Home / الرومانسية / ضباب حالم / Chapter 91 - Chapter 100

All Chapters of ضباب حالم: Chapter 91 - Chapter 100

100 Chapters

الفصل 91

نهضت نيرة من مقعدها وتوجهت نحو الخارج.جاء صوت رولا من السماعة، "يريد زوج أختي أن يعرف، هل أغضبتِ شخصًا مهم؟ هل ما زال يزعجكِ؟"صمتت نيرة برهة قبل أن تجيب، "لا، لقد حظرته بالفعل".فحياتها تدور بين العمل والمنزل، لا مجال فيها للعداوات أو المشاكل.قالت رولا بعد لحظة تردد، "ربما أرسل الرسالة بالخطأ، لا يريد زوج أختي أن يخبرني التفاصيل، لكنه قال إن عائلته ذات نفوذ كبير".لكن رولا تعرف نيرة منذ أربع سنوات، وتعرف تمامًا أن حياتها نظيفة وبسيطة.ومنذ أن حظرت الرقم، لم تتلقَّ أي رسائل أخرى، ولم يحاول أحد إزعاجها مجددًا.أيمكن أن يكون الأمر حقًا مجرد خطأ؟قالت رولا، "قال زوج أختي إن عائلة صاحب الرقم قوية للغاية. إن كانت مجرد رسائل دون فعلٍ ملموس، فكري جيدًا، هل أغضبتِ أحد أبناء الأثرياء؟" لم تجرؤ رولا على قول كل شيء، فزوج أختها أخبرها أن صاحب الرقم يسكن في مكان يُعدّ من أرقى مناطق مدينة الزهورلم تتردد نيرة وقالت، "لا!"داخل مطعم الشرق، كان مهند يراقب نيرة وهي تخرج، وفقد شهيته فجأة.وظلّ يمد عنقه نحو الباب مترقبًا عودتها.وفجأة، امتدت يد كبيرة وأدارت رأسه برفق، ورفع باهر جفنه قليلًا وقال بهدوء ص
Read more

الفصل 92

رفع باهر يده، وأمسك بسهولة بمؤخرة عنق الصبي ، مجبرًا إياه على الجلوس، ثم قال بصوت جاد منخفض، "كُل طعامك بهدوء، ألن تتبع حمية هذه المرة؟"تململ مهند، وحدّق في باهر بنظرة غاضبة، ثم انحنى يأكل بينما يده تضغط سرًّا على فخذ خاله.لطالما قاطع خاله جهوده البطولية لإنقاذ الفتاة المنكوبة!حوّل مهند غضبه إلى شهيته، وزاد على ذلك أنه كان قد أمضى الأيام الماضية ملتزمًا بحمية قاسية، فلم يعد قادرًا على المقاومة.أطرق برأسه، وأنهى وعاءً كبيرًا من حساء الـ"وونتون" حتى آخر نقطة.مسح فمه بمنديل وتمتم، "خالي، ما الذي أتى بك إلى هنا؟"فالتفتت شيماء إليه هي الأخرى وسألته، "نعم، ما الذي جاء بك؟"قطّب باهر حاجبيه وقال ببرود، "هل هذه المطعم كُتب عليه اسمك يا شيماء حتى لا آتي إليه؟"كان وجهه الوسيم جادًّا، وعيناه تتابعان قطع الطحلب وقشور الروبيان التي كانت تطفو على سطح الحساء، فالتقط عيدانه وبدأ يخرجها واحدة تلو الأخرى.وحين انخفض جفناه، وقعت عيناه في طرف رؤيته على ساقي نيرة.كانت ترتدي سروال جينز أسود، وثياب الشتاء الثقيلة لم تُخفِ استقامة ساقيها ورشاقتهما.ارتفع بصره ببطء حتى التقى عينيها الصافيتين.كانت بلا
Read more

