All Chapters of ‎حين تغيّرت السكرتيرة، فقد الرئيس المتحفظ السيطرة: Chapter 1 - Chapter 10

30 Chapters

الفصل 1

“بمثل هذا اللباس الفاضح، تقولين إنك جئتِ لتكوني سكرتيرة؟ كيف بالضبط؟”جلس رائد يونس على الأريكة الجلدية بثقةٍ متغطرسة، وسند ذراعه على المسند ببرودٍ يوحي بالرفض والنفور.نظر إلى عائشة عادل بنظرةٍ جارحةٍ مليئةٍ بالهيمنة، وقال ساخرًا:“هل ستستخدمين جسدك الممتلئ لأداء عملك؟”سقطت كلماته القاسية عليها كالسياط، تحطم ما تبقّى من كبرياء السكرتيرة الجديدة.كان واثقًا أنها لن تجرؤ على المغادرة، وأنها ستبقى لتكون سكرتيرته الخاصة، تلازمه كظله.لكنها نظرت إليه بوجهٍ خالٍ من التعبير لبرهة، ثم استدارت وغادرت دون كلمة.تشقّق وجه رائد يونس المليء بالثقة في لحظة، وقف فجأة ولحق بها، وأمسك بعنف بالباب الذي فتحته، ثم أدارها بعنفٍ ليدفعها على الباب.“إلى أين؟”سأل بصوتٍ منخفضٍ مفعمٍ بالتهديد، بينما كانت تتجنب النظر إليه.فقبض على ذقنها بقسوةٍ وأجبرها على مواجهته.“لماذا لا تتكلمين؟ حين تجادلينني كنتِ فصيحة اللسان! أتغضبين لأني أرسلتكِ إلى مدينة النور؟”خفضت نظرها دون أن تجيب.اشتعلت النار في عينيه، وكأنه لم يرها منذ زمنٍ طويل، وأوشك أن يلتهمها بنظراته.برودها وعنادها دفعاه إلى أقصى حدوده.“متى ستعودين؟”اقت
Read more

الفصل 2

توقفت عائشة عادل عن الحركة، ثم التفتت لتغمس عود القطن في مطهرٍ خاص للفم.وقالت ببرودٍ: “افتح فمك.”حدّق بها رائد يونس بعينين سامّتين كأفعى، وابتسم بسخرية:“هل تأمرينني؟”ارتعشت رموشها مرتين، وصوتها ازداد هدوءً وجفاءً:“سيدي، أرجو أن تفتح فمك.”فجأة تغيّر وجهه:“غضبتِ لأنني قلتُ كلمة؟ تُظهرين لي هذا الوجه البارد؟”أنزلت يدها ببطء، ورفعت نظرها إليه للحظة، في عينيها حيرةٌ وإرهاق.قالت بهدوء:“إن لم ترغب أن أساعدك، فالسيد كريم في الخارج، سأدعوه يدخل.”ثم استدارت لتغادر.رفع رائد يونس يده دون وعي، ولم يتمكن إلا من الإمساك بشعرها الطويل الكثيف، وأبى أن يتركه.شهقت بخفوت، مائلة الرأس قليلًا، بينما غشّت الضباب عينيها الباردتين.هل آلمها؟ حسنًا، تستحق.شدّ على خصلاتها وقال بتعالٍ:“من سمح لكِ أن تتخذي القرار بدلاً عني؟”تنفست بعمق، ثم عادت نحوه، وبدون تردّد لمست الجرح في شفتيه بعصا القطن.ها هي أمامه مجددًا، لم يطلبها، لكنها عادت بنفسها، خاضعة كعادتها.فشعر لوهلةٍ براحةٍ غريبةٍ تملأ صدره، لكنه لم يُفلتها من نقده اللاذع:“مجرد قطعة أرض، لو أرسلتُ كريم شريف لقضى الأمر خلال أسبوع، أما أنت فمكثتِ ن
Read more

