LOGINبعد ثلاث سنوات من الزواج، لم يلمسها زوجها، لكنه كان يقضي شهوته ليلا على صورة أختها. اكتشفت أمينة حافظ بالصدفة من خلال الهاتف أنه تزوج منها للانتقام منها. لأنها الابنة الحقيقية، وسلبت مكانة أختها المزيفة. شعرت أمينة حافظ باليأس وخيبة الأمل وعادت إلى جانب والديها بالتبني. لكن لم تتوقع أن هاشم فاروق بحث عنها بالجنون في جميع أنحاء العالم.
View Moreتجمدت أمينة في مكانها، لم تصدّق أن هاشم قد توفي حقًا.في مقبرةٍ في جمهورية الزهر.وقفت أمينة أمام شاهد القبر، تحدّق في صورة هاشم بالأبيض والأسود على الشاهد، وعيناها تحملان مزيجًا من المشاعر المتضاربة.لم تكن تتخيّل أن آخر لقاء بينهما قبل نصف عام سيكون الوداع الأخير بين عالمين.نظرت إليها الأم بالتبني وقالت بصوتٍ متردد:"أمينة، هل تلومينني؟ في ذلك الوقت، جاء هاشم يبحث عنك، وقال إنه لن يقبل العلاج بالخلايا الجذعية إلا إذا وافقتِ على إنجاب طفلٍ له.""لكنّكِ قلتِ حينها إنك لا تريدين أن يكون لكِ أي علاقةٍ بحياته أو موته، فقررتُ من تلقاء نفسي ألا أخبركِ بالأمر. إن كنتِ ستلومين أحدًا، فلتلوميني أنا."استفاقت أمينة من شرودها، وابتسمت للأم بالتبني قائلة:"أمي، لا تقولي هذا الكلام. لقد كنتِ واضحةً جدًا في ذلك الوقت، وأنا من قلتُ بلساني إن موت هاشم لا علاقة له بي.""لذا، لم يكن هذا قراركِ، بل قراري أنا."ارتجفت نظرات الأم بالتبني وقالت:"وماذا لو كنتُ قد أخبرتكِ حينها بكلامه؟"أجابت أمينة بهدوء:"حتى لو كنتِ أخبرتِني، لما أنقذتُه.""ففي النهاية، حياته تخصّه هو، ولا يمكن أن تكون قيدًا يربطني به."
في اليوم التالي.في مملكة ألدريا.استيقظت أمينة للتو من نومها، ولم تتوقع أن تدخل أمها بالتبني فجأة إلى الغرفة وعلى وجهها ملامح معقدة.رفعت أمينة رأسها وقالت: "أمي، هل حدث شيء؟"ترددت الأم بالتبني قليلًا، ثم قالت بصوت منخفض:"هناك رسالة من جمهورية الزهر، هاشم طلب مني أن أنقلها إليك."تجمدت أمينة للحظة، لكنها سرعان ما قالت بحزم دون تردد:"لا أريد أن أسمع شيئًا."نظرت إليها الأم بالتبني بعينين مترددتين وقالت:"أمينة، هل أنتِ متأكدة؟"في الحقيقة، عندما علمت الأم بالتبني أن هاشم يريد أن يبعث برسالة إلى أمينة، كانت هي الأخرى تنوي رفضها فورًا.لكن عندما سمعت محتوى الرسالة، أصيبت بالذهول.لم تتوقع أن هاشم قد أصيب بمرض خطير لا شفاء منه، والأدهى من ذلك أنه أعلن أنه لن يقبل العلاج بالخلايا الجذعية إلا إذا عادت أمينة إلى جانبه.كان هذا بمثابة ابتزاز عاطفي، يضع أمينة على قمة جبل من الأخلاق لتُجبر على العودة إليه.في البداية لم تكن الأم بالتبني تنوي إخبارها بذلك، لكنها فكرت أن الأمر يتعلق بحياة إنسان، وخافت أن تندم أمينة لاحقًا إن علمت بالأمر، فقررت أن تخبرها.قالت لها:"الأمر يتعلق بحياة هاشم، هل أ
نُقِل هاشم إلى المستشفى لإجراء الفحوصات، وكانت النتائج صادمة للجميع.فقد تبيّن أنّ هاشم مصاب بالسرطان.وكان هذا النوع من السرطان خفيًّا للغاية، لذلك اكتُشف في مرحلة متأخرة.بدت ملامح الطبيب ثقيلة وهو يتحدث قائلًا:"سيد هاشم، أفضل علاج متاح حاليًا لهذا النوع من السرطان هو العلاج بالخلايا الجذعية. من الأفضل أن يكون لديك طفل، حتى نتمكن من الحصول على بعض الخلايا الجذعية أثناء فترة الحمل لعلاجك.""لا تقلق، فلن يتأثر الطفل بأي ضرر."تجمّد هاشم في مكانه، بينما كان والداه البيولوجيان وندى قد وصلوا مسرعين إلى المستشفى.وبمجرد أن علمت ندى بإصابة هاشم بمرضٍ قاتل، فقدت السيطرة على نفسها تمامًا، ولم تعد تفكر في الخلافات السابقة بينهما، فسارعت تقول بانفعال:"سأنجب لك طفلًا!" أمسكت بيده بقوة وهي تتابع:"هاشم، لستَ مضطرًا للزواج بي، ولا لقطع أي وعد، فقط دعني أنجب لك طفلًا، أريد أن أنقذ حياتك!"كانت كلماتها صادقة تمامًا في تلك اللحظة. فهما كانا رفيقي طفولة، ورغم كل حساباتها السابقة، إلا أن مشاعرها تجاهه كانت حقيقية.كانت مستعدة لفعل أي شيء من أجل إنقاذه.لكنها لم تتوقع أن يمد يده ببرود ويقول:"لا أريد
فيما يخصّ حادثة الاختطاف التي وقعت في تلك السنة، لم يكن هناك سوى قلّة قليلة تعرف الحقيقة الكاملة.حتى إخوة هاشم كانوا يظنّون أن تلك العملية كانت من تخطيطه هو.لكنّ الأمور لم تكن بتلك البساطة.في البداية، كان هاشم قد خطّط فعلاً لعملية اختطاف مزيّفة، غير أنّ الخطة انقلبت رأساً على عقب في منتصف الطريق.فقد علمت مجموعة من الخاطفين الحقيقيين بما خطّط له، فهاجموا الخاطفين المزيّفين وطرحوهم أرضاً، ثم اختطفوا ندى وأمينة فعلاً.لذلك حين اختار أبوا ندى أن تغادر ندى، كانت أمينة في خطر حقيقي، إذ كان أولئك الخاطفون الأشرار ينوون قتلها بوحشية.وعندما علم هاشم بالأمر، اندفع إلى وكر الخاطفين غير آبه بحياته، تلقّى ثلاث طعنات وكاد يفقد حياته، لكنه أنقذ أمينة في النهاية.تذكّر تلك الأحداث القديمة جعله يغرق في لحظة من الشرود.على مدى هذه السنوات، كثيراً ما سأل نفسه: لماذا خاطر بحياته من أجل إنقاذ أمينة؟كان يجيب نفسه دائماً بأن السبب هو أنّ الخطة كانت فكرته منذ البداية، ولو ماتت أمينة بسببها، فسيعيش مذنباً إلى الأبد، ولن يستطيع مواجهة عائلة فاروق ولا عائلة الشماري.لكن في أعماقه كان يعلم أنّ هذا ليس السبب






reviewsMore