الفصل 93

كان وجه مهند مليئًا بالحيرة، وشفاهه الصغيرتان لا تتوقفان عن الثرثرة.قال الكثير، لكن باهر لم يلقِ عليه ولو حتى نظرة واحدة.ظلّت عيناه معلقتين في اتجاه آخر، اتجاه نيرة وسوسو وهما تبتعدان.مشت الصغيرة خطوات قليلة، ثم بدت عليها علامات التعب، فانحنت نيرة وحملتها، كانت الطفلة نحيلة، مما جعل حملها مرهقًا قليلًا لنيرة.سارت بضع خطوات، حتى بدأت سارة تضرب على كتفها بيدها، كأنها تطلب النزول.كانت نيرة تبدو مألوفة لدى سكان المجمع، فكلما مرّت بأحدهم، ابتسمت وحيّتهم بلطف.إلى أن صادفت… رجلًا.فرفع باهر حاجبيه، وضاقت عيناه قليلًا.كان ينظر إلى شاب قصير القامة، مظهره عادي للغاية، لا يتميز بوسامة لافتة، وملابسه لا تحمل ذوقًا خاصًا.ابتسمت نيرة له ابتسامة مشرقة، أظهرت بياض أسنانها الناصع.تعمقت الخطوط بين حاجبي باهر، وهو يضغط السيجارة بين أصابعه متسائلًا، تبتسمين له هكذا؟ لرجل؟!من خلال ملاحظة عدم تفاعل سارة مع ذلك الرجل، أدرك باهر أنه ليس زوجها.ثم إن باهر لم يصدق للحظة أن نيرة يمكن أن تعجب برجل بهذا المظهر العادي الباهت، خصوصًا بهذا النوع الهادئ النحيل، الذي يضع نظارات ذات إطار أسود.ثم رفع الرجل الف
Read more

الفصل 94

منذ طفولته حتى الآن، عاش باهر كالابن المدلل للقدر، لم يعرف الفشل ولا الانكسار.خصوصًا في ما يتعلق بالمشاعر.ربما المرة الوحيدة التي تعثّر فيها كانت عندما هددته امرأة ما، ثم اختفت كأنها لم تكن.والآن، شعر أن هذه هي المرة الثانية.كان يتهمها بأنها تمشي مع رجل آخر داخل المجمع، لكن اليد التي أمسكت بها ولم تفلتها كانت يده هو.كانت نيرة محقة، وباهر يعرف ذلك في قرارة نفسه، لكن كبرياءه لم يسمح له أن يعترف.التزم الصمت، وتعابير وجهه قاتمة.أمسك بيدها بقوة أكبر وهو يجرّها نحو مدخل البناية، وكان ردّه الوحيد على كلامها هو هذا الصمت المشدود.كان يمكنه أن يترك يدها، أو يردّ عليها ببضع كلمات، لكنه لم يفعل شيئًا سوى أن شدّ قبضته أكثر على معصمها.كانت خطواته سريعة وقوية، ومع ذلك ظل يحمل سارة بيد واحدة بثبات.التفتت الصغيرة تنظر إلى باهر، ثم إلى والدتها التي كانت تتبعهم، وقالت بصوت خافت، "أمي..."لكن عينيها لم تعكسا أي خوف.أومأت نيرة برأسها تطمئنها.مرّ بعض الجيران، نظروا إليهم باستغراب، رأوا رجلًا طويلًا عابس الملامح وامرأة تتبعه وهي تبدو مترددة، ولو لم يعرفهم الناس لظنوهم حبيبَين شابين يتشاجران.لكن
Read more

الفصل 95

داخل المجمع السكني، لم يكن كثيرون يعرفون أنّ نيرة تزوجت من خالد ثم انفصلت عنه، وأنّ زواجهما كان زواج مصلحة لا أكثر. مثل هذه الأمور ليست مما يفاخر به المرء أو يتحدث عنه علنًا، خصوصًا أمام كبار السن، فهؤلاء لا يفهمون مثل هذه التعقيدات.ولم يكن من المجدي أن تضيّع وقتها في الشرح أو الدفاع عن نفسها، فالذي لا يريد أن يفهم، لن يقتنع مهما شرحت. ماذا يفيد أن تفسر لسيدة مسنّة في السبعين أو الثمانين؟ لن تصدّقك على أي حال.بمرور الوقت، لم تعد نيرة تهتم إلا بأن تعيش حياتها بهدوء. أما الكلمات الجارحة، فقد صارت تتجاهلها عمدًا، وكأنها لم تسمع شيئًا.عندما وصلوا إلى باب بيتها، التفتت سوسو إليها فجأة وابتسمت ابتسامة واسعة، وكأنها ترى في ما حدث قبل قليل لعبة ممتعة.ففي عالم الطفلة البريء والنقي، بدا الأمر وكأن والدتها كانت تدفع باهر إلى الأمام لتلعب معه لعبة ما.ابتسمت نيرة بدورها، ومدّت إصبعها لتداعب أنف ابنتها برفق وقالت لها، "هيا، انزلي".أمام ابنتها، كانت دائمًا تشعر بأنها تملك قوة لا حدود لها، قادرة على تبديد أي حزن أو كدر.أنزل باهر سوسو عن كتفيه.صعد ستة طوابق كاملة على قدميه، ومع ذلك لم يتغيّر لو
Read more