الفصل 3

“مم… عائشة عادل!”أعاد نداءُ رائد يونس العجيبُ عائشة عادل إلى وعيها.لم تدرِ متى انزلقت أصابعها إلى داخل فمه.مع أنها ترتدي قفازات طبية، إلا أن عينيها اتسعتا بفزع.اعتدلت بسرعة وسحبت يدها، لكن الحركة كانت عنيفة فاختلّ توازنها وكادت تسقط عن الكرسي.أحاط خصرها بذراعٍ قوية، وحملها بيدٍ واحدة وأنزلها عن الكرسي.شهقت من الذعر، ودفعتْه مبتعدةً كما لو لُسعت، وعضّت على أسنانها لتكتم الصرخةً التي كادت تفلت من حلقها.توترها كان ظاهرًا للعين.تجنّبُها له بدا وكأنه شيءٌ مُقزّز!اسودّ وجه رائد يونس بعد أن كان قد هدأ قليلًا، وسألها من بين أسنانه المكبوتة:“مِمَّ تهربين؟”خفق قلبها بعنف، واجتمع الخجل والارتباك والذعر في نظراتها.لكن خوفها الأكبر كان من غضبه، ومن أن يظن أنها تتعمد التقرب منه، فيقرف منها ويطردها.تماسكت وقالت بصوتٍ باردٍ متحكّم:“عذرًا، سيدي. فقدتُ توازني للتو. أعطيتك الدواء، وإن لم يكن هناك ما يلزم، فسأغادر الآن.”استدارت على عجل حتى كادت تصطدم بالحائط.وما إن سمع أنها ستغادر حتى بدء يسعل بعنف، وقال بضعف:“أنا جائع… أريد عصيدة.”توقفت وقالت بهدوء:“سأتصل بخدمة المنزل ليبعثوا أحدًا حال
Read more

الفصل 4

قال رائد يونس بحدة:“هل ما زلتِ تعرفين من هو رئيسك؟ كل أمورك يجب أن تُبلّغيني بها أولًا، لا أن تُخبري زميلًا عاديًا!”ارتبكت عائشة عادل، فكان قريبًا جدًا منها، وأنفاسه الساخنة تلامس عنقها من فتحة القميص، فأحمرّ وجهها وارتجف قلبها.قالت بصوتٍ خافتٍ مرتبك:“علمتُ، من الآن فصاعدًا سأبلّغك أولًا.”حملت الطبق لتغادر إلى طاولة المطبخ، لكنه أمسك بذراعها.كانت بشرتها ناعمة كما تخيّلها في حلمه، تمامًا مثلما أحسّها هناك.شهقت، وحاولت الإفلات لا إراديًا، لكنه ما زال محمومًا، يضجّ رأسه بالهذيان، والكوابيس لم تغادره بعد.كانت مقاومتها قد أشعلت غضبه في الحلم، وها هي تكررها الآن.قبض على يديها بقوة، فانفلت الطبق من بين أصابعها وسقط أرضًا وتحطّم بصوتٍ حادّ أيقظه من غشاوة الحمى ، فأفلتها فورًا.انحنت بسرعة تجمع الشظايا، ويخفق قلبها بجنون، لا تجرؤ أن ترفع رأسها كي لا يرى احمرار وجهها.قال بصوتٍ منخفض:“اتركيها.”لكنها لم تسمع أو ربما تظاهرت بعدم السمع.صرخ بها بحدة:“قلتُ اتركيها!”ارتعشت من صوته المفاجئ، فانزلقت قطعة زجاجٍ وجرحت إصبعها، فاندفع الدم بغزارة.أمسك بمعصمها ورفع يدها دون تفكير، ثم قرّب إصبع
Read more

الفصل 5

رآها لا تتحرك، وكانت تلك أول مرة لا تطيعه.ما الأمر؟ أتمثّلين ولم تعودي قادرة على الاستمرار؟حدّق بها رائد يونس ببرود:“عائشة عادل، حذّرتك منذ يومك الأول، عليكِ أن تطيعي. إن عصيتِ فغادري فورًا.الآن… التقطي كل ما على الأرض!”رأى جسدها يرتجف بأكمله، فتلألأ في عينيه بريق انتصارٍ وسخرية.إنه يعرف. أكثر ما تخشاه أن يطردها. فهي تتشبث بالبقاء لغايةٍ ما.وإن طُردت الآن، فلن يرحمها أولئك الذين أرسلوها.احمرّت محاجر عينيها. نما الخوف فيها كأظفارٍ جارحة، لكنها تشبثت بالبقاء إلى جواره.بعد أن صارت تراه كل يوم، ازدادت شراهتها، ولم تعد تحتمل فكرة الرحيل.خفضت رأسها، واستدارت ببطء.رفعت صندوق الإسعاف عن الأرض، ثم جثت تجمع الأدوية المبعثرة واحدةً تلو أخرى.ارتخى جسده أخيرًا.اتكأ كملكٍ منتصر على ظهر الأريكة، يتأمل خصرها الممتلئ بتقلبٍ وتجهّم.وما إن أنهت جمع الأشياء حتى قطع عليها الكلام فورًا:“اسكبي العصيدة. أنا جائع.”وضعت الصندوق وانطلقت مسرعة.لو تأخرت لحظة لربما رآها وهي تمسح دموعها.فرك رائد يونس جبينه المنتفخ بضيق، وتمتم بلعنةٍ وهو ينهض ويتبعها.أطفأت النار وحرّكت القدر قليلًا. سكبت وعاءً ووضع
Read more

