِ الأمر عنك بإرادتي، لكن اشترت السيدة المستشفى بالكامل، ولم يكن أمامي إلا أن أطيع أوامرها، فلم أجرؤ على إخبارك بشيء."حاول الطبيب بكل قوته الدفاع عن نفسه، لكن هاشم لم يعد يسمع شيئًا.تراجع خطوة إلى الوراء مترنحًا، وأخيرًا أدرك الحقيقة—أمينة، هل كانت تنوي الطلاق منذ ذلك الحين؟ولكن لماذا؟ما الذي جعلها تصر فجأة على الرحيل؟لم يعد الرجل قادرًا على الاحتمال، فتوجّه إلى الفندق الذي تقيم فيه أمينة.انتظر هناك ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، حتى جاء اليوم الذي كانت فيه أمينة ومن معها يستعدون لمغادرة جمهورية الزهر.وعندما رآه الزوجان لينك، حاولا استدعاء الحراس فورًا.لكن أمينة أوقفتهم قائلة:"دعاني أتحدث معه وحدي."تقدّمت نحوه، فرأت وجهه مغطى بلحية غير مرتبة، وعينيه حمراوين من السهر."أمينة..."قال هاشم بصوت مبحوح حين رآها."دعينا نبدأ من جديد، أرجوكِ." أعدك أن أكون زوجًا أفضل، وسأعبّر لك عن حبي كل يوم... فقط لا تتركيني."خلال الأيام الماضية فكّر هاش
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status