الفصل 96

جلس باهر على الأريكة.كانت الأريكة صغيرة، لكنها مريحة للغاية، تعلوها وسائد باللون البيج.لم تكن غرفة المعيشة واسعة، ومع ذلك، تنبض بدفء مألوف.وُضع على الطاولة مزهرية شفافة تحتضن أزهارًا نضرة، وعلى حافة النافذة اصطفّت بضع أصص صغيرة من نباتات الزينة.التلفاز قديم الطراز وصغير الحجم، وعلى الطاولة تحيط به ملصقات ملوّنة اختارتها سوسو بحب.رائحة الهواء عذبة، تبعث على الطمأنينة.بدا سطح الطاولة فوضويًا قليلًا، إذ تراكمت فوقه كتب الفتاة، ولوحة يدوية مرسومة بعناية، وأقلام ألوان مائية مبعثرة.سوسو ما إن تعود إلى البيت حتى تجلس هنا، مستغرقة في الرسم بكل تركيزها.ظلّ باهر يتأملها.رفعت الصغيرة رأسها وقالت ببراءة، "عمو باهر، تحب تاكل فاكهة؟"كان يريد أن يجيب، "لا أريد".لكنه أومأ برأسه موافقًا.قفزت الصغيرة واقفة، وركضت نحو الثلاجة بخفة، شعرها المربوط على شكل ذيل حصان يتمايل مع كل خطوة، في مشهد يفيض براءة.وقفت على أطراف أصابعها تنادي أمها.اقتربت نيرة بهدوء، وساعدتها في إخراج تفاحة.وهكذا، وجد باهر نفسه يتلقى التفاحة الصغيرة من يدي سوسو.كل هذه التفاصيل كانت لحظات عابرة لكنها دافئة، غير أنها بالنس
Read more

الفصل 97

رمشت سوسو بعينيها "هممم".فسألتها نيرة، "وهل تحبين العم وائل؟"أجابتها سوسو، "أجل، أحبه".كانت والدة وائل على معرفة وطيدة بالسيدة شكرية، فهما من سكان الحي نفسه. ولأن السيدة شكرية تعيش بمفردها، كلما تعطّل الدش أو انطفأ الضوء كان يأتي وائل في أوقات فراغه ليصلح ما تعطل.وهكذا رأته سوسو عدة مرات.ظنّت نيرة أنها ستسمع من الطفلة إجابة عفوية واضحة، فالأطفال في هذا العمر لا يعانون من تعقيدات الكبار. غير أنها لم تتوقع أن ترى في وجه سوسو لمحة تردّد وتفكير.فقالت سوسو، "العم وائل طيّب، لكن العم باهر أطيب بكثير".وحين لاحظت سوسو صمت والدتها، تابعت ببراءة، "أمي، هل يمكن أن يأتي العم باهر مع مهند في عيد ميلادي؟"كان عيد ميلاد سارة بعد أسبوع واحد.ربتت نيرة على شعر ابنتها برفق وقالت، "سوسو، ذلك اليوم يصادف يوم السبت، وسنذهب لرؤية جدتكِ الكبرى"."آه" بدت على الطفلة مسحة من الخيبة، لكنها ما لبثت أن ابتسمت وقفزت إلى حضن نيرة بفرح وقالت، "إذن سنرى جدتي الكبرى ذلك اليوم! لدي الكثير لأقوله لها، وقد رسمت لها لوحة جميلة!"استقل باهر سيارة أجرة عائدًا.وفي الطريق، فتح تطبيق الواتساب.وجد أن شيماء أرسلت إليه ر
Read more