الفصل 6

ضحك رائد يونس بخفوت، وأمال رأسه ناظرًا في المرآة إلى وجه عائشة عادل البارد.بمجرد أن رآها، أدرك أنها غير راضية.لكنه كان يعشق رؤية وجهها الممتلئ حين تتجهم.لعق أسنانه بحنق، متمنيًا لو أمكنه أن يقرص وجنتيها الممتلئتين حتى تنفجر تلك النعومة تحت أصابعه، لعل ذلك يخفف من الحكة الغريبة في صدره.لم يتمكن صوت مجفف الشعر الصامت من إخفاء ضحكته الماكرة، فشدّت عائشة عادل ملامحها أكثر، تتظاهر بعدم السماع وتواصل عملها.كان شعره طويلاً قليلاً، مقصوصًا بعناية، وعادة ما يصففه للخلف في العمل ليبدو مهيبًا وصارمًا.لكن بعد غسله وتركه دون تسريح، بدا ناعمًا ومبعثرًا، تتدلى خصلاته على جبينه.وعندما كانت تنفخ شعره، كانت أصابعها تتسلل بين الخصلات دون قصد، ليتسلل الغموض بينهما في صمت.بدأت جفونه تثقل، لكنه أجبر نفسه على البقاء مستيقظًا وهو يراقبها في المرآة.كان يهدأ بلمس أصابعها اللطيفة على فروة رأسه حتى غلبه النعاس.وبعد دقائق، وضعت عائشة عادل مجفف الشعر جانبًا قائلة بهدوء:“تم، يا رئيس.”لم يصلها أي رد، فالتفتت لتراه نائمًا على الكرسي، رأسه يميل شيئًا فشيئًا نحو الأرض.أسرعت لتسنده، لكنها سحبت يدها فورًا بتل
Read more

الفصل 7

فتح رائد يونس عينيه وهو لا يزال مشوش الذهن، فرك رأسه المثقل بالألم وأخذ نفسًا عميقًا بصعوبة، وكانت رائحة مألوفة تحوم حول أنفه.تجمد للحظة، ومرّت في ذهنه صور مبعثرة كأنه استيقظ من سُكرٍ طويل.تبدلت ملامحه إلى صرامةٍ قاتمة، لا يدري إن كانت تلك المشاهد التي رآها حقيقية أم مجرد أوهام.تحرك غريزيًا يبحث عن ظلّ عائشة عادل، ولما لم يجدها، لم يشعر بالراحة، بل ازدادت ملامحه توترًا وهو ينهض من السرير.تجوّل في غرفة الجلوس والمطبخ، ولم يجد أثرًا لها. كل شيء كان نظيفًا ومرتبًا كأن أحدًا لم يلمسه.هل يمكن أن يكون ما حدث البارحة مجرد وهمٍ من أثر الحمى؟عبس بشدة، وبدأ غضبه المتأخر يتصاعد في صدره.ركل الكرسي بعنف واندفع نحو غرفة النوم بخطوات غاضبة.لكن عند مروره بمدخل المنزل، لمحت عيناه شيئًا، فالتفت بسرعة.كان هناك صندوق فضي رمادي اللون.حدق فيه لحظة، ثم رفع بصره نحو غرفة الضيوف وتوجه إليها بخطوات متسارعة دون أن يشعر.قبض على مقبض الباب وحبس أنفاسه، ثم فتح الباب ببطء.لكن السرير كان خاليًا تمامًا، مرتبًا كما لو لم يلمسه أحد.“اللعنة…” تمتم بغضب وهو يدفع الباب بقوة، ثم اندفع نحو الحمّام وفتحه بعنف، ول
Read more