الفصل 98

قفز عرق خفيف في جبين باهر.أطرق رأسه وقضم قضمة من التفاحة بين يديه.خارج النافذة كان الليل حالك السواد، لا يقطعه سوى وهج مصابيح الشارع وظلال المارة وعجلات السيارات العابرة.انعكس الضوء على وجهه، فبدا عميق الملامح، بارد القسمات.وعلى التفاحة التي في يده، الحمراء القانية كأنها حبة مصقولة.كانت سارة قد أعطته إياها بنفسها، أكبر تفاحة وأكثرها حمرة.لكن كلما أكل منها، ازدادت حموضتها في فمه.قال أخيرًا ببرود، "أخبري أمي أنني الأسبوع القادم مشغول، والذي يليه مشغول أيضًا، ولا داعي لأن تقلق بشأن تلك الأمور، أما الشابات اللواتي رتبت لرؤيتهن فلن ألتقي بأي منهن".أما شيماء فكانت ترى أن المسألة الطارئة الآن ليست حضور أو عدم حضور لقاءات تعارف، بل إنّ شقيقها الأصغر، ابن أرقى عائلات مدينة الزهور، يفكر باقتحام حياة امرأة متزوجة.فسألته، "باهر، هل تدرك أنه إن علم والدانا بما يجول في رأسك، فستكون كارثة؟"ردّ بهدوء، وصوته خالٍ من الانفعال، "ألم أقل إنني لم أفعل شيئًا بعد؟"ثم أطرق يتأمل التفاحة في يده وقد بدأ لونها يتغير مع الأكسدة.صرخت شيماء وهي تمسك قلبها بيدها، "لو عرفا أنك تنوي أن تصبح رجلًا يقتحم زوا
Read more

الفصل 99

"كيف تقولين هذا عن شقيقك؟ ألا تتمنين له الخير؟"لم تنتظر السيدة هويدا رد شيماء ثم تابعت قائلة، "أنا أعرف، أليس ابن عم سليم هو منير؟ وجدّه أستاذ محترم في جامعة النهضة، على الأرجح لن يتقبل مثل هذا الوضع بسهولة".لم تحصل شيماء على جواب واضح، وشعرت بالارتباك.سارت وهي تسند والدتها إلى الحديقة الصغيرة في الخارج، تمشيان معًا بهدوء.تبدو هويدا كعجوز لطيفة مرحة، لكن من يعرف تاريخها يدرك أنّها قضت سنوات طويلة إلى جانب زوجها سالم في عالم المال والأعمال، فاكتسبت خبرة ونظرة ثاقبة لا يستهان بهما.حاولت شيماء أن تدافع عن نفسها للمرة الأخيرة، "كنت أتحدث على سبيل الافتراض فقط...!"فقالت لها والدتها، "حتى على سبيل الافتراض لا يجوز، هذا الكلام لا يقال إلا أمامي. لو سمعه والدكِ، لأصابته نوبة من شدة الغضب وارتفع ضغطه إلى السماء".عاد باهر إلى المنزل.كان نيمو ممددًا على الأريكة، رفع رأسه ونظر إليه بكسل ثم أعاد إغلاق عينيه واستلقى من جديد.كلب مسنّ، لم يعد حيويًا كما كان في البداية.فالكلاب من نوع جولدن ريتريفر معروفة بحماسها الشديد، وخاصة نيمو، فهو خليط بين سامويد وجولدن ريتريفر.في صغره كان سببًا في الكث
Read more

الفصل 100

لكن على الشرفة، بدا وكأنّ هناك خطًّا خفيًا يفصل بين الضوء والظلّ.ظلّ الرجل الطويل ارتسم على الأرض في تلك العتمة المتقطّعة بالضوء.لا أحد يعلم، أنه كان جادًّا تمامًا عندما أجاب عن ذلك السؤال.وصلت نيرة اليوم إلى مكتبها متأخرة قليلًا، صحيح أن مكتب تصميم إل أند إم يعتمد نظام العمل المرن، لكن مع اقتراب نهاية السنة وتقييم الأداء السنوي، تحوّل الجميع إلى حالة من المنافسة المحمومة.ما إن جلست على مكتبها حتى تذكّرت أن حاسوبها تعرّض لعطل قبل أيام، ولم يتمكن الفنيّ من إصلاحه بعد، فاضطرت أن تخرج جهازها اللوحي من الحقيبة.لم يكد يمضي دقيقتان على جلوسها، ولم تتح لها الفرصة حتى لخلع معطفها، حتى بدأ اجتماع الصباح المعتاد.انتهى الاجتماع، فأوقفتها لينا قبل أن تغادر، وطلبت منها أن تتسلّم عملًا جانبيًا خاصًا؛ كان عبارة عن تصميم فستان سهرة، والموعد النهائي بعد نصف شهر.قدّمت لينا عرضًا ماليًا مناسبًا، فأومأت نيرة موافقة.قالت لها، "حسنًا، سأرسل لكِ تفاصيل المطلوب لاحقًا".عادت نيرة إلى مكتبها وجلست، لكن هاتفها رنّ بعد دقيقتين فقط، كان السيد منير يطلبها إلى مكتبه.في المكتب، جاء مسؤول العلامة التجارية من
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status