الفصل 8

وضع رائد يونس يديه على الطاولة وحدّق فيها قائلًا ببرود:“بما أنك لا تنوين إنقاص وزنك، فلماذا لا تأكلين؟”كان يتذكر أنه طلب منها أن تأكل البارحة، لكنها لم تفعل.قالت عائشة عادل بهدوء:“أكلت في طريقي إلى البيت.”فعلت ذلك لتتجنب الأكل معه على انفراد كي لا يشعر بالضيق، لكنها أيضًا لم تكن تريد أن تجوّع نفسها، فاختارت أن تأكل في طريق العودة.خفض نظره نحو الطعام أمامه، وفقد شهيته بالكامل.هل أكلت فعلًا، أم تتظاهر لتغضبه؟هل ما زالت منزعجة لأنه كلفها بمهمة تنظيف الفوضى التي خلفها مشروع مدينة النور؟لكنها هي من عارضته أولًا، وبقيت هناك عشرة أيام إضافية من تلقاء نفسها، وهو حتى الآن لم يعاتبها على ذلك.اشتعل غضبه فجأة، رمى عيدان الأكل بقوة، وأمسك سترته متجهًا نحو الباب.ارتعبت من صوته المفاجئ، فاستدارت بسرعة ولم تلحق إلا برؤية ساقيه الطويلتين تختفيان عند الزاوية.“سيدي؟”هرعت خلفه:“ألن تتناول فطورك؟”لم يجبها، كان وجهه متجهمًا وهو يبدل حذاءه بعصبية.فسارعت هي أيضًا لتبديل حذائها.رمقها بعينين بارّدتين وهي تنحني، والفستان الأخضر ذاته ينزلق قليلاً كاشفًا عن بياض بشرتها، فعضّ على أسنانه وقال بسخرية
Read more

الفصل 9

رفعت عائشة عادل يدها أمامه لتريه، وصوتها الذي كان دومًا باردًا اكتسب هذه المرة نغمة ناعمة تحاول تهدئته بها:“سيدي، انظر...حقًا أنا من عضضت نفسي، هذه آثار أسناني، انظر بنفسك.”تحركت عينا رائد يونس الجامدتان أخيرًا، وأمعن النظر في العلامة على يدها، فوجدها متطابقة تمامًا.تنفس بعمق، وكأن الدم عاد يجري في عروقه بعد أن تجمّد. الحمد لله… لم يكن هو من فعلها.ابتعد خطوة إلى الخلف، وقال بصوتٍ متوتر بارد:“لماذا عضضتِ نفسك أصلًا؟”اختلقت عذرًا بسرعة قائلة:“كنت أسهر إلى جانبك البارحة، وكنت أغفو من التعب. خفت أن تحتاجني ولا أسمعك، فعضضت نفسي لأبقى مستيقظة.”نظر إليها باستغراب خافت، وقال:“تهتمين بي لهذه الدرجة؟”ارتجف قلبها للحظة، ثم أجابت بابتسامة خفيفة تخفي توترها:“كنت فقط أخشى أن تغضب وتخصم من راتبي.”ضاق فمه بخط مستقيم، ووقف ببرودٍ واضح، يبتعد عنها أكثر حتى شعر بالمسافة الآمنة بينهما.أما هي فتمسكت بحقيبتها ووقفت في أقصى زاوية من المصعد، محافظة على تلك المسافة كما لو كانت قاعدة مقدسة.وصل المصعد إلى الطابق الأرضي، رفعت نظرها إليه، لكنه بقي واقفًا متصلبًا لا يتحرك، فلم تجرؤ على النزول قبله.
Read more

الفصل 10

اشتدّ توتر رائد يونس، وازدادت كآبة الجو داخل السيارة حتى خنق الأنفاس.أسند رأسه إلى يده وأغلق عينيه، لا يريد أن يرى أحدًا من الاثنين الجالسين معه.جلس كريم شريف بجانبه محاولًا الابتعاد قدر الإمكان عن الرئيس الغاضب، متظاهرًا بأنه غير موجود.أما السائق، فقد فهم تلميح عائشة عادل مسبقًا، فقاد السيارة مباشرة إلى أسفل مبناها.وما إن توقفت السيارة حتى سارع كريم شريف بالنزول قائلاً:“عم علي، ابقَ في مقعدك، سأساعد السكرتيرة عائشة بحقيبتها.”نزل الاثنان، وفي تلك اللحظة خفّض رائد يونس زجاج النافذة قليلًا ليستنشق الهواء.قال كريم شريف بصوتٍ منخفض غاضب:“السكرتيرة عائشة، لقد أوقعتِني في ورطة.”ابتسمت باعتذار وهمست:“آسفة، لكنك تعمل معه منذ ثلاث سنوات، وأنا لم أكمل سوى نصف عام، وفوق ذلك أنا المرأة التي يكرهها.نحن موظفون نتقاضى راتبًا، فعلينا أن نلتزم بقواعد العمل، أليس كذلك؟”تنهد كريم شريف وهو يهز رأسه، كلامها صحيح.لكن ذلك لا يغير حقيقة أن الرئيس في مزاجٍ سيئ، ومن الأفضل أن يختفي من أمامه الآن.ومع ذلك، لم يكن يلومها حقًا، فهو أكثر من يعرف كم عانت لتحتفظ بهذه الوظيفة، وكم تحمّلت من الإهانات.كانت
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status